"الجارديان": الحرب في الشرق الأوسط لن تتوقف قبل حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الحرب الحالية في الشرق الأوسط لن تتوقف ولن يحل السلام والاستقرار قبل أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة.
وأوضحت الصحيفة- في مقال تحليلي للكاتبة نسرين ماليك- أن الشعب الفلسطيني يعيش في الوقت الراهن كابوسا مخيفا؛ بسبب الحرب التي تدور رحاها في قطاع غزة مع الجانب الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وفي الوقت نفسه، لفت المقال إلى أن مأساة الشعب الفلسطيني لم تبدأ فقط في السابع من أكتوبر الماضي منذ بداية القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكنها بدأت قبل ذلك بوقت طويل منذ تدهور الظروف المعيشية في الأراضي المحتلة، وتوسع الجانب الإسرائيلي في عملية الاحتلال وتوحش المستوطنات غير المشروعة.
وأشار المقال إلى أن الحكومة الإسرائيلية استغلت انشغال المجتمع الدولي بالصراع الحالي الذي تخوضه مع إيران، وشرعت في تكثيف هجماتها على الفلسطينيين لتتحول حياة شعبها إلى "كابوس حي".
ولفت إلى خلو شوارع مدينة الخليل الأثرية من المارة وتوقف حركة الشراء بالأسواق وتدمير معظم مباني المدينة وفرض قيود شديدة على حرية الحركة للسكان الفلسطينيين، حيث لا يحق لأي فلسطيني التحرك في شوارع المدينة، بينما يتحرك المستوطنون بحرية تامة، وهم يحملون المدافع الرشاشة يلوحون بها في أوجه الفلسطينيين تحت حماية جنود الاحتلال.
وتطرق المقال إلى مأساة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، موضحا أن عدد المعتقلين الفلسطينيين تجاوز 10 آلاف منهم حوالي 250 طفلا كما أن ما يقرب من 3 آلاف منهم معتقلين رهن الاحتجاز الإداري، أي محتجزين دون توجيه تهمة محددة ولمدد غير محددة كما أنهم محرومون من حق الدفاع أو زيارات ذويهم.
وأوضح المقال- في الختام- أن جميع وسائل الضغط مثل الاحتجاجات والمظاهرات المؤيدة للحق الفلسطيني إلى جانب التنديد عبر وسائل الإعلام والصحافة لن تضع حدا لتلك المأساة، ولكن تلك الكارثة الإنسانية سوف تنتهي فقط حين يدرك المسئولون عن صنع القرار ضرورة الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني أن يعيش في أمان وسلام وكرامة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحرب الحالية الشرق الأوسط السلام الفلسطينيون
إقرأ أيضاً:
كلفة الفاتورة الأمريكية في الشرق الأوسط.. «فانس» يفضح وهم الديمقراطيات المستحيلة
في خطاب حاد اللهجة، انتقد نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، السياسات الأمريكية السابقة في الشرق الأوسط، واصفًا محاولات بناء الديمقراطيات في المنطقة بـ”الوهم المكلف والمستحيل”، مؤكداً أن الولايات المتحدة أنفقت تريليونات الدولارات على مشاريع لم تحقق أي نتائج ملموسة، بينما تجاهلت التهديدات الحقيقية مثل تنامي نفوذ الصين.
وقال فانس خلال كلمته في الأكاديمية البحرية الأمريكية، والتي نشرها على منصة “إكس”، إن القادة الأمريكيين في العقود الماضية “أضاعوا البوصلة”، عبر انخراطهم في مغامرات خارجية بدلاً من التركيز على التحديات الجيوسياسية الكبرى، مضيفًا: “تصوروا أن بناء الديمقراطية في الشرق الأوسط سيكون مهمة سهلة، لكن الواقع أثبت أنها كانت أقرب إلى المستحيل. دفعنا الثمن، والشعب الأمريكي هو من تحمّل الفاتورة”.
وربط فانس بين إخفاقات الماضي وبين الجولة الخليجية الأخيرة للرئيس دونالد ترامب، التي شملت السعودية وقطر والإمارات، مؤكدًا أن الزيارة لم تكن فقط لتأمين الاستثمارات، بل مثّلت تحولًا رمزيًا نحو نهاية مرحلة التدخلات الخارجية وبداية استراتيجية تقوم على الواقعية السياسية وحماية المصالح الأمريكية.
وتابع فانس: “لا مزيد من المهام المفتوحة… لا مزيد من الحروب التي لا نهاية لها… نحن نعود إلى واقعية تخدم مصالحنا، لا أوهام الآخرين”.
وأثارت تصريحات فانس جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، إذ وصفها البعض بأنها “عودة ضرورية إلى الواقعية بعد عقدين من الحروب والنفقات الضخمة”، فيما اعتبرها آخرون بمثابة “انسحاب من الدور القيادي العالمي الذي طالما لعبته واشنطن”.
يذكر أنه ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، دخلت السياسة الخارجية الأمريكية مرحلة اتسمت بالتدخلات المباشرة في الشرق الأوسط، تحت شعارات محاربة الإرهاب وبناء الديمقراطيات، وانطلقت واشنطن في مغامرات عسكرية امتدت من أفغانستان إلى العراق، مرورًا بليبيا وسوريا، مدفوعة بقناعة مفادها أن تغيير الأنظمة وفرض نموذج الحكم الديمقراطي يمكن أن يخلق شرقًا أوسط أكثر استقرارًا وأقرب إلى القيم الغربية.
لكن بعد أكثر من عقدين، بدأت تتراكم المؤشرات على فشل هذه المقاربة، ولم تؤدِ التدخلات إلى استقرار دائم، بل ساهمت في تفكيك دول، وتعميق الفوضى، وخلق فراغات أمنية ملأتها قوى منافسة كالنفوذ الإيراني والروسي، وفي الداخل الأمريكي، ازداد السخط الشعبي على كلفة هذه الحروب التي استنزفت الاقتصاد وأثقلت كاهل المواطن، دون عوائد ملموسة على الأرض.
ومع وصول دونالد ترامب إلى الحكم عام 2016، بدأت ملامح تحوّل كبير تظهر، وأطلق خطابًا مناهضًا للتدخلات، وركز على شعار “أمريكا أولاً”، رافضًا أن تستمر بلاده في دفع ثمن صراعات الآخرين، وعاد هذا التوجه بقوة بعد انتخابه مجددًا في 2024، حيث أصبحت الواقعية السياسية حجر الأساس في استراتيجية البيت الأبيض.