شدد رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إبراهيم الأمين، على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى تدمير كل ما يخص بيئة حزب الله على الصعيد المدني والشعبي وعدم اقتصار الأمر على قدراته العسكرية، وذلك على وقع تواصل العدوان الإسرائيلي العنيف على لبنان.

وقال الأمين في مقال نشرته الصحيفة المذكورة، إن "إسرائيل، قررت بعد ما يقارب العام، أنها باتت قادرة على فتح جبهة مع لبنان، وأن الحرب في غزة لم تعد تحتاج إلى كل الوقت والموارد العسكرية، وصولاً إلى اعتقاد البعض، بأن كل ما فعلته إسرائيل، هو ما أسماه قادتها بنقل الثقل إلى الشمال".



واستدرك "لكن من يفكر على هذا النحو، يعتقد بأن إسرائيل أعدّت خلال الأشهر الماضية برنامجها لمواجهة حزب الله. وهذا خطأ كبير في تقدير الموقف الإسرائيلي. لأن ما تنفّذه تل أبيب، هو برنامج جرى العمل على إعداده طوال عشرين سنة. وفيه فصول لم تنجح إسرائيل في تطبيقها خلال حرب عام 2006".



وأشار إلى أن دولة الاحتلال "تصرّفت إزاء لبنان، بطريقة مختلفة بالمطلق عن طريقة استعدادها للحرب في غزة. لأن ما حصل في القطاع، لم يكن مطروحاً مطلقاً على جدول أعمالها، وقد نجحت حركة حماس في أكبر عملية تضليل أمنية ترافقت مع أعلى درجات التجهيز لعملية طوفان الأقصى".

واعتبر الكاتب أن "إسرائيل تفكر بطريقة مختلفة في مواجهة لبنان"، مشيرا إلى أن "الأمر لا يتعلق فقط بتطور قدرات المقاومة العسكرية والبشرية، بل في توسّع دور هذه المقاومة على صعيد المنطقة ككل، وخصوصا في فلسطين. وتعرف إسرائيل هنا، أنها تقاتل عملياً عن كل الغرب وعن الحلفاء من العرب الذين يريدون التخلص من الحزب، ليس كقوة فقط، بل كفكرة، خصوصاً أن هؤلاء لديهم حساب طويل مع الحزب ولا يجدون غير إسرائيل من يقدر على تصفيته"، حسب تعبيره.

ولفت إلى أن في حال أعيد رسم المشهد على مستوى الأهداف، فإن "إسرائيل تسعى بكل قوتها إلى ضرب كل ما تعتبره قدرات عسكرية وأمنية وبشرية ولوجستية تخص المقاومة. وستسعى إلى توجيه كل ضربة تخدم هذا الهدف. وهي لن تقف، ولم تقف أصلاً، عند أي اعتبار يخص الناس".

وأشار إلى أن دولة الاحتلال تسعى أيضا إلى "تحديث شعار حرب عام 2006، والذي كان يتمثل في سحق حزب الله. وهي تريد الآن اجتثاث حزب الله. وعندما تفكر إسرائيل بهذا الأمر، هي لا تقصد القوات العسكرية أو المدنية للحزب. بل هناك عقل شيطاني يحكم أصحاب القرار، يجعل العدو يتصرف مع حزب الله بنفس الطريقة التي يتعامل فيها مع الفلسطينيين في غزة والضفة".

وشدد على أن الاحتلال "يؤمن بأن السحق والاجتثاث، يكونان عبر طرد الناس، الذين يشكّلون القاعدة الاجتماعية. وعندما تفكر إسرائيل بهذه الطريقة، فهي تعود إلى أصل مشروعها. هي تنظر إلى البيئة التي يعيش حزب الله فيها، على أنها بيئة معادية، وقد سبق لها أن احتضنت فصائل المقاومة الفلسطينية، ثم فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية، قبل أن تمارس احتضانها لحزب الله. وهذا يعني، أن برنامج العدو يتطلب حرباً طويلة الأمد مع لبنان".

كما يسعى الاحتلال، حسب المقال، إلى "تعديل الوقائع الجغرافية والديموغرافية في أكثر من منطقة. وعندما يتحدث العدو عن منطقة عازلة في جنوب لبنان، فهو لا يقصد منطقة خالية من المسلحين أو السلاح. بل هو يقصد منطقة خالية من أي تواجد سكاني. هو لا يريد بشراً يمكن أن يشكلوا قاعدة لأي جهة ترفض الاحتلال وتقاومه".


وشدد الأمين، على أن دولة الاحتلال تهدف أيضا إلى "جعل لبنان قائما بطريقة تناسبها. وعندما قررت الدخول في المواجهة القائمة، فهي لم تعد تقف عند خاطر أحد من الغربيين أو العرب أو بقية اللبنانيين. وإذا كان هناك من لا يريد ضرب الاستقرار في لبنان، أو نشوء حروب أهلية وأزمات اقتصادية كبيرة، فإن إسرائيل لن تمانع في حصول هذه الأمور إذا كانت تخدم فكرتها".

وتعمل دولة الاحتلال، حسب كاتب المقال، على "رفع مستوى عملياتها الإجرامية، بقصد الضغط المتنوّع على حزب الله. سوف تضرب أهدافاً لا معنى لها في مناطق معينة بهدف جعل الجمهور يرفض وجود النازحين عندهم، وهي في هذه الحالة، ترغب في تكرار ما فعلته في غزة، حيث التهجير الدائم والمفتوح والمتواصل بين المناطق التي تُعتبر آمنة".

وأشار إلى أن الاحتلال "يريد تهجيرا متنقلا لأبناء الجنوب والبقاع والضاحية، وصولا إلى دفع قسم كبير منهم إلى التخلي عن حزب الله أولا، وإلى مغادرة لبنان أيضا. ويعتقد العدو، بأنه لكي ينجح في فعلته هذه، سيكون مضطراً إلى توجيه الضربات القاتلة ضد كل لبناني يقف إلى جانب المقاومة، أو يساعدها في موقفها أو خطواتها أو حتى في احتضانها".

وبناء على ما أورده من أهداف للاحتلال من العدوان المستمر على لبنان، لفت الكاتب إلى أن ذلك "يقود إلى خلاصة واضحة، مفادها، أننا أمام معركة من نوع مختلف، هي معركة من المؤكد أنها ستكون أكثر قساوة وأشد تعقيدا من حرب عام 2006".

وشدد في ختام مقاله، على ضرورة "الاستعداد لحرب لا أحد يعلم كم تطول، ولا أحد يقدر على الجزم بالأثمان الهائلة التي يتوجب دفعها، وما يخص فعل المقاومة، فليس على الجميع إلا انتظارها، وهي، كما توحي الأمور، لم تقل كلمتها بعد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية اللبنانية الاحتلال حزب الله لبنان حزب الله الاحتلال صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن دولة الاحتلال حزب الله إلى أن فی غزة على أن

إقرأ أيضاً:

عطوان ..ستّة مُؤشّرات تؤكّد انتِصار إيران وخسارة إسرائيل


أوّلًا: تواصل، بل وتكثيف الاتّصالات الأمريكيّة بين ستيف ويتكوف مُستشار الرئيس ترامب في شُؤون الشّرق الأوسط، ووزير الخارجيّة الإيراني عباس عراقجي، وكذلك حِرص وزراء خارجيّة الاتّحاد الأوروبي على اللقاء مع الوزير عراقجي في جنيف، والهدف التوصّل إلى اتّفاقٍ سريع لوقف إطلاق النّار.
ثانيًا: عقد الرئيس ترامب ثلاثة اجتماعات لمجلس الأمن القومي الأمريكي في غرفة العمليّات في البيت الأبيض لبحث تدخّل أمريكا في الحرب إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي دون التوصّل إلى قرارٍ حاسم، ممّا يعني وجود خلافات كبيرة حول هذه المسألة الخطيرة، ولعلّ إعلان الرئيس الأمريكي أنه سيبث في مسألة التدخّل في الحرب الإسرائيليّة- الإيرانيّة في غُضون أُسبوعين في هُروبٍ واضح من الالتزام بالتدخّل، وهو الذي قطع مُشاركته في قمّة الدول السبع الكُبرى في كندا وعاد إلى واشنطن وقد قرّر فعلًا التدخّل إنقاذًا لصديقه نتنياهو.
ثالثًا: الدعوة لانعقاد مجلس الأمن الدولي، وبطلبٍ أمريكي أوروبي لبحث الحرب، والتوصّل إلى وقف اطلاق النار ولا نستبعد أن تكون الولايات المتحدة هي المُحفّز الرّئيسي لهذا الاجتماع للتّستّر خلف قرار دولي بوقف الحرب لفرضه على دولة الاحتلال، وإنقاذ ماء وجهها.
رابعًا: توجيه الكونغرس اليهودي العالمي نداء استغاثة إلى أمريكا وأوروبا للتدخّل الفوري في الحرب ضد إيران، والوقوف عسكريًّا في الخندق الإسرائيلي، فمثل هذا النّداء الاستجدائي ما كان أن يصدر لو كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي مُنتصرة في هذه الحرب، وإيران مهزومة.
خامسًا: حُدوث تغيير جذري في موقف روسيا، وتحذيرات الرئيس فلاديمير بوتين القويّة الواضحة للرئيس ترامب من التدخّل في الحرب، والتلويح بأنّ روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي في حال حُدوث هذا التدخّل.
سادسًا: الصين أدانت “العُدوان” الإسرائيلي على ايران، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار، ولكن موقفها الحقيقي يتجسّد من خلال دفع باكستان حليفتها الاستراتيجيّة، بإعلان وقوفها في الخندق الإيراني، وإرسالها صواريخ لطهران، وحثّها جميع الدول الإسلاميّة لقطع علاقاتها الدبلوماسيّة وإغلاق سفاراتها فورًا لدى دولة الاحتلال.
وأشار عطان الى ان إدارة الدّولة الإيرانيّة العميقة والظاهريّة للحرب التي تجسّدت في الرّد التّصاعدي بالصّواريخ وعلى مراحل، وردّها السّريع جدًّا بقصف تل أبيب، وحيفا وبئر السبع بصواريخٍ مُتعدّدة الرّؤوس والأحجام كانت على درجةٍ عالية من الحكمة والدّراية العسكريّة، ممّا أدّى إلى إفشال جميع الخطط وقلب موازين القِوى ومُعادلتها في صالحها.
مؤكدا انه عندما ترد ايران على جميع طلبات وقف إطلاق النار الصّادرة عن الدول الغربيّة بزعامة أمريكا بأنّها مُستمرّة في إطلاق الصّواريخ لضرب العُمُق الصّهيوني، ولن تُغيّر هذا الموقف إلّا إذا أوقفت دولة الاحتلال عُدوانها، فهذا يؤكّد أنّها في موقع قوّة، وتجلس أمام مقعد قيادة هذه الحرب، وعلى ثقةٍ مُطلقة بقُرب النّصر الكبير.
نتنياهو فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أي من أهدافه التي كان يتطلّع لإنجازها من وراء هذا العُدوان الذي خطّط له طِوال العشرين عاما الماضية، فلم تنجح غارات جيشه في تدمير أي من المُنشآت النوويّة الإيرانيّة، أو تغيير النظام، أو اغتيال السيّد علي خامنئي المُرشد الأعلى، وما حدث هو العكس تمامًا، بالنّظر إلى بعض صُور الدّمار الشّامل الذي حلّ بتل أبيب وحيفا من جرّاء قصف الصّواريخ الإيرانيّة سواءً الباليستيّة، أو الفرط صوتيّة، أو المُجهّزة بالرّؤوس التدميريّة الانشِطاريّة.
وأضاف ..إيران خرجت مُنتصرة من الجولتين الأُولى والثانية من هذه الحرب، وستُحقّق انتصارات أكبر في الجولات القادمة، إلّا إذا اعترفت إسرائيل بالهزيمة، وأوقفت هذه الحرب فورًا قبل تحوّلها إلى حرب استنزاف ودماء شامل.

مقالات مشابهة

  • بوتين يدين العدوان الأمريكي الإسرائيلي على إيران.. وبيان عاجل من الحرس الثوري
  • الجيش الإيراني يعلن قصف أهداف في إسرائيل بصواريخ باليستية وطائرات خارقة للتحصينات
  • دفعات صاروخية متتابعة تضرب دولة الاحتلال.. وإصابة أهداف مهمة (شاهد)
  • دفعات صاروخية متتابعة تضرب دولة الاحتلال.. وإصابة أهداف هامة (شاهد)
  • دفعات صاروخية متتابعة تضرب دولة الاحتلال.. وإصابة أهداف (شاهد)
  • عطوان ..ستّة مُؤشّرات تؤكّد انتِصار إيران وخسارة إسرائيل
  • عاجل| الاحتلال الإسرائيلي يشن ضربات على أهداف عسكرية داخل إيران
  • من هو سعيد إيزادي الذي أعلن الاحتلال الإسرائيلي اغتياله في طهران؟
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات على أهداف عسكرية غرب إيران
  • وقفة تضامنية في المهرة نصرة لفلسطين وتأييداً لإيران في مواجهة العدوان الصهيوني