لبنان ٢٤:
2025-12-14@17:02:23 GMT
هكذا ينظر حزب الله الى مسار المعركة ونتائجها
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": عملية "طوفان الاقصى" التي قادها زعيم "حماس" الحالي ونزيل انفاقها يحى السنوار، كانت بمثابة الفرصة الذهبية ل" حزب الله" لتظهير انه النصير الحقيقي للشعب الفلسطيني والذي يرفض كل الضغوط والاغراءات التي مورست عليه في مقابل التخلي عنها.
ومن البديهي ان ثمة اوساطا غير بعيدة عن الحزب تردد كلاما فحواه ان السيد نصرالله قد اوجد منذ نحو سنة ترجمة عملانية لشعار وحدة الساحات الذي كان له قصب السبق في رفعه قبيل اعوام خلت، والمقصود به وحدة ساحات المحور الخمس، على ان يتعهد كل منها بدور ما لنصرة الساحة التي تتعرض لهجمة من الجانب الاسرائيلي.
فضلا عن ذلك كله فان في دوائر القرار في الحزب من يتحدث صراحة عن قراءة استشرافية عميقة لدى نصرالله، املت عليه اتخاذ قرار الاسناد لغزة، وجوهرها انه لم يكن امام نتنياهو بعد الضربة التي انزلها على راسه السنوار في 7 تشرين الاول، الا ان يرد وان يكون الرد حاسما وقاصما بحجم الضربة التي تلقاها، وهي لن تكون اقل من اجتياح بري لغزة وتدمير "حماس" واجتثاثها ان امكن . وهذا الهدف ان تحقق سيكون وفق قرءاة نصرالله مدخلا اساسيا لامرين:
1 انهاء القضية الفلسطينية .
2 اطلاق دينامية ضغط متصاعد لانهاء سطوة الحزب وصورته ومهابته عبر تطويعه واحتوائه واجباره على الالتزام بتعهدات معينة تكبله .
لذا كان الحزب صادقا مع نفسه وجمهوره عندما قال بان مشاركتنا في المواجهات كانت لندرأ سلفا عن انفسنا ضربة اتية من جانب نتنياهو الذي يعرف ان وجودنا مع سلاحنا ضمانة لاستمرار القضية التي يريد جعلها نسيا منسيا.
من خلال كل هذه الوقائع ثمة من يرى بان "التعايش" القسري الذي كان قائما الى الامس القريب بين نتنياهو والحزب بات شبه مستحيل خصوصا انهما توعدا بعضيهما منذ انتهاء حرب تموز عام 2006بمواجهة حاسمة وفاصلة اتية يسترد فيها الاسرائيلي ما فقده من قوة الردع ويكرس فيها الحزب تحوله الى رقم صعب في المعادلة الاقليمية .
وهكذا من خلال كل هذه الاعتبارات يخوض كلا الطرفين المواجهات وظهر كل منهما الى الحائط : فالحزب يراهن على قدرته على الصمود بغية استدراج الاسرائيلي الى معركة برية حيث يعتقد ان له فيها تفوقا، و يلوح بمفاجات ميدانية واوراق قوة يملكها لاسيما بعد ان اجبر اسرائيل على التراجع الى خط دفاعها الاول الذي اضحى بعمق اكثر من 50 كيلومترا في صحراء النقب.
في حين ان الاسرائيلي بات مجبرا على مواصلة ضغوطه على الحزب حتى وان اقتضى الامر تكرار تجربة الارض المحروقة التي استخدمها في حربه الضروس مع غزة، على امل ان ينتهي الامر بوقف للنار يسمح له باعادة افواج نازحيه من مستوطنات الشمال بمعزل عن غزة ما يؤدي الى انهاء "تلازم المسارين".
ووفق تقديرات فان ثمن تصارع الرؤى هذه سيكون باهظا ومكلفا لجميع الاطراف، اقله سيؤدي الى تهجير اكثر من مليوني شخص على طرفي الحدود مضافا اليها مساحات مدمرة وخراب.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أسوأ سيناريو يواجهه حزب الله.. قوات دولية ستدخل الحرب؟
ما أدلى به الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً عن وجود دول طلبت التدخل لسحق "حزب الله"، لا يُمثل كلاماً عابراً من الناحية العسكرية والسياسية، بل يُعطي مؤشرات عن إمكانية دخول لبنان في عهد "التحالفات الدولية العسكرية" في لحظةٍ من اللحظات.السيناريو هذا حصل قبيل سنواتٍ طويلة ضد تنظيم "داعش" في سوريا، وذلك حينما ترأست الولايات المُتحدة الأميركيّة تحالفاً دولياً ضد التنظيم المذكور للقضاء عليه. في المقابل، كان الموفد الأميركي توماس براك قد "ساوى" بين "الحزب" و "داعش"، حينما قال إن سوريا ستعملُ على مواجهة الطرفين، ما يفتحُ الباب أمام سيناريوهات قد تخرُج عن سياق الحرب العادية لتصبح في إطار ما يُعرف بـ"تدويل حرب لبنان".
التلميحات الإسرائيلية والأميركية تجاه "حزب الله" يمكن أن تقودَ إلى فكرة مفادها أن أي جبهة ستُفتح في لبنان قد لا تنحصرُ بإسرائيل فقط، ذلك أن الخطر قد يرتبط باشتراك دول أخرى معها، وذلك في حال كان الهدفُ القضاء على "حزب الله" تماماً. لكن في المقابل، فإن براك ذاته قال إن إسرائيل لن تستطيع سحق "الحزب" عسكرياً، وهو الكلام الذي فُهم على أنه إقرار بقوة "الحزب"، لكنه بات يُفهم انطلاقاً من كلام ترامب أنَّ إسرائيل لن تكون وحدها قادرة على مواجهة "الحزب"، ما سيتطلبُ تدخلاً لقوات أخرى.
على هذا الأساس، تنبعُ مؤخراً سيناريوهات عن إمكانية أن تشنّ إسرائيل هجمات ضد لبنان انطلاقاً من البقاع وليس من جنوب لبنان فقط، على أن يكون الهجوم من الجهة الشرقية مستنداً بشكل رئيسي إلى خطّ يبدأ من جبل الشيخ وصولاً إلى سهل البقاع، حيث يكمن الحديث عن حصول مناورة إسرائيلية برية هناك وتكثيف ضربات جوية تستهدفُ معاقل "حزب الله" اللوجستية والرئيسية هناك.
المعركة هذه، إن حصلت، ستعني أن إسرائيل وسعت إطار جبهة لبنان، فيما خط النار سيمتد مباشرة إلى البقاع لتتكون بعد ذلك فكرة منطقة عازلة هناك، وهو ما لا تستبعده مصادر معنية بالشأن العسكريّ التي تقولُ لـ"لبنان24" إنّ الجبهة لن تكون محصورة هذه المرة في الجنوب، بل ستكون مفتوحة أمام سوريا أيضاً.
توسيع جبهة البقاع والحديث عن إمكانية "تدويل حرب لبنان" سيعني أن سيناريو التمدد العسكري سيكونُ كبيراً، لكن السؤال الذي يُطرح: من هي الدول التي ستنخرط في حرب ضد لبنان؟ هل سيكون ذلك عبر قوات متعددة الجنسيات ستأتي إلى لبنان بعد "اليونيفيل" لتقوم بعملية مواجهة الحزب مع إسرائيل؟ أيضاً، ماذا عن سوريا، وهل ستكون منخرطة في أي مواجهة ضد "الحزب" أقله عند حدودها؟
ما يُمكن قوله هو إنّ أي حربٍ جديدة ستكون موسعة وستخرجُ عن الإطار التقليدي العام والذي يُعتبر سائداً إلى الآن. وحتى اتضاح صورة الوضع وتقلباته، سيبقى لبنان في "حلقة مفرغة" عنوانها استمرار الضربات الموضعية والتي قد تؤدي إلى ضربات كبيرة، وبالتالي انفلات الأمور نحو الأسوأ.. والسؤال، هل سيبقى اتفاق وقف إطلاق النار الحالي هو الضامن لوقف أي نزاعٍ مُتجدد؟ هنا، تقول المصادر المعنية بالشأن العسكري أن أي معركة ستتطلب اتفاقاً جديداً قد ينسف ما سبقه، وبالتالي مواجهة لبنان الشروط الجديدة التي لم يقبل بها سابقاً.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة خشية من "شرعنة" الحرب على "حزب الله"… ومجلس الأمن يدخل على الخط Lebanon 24 خشية من "شرعنة" الحرب على "حزب الله"… ومجلس الأمن يدخل على الخط