من أرشيف الكاتب احمد حسن الزعبي … (موازنة) القعدة
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
( #موازنة ) #القعدة
من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 21 / 2 / 2017
الراي – «تمرّوا تا نمرّ» هذه العبارة بمثابة مفتاح «كب البلا» على كثير من الناس وزيارتهم من غير موعد مسبق أو إشعار مباشر، بهدف تمضية الوقت لا أكثر..
مقالات ذات صلةخرج جوز فزّة وابن تركية وفالح الاطرم وفؤاد اللهس من بوابة المسجد بعد أن أطفأ خادم الجامع الأنوار الداخلية أثناء اضطجاعهم حول العمود الأوسط، مما اضطرهم للمغادرة والبحث عن مكان يقضون فيه ساعة أو ساعتين ليقصّروا من عمر الليل الطويل.
– جوز فزّة: أبوك هون ولك؟ كمان لويش لابس «اليانس» تبع أمّك مش عيب عليك؟!!
– عيشة: أني عيشة يا عمّي!!
– جوز فزّة: والله فكرتك شلاش نفس الخلقة لا اله الا الله..
– عيشة: ما همّه رفعوا ضريبة المكياج يا عمي.. وأبوي حلف بالطلاق ما يخلينا نشتري قلم كحل..
– جوز فزّة: بدي أقول مال عيونك فايتات براسك مثل «قدحة الكيّ».. طيب وين ابوكِ يا بنت؟..
ركضت عيشة وفتحت باب المضافة للضيوف ،في تلك الأثناء كان أبو يحيى يجلس القرفصاء ويقوم بعملية التزييت الدقيقة للصوبة ،دخل الضيوف «نقز» أبو يحيى انسكب الكاز على الحصيرة فتمتم «… الحكومة على … الكاز… الحصيرة»… ثم دعا الرفاق إلى الجلوس مرحّبا بهم على مضض بسبب الزيارة غير المتوقعة.. غسل يديه من أثر الكاز وبدأ بصب القهوة للحضور قال ابن تركية مواسياً:
– هي الحصيرة بدها غيار من زمان..
– أبو يحيى: مسلّكة حالها..
– فؤاد اللهس: سمعت حاطين ضريبة عليهن..
– فالح الاطرم: شو بيه عن شو بتسولفوا؟
– ابن تركية: ولا شي حجي.. سوالف شرق غرب..
– جوز فزة: هو بس عليهن حاطين ضريبة ، ع بيوت الشعر، قمر الدين، الحُصُر، العطر، الحديد، جوازات السفر كلشي حطوا عليه ضريبة…
– ابن تركية: يا رجل حتى مطاط السراويل رفعوه..
– أبو يحيى: احسن.. مشان ما نغلّبهم… يا منعون ….
– فالح الاطرم: عن مين بتحكوا؟
– ابن تركية: ولا شي حجي ولا شي..
– فؤاد اللهس محاولاً تذكير المعزّب بالكاز المسكوب:
ولّ الحصيرة اللي مثل هاي رفعوا سعرها.. لهون وصلت..
ع شو تقعد الناس ؟..
– أبو يحيى: ع شو تقعد الناس؟؟ أقلك وما تزعلش؟..
– فؤاد اللهس: قول..
– أبو يحيى: هسع يوم تقعد ع الحصيرة وفي اشي تحتيك مزقرط.. بتعرف تقعد؟؟..
– فؤاد اللهس: لا..
– أبو يحيى: مش لازم توازن القعدة عشان ترتاح؟
– فؤاد اللهس: طبعاً..
– أبو يحيى: رفعوا الحصيرة عشان تعرف تقعد.. ع (…)..
ما تنقال بوجهك!.
#94يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
#سجين_الوطن
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: موازنة القعدة الحرية لأحمد حسن الزعبي سجين الوطن حسن الزعبی أبو یحیى
إقرأ أيضاً:
عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم.. بين السياسة والوفاء لمصر
عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، اسم يرن في تاريخ مصر السياسي والدبلوماسي كرمز للنزاهة والجدية والتفاني في خدمة الوطن. ولد في مدينة الإسكندرية عام 1876، في بيت معروف بالتجارة والثقافة، حيث كان والده أحمد يحيي من كبار تجار القطن، ينتمي منذ بداياته إلى حزب الوفد، وكان له موقف راسخ في خدمة وطنه.
عبدالفتاح يحيى نشأ في بيئة تجمع بين العمل التجاري والاجتماعي، ما أكسبه فهما عميقا للاقتصاد والمجتمع المصري، كما ورث عنه حب الوطن والانتماء الوطني الذي سيصنع لاحقا مسارا سياسيا غنيا بالعطاء والإنجازات.
في حياته العملية، تجسد دور عبدالفتاح باشا في شتى مناحي السياسة والدبلوماسية، فقد تقلد مناصب عديدة بداية من وزارة العدل، مرورا بمجلس الشوري، وصولا إلى رئاسة وزراء مصر.
لم يكن مجرد سياسي تقليدي؛ بل كان رجلا يرى في السياسة وسيلة لخدمة المواطنين وتحقيق العدالة، خلال توليه وزارة العدل، حرص على تطوير النظام القضائي وتعزيز استخدام اللغة العربية في المحاكم المختلطة، مؤمنا أن اللغة ليست وسيلة للتواصل فحسب، بل هوية وطنية يجب الحفاظ عليها ودعمها.
وقد برز اسمه بشكل أكبر عندما تولى رئاسة مجلس الوزراء بين عامي 1933 و1934، حيث شكل حكومة كان هدفها خدمة الشعب المصري وتعزيز الاستقلال السياسي للبلاد.
كان في هذه المرحلة محوريا في سن نظام أداء اليمين القانونية للوزراء أمام الملك، خطوة رائدة عززت من شفافية العمل الحكومي ونظام المساءلة داخل الدولة.
لم يقتصر دوره على الجانب السياسي الداخلي، بل امتدت بصماته إلى السياسة الخارجية، حيث احتفظ أثناء رئاسته للوزارة بمنصب وزير الخارجية، ما أتاح له أن يمثل مصر في المحافل الدولية ويثبت مكانتها بين الأمم.
عبدالفتاح باشا لم يكن بعيدا عن هموم المواطن البسيط، فقد أصدر قرارا بتخفيض إيجار الأطيان الزراعية عام 1932 بمقدار ثلاثة أعشار قيمتها، وهو قرار يعكس اهتمامه المباشر بمصالح الفلاحين والطبقة العاملة في الريف، ويبرهن على حبه لبلده وحرصه على العدالة الاجتماعية.
كما كان له موقف حاسم من مؤسسات الإدارة المحلية التي لم تكن تعكس تطلعات المصريين، حيث قام بحل مجلس بلدي الإسكندرية الذي كان ذا صبغة دولية وأعضاؤه أجانب، مؤكدا أن مصر للأهالي وأن قراراتها يجب أن تخدم مصالح الشعب المصري أولا.
إضافة إلى ذلك، عمل على تنظيم وزارة الخارجية بشكل دقيق، محددا اختصاصات إداراتها، وهو ما ساعد على تعزيز كفاءة العمل الدبلوماسي، وفتح الطريق أمام جيل من الدبلوماسيين الذين يتطلعون لبناء مصر على أسس متينة.
كل هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة لرؤية وطنية واضحة وإيمان راسخ بأن مصر تستحق قيادة واعية ومخلصة تعمل بلا كلل من أجلها.
حين نتحدث عن عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، نتحدث عن رجل جمع بين الصرامة والنزاهة والحكمة والإنسانية، رجل لم ينس جذوره ولم يبتعد عن هموم شعبه، رجل جعل من السياسة أداة لخدمة الوطن والناس على حد سواء.
إن تاريخه يذكرنا بأن القيادة الحقيقية ليست مجرد منصب، بل مسؤولية تجاه الوطن والمواطن، وأن الحب الحقيقي لمصر يظهر في القرارات الصغيرة والكبيرة، في العدالة الاجتماعية، وفي الدفاع عن هوية البلاد ومصالحها.
عبدالفتاح باشا ترك إرثا عميقا في الذاكرة المصرية، ليس فقط كسياسي ودبلوماسي، بل كمواطن عاش وحلم وعمل من أجل مصر، وعلمنا أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تمارس يوميا، وأن الالتزام بحقوق الناس هو السبيل لبناء وطن قوي وكريم.
وبالرغم من مرور السنوات، يظل اسمه محفورا في صفحات التاريخ، مثالا للنزاهة، للحكمة، وللإخلاص، وللحب الحقيقي لمصر، حب يتجاوز الكلمات ويصل إلى الأفعال، لتبقى مصر دائما في المقدمة، ولتبقى ذكراه مصدر إلهام لكل من يحب وطنه ويعمل من أجل رفعتها.