تعثر الاقتصاد فزاد الاستياء.. صراع طبقي يلوح في الصين
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
تواجه الصين مشكلة اتساع الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، وهي مشكلة عملت الحكومات الصينية المتعاقبة على حلها خلال العقود الماضية، لكن التعليقات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى "صراع طبقي جديد يلوح في الأفق"، في ظل تصاعد الغضب الشعبي بسبب الفجوة في توزيع الثروات.
وتقول مجلة إيكونوميست البريطانية في تقرير عن هذا الموضوع إنه "مع تعثر الاقتصاد، يتزايد الاستياء بين الفئات الاجتماعية".
وفي تسعينيات القرن العشرين، عندما سمح للصينيين بالانتقال من الريف إلى المدن، واختيار العمل الذي يرغبون في القيام به وصعود السلم الاجتماعي، بات بالإمكان أن يتحول المزارع إلى مالك مصنع في غضون سنوات.
ولكن التفاؤل بدأ يتلاشى، مع تعثر الاقتصاد وتراجع فرص العمل
وكان الرئيس الصيني، شي جينبينغ، وعد بخفض التفاوت في الدخل في الاجتماع العاشر للجنة المالية والاقتصادية المركزية في أغسطس 2021، وحينها اقترح جدولا زمنيا لـ "الازدهار المشترك في العصر الجديد للاشتراكية ذات الخصائص الصينية".
وبحلول نهاية الخطة الخمسية الـ14 عام 2025، قال شي إن "الفجوة بين الدخول الفردية ومستويات الاستهلاك الفعلية سوف تضيق تدريجيا".
ولكن بدلا من ذلك، اتسعت الفجوة، وفق تقرير لموقع "صوت أميركا" نشر في سبتمبر الماضي.
ووفقا للمكتب الوطني للإحصاء، فإن 20 في المئة من الصينيين الأعلى دخلا كسبوا 5.3 ضعف ما كسبه أدنى 20 في المئة في عام 2015. وهذا المعدل كان قريبا من المتوسط في البلدان المتقدمة الرأسمالية.
وفي عام 2022، وفقا لتقرير المكتب الوطني للإحصاء، ارتفع متوسط دخل أغنى 20 في المئة من الأسر الحضرية إلى 6.3 ضعف دخل أفقر 20 في المئة من الأسر.
ويظهر التقرير أن التفاوت في المناطق الريفية أكثر شدة. وتظهر البيانات الواردة من المكتب أن الفرق بين الأكثر ثراء والأكثر فقرا بلغ 9.2 ضعف.
وأفاد تقرير لمجموعة إدارة الثروات "يو بي أس" بأن أغنى 1في المئة من سكان الصين يسيطرون حاليا على أكثر من 31 في المئة من ثروة الأسر في البلاد.
وفي العام الماضي، طلبت الشركات المالية في الصين من الموظفين التخفيف من حدة التباهي بالثروة استجابة لتوجيهات من الحكومة، لمواجهة تصاعد الغضب العام بسبب فجوة الثروة الهائلة في البلاد.
وقال تقرير لمجلة "تايم" إن الشركات المالية طالبت موظفيها بتخفيف التباهي، سواء كان ذلك عبر صور لوجباتهم الفاخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى القدوم إلى العمل بملابس باهظة الثمن.
وتقول وكالة الأنباء المالية اليابانية إن مشكلة الديون المفرطة في الصين تساهم في اتساع فجوة الدخل، فبعض الأفراد الأثرياء والشركات ذات الأصول المالية الكبيرة يستفيدون من مدفوعات الفائدة من بعض المؤسسات المالية المتعثرة، كما أن سياسة "صفر كوفيد" أدت إلى فقدان وظائف، خاصة في قطاع الخدمات.
وتوصل بحث أجراه عالمان أميركيان في الصين، هما سكوت روزيل ومارتن وايت، إلى أن الصينيين كانوا في وقت من الأوقات يقبلون التفاوت، لكنهم ظلوا متفائلين بأنهم قادرون على النجاح إذا ما عملوا بجد، أما الآن، فباتوا يرون أن مفتاح النجاح هو العلاقات، والنشأة في أسرة ثرية.
وفي أغسطس، استخدم أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويبو" حسابه (الذي يضم أكثر من مائة ألف متابع) للهجوم على المعاشات التقاعدية الضخمة التي تتمتع بها النخبة. وكتب: "أيها الناس العاديون، هل فهمتم الأمر الآن؟".
وتشير إيكونوميست إلى أن حوالي 300 مليون شخص انتقلوا إلى المدن في العقود الثلاثة الماضية حصلوا على مكانة اجتماعية أفضل، لكنهم في المدن يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، وكثيرا ما يُحرمون من الوظائف العليا.
والزيادة الكبيرة في عدد الأماكن في الجامعات والكليات في الصين فتحت العديد من الأبواب، لكن الطلاب الريفيون لا يتواجدون بشكل كبير في الجامعات النخبوية.
ويقدر ليو باوزونغ، من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن ما يقرب من 40 في المئة من الطلاب في هذه المؤسسات هم من أبناء المديرين، وأقل من 10 في المئة من أبناء المزارعين، رغم أن أكثر من 35 في المئة من الصينيين يعيشون في الريف.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی المئة من فی الصین
إقرأ أيضاً:
رسالة دكتوراه للباحثة راندا طولان تكشف "تأثير الفجوة بين الأجيال على استهلاك الأخبار"
حصلت الباحثة راندا صالح زكي طولان، المدرس المساعد في كلية الإعلام بالأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا، على درجة الدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
وناقشت كلية الإعلام بجامعة القاهرة، رسالة دكتوراه تحت عنوان «تأثير الفجوة بين الأجيال على استهلاك الأخبار- دراسة مقارنة»، وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتورة أماني عمر، عميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتورة هناء فاروق، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتورة نيرمين الأزرق أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
وسعت الدراسة بشكل رئيسي إلى دراسة الفجوة بين الأجيال بين ثلاث مجموعات (جيل X وجيل الألفية/ وجيل Z)، وكيف تؤثر الاختلافات بين الأجيال على استهلاكهم للأخبار عبر مختلف المنصات الإعلامية.
واعتمدت الدراسة مزيجًا من أدوات جمع البيانات الكمية والنوعية، متمثلة في الاستبيان ومناقشات المجموعات المركزة، وقد أتاح الاستطلاع للباحثة الحصول على مجموعة واسعة من الآراء والسلوكيات من مختلف الأجيال من خلال تحديد أنماطهم في تفضيلات المنصات الإعلامية ومعدل استهلاك الأخبار ونوع المحتوى الإخبارى المفضل، بالإضافة إلى معرفة دوافعهم للوصول إلى الأخبار ومعدل الثقة في مصادر الأخبار.
كما ساعدت مناقشات المجموعات المركزة الباحثة في الحصول على معلومات مفصلة حول عادات استهلاك الأخبار لدى المشاركين واهتماماتهم، بالإضافة إلى تقديم نظرة ثاقبة حول كيفية إدراك الأجيال المختلفة للأخبار ووسائل الإعلام والأسباب الكامنة وراء تفضيلات الأجيال المختلفة لأنواع الأخبار.
أظهرت النتائج أن الجيل إكس هو الأكثر استهلاكًا للأخبار من خلال المنصات الرقمية، مقارنة بالجيلين Y وZ، بالإضافة إلى ذلك، فإن وسائل التواصل الاجتماعي هي أكثر مصادر الأخبار شيوعًا، خاصة بالنسبة للأجيال الأصغر سنًا؛ ففي حين يعتمد 55.9% من الجيل X على وسائل التواصل الاجتماعي، ترتفع هذه النسبة بشكل ملحوظ بين كل من الجيل Y بنسبة 72.1% والجيل Z بنسبة 70.4%، علاوة على ذلك، يوجد علاقة طردية دالة بين دوافع المبحوثين وراء استهلاك الأخبار والإشباع الذي يحصلون عليه.
وكشفت الدراسة عن أن المبحوثين يستهلكون الأخبار بطرق فريدة تعكس أنماط حياتهم وتفضيلاتهم؛ حيث يركز جيل الألفية على الأخبار التي تجذب اهتمامهم، وغالبًا ما يتصفحون العناوين الرئيسية ويشاهدون محتوى الفيديو السريع والجذاب.
من ناحية أخرى، يشعر جيل (Z) أن الأخبار تجدهم بشكل طبيعي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تبقيهم المواضيع الرائجة (Trending topics) والمحتوى الديناميكي المرئي مثل مقاطع الفيديو والصور متفاعلين، ويتبع الجيل X نهجًا أكثر تقليدية واتساقًا، حيث يقرأون الأخبار يوميًا ويفضلون الأخبار المكتوبة المفصلة، خاصةً فيما يتعلق بالقضايا المهمة.