الداكي: النيابة العامة حريصة على حماية حقوق الإنسان ومكافحة التعذيب
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
أكد الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، مولاي الحسن الداكي، اليوم الإثنين بالرباط، أن رئاسة النيابة العامة تحرص على جعل حماية حقوق الإنسان ومكافحة التعذيب أولى أولويات السياسة الجنائية.
وأوضح السيد الداكي، في كلمة افتتاحية خلال ندوة إطلاق برنامج تكويني حول “بروتوكول اسطنبول (الصيغة المراجعة): دور الطب الشرعي في حظر التعذيب والوقاية منه”، أن هذا الحرص تعكسه التقارير السنوية لرئاسة النيابة العامة في ما يخص الجوانب المتعلقة بالمعالجة القضائية لقضايا التعذيب، ومتابعة شكايات ادعاءات العنف والتعذيب وسوء المعاملة.
وأضاف أن قضاة النيابة العامة يضطلعون بدور فعال في منع التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة من خلال السهر على تطبيق المقتضيات القانونية المتعلقة بالوقاية منه ومكافحته، والتفاعل مع الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، وكذا زيارة أماكن الحرمان من الحرية، وفتح تحقيقات في الشكاوى المتعلقة بادعاءات التعذيب المقدمة إليهم، وعرض المعتقلين على الخبرة الطبية كلما اقتضت الضرورة ذلك.
وأشار السيد الداكي متحدثا خلال هذا اللقاء الذي تنظمه رئاسة النيابة العامة بشراكة مع المجلس الأعلى للسلطة القضائية ودعم من مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن إلى أن دستور المملكة لسنة 2011 يعد ميثاقا للحقوق والحريات الأساسية ولاسيما ما تضمنته مقتضيات الباب الثاني من ضمانات قانونية وقضائية لحماية حقوق الإنسان والنهوض بها، وهو ما شكل ركيزة أساسية لإطلاق العديد من الإصلاحات التشريعية والمؤسساتية.
كما ذكر المسؤول ذاته في هذا الصدد، بأن مقتضيات الفصل 22 من الدستور تنص على حماية السلامة الجسدية والمعنوية للأشخاص وعدم جواز معاملة الغير تحت أي ذريعة، معاملة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة أو حاطة بالكرامة الإنسانية، وعلى تجريم التعذيب بكافة أشكاله، علاوة على الفصل 23 الذي يعزز الضمانات القانونية الأساسية لحماية حقوق المتهم بما في ذلك الوقاية من التعذيب وسوء المعاملة.
من جهتها، أبرزت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، في كلمة مماثلة أن قانون المسطرة الجنائية يعد الإطار الأمثل للتنصيص على الإجراءات القانونية للانكباب على أي ادعاء بالتعذيب.
وأضافت أن المشروع الحالي للمسطرة الجنائية أدمج بعض المقتضيات كالاستعانة بالتسجيل السمعي البصري، وحضور الدفاع للاستجواب خلال مرحلة البحث التمهيدي، وعدم تسليم المتهمين لبلدان أخرى إذا وجدت شروط تعرضهم للتعذيب أو الإختفاء القسري، فضلا عن التحري في ادعاءات التعذيب وتعزيز الحماية القانونية للضحايا.
وفي هذا السياق، ذكرت السيدة بوعياش بأن المجلس الوطني لحقوق الإنسان أوصى بـ” أن يتم التحري في ادعاءات التعذيب في أي مرحلة من مراحل البحث أو المحاكمة، وأن يترتب عليه تلقائيا فحص طبي، وإشعار المعني بالأمر بحقه في إجراء فحص طبي مضاد”.
من جانبه، أكد مدير الشؤون الجنائية والعفو ورصد الجريمة بوزارة العدل، هشام الملاطي، في كلمة تلاها نيابة عن وزير العدل، على أهمية تعزيز قدرات العاملين في مجال العدالة الجنائية لاسيما في مجال البحث والتحقيق في ادعاءات التعذيب، تماشيا مع دستور المملكة الذي نص على تجريم كل فعل من شأنه أن يمس بالسلامة الجسدية لأي شخص.
واعتبر أن الربط بين الطب الشرعي وبروتوكول اسطنبول يعد خارطة طريق للتدبير الأمثل لإجراءات البحث والتحري في ادعاءات التعذيب، مؤكدا أن كل المشاريع الإصلاحية جاءت بمستجدات صريحة لتعزيز جهود المملكة ذات الصلة.
ويأتي هذا البرنامج التكويني الذي يشارك فيه خبراء دوليون، في إطار مواكبة انخراط المملكة المضطرد في المنظومة الدولية لحقوق الإنسان وترجمة إرادتها الراسخة في تكريس مبادئ حقوق الإنسان وضمان التمتع بها من خلال مجهود متواصل لإدماج المعايير الدولية المترتبة عن الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها المملكة في التشريعات الوطنية واستحضارها في الممارسات اليومية لمختلف المؤسسات والجهات المعنية.
كما يندرج هذا البرنامج في إطار مواصلة تنفيذ برنامج أوسع يتعلق بتعزيز قدرات القضاة في مجال حقوق الإنسان الذي أطلقته رئاسة النيابة العامة بتعاون مع المجلس الأعلى للسلطة القضائية بتاريخ 10 دجنبر 2020، بمناسبة الذكرى ال 72 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وفي هذا الصدد، سيحتضن المعهد العالي للقضاء دورة تكوينية أولى على مدى يومين ابتداء من يوم غد لفائدة 50 مشاركا من قضاة النيابة العامة وقضاة الحكم وفاعلين آخرين معنيين ولاسيما ممثلي الشرطة القضائية والمندوبية العامة لإدارة السجون وممثلين عن الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، على أن يتم تنظيم دورتين إضافيتين لاحقا، ليبلغ عدد المستفيدين نحو 150.
كما سيتم تنظيم دورة خاصة لفائدة مجموعة من الأطباء الشرعيين، وكذا دورة أخرى لتكوين المكونين وفريق إعداد دليل وطني خاص بالموضوع.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: النیابة العامة لحقوق الإنسان حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
عشرات المنظمات تدعو الفيفا لدفع إدارة ترامب لتغيير سياسات الهجرة
دعت 90 منظمة أمس الخميس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى الضغط على الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب من أجل عكس سياسات الهجرة التي تعتبر أنها تشكل مخاطر جسيمة على حقوق الإنسان في كأس العالم 2026.
جاء ذلك في رسالة وجهتها العشرات من المنظمات من بينها "هيومن رايتس ووتش"، إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النمسا أول دولة بالاتحاد الأوروبي ترحل سوريًا منذ إسقاط الأسدlist 2 of 2منع عرض فيلم وثائقي يشعل الغضب داخل “بي بي سي”end of listوشدّد ترامب بعد توليه الرئاسة سياسات الهجرة بشكل غير مسبوق، فأطلق خطة لترحيل الملايين من المهاجرين غير النظاميين، وفعّل قرارا مثيرا للجدل يقضي بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، هذا إلى جانب إجراءات أخرى.
وقد أثارت هذه السياسات موجة من الانتقادات الحقوقية، وسط تحذيرات من آثارها الاقتصادية والاجتماعية.
وحذرت الرسالة المشتركة الفيفا من أن تخاطر وتصبح "أداة علاقات عامة لتلميع انتهاكات" إدارة الرئيس ترامب.
كما دعت الرسالة حكومة الولايات المتحدة إلى التراجع عن سياسات الهجرة التي تُعرّض "حقوق المشجعين واللاعبين والصحفيين والمجتمعات المُضيفة للخطر".
وقالت مينكي ووردن مديرة المبادرات العالمية في هيومن رايتس ووتش "إن إقصاء العالم من كأس العالم 2026 ليس مجرد قرار سيئ على المستوى التجاري، بل يتعارض أيضا مع الإستراتيجية المتعلقة بحقوق الإنسان والالتزامات ذات الصلة، والتي تم تبنيها منذ تقدمت الولايات المتحدة بعرضها لاستضافة كأس العالم 2026 مع كندا والمكسيك عام 2018″.
وكانت رايتس ووتش قد خاطبت الفيفا في مايو/أيار الماضي مطالبة بمعلومات حول الخطوات التي يتخذها الفيفا لضمان "أن تسمح الحكومة الأميركية للاعبين والمشجعين والصحفيين من جميع أنحاء العالم بحضور كأس العالم 2026 بأمان".
كما سألت رايتس ووتش الفيفا عن الخطوات التي يمكن أن يتخذها للمناصرة من أجل "تغييرات في السياسات بما يتماشى مع حقوق الإنسان الدولية، وأنظمة الفيفا وسياستها لحقوق الإنسان".
إعلانوأشارت المنظمة إلى أن رد الفيفا جاء في 3 يونيو/حزيران الماضي "دون أن يعالج أيا من القضايا التي أثارتها هيومن رايتس ووتش بشكل فعال".
وقال رد الفيفا "إذا علمت الفيفا بوجود آثار محتملة ضارة على حقوق الإنسان.. فسوف ننخرط مع السلطات المعنية".