سودانايل:
2024-06-02@21:55:41 GMT

كمسنجية السياسية السودانية !

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

معطيات :

العمل كقيمة أخلاقية لكسب الرزق بعرق الجبين فعلٌ مقدسٌ لدى شعوب الأرض كافة،وهو أيضاً نوع من العبادة في الدين الإسلامي،فكلما تعقدت الحياة وتطورت تكنلوجياً، خلقت أنواعاً جديدةً من المهن، وبنفس القدر تندثر أُخريات،وسرعان ما يحل الروبت وإنتاج الذكاء الإصطناعي محل الانسان في كثير منها، الشئ الذي أثار عواصف التوجس خيفة في بعض المؤسسات الدولية من تهديد الذكاء الإصطناعي المباشر لمستقبل الإنسان، فشرعت في قرع طبول الخطر باكراً.

..قبل أن يقع الفأس في الرأس كما يقول المثل...توجد في السودان مهن وحرف هامشية كثيرة قائمة على المهارات الفطرية والمكتسبة لبعض الأفراد فهى تدر عليهم دخلاً مناسباً حسب الظروف اليومية المتقلبة...،وقد ظل بعضها عصيٌ على التغيير ولا تسجيب لمتغيرات العصر ، لاسيما أن السودان محاط بدولٍ تقدمت شوطاً كبيراً ،وبلغت مرحلة باسقة في الارتقاء بالحياة إلى معايير الجودة، بينما نحن مازلنا قابعين في حُفر إحتياجات الحياة الأولية... وكأن السودان خارج مجرة التطور...ومن ضمن أشهر المهن الهامشية في بلادنا نجدها مهنة ( الكمسنجي) -أو (الطرّاح) وهو شخص تراه صباح مساء يتصبب عرقاً أو يرتعد برداً وهو ينادي الركاب إلى المركبات العامة مبيناً وجهتها صوتياً،تراه في المواقف الرئيسية أو في آخر المحطات
، فهذه المهنة ليس تعريف واضح في سلم الخدمة المدنية ،ولكن معترف بها في أطر فئوية،وعادة يمتهنها السائقون المتقاعدون أو الكماسرة العاطلون وأحيانا بعض الصبية والشباب وجزء من المعاشيين من كل حِرفة ومهنة...فهى عمل يقوم به أي إنسان ذو صوت جهور ونشط الحركة يمتاز بالجرأة (والشفتنة)، غير أن بعض الناس يستنكر عملهم هذا بأعتباره نوعاً من العطالة المحنطة،وضرب من الإستغلال خاصة حينما يمسك أحدهم بشباك الحافلة ولايتركها حتى ينتهي مجهوده ويستلم مايجود به السائق حتى لو لم يصعد راكب ... مما يتسبب في إمتعاض بعض السائقين منهم وأحياناً يتركونهم بدون مقابل بإعتبار مايقومون به إستغلال بحت لافائدة منه،وفيه إهدار لصحة والوقت تحت هجير الشمس ،المطر والبرد أحيانا ...غير أن القليل منهم يؤدي هذا العمل بتفان وإخلاص يعول من خلاله أسرته ويعلم أبناءه ،بيد أن هذه المهنة ليس لها مستقبل في ظل التقدم المتسارع في إستخدامات التكنلوجيا وتنظيم حركة النقل بطرق حديثة ستجد مكانها في بلادنا حالما تستقر الاوضاع ...وحتماً ستختفي مثل غيرها من المهن الهامشية بعدما يستهل السودان إنطلاقته نحو التطور وفق رؤية شاملة وخطط علمية مدروسة،ولن يتأتى ذلك طالما يقود تنسيق الحركة السياسية في السودان كمسنجية السياسة الذين فشلوا لأكثر من ستين عاماً في تقديم رؤية وطنية إقتصادية صناعية زراعية تعليمية خدمية لتطوير السودان في كافة المجالات،ويعمل أغلبهم في محطات السياسة برزق اليوم باليوم لافتقارهم أفق التخطيط بعيد المدى ،يكتفي أحدهم بما جناه من عطايا يومه السياسي ،سياسيونا ليس لهم مواقف مبدئية ثابتة،تجدهم في كل (المواقف ) و(المحطات)،ينادي على الجماهير حسب (الخط)،وبعضهم يتخير الخطوط الحية ذات العائد السريع الدسم... وكثيراً ما يتقلبون بين المركبات بغرض إقناع السائقين لتغيير (الخط) ومعلوم أن كل (المركبات ) مستوردة من الخارج ...! ،فالكمسنجي يجتهد في جلب الركاب ،وأحيانا يخاطر بنفسه حينما يعدو مع المركبات الخاصة ،مثلما يتقلب بعض كمسنجية السياسة بين الأحزاب والكيانات السياسة حسب حجم المغريات... يجتهد الطراحون الحقيقيون خلال مواسم الاعياد تماماً كما يفعل كمسنجية السياسية فترة الإنتخابات... يتطلعون إلى كسب قوتهم بكل سهولة بدون مؤهلات أي كانت ،فقد ظل كمسنجية السياسية السودانية يدخلون هذا المعترك مطأبطين مختلف الشهادات العليا والدنيا وبعضهم بدون شهادات،فمنهم الاطباء،والمهندسون، والقانونيون وغيرهم من أصحاب المهن الذين إما فشلوا في مجالهم أو يستصعبونه ويستسهلون خوض سوق السياسية ولا يأبهون بأي (موقف) كان ،موجودون في كل (المواقف ),ويعملون مع أي (خط) مهما كان ،فكل هذه المعطيات تؤكد بجلاء أن مستقبل السودان في محك الضياع،طالما نحن ما زلنا نظن بأن السياسي السوداني شامل وكامل وليست له (مواقف) ثابتة أو. (خط ) واضح تجاه الوطن وقيمه ومصالحه وعاداته وتقاليده ،فالسياسي الحقيقي يجب أن يكون ثابث المواقف واضح الخط،متجرد من الأهواء والانتقائية،خادم لشعبه طموح لتقديم إنجازات وطنية تترك بصماته على جبين تطور بلاده ورفعتها وإزدهارها.

msharafadin@hotmail.com
/////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حزب سوداني يدين تصريحات دبلوماسية بشأن القاعدة الروسية

 

صرح سفير حكومة بورتسودان لدى موسكو، لوكالة “ريا نوفوستي” بالتزام حكومته السماح ببناء قاعدة عسكرية روسية على الأراضي السودانية

التغيير: كمبالا

أدان حزب المؤتمر السوداني تصريحات السفير السوداني لدى بشأن التزام حكومته السماح ببناء قاعدة عسكرية روسية على الأراضي السودانية المطلة على البحر الأحمر.

وأكد الحزب في بيان اطلعت عليه “التغيير”، حرصه التام على بناء علاقات ودية مع كل شعوب العالم،  إلا أنه يدين هذه الخطوة غير الحصيفة ويشدد على الرفض المبدئي لها، مشيرا إلى أن”حكومة بورتسودان لا تملك الحق في تنفيذ أي اتفاقيات تخص جمهورية السودان، فهي حكومة غير شرعية فُرضت بالقوة علي الشعب السوداني عبر انقلاب عسكري في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م، مما نتج عنه فراغ دستوري ومؤسسي أدى إلى اندلاع حرب بين شريكي الانقلاب، تعد الأكثر تدميراً وترويعاً في تاريخ السودان”.

وكان سفير حكومة بورتسودان لدى موسكو، محمد سراج، صرح أمس الأول من يونيو، لوكالة “ريا نوفوستي” بالتزام حكومته السماح ببناء قاعدة عسكرية روسية على الأراضي السودانية المطلة على البحر الأحمر، استناداً على اتفاق مسبق موقع من قبل حكومة المخلوع البشير عام ٢٠١٨م.

ويأتي هذا التصريح تأكيداً لتصريحات مشابهة صدرت مؤخراً من مساعد القائد العام الفريق أول ياسر العطا.

وقال حزب المؤتمر السوداني “إن المضي قدماً في بناء القاعدة العسكرية الروسية المشار إليها في هذا التصريح يتنافى مع القواعد الأساسية للقانون الدولي ويقوض سيادة السودان على أراضيه ويخل بمبدأ ضرورة انتهاج سياسة خارجية متوازنة ويسهم في زج البلاد في أتون صراع دولي لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب وتحولها تدريجياً إلى حرب بالوكالة”.

وأضاف “إن الأولوية العاجلة اليوم في أجندة كل القوى الوطنية الحريصة على مصلحة البلاد هو وقف الحرب ووضع حد لويلاتها، ودفع شركائنا وأصدقائنا في المجتمع الإقليمي والدولي إلى دعم جهودنا في وقف الحرب ومعالجة الكارثة الإنسانية الطاحنة واعادة البناء والإعمار”.

وأردف بالقول إن “السودان اليوم يمر بأزمة غير مسبوقة هي الأسوأ عالمياً، ولا مخرج منها إلا عبر إيقاف الاقتتال والدخول في عملية سياسية شاملة لا تستثني إلا المؤتمر الوطني وواجهاته تمهد لإحلال السلام والتأسيس لفترة انتقالية بقيادة مدنية”.

 

مقالات مشابهة

  • المطاعم السودانية في القاهرة.. تجارب وليدة فرضتها الحرب
  • الدين والدولة في السودان
  • حزب سوداني يدين تصريحات دبلوماسية بشأن القاعدة الروسية
  • راهن الحرب السودانية
  • لماذا تفشل السياسة الأمريكية في السودان؟
  • الدكتور إكرام بدرالدين يكتب: الأمن القومي والحوار الوطني
  • لا غنى عنها ولا بديل لها
  • «البرهان» يبحث مع لعمامرة حل الأزمة السودانية
  • نِقوش على جِدار الحرب السودانية (5): حكومة بورتسودان
  • الحزب الشيوعي وتقدم و مآلات الصراع