لأول مرة.. دراجي يعترف بمسؤولية الكابرانات في أحداث الشغب التي تسببت في سقوط قتلى وجرحى بالجزائر
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
كما تمت الإشارة إلى ذلك في موضوع سابق، عاش ملعب "علي عمار" الجديد بالجزائر، أمسية السبت الفائت، على وقع أحداث شغب مؤسفة تزامنا مع مقابلة العودة بين مولودية الجزائر والاتحاد المنستيري التونسي، برسم دور الـ 32 من عصبة الأبطال الإفريقية.
وارتباطا بالموضوع، رصدت مقاطع فيديو، مشاهد صادمة، توثق للانفلات الأمني الذي شهدته مدرجات الملعب، والمتمثل في مواجهات عنيفة بين عناصر الأمن ومناصري المولودية المحلية، قبل أن يمتد موج الشغب ليطال لاعبي الفريق الضيف الذين تعرضوا بدورهم لكل أشكال العنف بمستودع الملابس.
هذا الحادث الهمجي لم يكن الأول من نوعه، حيث سبق لملاعب الجزائر أن كانت شاهدة على أحداث شغب مأساوية عديدة، وفي الغالب، يكون ضيوف بلاد الكابرانات ضحايا لها، تماما كما حصل مع أشبال الأطلس سنة 2022 في أعقاب نهائي أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة، بعد أن تعرض أطفال في سن الزهور لأبشع صنوف العنف والضرب والشتم أمام أنظار العالم، لا لسبب غير أنهم ينتمون لبلد اسمه المغرب.
مناسبة هذا التقديم الطويل، شهادة للتاريخ دونها الإعلامي "حفيظ دراجي" عبر صفحته الفيسبوكية، حمل من خلالها المسؤولية كاملة فيما وقع لنظام الكابرانات، حيث قال في هذا الصدد: "الاهتمام بتنشئة الإنسان يجب أن يكون أولوية تسبق تشييد البنيان وبناء الملاعب والمرافق"، وهي إشارة واضحة على أن العسكر بوصفه الحاكم الفعلي في الجارة الشرقية، سخر كل جهوده من أجل تكريس سياسة "التكلاخ" والجهل"، والنتيجة كانت بتلك الكيفية التي تابعها العالم بملعب "علي عمار".
وتابع "دراجي" منبها إلى أن تشييد الملاعب والمرافق العامة، "يجب أن يرافقه حسن التسيير والتنظيم والتأطير حتى يكتمل المشهد الذي نريده لبلدنا وشعبنا و رياضتنا"، قبل أن يؤكد أن "ما حدث البارحة في ملعب علي عمار بالدويرة في أول مباراة يحتضنها، هو أمر مؤسف ومحزن، خاصة عندما تسقط الأرواح، عوض أن نحافظ عليها و نرتقي بها إلى الأحسن" وهو وصف كاف ليفهم الجميع ما يقع في هذا البلد الذي يحكم العسكر بقبضة من حديد.
كما شدد "دراجي" المعروف بولائه الكبير لنظام الكابرانات على أن: "ملاعب الكرة التي تم إنجازها في الجزائر هي مؤسسات لا يمكن لأي ناد تسييرها وصيانتها لوحده، أما تنظيم المباريات فهو ثقافة وترتيبات لا مجال فيها للصدفة والاستهتار"، وهو ما يفسر أيضا حجم الفشل البارز الذي رافق كل التظاهرات الرياضية التي نظمتها الجزائر من قبل.
من جانبه، أصدر نادي الاتحاد المنستيري التونسي بيانا للرأي العام على خلفية الأحداث اللا رياضية التي أعقبت مقابلته مع مولودية الجزائر، أدان من خلاله بشدة كل ما تعرضت له البعثة الرسمية للنادي من اعتداءات بالعنف المادي واللفظي المجاني والتصرفات اللا مسؤولة من قبل مسؤولين وصحفيين وأشخاص لا صلة لهم بكرة القدم في الميدان وفي حجرة الملابس وفي المنطقة المختلطة وفي الطريق إلى ملعب المباراة.
وجاء في البيان الفريق التونسي أيضا: "نندد بكافة أنواع المضايقات والاستفزازات التي طالت جماهيرنا العزيزة"، مشيرا إلى أنه "بصدد القيام بكل الإجراءات القانونية الممكنة لحماية حقوق النادي والحفاظ على صورته والدفاع على سمعة الوطن في الخارج".
وجدد "المنستيري" في ختام بيانه استنكاره لعدم اتخاذ أي إجراءات ردعية أو احترازية إزاء التهديدات الجدية لسلامة اللاعبين والإطار الفني والطبي والصحفيين التونسيين بعد كل الذي واجهوه من مخاطر أمام المقذوفات والشماريخ والألعاب النارية، وفق تعبيره.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
محمد صلاح.. كيف تسببت مقابلة استثنائية في خلاف نجم ليفربول مع النادي؟
(CNN)-- لا يُعدّ محمد صلاح مجرد أحد أبرز المرشحين لجائزة أفضل لاعب في تاريخ ليفربول، بل كان أيضاً من بين الأفضل في العالم خلال العقد الماضي.
لقد كان عاملاً محورياً في نجاحات ليفربول الأخيرة، حيث فاز بلقبين في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولقب في دوري أبطال أوروبا، ولقب في كأس العالم للأندية خلال مسيرته التاريخية التي امتدت لتسعة مواسم.
كما بنى صلاح، الهداف التاريخي لليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، علاقةً عاطفيةً مميزةً مع الجماهير والمجتمع المحلي، حيث تنتشر جداريات صورته في أرجاء الملعب والمدينة.
لذا، يكاد يكون من المستحيل على أسطورةٍ كهذه، في أواخر مسيرته الكروية، أن ينشأ خلافٌ حادٌّ مع نادٍ كرّس له أفضل سنوات عمره.
لكن، بعد مقابلة استثنائية أجراها مع الصحفيين عقب تعادل ليفربول مع ليدز بنتيجة 3-3، السبت، حدث ما حدث بالفعل.
ماذا قال صلاح؟
كانت هناك تلميحات بوجود خلافات منذ فترة طويلة.
في الموسم الماضي، قبل أن يحسم ليفربول لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يكن واضحًا ما إذا كان صلاح سيحصل على عقد جديد مع النادي، مما أثار شهورًا من التكهنات التي أثرت سلبًا على العلاقة التي كانت متينة في السابق.
وبدا أن قرار تجديد عقد صلاح في نهاية الموسم الماضي قد وضع حدًا للشائعات حول انفصاله عن ليفربول. ولكن، بعد سبعة أشهر من توقيع العقد، باتت العلاقة بينهما تبدو ميؤوسًا منها.
لفهم تداعيات هذا الانفصال، لا بد من النظر إليه في سياق الموسم الكارثي الذي يمر به ليفربول حتى الآن. توقع الكثيرون أن ينافس حامل لقب الدوري على لقب آخر، لكن النادي يحتل حاليًا المركز العاشر في الترتيب بعد خسارته ست مباريات من أصل 15 مباراة خاضها في الدوري هذا الموسم.
"أنا في غاية الإحباط، بصراحة، لقد قدمت الكثير لهذا النادي على مر السنين، وخاصة الموسم الماضي"، هكذا صرّح صلاح لحشد من الصحفيين الذين بدوا في حالة ذهول خارج الملعب، بعد أن كان بديلاً غير مُستخدَم في مباراة ليفربول ضد ليدز، السبت، مضيفا: "الآن أجلس على مقاعد البدلاء ولا أعرف السبب. يبدو أن النادي قد تخلّى عني. هذا ما أشعر به. أعتقد أنه من الواضح تماماً أن أحدهم أراد تحميلي كامل المسؤولية".
كما تراجع مستوى صلاح لدرجة أنه لم يعد يُختار ضمن التشكيلة الأساسية. فبعد أن كان ليفربول يعوّل على صلاح لإنقاذه من سلسلة النتائج السيئة، أصبح الآن مهمشًا.
ويبدو أن هذا الأمر كان صعبًا على صلاح تقبله.
لم يكتفِ صلاح بهذا التصريح الصادم، بل وجّه انتقادات لاذعة لإدارة ليفربول في وقتٍ يواجه فيه المدرب آرني سلوت حالةً من عدم اليقين بشأن مستقبله في النادي.
وقال: "تلقيتُ وعودًا كثيرة في الصيف، وحتى الآن، جلستُ على مقاعد البدلاء في ثلاث مباريات، لذا لا يمكنني القول إنهم وفوا بوعودهم".
وأضاف: "لقد صرّحتُ مرارًا وتكرارًا بأن علاقتي بالمدرب كانت جيدة، وفجأةً انقطعت تمامًا. لا أعرف السبب، لكن يبدو لي، من وجهة نظري، أن أحدهم لا يريدني في النادي".
كيف كان ردّ ليفربول؟
وكما كان متوقعًا، قرر ليفربول استبعاد صلاح من تشكيلته التي سافرت إلى ميلانو لمواجهة إنتر في دوري أبطال أوروبا، الثلاثاء.
وعندما سُئل سلوت عن الوضع خلال مؤتمر صحفي قبل مباراة إيطاليا، قال مدرب ليفربول إنه شعر ببعض "المفاجأة" لسماع تصريحات صلاح.
وأقر سلوت قائلاً: "ليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يُدلي فيها لاعب بتصريحات مماثلة عندما لا يشارك في المباراة.. لكن أعتقد أن رد فعلنا، ورد فعلي الشخصي، واضحٌ أيضاً، وهو أنه ليس معنا الليلة".
كما صرّح سلوت بأنه "لا يعلم" ما إذا كانت هذه آخر مباراة لصلاح مع ليفربول، وأن رد النادي كان بمثابة إظهارٍ للقوة.
وأضاف سلوت: "عادةً ما أكون هادئًا ومهذبًا، لكن هذا لا يعني أنني ضعيف".
وأثار قرار صلاح بالتحدث علنًا جدلًا واسعًا في عالم كرة القدم، إذ صرّح مدافع ليفربول السابق، جيمي كاراغر، لشبكة سكاي سبورتس بأن ما قاله صلاح "عار"، مضيفًا أنه يعتقد أنها خطوة مُدبّرة "لإلحاق أكبر قدر من الضرر وتعزيز موقفه".
في الوقت نفسه، قال نجم إنجلترا السابق، واين روني، على قناة BBCسبورت إن صلاح "يدمر إرثه في ليفربول تدميرًا تامًا".