تزامنًا مع احتفالات مصر بالذكرى الـ51 لانتصارات أكتوبر المجيدة، شهد قطاع التعليم العالي تطورًا هائلًا في منطقة سيناء ومحافظات القناة، حيث أولت القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي اهتمامًا كبيرًا بتنفيذ مشروعات قومية وتنموية تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في هذه المناطق المهمة من الجمهورية.

 ومن أبرز هذه المشروعات، إنشاء جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، التي تعد واحدة من الثمار البارزة للمشروعات القومية في شرق القناة.

جامعة الجيل الرابع: مشروع قومي في شرق القناة

تُعد جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية من الجامعات التي تم تجهيزها وفقًا لمعايير الجامعات الذكية وجامعات الجيل الرابع. تقع الجامعة على مساحة 29 فدانًا، وبلغت تكلفة إنشائها وتجهيزها نحو 3.384 مليار جنيه. تشمل الجامعة مجموعة متنوعة من المباني التعليمية والإدارية، منها مبنى إدارة الجامعة، و6 مبانٍ تعليمية، و36 معملًا مجهزًا بأحدث الوسائل التكنولوجية، و29 مدرجًا لتقديم المحاضرات. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الجامعة على مبنيين للورش الهندسية، و8 ملاعب رياضية، ومسرح مُجهز بأحدث التقنيات يستوعب 380 شخصًا، مما يجعلها واحدة من الجامعات المتطورة التي تسعى إلى تقديم بيئة تعليمية متميزة تحفز على الابتكار والتميز العلمي.

إطلاق الدراسة في 8 كليات جديدة

بدأت الدراسة بجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية في العام الدراسي 2024/2025 في 8 كليات حديثة، تُقدم مجموعة متنوعة من البرامج الأكاديمية التي تلبي احتياجات سوق العمل المحلي والدولي. وتشمل هذه الكليات: كلية الطب والجراحة، كلية طب الفم والأسنان، كلية العلاج الطبيعي، كلية الصيدلة، كلية الهندسة، كلية التمريض، كلية تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية، وكلية التجارة الدولية واللغات.

توفر كل كلية برامج دراسية حديثة تُواكب التطورات العلمية والتكنولوجية، مثل برنامج "الطب والجراحة العامة" في كلية الطب، وبرنامج "الطب وجراحة الفم والأسنان" في كلية طب الفم والأسنان. أما كلية الهندسة، فتقدم برامج متقدمة مثل "هندسة الذكاء الاصطناعي" و"هندسة التشييد وإدارة المشروعات". 

وفي كلية الصيدلة، يتوفر برنامج Pharm D وبرنامج الصيدلة الإكلينيكية، بينما تقدم كلية التجارة الدولية واللغات برامج تعليمية في التسويق الرقمي واللغات الصينية والألمانية.

الدور التنموي للدولة في سيناء والقناة

في هذا السياق، أوضح الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الدولة المصرية بذلت جهودًا كبيرة في تنمية سيناء ومحافظات القناة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، من خلال تنفيذ مشروعات قومية كبرى تضع هذه المناطق في مقدمة خريطة التنمية الشاملة والمستدامة وفقًا لرؤية مصر 2030. وأشار الوزير إلى أن التكلفة الإجمالية للمشروعات التي تم تنفيذها في مجال التعليم العالي في سيناء ومدن القناة بلغت نحو 23 مليار جنيه، مما يعكس حجم الاستثمارات الكبيرة التي تم توجيهها لتنمية هذه المناطق الهامة.

وأضاف عاشور أن الدولة تسعى إلى التوسع في إنشاء الجامعات في مختلف أنحاء الجمهورية، مع تجهيز هذه الجامعات بأحدث الإمكانات التكنولوجية والمعامل المجهزة على أعلى مستوى، بما يُمكن الطلاب من تلقي تعليم حديث ومتكامل يتماشى مع متطلبات سوق العمل المتغيرة. ولفت الوزير إلى أن هناك تركيزًا كبيرًا على العلوم الحديثة والبرامج الدراسية البينية التي تؤهل الطلاب ليكونوا مستعدين لوظائف المستقبل، وهو ما ينسجم مع استراتيجية الدولة لتطوير منظومة التعليم العالي.

الإقبال الكبير من الطلاب والاعتراف المحلي والدولي

أشار الدكتور ناصر مندور، القائم بأعمال رئيس جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، إلى أن الجامعة تسعى إلى توفير بيئة تعليمية متميزة تُحفز على الابتكار والبحث العلمي. وأضاف أن الإقبال الكبير من الطلاب على الالتحاق بالجامعة خلال العام الدراسي 2024/2025 يعكس نجاح الجامعة في كسب ثقة الطلاب وأولياء الأمور، مما يُعد مؤشرًا قويًا على جودة البرامج التعليمية التي تقدمها الجامعة.

من جهته، صرح الدكتور عادل عبدالغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي، أن الجامعة تُقدم برامج تعليمية متطورة تواكب احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، وهو ما يُفسر الإقبال المتزايد من الطلاب على الجامعات الأهلية في مصر. وأضاف أن هناك توجهًا متزايدًا نحو الجامعات الأهلية نظرًا لما تقدمه من برامج دراسية حديثة تجمع بين التعليم النظري والتدريب العملي، مما يُعزز من فرص الخريجين في الحصول على وظائف متميزة بعد التخرج.

تشكل جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية إضافة قوية لمنظومة التعليم العالي في مصر، وتُعد نموذجًا للجامعات الحديثة التي تسعى إلى تقديم تعليم عصري متطور. بفضل دعم القيادة السياسية، يتواصل التطور في قطاع التعليم العالي في سيناء ومدن القناة، مما يُعزز من فرص التنمية المستدامة في هذه المناطق الهامة، ويضعها في مقدمة المشهد التنموي في مصر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الإسماعيلية الجديدة العام الدراسي 2024 2025 انتصارات أكتوبر المجيدة جامعة الإسماعيلية الجديدة جامعات الجيل الرابع منطقة سيناء جامعة الإسماعیلیة الجدیدة الأهلیة التعلیم العالی هذه المناطق تسعى إلى

إقرأ أيضاً:

حنيجل:جامعة السويس تقود مستقبل الصناعات الذكية في ممر القناة

يجري موقع "الفجر" حوارًا استراتيجيًا مع الدكتور أشرف حنيجل، رئيس جامعة السويس، في إطار التوجه الوطني لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وربط مخرجات البحث العلمي بالتنمية المستدامة. 

يهدف الحوار إلى الوقوف على الدور الاستراتيجي والقيادي للجامعة في تنفيذ مشروع التحالف الخاص بالصناعات المتقدمة واللوجستيات الذكية. هذا المشروع، الذي يستهدف تعزيز محور قناة السويس والمنطقة الاقتصادية، يمثل نموذجًا للتعاون الفعّال بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الصناعي.

 نسعى في هذا اللقاء إلى استجلاء آليات تحويل الرؤى البحثية إلى تطبيقات صناعية ملموسة، وكيف تدير الجامعة التنسيق بين الأطراف المتنوعة لتحقيق أهداف التحول الرقمي والصناعي.


في البداية دكتور اشرف انطلاقًا من المسؤولية الأكاديمية والموقع الجغرافي الاستراتيجي لجامعة السويس، كيف تحددون الدور القيادي للجامعة في تفعيل مشروع التحالف الخاص بالصناعات المتقدمة واللوجستيات الذكية، وما هي الخطوات المنهجية التي تضمن تحويل مخرجات البحث والتطوير إلى تطبيقات صناعية ملموسة تخدم بشكل مباشر التنمية الاقتصادية في المنطقة؟

 المسؤولية كبيرة ومحورية. إن مشروع التحالف الخاص بالصناعات المتقدمة واللوجستيات الذكية يمثل أحد أهم المسارات الاستراتيجية التي نتبناها، وهو تنفيذ مباشر للرؤية التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعظيم الاستفادة من البحث العلمي وربطه بخطط الدولة للتنمية، خاصة في هذا الممر الحيوي. موقعنا الجغرافي يمنحنا دورًا قياديًا لا يمكن التنازل عنه.

مبادرة تحالف وتنمية تستهدف تحويل التحالفات إلى محركات اقتصادية جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية تواصل تميزها وإبداعها في مجال الأنشطة الطلابية صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ ينظم ورشة عمل تفاعلية للباحثين التعليم العالي قرارات جمهورية بتعيين قيادات جديدة صيدلة القاهرة تحتفل بتخريج الدفعة 196 بكالوريوس والدفعة 14 للصيدلة الإكلينيكية جامعة القاهرة توقع اتفاقية تحالف "الجامعة الريادية" ضمن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" مصر تطلق منصة دولية رائدة لتحويل الأفكار البحثية إلى منتجات صناعية القصر العيني خطوة جديدة نحو شراكة طبية عالمية بين مصر والصين جامعة العاصمة تعلن هويتها في مؤتمر صحفي موسّع بحضور قيادات الجامعة وممثلي الصحف المصرية قنديل يعلن تغيير الشعار والهوية بعد تغيير المسمى لجامعة العاصمة

 نحن نعمل على تحويل مخرجات البحث والتطوير إلى تطبيقات صناعية حقيقية ذات قيمة مضافة تخدم المنطقة الاقتصادية. الدعم الحكومي غير المحدود، من دولة رئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي، يؤكد أهمية هذا التوجه، ويشجعنا على المضي قدمًا في بناء اقتصاد وطني يقوم على الابتكار. باختصار، الجامعة هي محرك المعرفة التطبيقية لخدمة تنمية الإقليم.


ماهي آليات تفعيل البحث التطبيقي
نظرًا لأهمية الربط المباشر بين الأبحاث واحتياجات السوق، ما هي الآليات التنفيذية والبرامج المحددة التي تعتمدها الجامعة لضمان تطوير منظومة بحثية تطبيقية ترتبط باحتياجات الصناعات المتقدمة واللوجستيات الذكية، وكيف تتم عملية احتضان الشركات الناشئة وتحويل الأبحاث إلى منتجات قابلة للتسويق؟

 نحن نعتمد على منظومة بحثية تطبيقية متكاملة.

 أولًا، تطوير منظومة بحثية تطبيقية ترتبط مباشرة باحتياجات الصناعات المتقدمة واللوجستيات الذكية.

 ثانيًا، تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الصناعي والجهات الحكومية لضمان التوافق مع التحديات الفعلية. ثالثًا، لدينا خطة واضحة لـاحتضان الشركات الناشئة والمبتكرين في مجالات التكنولوجيا الصناعية وسلاسل الإمداد الذكية. ويبقى الأهم هو تنفيذ مشروعات تجريبية لتحويل نتائج البحث إلى منتجات وخدمات قابلة للتطبيق والتوسع، بالإضافة إلى تأهيل كوادر بشرية متخصصة لقيادة هذا التحول الرقمي والصناعي في المنطقة الاقتصادية.


 نموذج حوكمة التحالف وتنسيق الشركاء
يشمل التحالف مؤسسات أكاديمية وصناعية وحكومية. ما هي الإجراءات المؤسسية ونموذج الحوكمة المعتمد لإدارة هذا التنوع بفعالية، وكيف يتم ضمان التنسيق المحكم بين الشركاء، لا سيما في ظل الدور المحوري لشركة "انطلاق" كجسر يربط بين المخرجات البحثية ومتطلبات التطبيق الصناعي واللوجستي؟


 إدارة التنوع تمثل أحد أهم عناصر نجاح التحالف. لقد اعتمدنا إطارًا مؤسسيًا واضحًا يضمن التنسيق الفعّال بين جميع الأطراف. وتلعب شركة "انطلاق" دورًا محوريًا كحلقة وصل تنفيذية، فهي تمتلك الخبرات لتحويل مخرجات البحث إلى نماذج صناعية قابلة للتطبيق في اللوجستيات الذكية. 

وتتضمن خطتنا: إنشاء وحدة مركزية لإدارة التحالف للتنسيق والمتابعة، وتشكيل لجان فنية مشتركة تضم خبراء من الصناعة والجامعات لضمان توافق الأبحاث، وتطبيق نموذج حوكمة واضح يحدد الأدوار والمسؤوليات ويضمن الشفافية.

 هذا التنسيق يضمن تحويل التحالف إلى منظومة عمل موحدة قادرة على إنتاج حلول عملية تخدم المنطقة.


 تعزيز التنافسية الدولية والنمذجة الوطنية
في ضوء مكانة قناة السويس كمركز تجاري ولوجستي عالمي، كيف يُترجم عمل التحالف إلى نتائج مباشرة تسهم في تعزيز التنافسية الدولية لمصر في قطاع اللوجستيات الذكية؟ وهل هناك استراتيجية طويلة المدى لتحويل النتائج المتميزة للمشروع إلى نماذج قابلة للتوسع والتعميم على مستوى الجمهورية لدعم القطاعات الصناعية الأخرى؟

 مشروعنا يستهدف دعم الموقع الاستراتيجي للقناة عبر تطوير حلول مبتكرة في اللوجستيات الذكية. 

سنعزز التنافسية من خلال: تطوير تطبيقات صناعية قائمة على البحث العلمي لتعزيز كفاءة الخدمات اللوجستية، وإطلاق مشروعات تجريبية تسهم في رفع القدرة التنافسية للموانئ والمناطق اللوجستية، وتأهيل كوادر بشرية متخصصة لقيادة التحول الرقمي في القطاع. 

أما على المدى الطويل، فلدينا خطة واضحة لتحويل النتائج الناجحة إلى نماذج قابلة للتوسع على مستوى الجمهورية. هدفنا هو تعميم هذه التجارب وجعل مصر مركزًا إقليميًا رائدًا في الصناعات المتقدمة واللوجستيات الذكية، بما يخدم الاقتصاد الوطني ككل.


 بالنظر إلى الأهداف الطموحة للتحالف، ما هي الرسالة المحفزة التي تودون توجيهها للقطاع الصناعي والمجتمع البحثي والشباب المبتكر للحث على الانخراط الفعّال في هذا المشروع، وما هي الرؤية النهائية لمشروع التحالف من حيث الأثر المتوقع على هيكل الاقتصاد المصري ككل؟
 

 رسالتي للقطاع الصناعي هي: باب الجامعة مفتوح لشراكة استراتيجية حقيقية. نحن نملك العقول والأدوات، وأنتم تملكون التحديات والخبرة.

 هذا التحالف هو بيئة العمل المشتركة لتحقيق قفزة نوعية في الإنتاجية والكفاءة. أما لشبابنا الباحث والمبتكر، أقول: هذه هي فرصتكم لتحويل أبحاثكم إلى ثروة وطنية ملموسة؛ كونوا جزءًا من قيادة التحول الرقمي.

 تطلعاتنا النهائية تتجاوز منطقة قناة السويس؛ فبتحقيق النجاح هنا، نضع الأساس لـتعميم نماذج اللوجستيات الذكية والصناعات المتقدمة في جميع أنحاء الجمهورية. 

هدفنا الأسمى هو أن تكون مصر لاعبًا رئيسيًا ومنافسًا عالميًا في الاقتصاد القائم على التكنولوجيا والابتكار. هذا التحالف ليس مجرد مشروع، بل هو رؤية متكاملة لجمهورية جديدة قائمة على الابتكار والقدرة التنافسية.

مقالات مشابهة

  • جامعة إفريقيا العالمية في مؤتمرها القادم
  • جامعة أسيوط الأهلية تطلق رحلتها الثالثة للمتحف المصري الكبير
  • وزير التعليم العالي ينعى الدكتور محمد عبداللاه رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق
  • حصاد الأنشطة الطلابية لجامعة جنوب الوادي الأهلية
  • جامعة الجلالة الأهلية تحتفل باليوم العالمي لذوي الهمم
  • المجلس الأعلى للجامعات يناقش الابتكار وريادة الأعمال في التعليم العالي
  • حنيجل:جامعة السويس تقود مستقبل الصناعات الذكية في ممر القناة
  • جامعة الأقصر الأهلية تبحث آفاق تعاون جديدة مع معهد جوته الألماني
  • جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية تواصل تميزها وإبداعها في مجال الأنشطة الطلابية
  • التعليم العالي قرارات جمهورية بتعيين قيادات جديدة