شحن 43 مليون جهاز كمبيوتر معزز بالذكاء الاصطناعي في 2024
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
كشفت توقعات حديثة، أن حجم شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصي المعززة بالذكاء الاصطناعي، سيصل إلى 114 مليون وحدة خلال عام 2025، مرتفعاً بنسبة 165.5% عن الرقم المسجل في عام 2024.
وبحسب جارتنر العالمية للأبحاث، فإن أجهزة الكمبيوتر الشخصي المعززة بالذكاء الاصطناعي، هي أجهزة الكمبيوتر الشخصي التي تشتمل في تصميمها على وحدة معالجة عصبية (NPU)، واستخدمت جارتنر هذا التصنيف في توقعاتها.
وتضم أجهزة الكمبيوتر الشخصي المعززة بالذكاء الاصطناعي أجهزة الكمبيوتر الشخصي التي تشمل وحدات المعالجة العصبية (NPUs) والمتصلة بأنظمة التشغيل (Windows on Arm)، و(macOS on Arm)، و(x86) على أجهزة الكمبيوتر الشخصي من "ويندوز".
وتتوقع جارتنر، وصول حجم شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصي المعززة بالذكاء الاصطناعي إلى 43 مليون وحدة في عام 2024، بزيادة بنسبة 99.8% عن الرقم المسجل في عام 2023.
وأوضح رانجيت أتوال، مدير أبحاث أول لدى جارتنر: "لقد تحول النقاش الدائر من التركيز على التوقعات بخصوص ما هي أجهزة الكمبيوتر الشخصي التي سوف تشتمل على خصائص ذكاء اصطناعي إلى التوقعات بأن تدمج أغلب أجهزة الكمبيوتر الشخصي قدرات وحدة معالجة عصبية (NPU) خاصة بالذكاء الاصطناعي. ونتيجة لذلك، فإن وحدات المعالجة العصبية سوف تصبح خاصية قياسية بالنسبة لموردي أجهزة الكمبيوتر الشخصي".
وتتوقع جارتنر أن تشكل أجهزة الكمبيوتر الشخصي المعززة بالذكاء الاصطناعي 43% من إجمالي شحنات جميع أجهزة الكمبيوتر الشخصي في عام 2025، بزيادة بنسبة 17% عن الرقم المسجل في عام 2024. ومن المتوقع أن يكون الطلب على أجهزة الكمبيوتر المحمول المعززة بالذكاء الاصطناعي أعلى من الطلب على أجهزة الكمبيوتر المكتبي حيث ستشكل شحنات أجهزة الكمبيوتر المحمول المعززة بالذكاء الاصطناعي نحو 51% من إجمالي شحنات أجهزة الكمبيوتر المحمول في عام 2025.
مستقبل أجهزة الكمبيوتر المحمول المعززة بالذكاء الاصطناعي
وتشير التوقعات، إلى أن أجهزة الكمبيوتر المحمول المعززة بالذكاء الاصطناعي ستصبح الخيار الوحيد لأجهزة الكمبيوتر المحمول في المؤسسات الكبيرة بحلول عام 2026، مرتفعة في ذلك عن النسبة المسجلة في العام الماضي والتي كانت أقل من 5%.
وأضاف أتوال: "مع انتقال سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصي من الأجهزة غير المعززة بالذكاء الاصطناعي إلى الأجهزة المعززة بالذكاء الاصطناعي، فإن هيمنة أجهزة (x-86) سوف تنخفض بمرور الوقت وخاصة في سوق أجهزة الكمبيوتر المحمول المعززة بالذكاء الاصطناعي للأفراد، إذ أن أجهزة الكمبيوتر المحمول المعززة بالذكاء الاصطناعي والقائمة على (Arm) سوف تحصل على حصة أكبر من أجهزة الكمبيوتر المحمول (Windows x86) سواء المعززة بالذكاء الاصطناعي أو غير المعززة بالذكاء الاصطناعي، ولكن مع ذلك فإن أجهزة الكمبيوتر المحمول (Windows x86) المعززة بالذكاء الاصطناعي سوف تقود فئة الأعمال خلال عام 2025".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
تقرير "ستانفورد 2025".. تَحولات في الذكاء الاصطناعي
عارف بن خميس الفزاري **
persware@gmail.com
في خضم التحولات الرقمية المُتسارعة، يبرُز تقرير جامعة ستانفورد للذكاء الاصطناعي لعام 2025 بوصفه مرآة لعالم يعيش على إيقاع طفرات تقنية مُتسارعة غير مسبوقة، ويكشف التقرير عن قفزات نوعية في تبني الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات.
وقد ارتفعت الاستثمارات العالمية في هذا المجال إلى أكثر من 252 مليار دولار أمريكي، وبلغ استخدام المؤسسات للذكاء الاصطناعي التوليدي نسبة 71% في عام في عام 2024م؛ وذلك في وظيفة واحدة على الأقل، وفقًا لمتوسط الاستخدام العالمي الذي شمل جميع المناطق الجغرافية، بما في ذلك أمريكا الشمالية (74%) وأوروبا (73%) والصين الكبرى (73%) وآسيا والمحيط الهادئ (68%) والأسواق النامية مثل الهند وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط (67%). هذه التحولات لا تعكس مجرد تطور تقني، بل تُعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي، وتطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل العمل والمنافسة بين الدول والحوكمة الرقمية. ووفقًا للتقرير، تشهد الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي نموًا لافتًا، حيث ارتفعت بنسبة 26% في عام 2024 مُقارنة بعام 2023.
الولايات المتحدة تقود السباق باستثمارات بلغت 109.1 مليار دولار، أي ما يُعادل 12 ضعف ما أنفقته الصين. الذكاء الاصطناعي التوليدي وحده استقطب 33.9 مليار دولار على المستوى العالمي، مما يعكس تحوله من أداة تقنية إلى ركيزة اقتصادية بامتياز. وعلى صعيد الناتج المحلي الإجمالي العالمي، يُتوقع أن تبلغ مساهمة الذكاء الاصطناعي نحو 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030، ما يعادل أكثر من 10% من الناتج العالمي، مقارنة بمساهمة تقل عن 1.4 تريليون دولار في 2020. هذه الزيادة تضاعف آفاق الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز الإنتاجية وتقليص التكاليف في قطاعات مثل الخدمات اللوجستية والتصنيع والرعاية الصحية والتعليم. ففي سوق العمل، بدأت ملامح التأثير تتضح؛ حيث أفاد 49% من المستخدمين بأن الذكاء الاصطناعي حسن الإنتاجية في العمليات الخدمية، بينما أشار 43% إلى فوائده في سلاسل التوريد و41% في هندسة البرمجيات. وقد جاءت هذه النتائج من استطلاع دولي أجرته شركة McKinsey & Company في عام 2024، وشمل 1491 مشاركًا من 101 دولة، يمثلون مختلف الصناعات والمناطق والأحجام المؤسسية، وتم وزن البيانات وفق مساهمة كل دولة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي لضمان التمثيل العادل
وعلى صعيد الحوكمة، يشير التقرير إلى بطء ملحوظ في تطوير أدوات ومعايير السلامة والشفافية. أقل من 10% من الشركات الكبرى تنشر تقييمات واضحة للسلامة، وغالبًا ما تفتقر النماذج الكبرى إلى اختبارات مسؤولية موحدة. في هذا السياق، أطلقت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عدة مبادرات في عام 2024، من أبرزها قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي، وتأسيس شبكة عالمية لمعاهد سلامة الذكاء الاصطناعي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا واليابان ودولاً أخرى، حيث ترسم الدول الكبرى سياساتها في الذكاء الاصطناعي استنادًا إلى معطيات واضحة. عليه فإن التحديات والفرص التي يعرضها الذكاء الاصطناعي تمثل دعوة صريحة لتسريع بناء منظومة وطنية للذكاء الاصطناعي، ترتكز على رؤية عُمان 2040، وتستفيد من تجارب الدول الأخرى الإقليمية التي ضخت استثمارات ضخمة في البنية التحتية والحوكمة التقنية.
وبين الطفرات التقنية والتحديات التنظيمية، يُثبت تقرير ستانفورد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد تقنية مستقبلية؛ بل حاضرًا يفرض نفسه على السياسات الاقتصادية والاجتماعية. والمطلوب اليوم ليس فقط اللحاق بالركب؛ بل المساهمة الفعّالة في توجيه المسار، بضوابط أخلاقية واستراتيجيات مرنة توازن بين الابتكار والمسؤولية.
** باحث دكتوراة في إدارة المعرفة