المناطق_واس

أسدلت هيئة الأدب والنشر والترجمة مساء أمس، الستار على فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي نظمته الهيئة في جامعة الملك سعود خلال الفترة من 26 سبتمبر حتى 5 أكتوبر، تحت شعار “الرياض تقرأ”، وحلت فيه دولة قطر ضيف شرف المعرض التي أوجدت حراكًا شاملاً في كل مجالات الإبداع والثقافة العربية .

 

أخبار قد تهمك المعرض وجهة إثراء معرفي للطلاب.. الطلاب يتوافدون على معرض الرياض الدولي للكتاب 30 سبتمبر 2024 - 11:57 صباحًا “صناعة الأديب المثقف ” .. أمسية ثقافية في تبوك 29 سبتمبر 2024 - 9:01 صباحًا

 

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان: “إن معرض الرياض الدولي للكتاب حظي في نسخة هذا العام بإقبال واسع من الزوار، إذ جذبت فعالياته وأنشطته الثرية والمتنوعة أكثر من مليون زائر، من مناطق المملكة العربية السعودية ومن خارجها، حيث شكل المعرض فرصة قيّمة للزوار للوصول إلى مؤلفات المبدعين من كل الدول العربية والعالم، وفتح نوافذ مهمة لاستكشاف عوالم من المعرفة والفكر والأدب ومجالاته المتعددة “.

 

 

وأوضح أن المعرض جمع صُناع الأدب والنشر والترجمة من مختلف أنحاء العالم، الذين تبادلوا الحوارات الواعية، مما أسهم في تعزيز المكانة الثقافية للمملكة، ودعم مكانة المعرض العربية والدولية كواجهة ثقافية سعودية وعالمية، وتعزيز ثقافة القراءة لتكون أسلوب حياة في المجتمع، إلى جانب تعزيز الوعي والارتقاء بجودة الحياة، وهي نتائج تعد ثمرة لتطبيق مرتكزات الإستراتيجية الوطنية للثقافة، المنبثقة من رؤية المملكة 2030.

 

 

وأضاف الدكتور علوان “أن نسخة المعرض في العام الحالي شهدت مشاركة أكثر من 2000 دار نشر ووكالة، من أكثر من 30 دولة، توزعت على 800 جناح، وعرضت عشرات الآلاف من عناوين الكتب والإصدارات الجديدة، مما انعكس إيجابًا على إيرادات دور النشر المشاركة في المعرض، حيث حققت مبيعات تجاوزت 28 مليون ريال، مما يؤكد جاذبية معرض الرياض الدولي للكتاب وأهميته حيث يعد أحد أهم وأبرز معارض الكتاب في العالم العربي، بسبب عدد زواره الكبير، وقيمة المبيعات التي تحققها دور النشر، مؤكدًا أن المعرض أسهم في إنعاش سوق الطباعة وحركة النشر العربية، كما عزز قدرات الناشرين السعوديين وتنافسيتهم .

 

 

وأبان علوان، أن المعرض شهد هذا العام تطورات عدّة ، شملت استحداث منطقة أعمال متخصّصة، شاركت فيها الوكالات الأدبية التي تدير أعمال المؤلّفين وعقودهم، والمطابع المحلّية التي تُشارك للمرة الأولى في معارض الكتب المحلّية، لتقدّم خدماتها للناشرين، حيث أتاحت المنطقة فرصًا استثمارية استثنائية، كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات بين الوكالات الأدبية والمؤلفين، مما يدعم صناعة النشر في المملكة، والمؤلفين السعوديين .

 

 

ولفت إلى أن المعرض قدم هذا العام برنامجًا ثقافيًّا ثريًّا تضمن أكثر من 200 فعالية ناسبت جميع الأعمار، وتنوعت ما بين الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات والأمسيات الشعرية وورش العمل، التي قدمها نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين من السعودية، وعدد من دول العالم، في تظاهرة ثقافية وفكرية سنوية بارزة، عززت صناعة النشر، والاقتصاد الثقافي، ودعمت التبادل الثقافي، حيث ناقش المتحدثون موضوعات مختلفة في شتى المجالات .

 

 

وقد احتفى المعرض هذا العام بالأمير الراحل الشاعر بدر بن عبدالمحسن، فقيد الثقافة السعودية والعربية وأيقونة الشعر الحديث، عبر إقامة ممر تكريمي احتضن صورًا وأبياتًا شعرية للأمير الراحل وعباراته المفعمة بالمشاعر الدافئة تجاه الوطن، وجذب الممر زوار المعرض .

 

 

كما احتفى المعرض بيوم الترجمة العالمي الذي يوافق يوم 30 سبتمبر من كل عام، عبر تخصيص عدد من الندوات وورش العمل التي ناقشت موضوعات عدة في مجال الترجمة، إضافة إلى الاحتفاء بعام الإبل حيث خصص المعرض عددًا من الفعاليات الثقافية للحديث عن الإبل في اللغة والشعر .

 

 

وشكلت منطقة الطفل في المعرض، عنصر جذب للأطفال والأسر، بما ضمتها من أركان تقدم فعاليات مختلفة، شملت 6 عروض مسرحية للاطفال، تنوعت ما بين مسرح الدمى، ورفيق الأحلام، ومسابقات تنافسية، والحكواتي، وعرض مزيونة، وأمسية الشعراء، كما نظمت المنطقة 48 تفعيلة ثقافية خاصة بالأطفال، في 9 أركان مختلفة، وهي: ركن الطاهي الصغير، وركن تصميم الازياء، وركن التحديات الأدبية، وركن صناعة حكاية، وركن الرسوم المتحركة، وركن الفنون والتراث، وركن براعم المرح، ووركن أحاجي جحا، مما جعلها وجهة رئيسة للأسر.

 

 

وأتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، فرصة ثمينة لكثير من المبدعين من خلال إصداراتهم البِكر التي يصافحون بها مجتمع القراء، عبر مبادرة ركن المؤلف السعودي التي قدمت الفرصة للعديد من المؤلفين السعوديين لتقديم إصداراتهم التي طبعت بجهد ذاتي إلى جمهور المعرض، حيث ساعدت المبادرة عددًا من الأقلام الشابة في الوصول بإصداراتهم إلى جمهور المعرض والتعريف بإبداعاتهم في فضاء الإنتاج الفكري والإبداعي .

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 هيئة الأدب والنشر والترجمة معرض الریاض الدولی للکتاب الأدب والنشر والترجمة هذا العام أن المعرض أکثر من

إقرأ أيضاً:

مشاهد من معرض مسقط للكتاب

أسدل الستار عن معرض مسقط للكتاب في دورته التاسعة والعشرين، والمتابع لمعرض الكتاب يشاهد تفاعل جيل الشباب أو الأجيال الجديدة مع الثّقافة بعوالمها المختلفة، بل يكاد هو الغالب على غيره من الكبار، وتفاعلهم مع الثّقافة ليس تفاعلا ترفيّا، وإن وجد ذلك، إلّا أن هناك جيلا جديدا أيضا من يتشكل مع الثقافة وفق ألبستها المختلفة، وهناك المتابع لها بشكل جيّد ودقيق، بل هناك القارئ والنّاقد والكاتب والفنّان المبدع.

وأضرب هنا مشاهدتين مثلا، المشاهدة الأولى فتاة في الثانية عشرة من عمرها، وقد كنتُ مع الكاتبة بشرى خلفان، جاءت تسأل عن كتب ظننت في البداية طُلب منها ذلك لصغر سنّها، فسألتها: هل تعرفين بشرى خلفان؟ أجابت: نعم، صاحبة دلشاد، قلتُ لها: هذه بشرى خلفان، فتصورت في البداية أنني أمزح معها، وكانت غير مصدّقة، فأكدّت لها بشرى أنّها فعلا هي ذاتها، ففرحت الفتاة، ثمّ سألتها بشرى: هل قرأت الرّواية، فأجابت: نعم، وذكرت شيئا من شخصيّاتها، ممّا يدلّ على قراءتها لها بعمق وهي في بداية العقد الثّاني من عمرها.

ومثال آخر جاءني أحد الأصدقاء قائلا: إنّ فتاة تبحث عنك في ركن الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء لتوقع لها، فذهبت، فإذا هي في نهاية عقدها الثّاني، وجاءت إلى ركن الجمعيّة لأجل كتاب «لاهوت الرّحمة»، فلمّا دخلت معها في حديث معرفيّ؛ أدركت متابعتها وقراءتها، ولم تأتِ فقط لأجل التّوقيع، فإن تجد من يبحث عن كتبك هذا يعطيك شيئا من الرّضا الإيجابيّ حول نتاجك؛ لكن أن تجد من يتفاعل معه، ويشاركك شيئا ممّا قدّمته من معرفة ولو بسيطة؛ فهذا أعظم ما يرجوه الكاتب، إذ يرى من يتفاعل معه معرفيّا، ويشاركه شيئا من أطروحاته إعجابا أو نقدا أو ما بينهما.

في ركن النادي الثقافي بالمعرض كان مجلسا ثقافيا يوميا مفتوحا، يختلط فيه الشباب مع الكبار، فلا تكاد تمر دقيقة إلّا وتجد نقاشا معرفيا مختلفا، تارة في الأدب أو الفلسفة أو التّأريخ أو التّراث أو الموسيقى أو اللغة والتّرجمة وغيرها من النّتاج الإنساني، في هذا المجلس سقطت جميع الألقاب، وبقت الثّقافة هي الجامع بين الجميع، فهناك جلس الوزير مع الفنّان والفيلسوف والمؤرخ والكاتب والشاعر والروائي والكبير والصغير في نقاشات معرفيّة لا تتوقف، لو جمّعت لكانت مجلّدات بذاتها، كما زار هذا المجلس رموز ومحبّون للثقافة من خارج عُمان من الخليج وباقي الدّول العربيّة كتونس ومصر والمغرب وسوريا والعراق ولبنان والسودان والجزائر وغيرها، كما زاره من دول أخرى كإيران وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والهند وغيرها، في أجواء نقاشيّة ومعرفيّة.

فمن مشاهد هذا المجلس مثلا أنّ المصور والفنان البحريني حسين المحروس رأيتُ في وجهه شيئا من علامات الحزن ليلة سفره، وكان ملازما للمجلس، فقال: نحن نفتقد مثل هذه المجالس، ليس في الفضاءات المعرفيّة فيه، لكن هنا تستطيع أن تتحدّث بما تشاء وأنت مطمئن، لا تشعر أنّ أحدا يراقبك، أو يراقب ماذا تقول، وفيما تتحدّث.

هنا الكل يجلس ويناقش كانت أفكاره ذات اليمين أم ذات الشمال، كان ذكرا أم أنثى، كان صغيرا أم كبيرا، كان كاتبا ناقدا، أم قارئا متابعا، كان مسؤولا كبيرا أم موظفا عاديا، كان معلّما أكاديميا أم طالبا في الجامعات والمدارس، وهذا من جمال المعرض، فالمعرض ليس عرضا لكتب وشراء لها فحسب؛ فهذا تجده في المكتبات وغيرها، لكنّ روح المعرض في مثل هذه المجالس الثقافية والمعرفية المنفتحة على الجميع، حيث المعرفة الحقيقية لا تجتمع مع تضخم الإعجاب بالذّات، والتّرفع على الآخرين لكونه ألف كتابا، أو كتب مقالا في جريدة، أو نال شهرة افتراضيّة في وسائل التّواصل الاجتماعيّ، بل تكسر هذه الأنا، وتشعر أنّك في عالم أوسع، وهناك من هو أعمق منك تحليلا ونقدا وإبداعا، كما أنّ مثل هذه المجالس تكشف بذاتها إبداعات لم تظهر ذاتها، أو أنّها تشجّع من يحمل ذلك على الظّهور وإخراج ما يكتنزه لينفع وطنه ومن حوله ممّن يشاركه إبداعه ومعرفته.

فقدنا هذا العام في مثل هذه المجالس روح الثقافة في عُمان، والّذي يلقب بأبي الثقافة العمانية، أقصد بذلك الأستاذ الأديب أحمد الفلاحي، والذي لازم المستشفى وقت المعرض لمرض ألم به، فقد كان خاتمة المجلس كما في العام الماضي، إذ يتجول في المعرض فإذا قارب وقت المعرض على الانتهاء جلس في مجلس ركن النادي الثقافي بالمعرض، يتحلّق حوله الشباب والمثقفون والكتّاب والأدباء والمحبّون للمعرفة، يجدون فيه روح الثقافة والتواضع، وفكاهة الشعر والأدب، فلا يكاد مثقف في عُمان اجتمع الكل على حبّه مثل الفلاحي، فهو الأب الروحي للثقافة في عُمان.

من المشاهد الجميلة في معرض الكتاب أن تجد الكتاب العماني اليوم يقصده دارسون ومثقفون من خارج عُمان، يقطعون مسافات طويلة لأجل الكتاب العماني، والاقتراب من المثقفين في عُمان، رأيت شابا هنديا في بداية الثلاثين من عُمره، فسألته: هل تعمل هنا، قال: لا، أنا أتيت من الهند لأجل معرض الكتاب، حيث أقدّم أطروحة الدّكتوراه في الرواية العمانية، كما رأيت شابا مصريا يضع كتابات عمانية في إحدى الصناديق، فسألته: هل لديك دور نشر؟ قال: لا، أنا أحمل هذه الكتب العمانيّة إلى مصر لأنّها تطلب في الجامعات والأكاديميّات المصريّة، كما رأيت متجولا من الجزائر يحمل فقط الكتب العمانيّة لأجل بعض المكتبات الأهلية في الجزائر.

هناك مشاهد عديدة لها رمزيّتها وجماليّتها في معرض مسقط للكتاب، لو ذكرتها لطال المقام، منها ما أشرت إليها في سنوات ماضية، ومنها لعلّ مناسبات أخرى نشير إليها، ولكن نفخر أن طال بنا العمر لندرك هذه اللّحظات الرّائعة من الأجواء الثّقافيّة، ونحن اليوم نشاهد - والحمد لله - القلم العماني يصل إلى درجة من الإبداع والحضور المعرفيّ، كمّا ونوعا، ونجد المعرفة والنّتاج العماني يتمدّد في فضاءات جغرافيّة أوسع، ويتحرّك في فضاء معرفيّ حرّ، بعيدا عن الأدلجة اللّاهوتية والسياسية المسبقة.

مقالات مشابهة

  • مشاهد من معرض مسقط للكتاب
  • معرض مسقط الدولي للكتاب.. بين الواقع والمأمول (1- 2)
  • المملكة تختتم مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
  • المرأة السعودية في الأدب والنشر.. حضور لافت في معرض أبوظبي للكتاب
  • وسط إقبال كبير من الزوار والمثقفين.. المملكة تختتم مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
  • عدد زوار معرض مسقط الدولي للكتاب يلامس 650 ألفا في نسخته الـ 29
  • 649.5 ألف زائر إلى معرض مسقط الدولي للكتاب بزيادة سنوية 64.81%
  • المملكة تختتم مشاركتها في معرض مسقط الدولي للكتاب 2025
  • معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية
  • معرض أبوظبي الدولي للكتاب: يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية