أحد أبطال «الحرب الإلكترونية»: سجلنا الانهيار التام للعدو فور بدء «العبور» بالصوت (حوار)
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
كشف البطل صلاح عطوة، أحد أبطال سلاح الحرب الإلكترونية فى حرب أكتوبر المجيدة، أبرز ملامح المهام المكلفين بها من القيادة العامة للقوات المسلحة قبل وأثناء وبعد «الحرب»، موضحاً أن القوات المسلحة اختارت عناصر مؤهلة، وذات قدرات ومعرفة جيدة؛ لتدريبها على أعمال التنصت والتشويش، وكانت لهم أدوار مهمة للغاية خلال «معركة التحرير».
ما أبرز أدوارك فى حرب أكتوبر المجيدة؟
- الحقيقة أن الاستعداد للحرب بدأ مبكراً، منذ عام 1970 تم تجنيدى للخدمة فى صفوف جيشنا البطل الأبى، ليتم اختيارى وتدريبى للالتحاق بسلاح الحرب الإلكترونية، وظللت فى الخدمة بصفوف جيشنا البطل لمدة 5 سنوات، كانت من الأيام التى لا أنساها نظراً لتأثيرها فى مصير الأمة ومنطقة الشرق الأوسط بالكامل.
وما كانت مهمتكم فى حرب أكتوبر المجيدة؟
- تم تكليفنا بالتنصت ورصد اتصالات ورسائل العدو، والقيام بأعمال التشويش الإلكترونى لمنع التنصت على اتصالات جيشنا الأبى، وهى مهمة نجحنا فيها باقتدار قبل وأثناء وبعد حرب أكتوبر المجيدة، نظراً للإمكانيات التى كانت متوافرة لنا، ومهاراتنا العالية بفضل الإعداد والتدريب والتجهيز المتميز لنا.
وكيف تم ذلك؟
- لدى التحاقى بصفوف القوات المسلحة عام 1970، تم تكثيف التدريب لنا، وكانت تدريبات مركزة للغاية، لدرجة أن التدريب الذى كان يحتاج 6 أشهر تم الانتهاء منه فى 45 يوماً، والتدريب الذى كان يحتاج 4 سنوات انتهينا منه فى عام واحد فقط، حتى إننا درسنا اللغة العبرية، والتعامل مع الأجهزة الحديثة حتى تم إتقانها بالكامل، وذلك قبل الالتحاق بصفوف الكتائب المقاتلة فى صفوف قواتنا المسلحة.
وما كان دورك بعد الالتحاق بالكتائب؟
- كانت مهمتنا على مدار الـ24 ساعة هى أعمال التنصت على العدو، من اتصالات بين القيادات والضباط والجنود، وما ينقلونه من بيانات ومعلومات.
وهل كانت الأمور تتم بسهولة؟
- فى الوقت العادى كانت معظم الاتصالات مشفرة، وكنا نسعى لفك تلك الشفرة، وتحليل المحتوى، وإرساله للجهات المختصة، كما تم تدريبنا على رصد «شفرة مورس»، وكنا ندونها، ونرسلها للتحليل والدراسة فى الجهات المختصة، أما فى وقت المعارك فتكون الاتصالات مفتوحة وغير مشفرة، ويكون من السهل ترجمتها، وإرسالها للقيادة بشكل مباشر.
وما أبرز ما رصدتموه خلال أعمال التنصت فى حرب أكتوبر المجيدة؟
- أبرز ما فاجأنى بشكل شخصى هو الانهيار الكامل لجنود الجيش الإسرائيلى مع بدء العبور والقتال.
وكيف تيقنتم من ذلك؟
- عبر رصدهم وهم يبكون، والبعض يتحدث عن تدمير الطائرات المصرية لوحدته وخوفه من التحرك لعدم استهدافه، وآخرون يتحدثون عن جسامة الخسائر الموجودة فى وحداتهم نظراً لاستهدافها من نسور قواتنا الجوية الباسلة وقوات المدفعية، فكانوا منهارين بالفعل، ثم فعّلنا التشويش فى توقيتات أخرى لمنع التنصت على اتصالات قواتنا المسلحة أثناء القيام بعمليات معينة.
تحدثت عن اتصالات الجنود.. فماذا عن القيادات الإسرائيلية؟
- كانوا يطلبون النجدة من «تل أبيب»، ويقولون لقياداتهم إنهم لا يستطيعون مواجهة الجيش المصرى، وإنهم سينسحبون من مواقعهم حفاظاً على أرواحهم، وأرواح الضباط والجنود، فإسرائيل كانت منهارة بالكامل، وليس كما يصورون للعالم أنهم انتصروا فى حرب أكتوبر المجيدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب أكتوبر القوات المسلحة المصرية الحرب الإلكترونية الأكاديمية العسكرية
إقرأ أيضاً:
مزارعو اليمن يواجهون الانهيار وسط تصاعد جبايات الحوثي وتكدّس المحاصيل
يواصل القطاع الزراعي في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الانحدار نحو واحدة من أسوأ مراحله منذ عقود، مع اتساع رقعة الانتهاكات التي تستهدف المزارعين وحرمانهم من أبسط مقومات الإنتاج، وسط غياب أي دعم أو حماية رسمية.
ومع اشتداد حملات الجباية والنهب، تبدو الزراعة—أحد أهم أعمدة الاقتصاد اليمني—على وشك الانهيار الكامل.
تقول مصادر ميدانية إن جماعة الحوثي كثّفت خلال الأسابيع الماضية من حملات الجباية في محافظة إب، مستهدفة مزارعي البطاطا ومربي النحل وقطاعات إنتاجية أخرى، في خطوة تُعد امتدادًا لسياسات ممنهجة تهدف إلى تحويل النشاط الزراعي إلى مصدر تمويل مباشر للجماعة.
ووفقًا للمصادر، فقد فُرضت إتاوات مالية تعسفية على المزارعين دون أي مسوغ قانوني، فيما استخدمت الفرق الميدانية أساليب الترهيب والتهديد بالسجن والغرامات لإجبار الناس على الدفع، ما دفع كثيرين إلى الرضوخ خوفًا من بطش المشرفين.
ويؤكد مزارعون في إب أن الجبايات الحوثية باتت تمثّل "الضربة القاتلة" لما تبقى من النشاط الزراعي، بعد سنوات من الخسائر المتراكمة الناتجة عن ارتفاع تكاليف السماد والمياه والديزل وتراجع أسعار المحاصيل، فضلًا عن القيود المفروضة على حركة النقل والتسويق. وباتت المنتجات الزراعية تتكدس عامًا بعد عام، دون قدرة على التصريف أو الوصول إلى أسواق عادلة.
وفي محافظة الجوف تتجلى الأزمة بصورة أكثر وضوحًا، حيث يشهد محصول البرتقال تكدسًا كبيرًا يُنذر بانهيار كامل للموسم. فقد غصّت الأسواق بكميات ضخمة مع بداية الحصاد، لتنهار الأسعار بشكل غير مسبوق. وتشير المعلومات إلى أن أحد أبرز أسباب الأزمة هو منع الحوثيين للمزارعين من التصدير إلى أسواق الخليج، بعد أن استولى ما يسمى بـ"سوق الارتقاء" التابع للجماعة على عملية شراء المحصول واحتكار التصدير، وهو ما عطّل تدفق الإنتاج إلى الخارج.
ولم يقف الأمر عند ذلك، إذ زاد دخول البرتقال المستورد من سوريا ومصر إلى أسواق الخليج من حدة المنافسة وأدى إلى كساد المحصول اليمني الذي يفتقر للدعم والقدرة على الوصول إلى المستهلك الخارجي. ويتراوح سعر سلة البرتقال (20 كيلوغرامًا) في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين بين 6500 و8000 ريال بالطبعة القديمة، بينما يتضاعف السعر بنحو مرتين في المناطق المحررة، في مؤشر على اختلالات عميقة في آليات التسويق وتفاوت العرض والطلب.
ويقول خبراء اقتصاديون إن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى انهيار شبه كامل للقطاع الزراعي، الذي يُعد مصدر رزق لنحو 70% من الأسر الريفية، ومحركًا أساسيًا للأمن الغذائي في بلد يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وبينما يواجه اليمنيون خطرًا متناميًا على أمنهم الغذائي، تواصل ميليشيا الحوثي—بحسب المصادر—فرض المزيد من القيود والإتاوات، دون أي اعتبار للانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية، ليجد المزارع اليمني نفسه اليوم في مواجهة مباشرة مع الجوع والخسارة والنهب، في وقتٍ بات فيه البقاء على قيد الإنتاج تحديًا يفوق القدرة على الاحتمال.