عاجل - توقعات الرد الإسرائيلي على هجوم إيران.. ومخاوف من ضرب مواقع نووية
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
بعد الهجوم الخاطف الذي شنته إسرائيل على جماعة حزب الله في لبنان مطلع الشهر الجاري، تتزايد التوقعات بشأن رد فعل إسرائيل على الهجوم الإيراني الذي تضمن إطلاق 180 صاروخًا باليستيًا تجاه إسرائيل. هناك مؤشرات قوية على احتمال قيام إسرائيل بشن هجوم جوي على إيران في الأيام القليلة المقبلة. وعلى الرغم من الحديث عن احتمالات اندلاع صراع واسع في الشرق الأوسط، إلا أن الخبراء في المجالين الاستخباراتي والعسكري يرون أن هناك عوامل قد تمنع الانجرار نحو حرب شاملة.
في تحليل قدمه المسؤول السابق في المخابرات الإسرائيلية، آفي ميلاميد، أشار إلى أن إسرائيل قد تختار أهدافًا عسكرية حساسة لإيران بعناية، مثل البنية التحتية للصواريخ ومراكز الاتصالات ومحطات الطاقة. من جهة أخرى، أشار عدد من الخبراء إلى أن إسرائيل قد تتجنب استهداف المنشآت النفطية الإيرانية أو المواقع النووية لتجنب رد فعل إيراني شديد، وهو ما يعكس درجة من الحذر في تحديد الأهداف لضمان عدم تصعيد الصراع بشكل يخرج عن السيطرة.
التصريحات الإسرائيلية والأمريكية حول الردالتصريحات الإسرائيلية والأمريكية حول الردرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد، خلال اجتماع مع مجلس الوزراء الأمني المصغر، أن "من يهاجمنا سنهاجمه"، بينما أبلغ مسؤولون إسرائيليون نظراءهم الأمريكيين أن الرد سيكون مدروسًا بعناية. على الجانب الآخر، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة تناقش مع إسرائيل العواقب المحتملة لأي رد عسكري، خاصة في ظل الحساسيات المحيطة باستهداف منشآت نفطية أو نووية، وهو ما يثير قلقًا من تداعيات اقتصادية وأمنية عالمية.
احتمالية استهداف المواقع النوويةرغم أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية يعد خيارًا قائمًا، إلا أن العديد من الخبراء يرون أن إسرائيل قد تتجنب مثل هذا السيناريو. استهداف المواقع النووية قد يؤدي إلى تصعيد كبير، حيث ستكون القيادة الإيرانية تحت ضغط هائل للرد بشكل مروع. ورغم ذلك، فإن وجود هذا الخيار في الأفق يشير إلى مستوى التوتر العالي بين الطرفين، خاصة مع دعم إيران لجماعات مثل حزب الله وحماس التي تشن هجمات متواصلة على إسرائيل.
تأثير الرد الإسرائيلي على الأوضاع الإقليميةفي ظل التوترات المستمرة بين إسرائيل وإيران، من المتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي محسوبًا وموجهًا بشكل لا يدفع الأطراف الأخرى إلى التدخل المباشر. ومع ذلك، فإن التصعيد المستمر بين الطرفين قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة بأكملها، بما في ذلك تصاعد الهجمات من الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من إيران، أو زيادة الضغط على القوات الأمريكية في المنطقة، مما يضع الشرق الأوسط أمام احتمال اندلاع نزاع شامل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهجمات احتمالات الرد الإسرائيلي الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
إيران تجري مباحثات نووية بالقاهرة.. تصعيد دبلوماسي وسط تحذيرات دولية من “تجاوزات نووية”
البلاد – القاهرة
ضمن مسار الملف النووي الإيراني، بدأت إيران تحركات دبلوماسية مكثفة في القاهرة، في ظل توتر متزايد مع الغرب بشأن أنشطتها النووية. وتأتي هذه التحركات غداة صدور تقرير خطير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كشف عن تسارع في تخصيب اليورانيوم بدرجات قريبة من الاستخدام العسكري.
وقبيل انطلاق المحادثات، وجّهت طهران انتقادات شديدة اللهجة إلى الولايات المتحدة بسبب ما وصفته بـ”جمود الموقف الأمريكي” في ملف العقوبات. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن بلاده “لم تلحظ أي تغييرات جوهرية في موقف واشنطن حتى الآن”، مؤكدًا أن إيران تنتظر توضيحات أمريكية حول آلية رفع العقوبات بما يمنع تكرار فشل الاتفاقات السابقة.
كما دعت إيران إلى تقديم “ضمانات ملموسة”، معتبرة أن الاتفاق النووي لن ينجح دون ترتيبات تضمن عدم تراجع واشنطن عن التزاماتها، كما حدث سابقًا بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي عام 2018.
ويجري وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي محادثات في القاهرة مع كل من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، كما من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الزيارة.
وبحسب الخارجية الإيرانية، فإن جدول الزيارة لا يقتصر على الملف النووي، بل يشمل أيضًا قضايا إقليمية معقدة مثل الحرب في غزة، وأزمات ليبيا والسودان.
الاجتماعات النووية تأتي في أعقاب تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كشف أن إيران باتت تملك 9,247.6 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب، وهو ما يزيد بأكثر من 45 ضعفًا عن الحد المسموح به في اتفاق 2015. كما أشار التقرير إلى أن إيران تسرّع تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب بشدة من عتبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي، ما أدى إلى تصاعد مخاوف الدول الغربية.
ورغم ذلك، رفضت طهران ما ورد في التقرير، متهمة الوكالة بـ”الاستناد إلى معلومات مضللة من إسرائيل”، واصفة التقرير بأنه “مسيس وغير موثوق”.
وفي لهجة تصعيدية، حذر وزير الخارجية عباس عراقجي من أن طهران سترد بقوة إذا حاولت الدول الأوروبية استخدام تقرير الوكالة الدولية كذريعة سياسية ضد إيران. وفي مكالمة هاتفية مع المدير العام للوكالة، طالب عراقجي بعدم السماح لبعض الأطراف – كفرنسا وبريطانيا وألمانيا – باستغلال التقرير لأغراض سياسية.
ويأتي هذا التصعيد بعد تحذيرات أوروبية باحتمال إعادة فرض العقوبات على إيران، إذا استمر برنامجها النووي في تهديد أمن القارة الأوروبية.
التحركات الإيرانية تتزامن مع مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، تجري بوساطة سلطنة عُمان، في محاولة لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. ورغم أن واشنطن لم تعد رسميًا إلى الاتفاق بعد انسحابها في عهد ترامب، إلا أن محادثات غير رسمية لا تزال قائمة، خاصة بعد استئناف التعاون الأمني الإقليمي في أعقاب الحرب في غزة.
ومن المرتقب أن يعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعًا مهمًا في 9 يونيو الجاري في فيينا، لمراجعة تطورات البرنامج النووي الإيراني في ضوء التقرير الأخير، وسط احتمالات متزايدة بصدور إدانة رسمية أو تفعيل آليات عقابية ضد إيران، في حال عدم إحراز تقدم في المفاوضات الجارية.
بين تحركات دبلوماسية مكثفة في القاهرة، وتصعيد إعلامي ضد الولايات المتحدة وأوروبا، تسعى إيران لإعادة تشكيل شروط التفاوض حول برنامجها النووي من موقع أقوى. لكن مع تجاوزات واضحة للاتفاقات السابقة، وتزايد القلق الدولي، يبقى اجتماع فيينا القادم بمثابة اختبار حاسم للمجتمع الدولي وقدرة الدبلوماسية على احتواء أزمة نووية تلوح في الأفق.