تواصل السلطات الأمنية التابعة لرئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، عمليات التنكيل بالمعتقلين السياسيين، رغم إعلانها الدائم على انتهاجها استراتيجية جديدة بشأن حقوق الإنسان، ورغم مرور أكثر من 11 عاما على إطاحة السيسي، بأول تجربة ديمقراطية في العصر الحديث والانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي، وحبس الكثير من أنصاره.



وفي كانون الثاني/ يناير 2021، أعلنت مصر عن "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان 2021-2026"، بهدف النهوض بكافة حقوق الإنسان في مصر، بتعزيز احترام وحماية الحقوق المدنية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، المتضمنة في الدستور، والتشريعات الوطنية، والاتفاقيات الدولية، والإقليمية.

"قفص أبوالفتوح"
واشتكى المعتقل السياسي والمرشح الرئاسي المصري السابق عبدالمنعم أبوالفتوح، من التضييق عليه، مطالبا بزيارة طبيعية دون قفص زجاجي، موضحا في شكوى لإدارة "سجن بدر"، نقلها نجله أحمد أبوالفتوح عبر "فيسبوك"، أمس الاثنين، موضحا أنه منذ 5 سنوات يتم وضع والده في قفص زجاجي خلال الزيارة يمنعه أن يلمس أسرته وأحفاده، وذلك بعد سنوات من حبسه انفراديا منذ اعتقاله في شباط/ فبراير 2018.

وقال نجله: "النهاردة أبويا رفض يحضر الزيارة في الكابينة الزجاجية أو المقبرة الزجاجية على حد وصفه وطلب الزيارة تكون طبيعية"، مضيفا: "سنين بتعدي محدش سلم على أبويا ولا حتى أحفاده، ابنتي الصغيرة في عامها السادس ومسلمتش عليه حتى الآن"، مبينا أن هذه الإجراءات حدثت "في سجن طرة (شديد الحراسة 2) سابقا وحاليا في سجن (بدر)".

تبين رسالة أبوالفتوح، أنه لم يطلب إخلاء سبيله أو علاجه من الكثير من الأمراض التي أصابته، ولكنه يطالب بالسماح له بزيارة طبيعية يلمس فيها أفراد أسرته، في مكان به هواء لا يشعر فيه بالاختناق كما يحدث له بزنزانته الانفرادية وفي الكبينة الزجاجية.

وهو ما يتلاقى بشكل كبير مع ما قالته زوجة أحد المعتقلين سابقا في حديثها لـ"عربي21"، من أن "كل حلمه نسمة هواء داخل محبسه"، وأنه كان سعيدا بنقله من محبسه بمركز شرطة إلى سجن يُسمح فيه بالتريض ساعة يوميا ويشم بعض الهواء.

"علاء عبدالفتاح"
وتحدث المحامي الحقوقي خالد علي، عما يتعرض له المعتقل علاء عبدالفتاح، من تنكيل، بعدم احتساب مدة حبسه احتياطيا ضمن عقوبته، موضحا عبر صفحته بـ"فيسبوك"، أن "علاء، يكمل يوم 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، 5 سنوات حبس، أي أنه أنهى مدة الحبس المقضي بها عليه".


وأضاف: "لكن مسلسل التنكيل بعلاء مازال مستمرا رغم أن المنسوب إليه هو مجرد القيام بتشيير بوست"، مبينا أنه فوجئ بأن حساب بدء تنفيذ العقوبة من تاريخ التصديق على الحكم في 3 كانون الثاني/ يناير2022، وبهذا يستمر في السجن حتى 3 كانون الثاني/ يناير 2027.
٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ يكون علاء عبد الفتاح أكمل مدة خمس سنوات حبس، وهى المدة المقضى بها عليه فى الحكم الصادر ضده بسبب تشييره لبوست كتبه أحد النشطاء عن موت أحد السجناء تحت تأثير التعذيب بالسجن. pic.twitter.com/Yvh0uFwIqE — Khaled Ali (@Khaledali251) September 19, 2024
وأشار إلى أنهم "أسقطوا المدة السابقة، وهي من 29 أيلول/ سبتمبر 2019 وحتى 2 كانون الثاني/ يناير 2022، من حساب مدة عقوبته"، مؤكدا أن "ما يواجهه عبدالفتاح يعد امتدادا لما شهده عدد من المحبوسين على ذمة قضايا سياسية".

"انتهاكات.. ومحاولات انتحار"
وفي سياق التضييق الأمني على المعتقلين، أعلن مركز "الشهاب لحقوق الإنسان"، الأحد الماضي، أن سجناء سياسيين بسجن "برج العرب" بالإسكندرية، (شمال غرب)، أقدموا على الانتحار، والدخول في إضراب عن الطعام نتيجة ممارسات التعذيب النفسي الممنهج والعنف الشديد والتنكيل التي تمارس ضدهم.

المركز الحقوقي، أكد أنه جرى "تقليص حقوق المعتقلين بشكل غير قانوني"، و"منعهم من التريض"، و"تقليص وقت الزيارة"، و"منع دخول مستلزمات ضرورية، بينها الأدوية"، و"قطع الكهرباء عن الزنازين"، و"اقتحام الزنازين"، و"تجريد المعتقلين من متعلقاتهم كالطعام والأدوية والبطاطين".

وأفادت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان"، بأن الانتهاكات بحق المعتقلين السياسيين في "سجن مركز شرطة بلبيس" بمحافظة الشرقية شمال شرق القاهرة، تتواصل، مشيرة لدور معاون مباحث القسم النقيب أحمد قنديل، في التعذيب الممنهج للمحبوسين احتياطيا، وتقييد أيديهم بالكلابشات من الخلف، والتعدي عليهم بالعصى والشوم، وتهديدهم بقضايا جديدة حال شكواهم.

وتشير تقارير حقوقية عدة إلى قيام أمن "سجن العاشر من رمضان للنساء"، بعمليات "العقاب الجماعي" ضد المعتقلات خاصة في (تأهيل 4 سياسي)، مشيرة إلى أن إدارة السجن تتعمد إبقاء الإضاءة في (الزنازين) على مدار اليوم، ما يسبب مشكلات نفسية وصحية خاصة لكبار السن والمرضى، بجانب منع المعتقلات من التريض وإغلاق النضّارة -فتحة الباب الحديدي للزنازين-، فيما جرى تهديد من تعترض من المعتقلات بإغلاق المراوح وشفاطات الهواء.

"النساء.. وتفتيش مذل وغير أخلاقي"
وكشف مركز "الشهاب لحقوق الإنسان"، أيضا أن الانتهاكات تجري أيضا بحق أسر المعتقلين في الزيارات، موضحا أن قوات الأمن في (عنبر 21)، بسجن (برج العرب) تجبر زوجات وبنات المعتقلين على خلع ملابسهم أثناء التفتيش قبل الدخول للزيارة فيما وصفته بـ"تفتيش مذل وغير أخلاقي".

وفي سابقة هي الأولى من نوعها بالمحاكم المصرية، بحسب وصف "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان"، تقدم الصحفي المصري المعتقل أحمد صبري بلايسي (34 عاما)، المحبوس احتياطيا في سجن (أبوزعبل) شمال القاهرة، بطلب لمحكمة جنايات القاهرة لتمكينه من رؤية زوجته، المعتقلة في سجن "العاشر من رمضان للنساء"، أسماء عبدالرحمن عبدالقادر، (32 عاما)، والمعتقلة معه منذ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.

وفي سياق التنكيل بالنساء المعتقلات، طالبت أسرة المعتقلة الفلسطينية فداء عبدالحميد أنس شبير، (35 عاما) السلطات المصرية بإخلاء سبيلها هي وطفلها الذي أنجبته في محبسها وإعادتها لأطفالها الأربعة حيث تقيم أسرتها في قطاع غزة.

وأشارت منظمات حقوقية إلى أنها وبالمخالفة لقانون الحبس الاحتياطي ودون حكم قضائي، محبوسة في سجن العاشر من رمضان منذ العام 2021، بتهمة الانضمام إلى تنظيم "ولاية سيناء"، وذلك بعد مقتل زوجها الفلسطيني على يد الأمن المصري في سيناء.

"إخفاء قسري وإهمال طبي"
وفي واقعة متواصلة منذ 7 أعوام، تستمر السلطات الأمنية المصرية في الإخفاء القسري للطالب المصري أسامة صلاح محمدين مصطفى، (25 عاما)، منذ أيار/ مايو 2017، حين كان طالبا بالفرقة الأولى بكلية التجارة جامعة المنصورة، فيما لم تنجح جهود أسرته في معرفة مكان اعتقاله حتى اليوم.

وكشفت منظمات حقوقية عن العديد من حالات الإهمال الطبي بحق المعتقلين، والتي كان آخرها تقرير حول تدهور الحالة الصحية للمعتقل وليد الزندحي، (48 عاما) المحكوم بالسجن 35 عاما ويعاني أزمات صحية خطيرة في "ليمان المنيا"، وسط رفض أمن السجون مطالباته بتوفير العلاج اللازم لإنقاذ حياته، كونه حق قانوني من حقوق السجناء.

"بلا رقابة"
تلك الأوضاع الحقوقية التي يصفها حقوقيون بأنها مخالفة لكل القوانين المصرية والدولية، تأتي في ظل تراجع دور الرقابة على السجون والمعتقلات المصرية، وهو ما كشفه تقرير لـ"الجبهة المصرية لحقوق الإنسان" الاثنين.

التقرير أكد أن أداء "المجلس القومي لحقوق الإنسان" الرقابي على السجون ومقار الاحتجاز أعوام (2020 وحتى 2023)، تراجعت بشكل كبير، ما يعكس انحرافا بعمل المجلس، في الوقت الذي توثق فيه منظمات حقوقية انتهاكات واسعة بحق المعتقلين، أدت لانتحار البعض.


"تعنت قضائي"
وبجانب التعنت الأمني، انتقدت منظمات حقوقية، التراجع في قرارات إخلاء سبيل المعتقلين، موضحة أنه لم  يصدر عن قضاة غرفة المشورة بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم بدر، أي قرار بإخلاء سبيل لأي من آلاف المعتقلين السياسيين المحبوسين احتياطيا منذ 427 يوما، مشيرة إلى أن آخر قرارين بإخلاء السبيل تم توثيقهما في تموز/ يوليو 2023، وفي ذات الشهر من 2022.

وفي المقابل، تواصل المحاكم المصرية قراراتها بتجديد حبس آلاف المعتقلين والمحبوسين احتياطيا عبر دوائر إلكترونية تستخدم تقنية "الفيديو كونفرانس"، دون حضورهم، أو إجراء تحقيقات، أو مقابلة الدفاع عنهم.

آخر تلك القرارات، صدرت من قاضي المعارضات بمحكمة جنايات القاهرة، الاثنين، بتجديد حبس مؤسس "رابطة أهالي المختفين قسرا" المحامي إبراهيم متولي، والمحامية الحقوقية هدى عبدالمنعم، 45 يوما، رغم تجاوزهما مدة الحبس الاحتياطي.

وقالت والدة وزوجة معتقل لـ"عربي21": "عوضي على الله في زوجي وابني"، مؤكدة أنهما "بعد 11 سنة من السجن والتعذيب إذا كُتب لهم الخروج فلن يكونا أبدا نفسيا أو بدنيا كما دخلا المعتقل".

"جرائم يُخجل منها"
وفي تعليقه على ما تم رصده مؤخرا من شكاوى سوء معاملة أمن السجون للمعتقلين، والتضييق عليهم بالمخالفة لما تُعلنه أجهزة النظام حول استراتيجية حقوق الإنسان، قال الحقوقي المصري محمد زارع: "هذا أسلوب تنتهجه الدولة طوال الوقت مع المعارضين السياسيين".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، أنه "يتم التنكيل بهم بشكل خارج عن القانون ومخالف للمعاملة الآدمية"، مبينا أن "ما يحدث مع الدكتور أبوالفتوح كمثال في هذا الإطار، شيء غير مفهوم بالمرة".

وأشار إلى أنه "وكثير من المعتقلين من كبار السن وأغلبهم بين 70 و80 عاما"، موضحا أنه "رجل ثمانيني كل جريمته الحديث بحرية عبر قناة فضائية عن حقوق الإنسان والوضع السياسي بمصر، ولذا أرى أنه رمز لانتهاك النظام للحريات السياسية وحرية الرأي والتعبير".


ويرى أن "مجرد وجود أبوالفتوح، في السجن طوال هذه السنوات في غير جريمة حقيقية والكل يعلم ذلك، فهذا معناه أن النظام للأسف غير عابئ بأي قوانين أو دساتير تحمي الحقوق والحريات، وغير عابئ بالمرة برأي الناس فيه، ولا رأي المؤسسات الدولية والدول التي تدعي مناصرة حقوق الإنسان".

ويعتقد أن "أبوالفتوح ومن في أزمته ومعاناته هم رمز لانتهاك النظام حرية التعبير والانتقال السلمي للسلطة، ووجودهم في السجن عار على النظام، ويؤكد أنه نظام غير عابئ بأي مواثيق دولية، وأنه يزيد الطين بلة بسوء المعاملة للمعتقلين ووضع رجل ثمانيني في قفص زجاجي، كما فعل مع الرئيس محمد مرسي وتوفاه الله داخل القفص الزجاجي".

الحقوقي المصري، لفت إلى أن "هناك ضغوط نفسية عندما يتم فرض ذلك الأسلوب على الزيارة لو تمت، وهو شيء مهين وجريمة من يرتكبها مجرم، سواء كان موظف ينفذ تعليمات أو من عنده ليرضي النظام، لكنه للأسف جريمة يُخجل منها، وسجن أشخاص كل هذا السنوات لأجل مطالبتهم بالحريات يؤكد أن النظام لا يقبل بها، ومن ينتقده يدخل السجن مدى الحياة، ويموت فيه، أيضا".

وتوفي الرئيس الراحل محمد مرسي، بعد سقوطه مغشيا عليه بقفص محاكمته الزجاجي، في 17 حزيران/ يونيو 2019.

وعن أسباب إصرار النظام الأمني على التصعيد مع المعتقلين رغم مرور نحو 12 عاما على حبس أغلبهم، قال زارع، إن "الحالات الأخرى لأكثر من 60 ألف معتقل لا يقل وضعها إجراما عما يحدث بحق أبوالفتوح، سواء من تم القبض عليهم لانتمائهم لتيار سياسي معين أو لكونهم كانوا في نظام الحكم السابق مع الرئيس مرسي، كالوزراء والمستشارين والمعاونين".

ومضى يؤكد أنها "جريمة يُخجل منها؛ خاصة وأن النظام يواصل الانتقام ليل نهار من المعارضين ومن الشعب أيضا، حتى أصبح الأمر كله مخجلا، ولم يعد لدي أي أمل في تحسن ملف حقوق الإنسان لأنه نظام غير عادل يحكم على أفكار الجميع سياسيين أو مواطنين يئنوا من الضرائب والغلاء وتراجع قيمة العملة المصرية".

"تنكيل ممنهج.. وللغرب دور"
من جانبه، أشار السياسي المصري عزالدين الكومي، إلى ما ذكره "مركز الشهاب لحقوق الإنسان"، عن "استغاثات من سجن برج العرب تفيد ممارسة انتهاكات بحق المعتقلين السياسيين، بقيادة ضابط الأمن الوطني حمزة المصري، أدت إلى وقوع محاولات انتحار بين المعتقلين، وإيداع عدد منهم زنازين التأديب".

وفي حديثه لـ"عربي21"، لفت البرلماني المصري السابق، إلى ما "تسجله المنظمات الحقوقية عن عشرات الحالات في السجون والمعتقلات وأماكن الاحتجاز من التعذيب والإهمال الطبي وحتى الانتحار"، ملمحا إلى ما كشفه "مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان"، وتأكيده أن ما يجري هو "تنكيل ممنهج".


وتحدث الكومي، عن حالة عبدالمنعم أبو الفتوح، موضحا أنه "رغم كبر سنه ومعاناته عدة أمراض لا تزال السلطة تتجاهل وضعه الصحي ولا تضعه ضمن قوائم العفو الرئاسي، أو حتى الإفراج الصحي".

وقال إن "ما يجعل اليوم رصد الانتهاكات بحق المعتقلين غير مكتمل ما يقوم به النظام خارج السجون بالتضييق على المنظمات الحقوقية التي كشفت معاناة المعتقلين ووسائل التنكيل بهم".

وأضاف: "ربما يُرجع ذلك البعض الأمر إلى غض الغرب الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر"، مشيرا إلى أن "أعظم هدية قدمتها أمريكا كان تقديم المعونة المقدرة بـ1.3 مليار دولار كاملة للقاهرة، دون اجتزاء أو قطع أو حجز جزء منها بسبب انتهاكات حقوق الإنسان كما كان في السنوات الماضية، وهو يشكل رسالة هامة للنظام بأن (إفعل ما شئت)".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية المصري السيسي المعتقلين السجون العفو مصر السيسي السجون المعتقلين العفو المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المعتقلین السیاسیین بحق المعتقلین لحقوق الإنسان منظمات حقوقیة کانون الثانی حقوق الإنسان موضحا أن إلى أن فی سجن

إقرأ أيضاً:

قومي حقوق الإنسان يواصل الاستعداد لانتخابات مجلس الشيوخ 2025

كتب- محمد نصار:

يواصل المجلس القومي لحقوق الإنسان، من خلال وحدة دعم ومتابعة الانتخابات، وبالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، تنفيذ سلسلة من اللقاءات التنشيطية المخصصة لمتابعي منظمات المجتمع المدني المعتمدين من الهيئة الوطنية للانتخابات، وذلك في إطار استعداداته لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ المقررة في 2025.

وقد أُقيمت اللقاءات بشكل متزامن في خمس محافظات رئيسية، بمشاركة أعضاء من المجلس القومي لحقوق الإنسان، حيث أدار عبد الجواد أحمد، عضو المجلس والمشرف على وحدة دعم ومتابعة الانتخابات، والدكتور هاني إبراهيم، الأمين العام للمجلس، اللقاءات التي أُقيمت في محافظة الإسكندرية.

كما تولت دينا خليل، عضو المجلس وعضو غرفة دعم الانتخابات، إدارة اللقاء الذي عُقد بمحافظة القاهرة، وأدار عصام شيحة فعاليات محافظة الجيزة، فيما أدار الدكتور أيمن زهري اللقاء بمحافظة سوهاج.

وشهدت اللقاءات حضور الدكتور مجدي عبد الحميد، المدير التنفيذي لمشروع الاتحاد الأوروبي، ومحمود قنديل، المحامي بالنقض، إلى جانب عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني.

وأكد عبد الجواد أحمد، أن هذه اللقاءات تأتي ضمن خطة عمل متكاملة تنفذها وحدة دعم ومتابعة الانتخابات بالمجلس، بهدف تأسيس منظومة متابعة مهنية تقوم على الاستقلال والحياد الكامل، والالتزام بالقانون دون تدخل في مجريات العملية الانتخابية، لافتًا إلى أن المتابعة تختلف تمامًا عن الإشراف الذي يعد اختصاصًا حصريًا للهيئة الوطنية للانتخابات.

وأشار إلى أن اللقاءات تستهدف تعزيز قدرات المتابعين في مجال الرصد الموضوعي والتوثيق الدقيق، والتدريب على الآليات العملية للتعامل مع الملاحظات الميدانية، بما يضمن إعداد تقارير رصد محايدة وشاملة.

كما شدد على أهمية توظيف الوسائل الرقمية في دعم عملية المتابعة، لاسيما من خلال التواصل اللحظي مع المتابعين عبر غرفة العمليات المركزية، بما يعزز من سرعة الاستجابة للتطورات ويسهم في دعم النزاهة والشفافية.

وأوضح "عبد الجواد"، أن غرفة العمليات المركزية بالمجلس ستنتهي خلال الأيام المقبلة من تجهيز وسائل الاتصال والتنسيق الفني لضمان التواصل اليومي مع فروع المجلس في المحافظات.

كما أعلن أنه سيتم ضم ممثلين عن الجمعيات والمنظمات التي شاركت في اللقاءات التنشيطية إلى أنشطة المتابعة خلال فترة التصويت.

من جانبه، أكد الدكتور هاني إبراهيم، أن اللقاءات التنشيطية تعكس التزام المجلس القومي لحقوق الإنسان بالعمل المؤسسي المهني، القائم على مبادئ باريس، وخاصة الاستقلالية والشفافية والحياد.

وأوضح أن الأمانة العامة تتابع تنفيذ خطة العمل التدريبية واللوجستية بالتنسيق مع رئيس المجلس وأعضائه، لضمان جاهزية الفرق الميدانية.

وفي السياق ذاته، أشارت دينا خليل، إلى أن هذه اللقاءات تُعد تطبيقًا عمليًا لبروتوكول التعاون الموقع بين المجلس القومي لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للانتخابات، وتسهم في توحيد المفاهيم الإجرائية والمهنية لدى المتابعين، وتعزز من قدرتهم على الرصد الموضوعي للمراحل المختلفة للعملية الانتخابية، والتعامل مع أي وقائع أو ملاحظات وفقًا للمعايير المعتمدة.

كما أكد عصام شيحة، أن إشراك منظمات المجتمع المدني في متابعة الانتخابات يمثل ضمانة حقيقية لتعزيز الشفافية، موضحًا أن نسب المشاركة في الانتخابات تعكس وعي المواطنين، وتشكل رسالة إيجابية أمام المجتمع المحلي والدولي.

ولفت إلى أهمية الدور الدستوري لمجلس الشيوخ، خاصة في ما يتعلق بإبداء الرأي في مشروعات القوانين وخطط التنمية والاتفاقيات الدولية والتعديلات الدستورية.

وفي سياق متصل، أشار الدكتور أيمن زهري، إلى أن اللقاءات التنشيطية تسهم في رفع الوعي القانوني والسياسي لدى المتابعين، وتزويدهم بأدوات تحليل المشهد الانتخابي، ما ينعكس على جودة التقارير الميدانية التي تُرفع لغرفة العمليات، ويساعد في تطوير الأداء العملي للمتابعين.

وأكد أهمية توفير بيئة آمنة ومحايدة لعملية المتابعة، تلتزم بالمعايير الدولية وأفضل الممارسات في رصد الانتخابات.

وشمل البرنامج التدريبي للقاءات عددًا من المحاور الأساسية، أبرزها: شرح الإطار الدستوري والقانوني المنظم للانتخابات، تحليل النظام الانتخابي لمجلس الشيوخ، استعراض التزامات الدولة في ضوء الاتفاقيات الدولية، حقوق وواجبات المتابعين، مهارات الرصد الميداني، وآليات صياغة التقارير.

كما تضمنت اللقاءات تدريبات تطبيقية حول سبل التواصل مع غرفة العمليات المركزية والتعامل مع أي ملاحظات أو مخالفات محتملة خلال يومي التصويت.

اقرأ أيضًا:

أحدث 25 صورة لمشروع الخط الأول من القطار الكهربائي السريع

شكرًا على تعاونكم.. الكهرباء تصدر بيانًا جديدًا بشأن محطة محولات جزيرة الدهب

تطوير العتبة ونقل الباعة الجائلين.. أحدث 25 صورة تكشف مستجدات التنفيذ

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الاستعداد لانتخابات الشيوخ انتخابات مجلس الشيوخ 2025 قومي حقوق الإنسان لهيئة الوطنية للانتخابات

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة "حماة الوطن" يجتمع مع مرشحيه في انتخابات مجلس الشيوخ 2025 أخبار محافظ القاهرة عن انتخابات "الشيوخ": نقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين أخبار حدث منتصف الليل| أدوات رقمية لتسهيل انتخابات الشيوخ.. وصيانة طارئة للغاز أخبار بحضور أحمد عبدالجواد.. مؤتمر حاشد بالجيزة لدعم مرشحي "مستقبل وطن" في انتخابات أخبار

إعلان

أخبار

المزيد أخبار مصر "حماة الوطن" يجتمع مع مرشحيه في انتخابات مجلس الشيوخ 2025 اقتصاد كيف يؤثر الاتفاق التجاري بين أمريكا والاتحاد الأوروبي على أسواق الطاقة؟ شئون عربية و دولية سقوط طائرة هليكوبتر في نهر في ولاية سكسونيا الألمانية حوادث وقضايا فيديو يفضح الجريمة.. تفريغ "فنطاسين" صرف في الترعة والأمن يتحرك اقتصاد وزير البترول: الانتهاء من تنفيذ خطة استباقية لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي

الثانوية العامة

المزيد التنسيق توجيه مهم لوزير التعليم العالي بشأن تنسيق الجامعات والمعاهد 2025 التنسيق عدد الرغبات والتوزيع وتقليل الاغتراب.. 25 سؤالًا وجوابًا بتفاصيل تنسيق التنسيق لطلاب الثانوية 2025.. 80% حدًّا أدنى للغة للقبول بالدراسات القانونية بالفرنسية جامعات ومعاهد تنسيق المرحلة الأولى 2025.. قواعد التوزيع الجغرافي للقبول بالجامعات التنسيق تنسيق المرحلة الأولى 2025.. هل يحق للطالب تغيير محل إقامته لتعديل التوزيع

إعلان

أخبار

"قومي حقوق الإنسان" يواصل الاستعداد لانتخابات مجلس الشيوخ 2025

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

لغز النيران الغامضة.. "برخيل سوهاج" تحترق وتُحيّر المسؤولين والأهالي (القصة الكاملة) الحرارة الشديدة مستمرة.. 3 ظواهر جوية تضرب مصر غدًا جميعة رجال الأعمال تحذر الحكومة من "رسوم الساحل" الجديدة: مقلقة ونطالب بإلغائها "أبو شيخة وزبارقة ومشهور".. من هم الثلاثي وراء الدعوة للتظاهر ضد مصر في تل أبيب؟ للإعلان كامل للإعلان كامل 41

القاهرة - مصر

41 27 الرطوبة: 15% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • “الغرب المتحضر.. حين يتحول الذئب إلى واعظ عن حقوق الإنسان!”
  • شيخ الأزهر: مبررو مأساة غزة فقدوا غطاءهم الزائف من دعاوي حقوق الإنسان
  • البانيز: عقوبات واشنطن لها تأثيرات خطيرة على حياتي وعملي
  • من 3 مراحل و12 منتخباً.. تفاصيل النظام الجديد لبطولة غرب آسيا تحت 23 عاماً
  • قومي حقوق الإنسان يواصل الاستعداد لانتخابات مجلس الشيوخ 2025
  • 35 ألف متطوع.. الهلال الأحمر المصري يلعب دورًا محوريًا في تنظيم مرور الشاحنات
  • لأول مرة.. منظمتان في إسرائيل تتهمانها بارتكاب إبادة جماعية في غزة
  • قيادي بمستقبل وطن: مصر ستظل الداعم الأول والحاضن للقضية الفلسطينية
  • الحكومة السودانية تفاجئ الأمم المتحدة
  • مفوض حقوق الإنسان الأممي يحث العالم الضغط على إسرائيل