أثار الاختراق الإسرائيلي الكبير لأعلى الطبقات الحكومية بطهران، قلقاً لدى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، ما جعله يفقد الثقة بكامل محيطه.

وكشف تقرير لموقع "نيوز18" الإخباري، أن خامنئي أرسل القائد الكبير في الحرس الثوري، عباس نيلفوروشان، لتحذير زعيم حزب الله حسن نصر الله، بضرورة مغادرة لبنان.

ولكن غارة جوية إسرائيلية قتلت الرجلين معاً، قبل أن يتسنى إجلاؤهما.

وكشفت 3 مصادر إيرانية، أن توجيهات خامنئي لنصر الله، جاءت قبل أيام قليلة من اغتياله، مما أثار مخاوف في طهران بشأن احتمال حدوث تسلل إسرائيلي بين صفوف القيادة العليا في إيران.

قلق من جواسيس إسرائيل في #طهران..#خامنئي حذر #نصر_الله من الاغتيال
https://t.co/kUmV4PtkMe

— 24.ae (@20fourMedia) October 2, 2024 تحذير مسبق

أوضحت المصادر أنه في أعقاب واقعة تفجير أجهزة اتصال لحزب الله في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي مباشرة، أرسل خامنئي رسالة مع مبعوث يطلب فيه من الأمين العام لحزب الله المغادرة إلى إيران. وأشار إلى تقارير استخباراتية عن عملاء لإسرائيل داخل حزب الله، أنها تخطط لقتله.

وقال المسؤول لوكالة رويترز، إن "المبعوث كان القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان، الذي كان مع نصر الله في مخبئه، عندما استهدفته قنابل إسرائيلية، وقُتل معه".

وقال مسؤول إيراني كبير إن خامنئي، وهو في مكان شديد التأمين في إيران منذ يوم السبت الماضي، هو الذي أمر بإطلاق ما يقرب من 200 صاروخ على إسرائيل، الثلاثاء الماضي. وأعلن الحرس الثوري في بيان أن الهجوم كان رداً على مقتل نصر الله ونيلفروشان.

مخاوف إيرانية

وحسب التقرير، برزت مخاوف إيران بشأن سلامة خامنئي وفقدان الثقة، سواء داخل حزب الله أو المؤسسة الإيرانية أو فيما بينهما، وكشفت المصادر أن هذا الوضع من شأنه أن يعقد الأداء الفعال للحركات المسلحة المتحالفة مع إيران.

كما تجعل هذه الفوضى أيضاً، صعوبة اختيار حزب الله لزعيم جديد، خوفاً من أن يؤدي التسلل المستمر إلى تعريض الخليفة للخطر، حسب ما ذكرت 4 مصادر لبنانية.

وقال ماجنوس رانستورب، الخبير في شؤون حزب الله في جامعة الدفاع السويدية، عن الأضرار العميقة التي لحقت بحزب الله، التي قللت من قدرة إيران على ضرب حدود إسرائيل: "في الأساس، خسرت إيران أكبر استثمار لديها خلال العقود الماضية".

وأضاف أن "فقدان حزب الله لقدراته العسكرية وكوادره القيادية، قد يدفع إيران نحو نوع الهجمات ضد السفارات الإسرائيلية والموظفين في الخارج، التي كانت تشارك فيها بشكل متكرر، قبل ظهور قواتها بالوكالة".

ومن جهته، قال مستشار عسكري سابق، كان موثوقاً به لدى خامنئي: "هز هذا الهجوم إيران حتى النخاع. كما أنه يظهر كيف أن إيران مخترقة بعمق" مضيفاً "لم يقتلوا نصر الله فحسب، بل قتلوا نيلفوروشان".

تحقيقات داخل إيران

وفي سياق متصل، قال مسؤول إيراني كبير ثان إن "مقتل نصر الله دفع السلطات الإيرانية إلى إجراء تحقيق شامل، في احتمال وجود تسللات (جواسيس) داخل صفوف إيران نفسها، من الحرس الثوري إلى كبار المسؤولين الأمنيين".

وأوضح المسؤول أن "التحقيقات تركز بشكل خاص على أولئك الذين يسافرون إلى الخارج، أو لديهم أقارب يعيشون خارج إيران".

وأشار إلى أن طهران بدأت تشك في بعض أفراد الحرس الذين كانوا يسافرون إلى لبنان.، مضيفاً أن "المخاوف أثيرت عندما بدأ أحد هؤلاء الأفراد يسأل عن مكان تواجد نصر الله، وخاصة عن المدة التي سيبقى فيها في أماكن محددة"، لافتاً إلى أن الشخص اعتقل مع عدة أشخاص آخرين، بعد إثارة حالة من الذعر في دوائر الاستخبارات الإيرانية. دون أن يحدد هوية المشتبه به أو أقاربه.

#عاجل| دعوات في إسرائيل لاغتيال #خامنئي#لبنان#إسرائيل #إيران#حسن_نصر_اللهhttps://t.co/uMQWDzuCZ9 pic.twitter.com/Hf3O0CM4UU

— 24.ae (@20fourMedia) October 2, 2024 فقدان الثقة

وذكر أحد المسؤولين، أن اغتيال نصر الله أدى إلى نشر عدم الثقة بين طهران وحزب الله، وداخل الحزب أيضاً، وأضاف أن "الثقة التي كانت تربط كل شيء، قد اختفت". وأوضح مصدر مقرب من المؤسسة الإيرانية، أن "المرشد الأعلى لم يعد يثق بأحد".

وحسب التقرير، كانت أجراس الإنذار قد دقت بالفعل داخل طهران وحزب الله، بشأن احتمال تسلل الموساد بعد مقتل قائد حزب الله فؤاد شكر في يوليو (تموز) الماضي، واغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران.

وقال أحد المسؤولين إن "دعوة خامنئي لنصر الله للانتقال إلى إيران، جاءت بعد أن انفجرت آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التي يستخدمها الحزب، في هجمات إسرائيلية يومي 17 و18 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأضاف أن "نصر الله كان واثقاً من أمنه، ويثق في دائرته الداخلية تماماً، على الرغم من المخاوف الجدية التي أبدتها طهران، بشأن المتسللين المحتملين داخل صفوف الحزب".

وحسب المسؤول، حاول خامنئي مرة ثانية، حيث نقل رسالة أخرى عبر نيلفوروشان إلى نصر الله الأسبوع الماضي، وحثه على مغادرة لبنان والانتقال إلى إيران كمكان أكثر أماناً. إلا أن نصر الله رفض وأصر على البقاء في لبنان.

جنائز سرية

ومنع الهجوم الإسرائيلي، والخوف من المزيد من الهجمات على حزب الله، الجماعة المدعومة من إيران من تنظيم جنازة على مستوى البلاد، لنصر الله.

وقال مصدر في حزب الله: "لا أحد يستطيع أن يأذن بإقامة جنازة في هذه الظروف"، مشيراً إلى أنه تم دفن عدد من القادة الذين قتلوا الأسبوع الماضي بشكل سري، الإثنين الماضي، مع وجود خطط لإقامة مراسم مناسبة عندما ينتهي الصراع.

وقالت 4 مصادر لبنانية إن "حزب الله يدرس خيار الحصول على فتوى دينية، لدفن نصر الله مؤقتاً، وإقامة جنازة رسمية عندما تسمح الظروف بذلك". وأوضحت أن حزب الله امتنع عن تعيين خليفة لنصر الله رسمياً، ربما لتجنب جعل بديله هدفاً لعملية اغتيال إسرائيلية.

وقال أحد المصادر: "إن تعيين أمين عام جديد قد يكون خطيراً، إذا ما أقدمت إسرائيل على اغتياله مباشرة بعد توليه المنصب. ولا يمكن للجماعة أن تخاطر بمزيد من الفوضى، من خلال تعيين شخص ما ثم ترى مقتله".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرس الثوري حسن نصر الله إسرائيلي إيران إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل الحرس الثوري حسن نصرالله الحرس الثوری لنصر الله حزب الله نصر الله

إقرأ أيضاً:

لماذا قررت إيران تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي في طهران بعد 20 عامًا؟

أعلنت السلطان الإيرانية، تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي في طهران، الواقع في منطقة 6 بالعاصمة الإيرانية، وذلك في إطار المساعي الإيرانية لتعزيز العلاقات مع مصر.

وأكدت السلطات الإيرانية أن القرار جاء بعد تنسيق بين مجلس بلدية طهران ووزارة الخارجية الإيرانية، في إطار مساعي طهران لتعزيز التقارب مع القاهرة، حيث تشهد العلاقات بين البلدين انفراجة غير مسبوقة.

وفي تصريح لوكالة تسنيم الإيرانية، قال المتحدث باسم مجلس بلدية طهران، علي رضا ناد علي، إن قرار تغيير اسم شارع «خالد الإسلامبولي»، المعروف أيضًا باسم «الوزراء»، في منطقة 6 بطهران، جاء بعد مناقشات داخل لجنة تسمية الشوارع، وأن اللجنة اقترحت عدة أسماء بديلة سيتم عرضها في جلسة عامة للمجلس البلدي الأسبوع المقبل للتصويت النهائي.

وشدد على أن القرار يعكس رغبة إيران في تعزيز العلاقات مع مصر، خاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة في يونيو 2025.

وتشهد العلاقات بين مصر وإيران انفراجة ملحوظة مع زيارة «عراقجي» إلى القاهرة، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين المصريين.

وتضمنت الزيارة جولة رمزية لعراقجي في منطقة خان الخليلي التاريخية، حيث أدى صلاة المغرب في الحسين وتناول العشاء في مطعم نجيب محفوظ.

اقرأ أيضاًالرئيس الأمريكي: إيران أصبحت أكثر تشددًا في المحادثات النووية

الخارجية الإيرانية تعلن موعد الجولة المقبلة من المفاوضات مع واشنطن حول البرنامج النووي لطهران

ترامب: إيران تلح على السماح لها بتخصيب اليورانيوم

مقالات مشابهة

  • ترامب يشكك بقبول إيران وقف تخصيب اليورانيوم
  • ماذا يعني اعتراف إيران بإفشال مشروع ممر زنغزور؟
  • لماذا قررت إيران تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي في طهران بعد 20 عامًا؟
  • عاجل| إيران تقرر تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي
  • ترامب: إيران أصبحت أكثر حدة وعدوانية
  • مبعوث ترامب: الشرع معرض لخطر الاغتيال ونحتاج لتنسيق الحماية حوله
  • مبعوث ترامب: الرئيس السوري معرض لخطر الاغتيال
  • إيران تعدم تسعة من عناصر داعش
  • دلالات تهديد إيران بنشر معلومات عن البرنامج النووي الإسرائيلي
  • بعد تصدرها التريند.. من هي مادلين التي أُطلق اسم سفينة الحرية تكريمًا لها؟