خط دفاع من الاندثار والفناء.. مهتمون وناشرون: معارض الكتاب تحافظ على ديمومة «الورقي»
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
البلاد – الرياض
تمثل معارض الكتاب ودور النشر خط الدفاع الرئيس، والحامية الفعلية لـ “الكتاب الورقي” من خطر الاندثار والفناء، والمحافظة على مكانته التاريخية، إذ باتت التقنية والتكنولوجيا الرقمية أحد أكبر المهددات له، نظير انتشارها وسهولة استخدامها وتوظيفها لتقدم خدمات ثقافية لمستخدميها، على غرار “الكتاب الرقمي” و”المكتبات الإلكترونية”.
وعن هذه التحديات التي تواجه “الكتاب الورقي شبّه أحد المشاركين بالمعرض وفعالياته من القائمين على دار الوفاق الحديثة للنشر والتوزيع بجمهورية مصر العربية خلال مشاركتها بجناح خاص في معرض “الرياض تقرأ” الدكتور إيهاب عبدالسلام، “الكتاب الورقي” بالثمرة، ودور النشر بالغصن الذي يحملها، فيما معارض الكتاب تمثل تلك الشجرة المثمرة، لذا فمعارض الكتاب الدولية، التي تحظى باهتمام جمهور القراء من كل شرائح المجتمع، هي المكان الذي يشكّل مركزًا تجتمع فيه دور النشرٍ من مختلف بلدان العالم، والتي تضم في أجنحتها عددًا العناوين والمؤلفات بمختلف التخصصات والمجالات، التي من شأنها أن تمنح القارئ تجربة للشعور بالإحساس الأصيل الذي يتميز به “الكتاب الورقي”، عندما ينفرد بقدرته على خلق حالة حسية ووجدانية مع القارئ، مؤكدًا أن تلك التجربة ثمينة جدًا يلمسها العاملين والعارضين في دور النشر في ردود أفعال القراء، لاسيما من الجيل الجديد منهم الذين يتعاملون مع التقنية والتكنولوجيا بصورة أكثر من غيرهم.
ولفت الدكتور إيهاب الانتباه إلى خصوصية يتميز بها “الكتاب الورقي” عن غيره بوصفه مصدرًا للمعلومات، تتمثل بضمانه لرسوخ المعلومة في الذاكرة وفهمها وحفظها، نظير حالة التواصل الحسي التي يمتاز بها، إلى جانب يسر أرشفته وحفظه في مكتبة القارئ الخاصة، التي يملك رفاهية ترتيبها كيفما شاء، دون الحاجة إلى عناء تعقيدات التكنولوجيا والتقنية للقيام بذات المهام.
من جانبه عدّ العارض بجناح مركز البحوث والدراسات الكويتية عبدالعزيز الخطيب معارض الكتاب خط دفاعٍ مهم تجاه “الكتاب الورقي”، الذي يتميز بمنح القارئ فرصة تدوين الهوامش الخاصة به في صفحات الكتاب، أو التواصل الحسي الذي يخلق حالة حميمية يعيشها القارئ مع كتابه الذي يحمله بين يديه ويتواصل معه بصريًا، مستشهدًا بعدد من المواقف التي شهدها مع القراء الذين زاروا جناح المركز من مختلف الفئات العمرية، والذين أبدوا ارتياحهم وتفضيلهم للكتاب الورقي على غيره من مصادر المعلومات الرقمية، إذ اتفقوا على مرونة كبيرة عند التعامل مع هوامشه التي بإمكانهم تدوينها على ذات صفحات الكتاب.
بدوره نوه مالك دار الكاتب للنشر والتوزيع بالرياض مازن بن مليّح بالدور الكبير لمعارض الكتاب ودور النشر في المحافظة على مكانة “الكتاب الورقي” الذي لا يمكن الاستغناء عنه، لعديد المميزات والخصال التي يتمتع بها، التي تحظى بتقدير فئات عمرية وأجيال عايشت عصوره الذهبية ولازالت وفيةً له، لافتاً النظر إلى عدد من المبادرات الذكية والأفكار الإبداعية التي عمدت إليها بعض دور النشر للحفاظ على مكانة “الكتاب الورقي”، فيما بالمقابل هناك دور نشر رأت أن تمنح “الكتاب الرقمي” جانبًا من اهتمامها، منتقدًا تلك التي تحولت بالكامل للتعامل والاهتمام بالكتاب الورقي وغيره من مصادر المعلومات المعتمدة على التكنولوجيا، لأنها بحسب رأيه تخلت عن دورها الرئيس المتمثل في العناية بالكتب الورقية.
واتفق مع رأي الأغلبية العارض بدار نشرٍ سويدية مشاركة في كتاب الرياض هذا العام جوزيف تيامسون الذي قال: “أجزم بأن معارض الكتاب ذات دور رئيس في المحافظة على “الكتاب الورقي” من الاندثار، لاسيما مع الطفرة التقنية التي يعيشها العالم في الوقت الحالي”، مشدّدًا على أن هذا الدور لمعارض الكتاب يتطلب المساندة من الأجيال السابقة التي عايشت الكتب والصحف الورقية، أي الآباء والأمهات الذين يجب أن يضطلعوا بدورهم حيال هذا الأمر، وذلك بتحفيز أولادهم على التعامل مع الكتاب الورقي عبر المكافأة نظير إنجاز مهمة في هذا الخصوص، مشيرًا إلى أنه لمس هذا الأمر من أولياء الأمور خلال مشاركته الحالية في معرض “الرياض تقرأ”.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الکتاب الورقی معارض الکتاب دور النشر
إقرأ أيضاً:
منصة لبنانية ناشئة تبتكر حلاً.. Waynou تحافظ على ممتلكاتك الثمينة آمنة
من منا لا يتمنى أن يجد أغراضه الضائعة بكبسة زر واحدة؟ ففي عالم تتزايد فيه تحديات الحياة اليومية، وتكثر فيه حالات فقدان الأغراض الشخصية بسبب الحركة السريعة والضغوط، جاءت منصة Waynou اللبنانية، تماماً كما نلفظها بالعامية "وينو؟"، كحل مبتكر يسعى إلى تبسيط عملية العثور على المفقودات.
تقوم فكرة Waynou على مبدأ بسيط لكنه فعّال: تقديم رمز واحد فريد يسمح لصاحب الغرض بالعثور عليه بعدما أضاعه، ويسهّل الطريق للوصول إليه في حال فُقد. ويقول مؤسس المنصة، سيرج حداد، إن الهدف الأساسي هو بناء مجتمع أكثر أمانًا وتواصلًا، حيث يمكن للناس مساعدة بعضهم البعض بسهولة، من دون الحاجة إلى كشف هوياتهم أو الدخول في تواصل مباشر قد يكون محرجًا أو غير آمن.
خصوصية معزّزة
يشرح حداد لـ"لبنان 24" أن رحلة المستخدم تبدأ بالتسجيل في المنصة ثم الاشتراك للحصول على رمز فريد يُمنح فورًا. بعد ذلك، يستطيع تنزيل حزمة صور وملصقات مخصّصة، يمكن طباعتها ولصقها على مختلف الأغراض التي يرغب في الحفاظ عليها، من الهواتف المحمولة والمفاتيح، إلى الحقائب والمحافظ وأي غرض ثمين آخر.
وفي حال فقدان الغرض، يمكن لأي شخص العثور عليه أن يقوم بمسح رمز الاستجابة السريعة (QR code)، ليتواصل مع مالكه مباشرة عبر Waynou، ومن دون الكشف عن أي بيانات شخصية. التواصل المجهول بين الطرفين يشكل إحدى أبرز نقاط قوة المنصة، إذ يضمن حماية الهوية ويقلّل مخاطر الاستغلال أو سوء الاستخدام.
ويضيف حداد أن واحدة من أبرز ميزات Waynou هي إمكانية استخدام رمز واحد لعدد غير محدود من الأغراض، ما يجعل الخدمة اقتصادية وسهلة الاستخدام. فالاشتراك الشهري لا يتجاوز دولارين فقط، بينما يبلغ الاشتراك السنوي 18 دولارًا مع توفير بنسبة 25%، وبدون أي رسوم خفية. وهذا ما يجعل المنصة خيارًا عمليًا لشريحة واسعة من المستخدمين، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
الخصوصية أولًا… والشفافية أساس
يشدد حداد على أن حماية خصوصية المستخدمين هي الأساس الذي تقوم عليه Waynou فصاحب الغرض والشخص الذي يجده لا يتبادلان أي معلومات مباشرة، بل يجري كل التواصل داخل المنصة حصريًا من خلال محادثة، وهذا يعيد للمستخدمين شعور الأمان في التعامل مع الغرباء عند فقدان أشيائهم.
ورغم ذلك، يوضح حداد أن Waynou ، ورغم قدرتها على زيادة فرص العثور على المفقودات بشكل كبير، لا يمكنها تقديم ضمان كامل بإعادة الأغراض إلى أصحابها، نظرًا لغياب الغطاء القانوني الذي يُلزم الشخص الذي يجد الغرض بإعادته. لذلك يدعو مستخدمي المنصة إلى التصرّف بوعي ومسؤولية، وتجنّب مشاركة أي بيانات حساسة قد تعرّضهم لأي نوع من الابتزاز أو الإساءة.
من خلال الدمج بين التكنولوجيا وروح المجتمع، تبرز Waynou كمثال على الابتكار اللبناني الذي يسعى لتحويل تحديات الحياة اليومية إلى حلول عملية تعود بالفائدة على الجميع. فالمنصة لا تهدف فقط إلى إعادة المفقودات، بل إلى تعزيز ثقافة التعاون واللطف بين الناس، ومنح كل غرض مفقود فرصة ثانية للعودة إلى صاحبه.
المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة "الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز" أعلنت تأهيل 153 شركة ناشئة Lebanon 24 "الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز" أعلنت تأهيل 153 شركة ناشئة