الجزيرة:
2025-12-14@16:42:53 GMT

ما هي أدوات إسرائيل في ممارسة الحرب النفسية؟

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

ما هي أدوات إسرائيل في ممارسة الحرب النفسية؟

فجّرت إسرائيل عن بُعد مئات الأجهزة المحمولة التي يستخدمها أعضاء حزب الله في لبنان، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا. وكان من بين ضحايا الهجوم الإرهابي طفلان، كما أصيب آلاف الأشخاص بجروح جراء الانفجار، مما أغرق المستشفيات اللبنانية في حالة من الفوضى.

في اليوم التالي، انفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكي في جميع أنحاء البلاد، مما أودى بحياة 20 شخصًا.

وبعد يومين من ذلك، أي يوم الجمعة، استهدفت غارة جوية حيًا مكتظًا بالسكان في العاصمة اللبنانية بيروت، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص. وفي يوم الاثنين، بدأت القوات العسكرية الإسرائيلية حملة قصف هستيرية على عدة مناطق في لبنان، مما أدى إلى مقتل أكثر من 550 شخصًا، من بينهم 50 طفلًا.

وبالإضافة إلى القصف الجسدي، تتعرض الهواتف اللبنانية أيضًا لوابل من التحذيرات بالإخلاء من جانب إسرائيل، وهي شكل آخر من أشكال الإرهاب بالنظر إلى تاريخ إسرائيل في توجيه الناس للإخلاء، ثم قصفهم أثناء تنفيذهم الأوامر.

خلال حرب إسرائيل على لبنان التي استمرّت 34 يومًا في عام 2006، على سبيل المثال، تم ذبح 23 من سكان قرية مرواحين جنوب لبنان من مسافة قريبة بواسطة مروحية عسكرية إسرائيلية، بينما كانوا يتبعون التعليمات الإسرائيلية بمغادرة منازلهم. وكان معظم الضحايا من الأطفال.

ومن المؤكد أن وجود دولة إسرائيل قد تأسس منذ البداية على القتل الجماعي، وهو وضع أدى، من بين أمور أخرى، إلى استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث تم قتل أكثر من 41,000 فلسطيني في أقل من عام، في حين أن العدد الحقيقي للقتلى، بلا شك، أعلى بكثير.

ورغم ذلك، فإن الهجوم المفاجئ المتمثل في تفجير الأجهزة الإلكترونية اللبنانية، وتكثيف الحرب النفسية يأخذ جهود إسرائيل التدميرية إلى منحى أكثر توحشًا وغرابة من المعتاد.

يعرف قاموس أكسفورد الإنجليزي كلمة "أورويلي" بأنها: "خاص أو ذو دلالة على كتابات" الكاتب البريطاني جورج أورويل، خاصة عن "الدولة الشمولية التي يصورها في روايته البائسة عن المستقبل، عام 1984". نُشرت الرواية في عام 1949، بالمصادفة بعد عام واحد من اختراع إسرائيل الدموي لنفسها على الأراضي الفلسطينية، عندما كان العام 1984 لا يزال بعيدًا بـ 35 عامًا.

وبحلول الوقت الذي جاء فيه عام 1984 فعليًا، كانت إسرائيل قد وسعت تجربتها في فرض الديستوبيا الإقليمية لتشمل لبنان أيضًا، حيث قتل الغزو الإسرائيلي للبلاد في عام 1982 عشرات الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين. وما أنجزته هذه الغزوة الأبوكاليبتية هو نشوء حزب الله، مما وفر عدوًا "إرهابيًا" آخر تستغله إسرائيل لتبرير عدوانها في المستقبل.

يُعد كتاب أورويل "1984" أيضًا مصدر عبارة "الأخ الأكبر يراقبك"، وهي تعليق على أنظمة المراقبة التي تنطبق منذ فترة طويلة على إسرائيل، لا سيما بالنظر إلى دورها الطليعي في صناعة برامج التجسس العالمية.

كما هو الحال مع المكونات الأخرى في ترسانة إسرائيل القمعية، يتم تعزيز قابلية تسويق تكنولوجيا الاختراق الإسرائيلية بحقيقة أن كل هذه الخبرة، يتم اختبارها ميدانيًا على الفلسطينيين.

في مقال نُشر في "مجلة القدس" بعنوان: "إستراتيجيات المراقبة: النظرة الإسرائيلية"، أشار عالم الاجتماع الفلسطيني الراحل إيليا زريق إلى أن مراقبة إسرائيل العقابية للفلسطينيين بدأت حتى قبل تأسيس الدولة الإسرائيلية، عندما تم تجميع بيانات حول القرى الفلسطينية لتسهيل الغزو والطرد.

في الوقت الحاضر، تشكل الحواجز الإسرائيلية الصارمة في الضفة الغربية أحد وجوه "الأخ الأكبر"، بينما في غزة، يضيف تطبيق إسرائيل برنامج التعرف على الوجه مزيدًا من الإهانة إلى جريمة الإبادة الجماعية.

أما في لبنان، فنحن نشهد ما يحدث عندما يكون "الأخ الأكبر" قادرًا أيضًا على تفجير أجهزتك الإلكترونية الشخصية، وهي جريمة تستحق الإدانة القاطعة بوصفها إرهابًا، لكن مع ذلك تم الإشادة بها كـ"هجوم متطور" في بعض وسائل الإعلام الغربية المبهورة.

وفقًا للقانون الإنساني الدولي، "يحظر في جميع الظروف استخدام أي لغم أو فخ أو جهاز آخر مصمم للتسبب في إصابة زائدة أو معاناة غير ضرورية". وحسب القانون، يشير مصطلح "أجهزة أخرى" إلى "الذخائر والأجهزة التي تُزرع يدويًا، بما في ذلك العبوات الناسفة التي صُممت للقتل أو الإصابة أو التدمير، وتُفعّل يدويًا أو بالتحكم عن بُعد أو تلقائيًا بعد فترة من الوقت".

ومع ذلك، يحظر القانون الدولي أيضًا الاستهداف المتعمد للمدنيين، وهو الأمر الذي لم يمنع إسرائيل أبدًا من القيام بذلك.

في حرب عام 2006 على لبنان، قتلت القوات الإسرائيلية ما يقارب 1,200 شخص، غالبيتهم العظمى من المدنيين، وفي الأيام الأخيرة من الصراع، أطلقت ملايين الذخائر العنقودية على لبنان، وفشل العديد منها في الانفجار عند الارتطام، مما تسبب في إصابة وقتل المدنيين لسنوات بعد ذلك. وما هذا إلا انتهاك آخر لحظر الألغام والفخاخ.

كما هو الحال مع الأجهزة المحمولة المتفجرة، فإن القنابل العنقودية غير المنفجرة ليست مجرد أسلحة بحد ذاتها؛ بل هي أيضًا أدوات للحرب النفسية، مصممة لإبقاء السكان المدنيين في حالة من الرعب الدائم.

ومع شروع إسرائيل في تطبيع المراقبة القاتلة والاضطراب النفسي غير المقيد في كل من غزة ولبنان، سيكون من الحكمة أن يتذكر معجبو هجوم الثلاثاء "المتطور" أن الديستوبيا طريق زلق.

الدور الأساسي الذي تلعبه إسرائيل في تشكيل البنية التحتية للمراقبة والتحصينات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك دليل كافٍ على أن "الأخ الأكبر" لا يعرف حدودًا. وبينما تنفجر أجهزة الاتصال اللاسلكي في خلفية إبادة جماعية بدعم أميركي، كيف سيستطيع أحدهم رسْم حدود لهذه الكارثة؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأخ الأکبر إسرائیل فی

إقرأ أيضاً:

إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة

نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" تقريرا بعد مزاعم الاحتلال حول اغتيال القيادي في القسام رائد سعد عن قادة حماس الذين ما زالوا في غزة.

وقالت الصحيفة إنه بعد اغتيال رعد سعد، "الرجل الثاني" في "الجناح العسكري" لحماس، بقي عدد من قادة الحركة وعلى رأسهم:

1. عز الدين الحداد: القائد الحالي للجناح العسكري، الذي وصل إلى السلطة بعد اغتيال محمد ضيف ونائبه مروان عيسى ومحمد السنوار بحسب الصحيفة. 

وكان الحداد قائداً للواء مدينة غزة، ووفقاً لتقارير عربية، كان من بين القلائل الذين علموا بتوقيت هجوم 7 أكتوبر. حيث كان شريكا رئيسيا في التخطيط للعملية.

وأوضحت أنه مع كل عملية تصفية، ارتقى في التسلسل القيادي، حتى أصبح مسؤولا عن قضية الأسرى الذي ذكروا أن الحداد كان يتحدث العبرية ويتواصل معهم. 

وخلال الحرب، قُتل اثنان من أبنائه، اللذين كانا يعملان في صفوف نخبة القسام النخبة.

محمد عودة: رئيس مقر استخبارات حماس في غزة. لا يُعرف الكثير عن عودة، لكن بحكم طبيعته، كان متورطًا بشكل كبير في التخطيط لعملية ٧ أكتوبر. 

وفي وثائق نُشرت قبل الحرب، يظهر اسمه إلى جانب محمد ضيف والمتحدث باسم القسام أبو عبيدة. 

ووفقًا لتقارير ، أُجبر عودة على تولي قيادة لواء شمال غزة، بعد اغتيال القائد السابق أحمد غندور كما زعمت الصحيفة العبرية.

وبينت "إسرائيل اليوم" أنه إلى جانب كبار قادة الجناح العسكري، بقي اثنان من الشخصيات البارزة في حماس على قيد الحياة، واللذان كانا في السابق ضمن أعلى مستويات نظامها في غزة. 

الأول هو توفيق أبو نعيم، الذي ترأس جهاز الشرطة وكان يُعتبر من المقربين من السنوار. أما الثاني فهو محمود الزهار، عضو المكتب السياسي في غزة وأحد أعضاء الفصائل المؤسسة لحماس. 

وأشارت إلى أن هناك أيضاً قادة كتائب مخضرمون في حماس لم يُقتلوا بعد أولهم حسين فياض ("أبو حمزة")، قائد كتيبة بيت حانون، الذي نجا من محاولتي اغتيال على الأقل حيث أسفرت المحاولة الأخيرة عن مقتل أفراد من عائلته. 

وفي وقت سابق من الحرب، أعلن جيش الاحتلال أنه قُتل، لكن فياض ظهر بعد فترة من وقف إطلاق النار.

ولفتت الصحيفة إلى قائد كتيبة آخر هو هيثم الحواجري، المسؤول عن كتيبة مخيم الشاطئ. 

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله، لكنه ظهر خلال وقف إطلاق النار في إحدى المراسم الدعائية لإطلاق سراح الأسرى.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، برز اسم قائد بارز آخر في حماس وهو  مهند رجب. وبحسب تقارير عربية، عُيّن رجب قائداً للواء مدينة غزة خلفاً للحداد، الذي أصبح قائداً للجناح. كما ورد أنه، على غرار رجب، عُيّن قادة ميدانيون آخرون ليحلوا محل من قُتلوا خلال الحرب.

مقالات مشابهة

  • قانون الجزيرة - إسرائيل: إغلاق مكاتب قنوات أجنبية بدون حالات طوارئ
  • هل تؤثّر التهديدات الإسرائيلية على الحركة السياحية في الأعياد؟
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • القناة 12 الإسرائيلية: المستوى الأمني يضغط باتجاه شن عملية تستهدف حزب الله
  • القاهرة الإخبارية: الغارات الإسرائيلية على لبنان استهدفت مناطق مفتوحة ولم تُسجل خسائر بشرية
  • الغارات الإسرائيلية على لبنان تستهدف مناطق مفتوحة ولا خسائر بشرية
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: سلاح الجو يبدأ بقصف أهداف لحزب الله في لبنان
  • تحرك فرنسي لتطوير عمل الميكانيزم ونزع حجج التصعيد الإسرائيلية