انطلقت بالرباط اليوم أشغال ندوة تتعلق بإطلاق برنامج تعزيز القدرات في مجال استخدام أدلة الطب الشرعي في التحري والتحقيق في ادعاءات التعذيب طبقا لبرتوكول إسطنبول في صيغته المراجعة المنظمة من طرف رئاسة النيابة العامة بشراكة مع المجلس الأعلى للسلطة القضائية وبتعاون من مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن.

الدورة التكوينية الأولى تنعقد بالمعهد العالي للقضاء خلال يومين ابتداء من يوم غد لفائدة 50 مشاركا من قضاة النيابة العامة وقضاة الحكم وفاعلين آخرين معنيين ولاسيما ممثلين عن الشرطة القضائية والمندوبية العامة للسجون وممثلين عن الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، على أن يتم تنفيذ دورتين إضافيتين لاحقا، ليبلغ عدد المستفيدين منه ما يناهز 150 مشاركا ومشاركة من الفئات المذكورة.

كما سيتم تنظيم دورة خاصة لفائدة مجموعة من الأطباء الشرعيين، إضافة إلى تنظيم دورة خاصة بتكوين المكونين وتكوين فريق لإعداد دليل وطني خاص بالموضوع.

وقال مولاي الحسن الداكي رئيس النيابة العامة إن اعتماد هذا البرنامج التكويني التخصصي، يأتي في إطار مواكبة انخراط المملكة المضطرد في المنظومة الدولية لحقوق الإنسان وترجمة إرادتها الراسخة في تكريس مبادئ حقوق الإنسان وضمان التمتع بها من خلال مجهود متواصل لإدماج المعايير الدولية المترتبة عن الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها المملكة المغربية في التشريعات الوطنية واستحضارها في الممارسات اليومية لمختلف المؤسسات والجهات المعنية.

واستحضر الداكي مضامين الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة الدولية التي احتضنتها مدينة الرباط يومي 7 و8 دجنبر 2023، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الانسان، « حيث أكد جلالته على ما يلي » وإن تشبثنا الراسخ بالدفاع عن هذه الحقوق وتكريسها، لا يعادله إلا حرصنا الوطيد على مواصلة ترسيخ وتجويد دولة الحق والقانون وتقوية المؤسسات، باعتباره خياراً إرادياً وسيادياً، وتعزيز رصيد هذه المكتسبات، بموازاة مع التفاعل المتواصل والإيجابي مع القضايا الحقوقية المستجدة، سواء على المستوى الوطني أو ضمن المنظومة الأممية لحقوق الإنسان ».

وأشار الداكي إلى اعتماد الدستور المغربي لسنة 2011، الذي نص في الفصل 22 على حماية السلامة الجسدية والمعنوية للأشخاص وعدم جواز معاملة الغير تحت أي ذريعة، معاملة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة أو حاطة من بالكرامة الإنسانية، وعلى تجريم التعذيب بكافة أشكاله، وبمقتضيات الفصل 23 التي تعزز الضمانات القانونية الأساسية لحماية حقوق المتهم بما في ذلك الوقاية من التعذيب وسوء المعاملة حيث نصت على احترام الإجراءات القانونية المطبقة في حال إلقاء القبض على أي شخص أو اعتقاله أو متابعته أو ادانته، و إخبار كل شخص تم اعتقاله بشكل فوري بدواعي اعتقاله وبحقوقه التي منها الحق في التزام الصمت، وتمكينه من الاستفادة من المساعدة القانونية، والاتصال بأقربائه طبقا للقانون، كما نص هذا الفصل على ضمان قرينة البراءة والحق في محاكمة عادلة، وتمتيع الشخص المعتقل بحقوق أساسية وبظروف اعتقال إنسانية.

وهي نفس الضمانات القانونية الأساسية التي كرسها قانون المسطرة الجنائية في المادة 66 منه ولا سيما الحق في الاتصال بمحام، والحق في التزام الصمت، والحق في الاتصال بالأقارب.

وتفعيلا لهذه المقتضيات، تحرص رئاسة النيابة العامة على أن تجعل من حماية حقوق الإنسان ومكافحة التعذيب أولى الأولويات للسياسة الجنائية، وهو ما تعكسه التقارير السنوية لرئاسة النيابة العامة فيما يخص الجوانب المتعلقة بالمعالجة القضائية لقضايا التعذيب، ومتابعة شكايات ادعاءات العنف والتعذيب وسوء المعاملة.

وقال « في هذا الصدد يقوم قضاة النيابة العامة بدور فعال في منع التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة من خلال السهر على تطبيق المقتضيات القانونية المتعلقة بالوقاية منه ومكافحته، والتفاعل مع الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، وكذا زيارة أماكن الحرمان من الحرية، وفتح تحقيقات في الشكاوى المتعلقة بادعاءات التعذيب المقدمة إليهم، وعرض المعتقلين على الخبرة الطبية كلما اقتضت الضرورة ذلك وفقا للمادة 73 من قانون المسطرة الجنائية التي تنص على أنه « يتعين على الوكيل العام للملك إذا طلب منه إجراء فحص طبي أو عاين بنفسه آثارا تبرر ذلك أن يخضع المشتبه فيه لذلك الفحص. إذا تعلق الأمر بحدث يحمل آثارا ظاهرة للعنف أو إذا اشتكى من وقوع عنف عليه يجب على ممثل النيابة العامة وقبل الشروع في الاستنطاق إحالته على فحص يجريه طبيب. ويمكن أيضا لمحامي الحدث أن يطلب إجراء الفحص المشار إليه في الفقرة السابقة ».

ويعتبر برتوكول اسطنبول: دليل التقصي والتوثيق الفعالين للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة المعتمد سنة 1999 باعتباره مبادئ توجيهية دولية، يهدف إلى البحث والتحري وتقييم الأشخاص الذي يدعون التعرض للتعذيب وسوء المعاملة والتحقيق في حالات التعذيب المزعومة قصد إبلاغها للجهات القضائية لاتخاذ مايلزم من قرارات بشأنها.

وقال الداكي إن أهمية هذا البرتوكول لا تنحصر فقط فيما يحمله من مبادئ وشروط يتعين أن يتقيد بها الخبير الطبي ويستحضرها القضاة وموظفو انفاذ القانون، بل إن تزايد الاهتمام به انعكس في عمل هيئات المعاهدات ولاسيما لجنة مناهضة التعذيب التي تستحضره بمناسبة فحص تقارير الدول الأطراف في اتفاقية مناهضة التعذيب في البعد المتعلق بالتوعية والتكوين في هذا المجال حيث تخصص جزءا من ملاحظاتها الختامية وتوصياتها لذلك.

كلمات دلالية التعذيب النيابة العامة بروتوكول إسطنبول

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: التعذيب النيابة العامة النیابة العامة

إقرأ أيضاً:

كيف تحمي حاسوبك المحمول من مخاطر شبكات الواي فاي العامة

في عصر يتزايد فيه الاعتماد على الإنترنت أثناء التنقل، أصبحت شبكات الواي فاي العامة في المقاهي والمطارات والفنادق ومحطات القطارات وسيلة شائعة للحصول على اتصال سريع. 

فهي تمنح المستخدم القدرة على العمل أو الدراسة أو التصفح خلال ثوانٍ، بعيدًا عن شبكة المنزل أو المكتب، ومع ذلك، ما يراه الكثيرون كحل عملي قد يتحول بسرعة إلى نقطة ضعف كبيرة، إذ تُعتبر هذه الشبكات من أكثر نقاط الدخول شيوعًا لمجرمي الإنترنت.

غالبًا ما يستغل المخترقون الشبكات المفتوحة لاعتراض البيانات الشخصية، وسرقة كلمات المرور، وزرع البرامج الضارة، أو الوصول عن بُعد إلى الأجهزة.

 يظن الكثيرون أن الهجمات الإلكترونية تقتصر على الشركات الكبرى، لكن الأفراد الذين يتصلون بشبكات غير آمنة غالبًا ما يكونون أهدافًا سهلة، حيث يمكن اختراق معلوماتهم المصرفية ورسائلهم وملفاتهم الشخصية خلال دقائق قليلة إذا لم تكن هناك إجراءات حماية كافية.

دراسة مُحكمة نشرت على موقع ResearchGate أوضحت أن المهاجمين يمكنهم اعتراض حركة المرور غير المشفرة وتنفيذ هجمات وسيطة على شبكات الواي فاي المفتوحة، مما يعرض المستخدمين لسرقة بيانات الاعتماد واختراق المعلومات.

 وحذر الباحثون من أن هذه الهجمات تحدث بصمت، دون أي علامات ظاهرة للمستخدم، ما يجعل وعي الأفراد وإجراءات الأمان أمرًا بالغ الأهمية.

لماذا تشكل الشبكات العامة تهديدًا على جهاز الكمبيوتر المحمول؟

 معظم شبكات الواي فاي العامة لا تستخدم تشفيرًا قويًا أو قد تكون بدون حماية، مما يجعلها غير آمنة للأنشطة الحساسة مثل الدفع عبر الإنترنت أو تسجيل الدخول إلى حسابات العمل.
 يسمح الاتصال التلقائي بهذه الشبكات للمهاجمين بالتقاط البيانات باستخدام تقنيات مثل استراق الحزم أو اختطاف الجلسات، التي تعترض المعلومات بصمت أثناء التصفح.
 يُنشئ المهاجمون أحيانًا شبكات مزيفة تبدو شرعية لتضليل المستخدمين، وعند الاتصال بها يمكنهم الوصول إلى كلمات المرور وملفات تعريف الجلسة والمعلومات الشخصية، وحتى سرقة الهوية أو التفاصيل المالية.
 الشبكات المفتوحة قد تتيح للأجهزة الأخرى المتصلة محاولة الوصول غير المصرح به إلى ملفاتك.
 يمكن أن تُحقن البرامج الضارة عن بُعد إذا كانت هناك ثغرات أمنية في برامجك.
 قد يُعاد توجيه المتصفحات إلى صفحات تصيد احتيالية دون أن يشعر المستخدم.

خطوات عملية لتأمين جهازك عند استخدام شبكات واي فاي عامة

1. استخدام شبكة VPN
  توفر شبكة افتراضية خاصة تشفيرًا كاملًا للبيانات بين جهازك والإنترنت، مما يحمي معلوماتك حتى عند استخدام شبكات غير آمنة.

2. تصفح مواقع HTTPS فقط
  تحقق من رمز القفل في المتصفح وبادئة https://، لتضمن تشفير جلسات تسجيل الدخول والمعلومات الحساسة.

3. تعطيل الاتصال التلقائي ومشاركة الملفات
  أوقف تشغيل الواي فاي التلقائي، واكتشاف الشبكات، ومشاركة الملفات لمنع الوصول غير المصرح به.

4. تفعيل جدار الحماية وتحديث البرامج
  جدران الحماية تمنع محاولات الوصول غير المصرح بها، والتحديثات تغلق الثغرات الأمنية المستغلة من قبل المهاجمين.

5. تفعيل المصادقة متعددة العوامل
  حتى في حال سرقة كلمة المرور، تمنع المصادقة متعددة العوامل المهاجمين من تسجيل الدخول إلى حساباتك.

6. استخدام كلمات مرور قوية وفريدة
  تجنب التعبئة التلقائية، واستعن بمدير كلمات مرور لإنشاء بيانات اعتماد قوية دون كشفها.

 متى يجب تجنب شبكات Wi-Fi العامة؟

 عند إجراء معاملات مصرفية أو عمليات دفع.
 تحميل ملفات حساسة أو الوصول إلى بيانات الشركة بدون VPN آمن.
 الدخول إلى بوابات طبية أو مالية.
 في هذه الحالات، يُفضل استخدام بيانات الهاتف المحمول أو نقطة اتصال شخصية أكثر أمانًا.

أفضل الممارسات الإضافية

تأكد من أسماء الشبكات مع الموظفين لتجنب نقاط الاتصال الوهمية.
 سجّل الخروج و"انسَ الشبكة" بعد قطع الاتصال.
 تجنّب تنزيل المرفقات أو تحديثات البرامج أثناء استخدام الشبكات العامة.
 حافظ على تفعيل برنامج مكافحة الفيروسات والفحص الفوري.

في النهاية، تُعد شبكات الواي فاي العامة وسيلة مريحة، لكنها تحمل مخاطر حقيقية. من خلال اتباع إجراءات الحماية الأساسية مثل استخدام VPN، وتقييد الوصول، والتصفح عبر القنوات المشفرة، يمكن للمستخدمين الاستفادة من الإنترنت أثناء التنقل دون تعريض بياناتهم للخطر.

 العادات البسيطة في الأمان الرقمي تُحدث فرقًا كبيرًا في حماية خصوصيتك وأمان جهازك المحمول.
 

مقالات مشابهة

  • كيف تحمي حاسوبك المحمول من مخاطر شبكات الواي فاي العامة
  • قاضية أميركية تمنع استخدام أدلة قديمة لتوجيه اتهامات جديدة لكومي
  • التحفظ على سائق النقل المتسبب بوفاة 4 قضاة وتفحم سيارتهم بالمنيا
  • مصدر طبي: الطب الشرعي يبدأ تحليل «DNA» لتحديد هويات قضاة ملوي المتوفيين
  • مجلس القضاء الأعلى ينعون قضاة محكمة المنيا بعد وفاتهم بحادث سير أليم
  • انتداب الطب الشرعي لفحص جثامين المستشارين الأربعة المتوفين في حادث تصادم بالمنيا
  • وزير الصحة: لدينا أجهزة رصد متقدمة في مجال الطب الوقائي
  • مفاجآت الطب الشرعي بهـ تك عرض فتاة من ذوي الاحتياجات - خاص
  • دور النيابة العامة فى قضايا القتل الأسرى.. إجراءات التحقيق خطوة بخطوة
  • الطب الشرعي يفجر مفاجأة بشأن أطفال "سيدز"| خلايا بشرية تكشف متهمين جدد