المقاومة الوطنية اللبنانية تنفذ عدة عمليات ضد مواقع وتجمعات للعدو الإسرائيلي
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
بيروت-سانا
رداً على الهجمة العدوانية الفاشية المتواصلة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق أهالي القرى والبلدات اللبنانية، وكذلك في قطاع غزة نفذت المقاومة الوطنية اللبنانية منذ فجر اليوم عدة عمليات ضد مواقع قوات العدو.
وجاء في بيان أول للمقاومة إنه ودعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة، ودفاعا عن لبنان وشعبه استهدف مقاتلو المقاومة عند الساعة الـ12 وخمس دقائق من فجر اليوم تجمعا لقوات العدو في مستوطنة “شلومي” بصلية صاروخية.
وفي بيان ثان، أعلنت المقاومة عن استهداف تجمع آخر لقوات العدو في مستوطنة “حانيتا” بصلية صاروخية في التوقيت نفسه.
كما قصف مقاتلو المقاومة حسب بيان ثالث تجمعاً لقوات العدو في محيط موقع المرج بصلية صاروخية نحو الساعة الواحدة إلا ربع فجراً.
وعند الخامسة صباحاً، نفذ مقاتلو المقاومة عمليتين استهدفتا مربضين لمدفعية العدو الإسرائيلي في ديشون ودلتون بصليات صاروخية.
كما استهدفت المقاومة في التوقيت نفسه تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في محيط مستوطنة يرؤون بصلية صاروخية.
وكانت المقاومة اللبنانية نفذت أمس عملية إطلاق صلية صاروخية على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 التي تقع في ضواحي تل أبيب.
وأكدت أنها ستبقى جاهزة للدفاع عن لبنان وشعبه الأبي المظلوم، ولن تتوانى عن القيام بواجبها لردع العدو عن غطرسته وعدوانه.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: لقوات العدو
إقرأ أيضاً:
الصمود المتعاظم.. وتمرّغُ الكيان في وحل الإفلاس
في منعطفٍ تاريخي متأزِّمٍ، تُصاغ فيه التوازناتُ الإقليمية على صفيح ساخن، يشهد الإقليمُ تصعيدًا غيرَ مسبوق من قِبل الكيان الصهيوني، الذي تجاوز كافة حدود العقل والمنطق في سعيه لفرض ذروة الاستباحة العدوانية المُدبّرة على محيطه.
إن استمرارَ الاستباحة والعودة السافرة والمباغتة لسلاح الاغتيالات المعلَنة ضد القامات الجهادية البارزة في لبنان، ليست مُجَـرّدَ تنكُّر لأية تفاهمات هشّة سابقة، بل هي إقرار علني بفشل استراتيجي عميق يتجرّعه العدوّ أمام صمود المقاومة الأُسطوري.
يمثل هذا التصعيد انتهاكا فاضحًا للقوانين الدولية والإنسانية، ويؤكّـد ببرهان ساطع لا يقبل الجدل أن المقاومة الإسلامية، المتمسكة بخيار الردع، هي القلعة الحصينة والدرع الفولاذي الذي تتكسّر على أسواره أعتى المؤامرات الدولية الهادفة إلى تجفيف منابع القوة.
تتجاوز الغاية القصوى لكيان العدوّ من هذه الاستباحة وتصفية رموز وقادة الجهاد، حدود الانتقام اللحظي، لتصل إلى محاولة خبيثة لتفتيت وتفخيخ الروح المعنوية في كامل محور المقاومة.
حيث يكمن الهدف الاستراتيجي الجوهري في بث سموم اليأس القاتلة في قلوب المتمسكين بالحق، وإحباط الأُمَّــة عن فكرة النهوض الشامل والترميم العميق للقدرات؛ فالعدوّ يسعى، وبشكل ممنهج، إلى تجفيف الروح القتالية قبل أن يتمكّن من تجفيف منابع القوة المادية.
وفي خضم هذا الاستهداف المباشر، جاءت تصريحات قادة العدوّ لتُشكّل صكوك إدانة ذاتية توجّـه نحو المركز العصبي للتعافي الاستراتيجي للمقاومة.
فبين تحذير تمير هإيمَـان- رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، بأن القائد الشهيد هيثم طبطبائي من القادة الذين يصنعون قوة حزب الله ويجب اقتلاعهم، وبين تركيز مجرم الحرب نتنياهو على دوره المحوري في عملية إعادة البناء الجذري؛ تتجلى الأجندة الصهيونية بوضوح: استهداف النبض المتوهّج الذي يغذّي قوة المقاومة بعد الضربات.
إن إغراقنا بسرديتهم الزائفة، والادِّعاء باستهداف رئيس أركان قاد عمليات التسلّح، ليس سوى ستار دخاني لتغطية العجز الميداني واختلاق إنجاز استخباري وهمي على حساب دماء الشهداء القادة والأبرياء.
جرائم الاستباحة البشعة، التي تُسفك فيها دماء القادة والأبرياء، تستوجب على محور المقاومة إجماعًا استثنائيًّا على الرد، وتمنح المقاومة الإسلامية الشرعية الكاملة والصوابية المطلقة لأي رد انتقامي مزلزل يفرض معادلة ردع جديدة على هذا العدوان الأرعن.
ويتوجب علينا أن نرتقي بالحوار والنقاش إلى مستوى العقيدة الاستراتيجية، متجاوزين الجدل السطحي حول التوقيت والشكل.
ففي عمق المشهد، تدرك كُـلّ القوى أن مسار التعافي والترميم والبناء الذاتي للمقاومة له تكاليف جسيمة وفادحة؛ ليست مُجَـرّد نفقات عسكرية، بل هي تكلفة مقدسة تُدفع من زمن المقاومة ودماء قادتها.
وكما يقال: إذَا ارتضيت التعافي والنهوض من تحت الركام، فعليك أن تستقبل الثمن بصدر رحب.
هذا الثمن دُفع بدم الأبطال، وعلى رأسهم السيد أبو علي، الذي قاد جهود الترميم برباطة جأش وتحت زخات النار، وفي ظروف استثنائية عصفت بالهرم القيادي للمقاومة الإسلامية في لبنان.
إن عملية تصفية الشهيد القائد طبطبائي كانت نتيجة منطقية ومحتومة في قاموس العدوّ، سواء تمت بخرق استخباري أَو بروتين متسارع.
ولكن يظل الشرط الحيوي واللازم هو ألا يتوقف هذا الاتّجاه المكلل بالعزة نحو التعافي، وألا نقع في متاهة القناعة الزائفة بعقم خيار القوة؛ فالاحتلال لا يرتدع إلا بلغة الردع المتبادل القاسية، والاستمرار في مراكمة القدرة هو العهد الأزلي مهما تعاظمت التضحيات واشتدت المحن.
وفي سياق هذا المشهد العاصف، حَيثُ تُرسَم خرائط التضحية بدم القادة، يتجلى اليقين كشمس لا تُحجب: أن هذه الجرائم النكراء، التي ارتكبها كيان العدوّ الصهيوني الأرعن في لُبّ استباحته المُدبّرة، لن تكون سوى الوقود المقدس الذي يُذكي أوار الصمود، ويُسرّع من وتيرة التحول الاستراتيجي في الإقليم.
إن دماء الشهداء القادة ليست مُجَـرّد خسائر تُحصى، بل هي عهود موثّقة تزيد من إصرار محور المقاومة على التمسك بخيار الردع الأبدي، وتثبت أركان عقيدة وحدة الساحات كصخرة صلبة تتفتت عليها أوهام التجزئة والانقسام.
هذا المحور، الممتد من غزة الأبية إلى لبنان الصامد، وُصُـولًا إلى اليمن الذي أعلنها نفيرًا وجوديًّا لا رجعة فيه، يمثل اليوم سدًا فولاذيًّا في وجه مشاريع الهيمنة الصهيوأمريكية.
لذا، فليدرك العدوّ أن محاولاته اليائسة لتفتيت الروح المعنوية أَو تجفيف منابع القوة ليست إلا سرابًا مخادعًا، وأن كُـلّ قطرة دم مسفوكة هي توقيع بالدماء على صك الانتقام المزلزل الذي لا يهدأ، والذي سيعيد صياغة معادلة الاشتباك بقسوة لاهبة.
فمسيرة التعافي والترميم تجاوزت مرحلة الخيار لتصبح قدرًا محتومًا، تكلفةً دفعها الأبطال بصدور رحبة تحت زخات النيران.
وختامًا: سيبقى هذا الزحف الجبار متوجًا بالإرادَة التي لا تنضب، المستلهمة من جذوة القادة المؤسّسين.
إنها مسيرة مكللة بالنصر، لا تعرف التوقف، ولا يمكن لأي قوة على وجه البسيطة أن تعيق اندفاعها نحو فجر التحرير الشامل.
لتبقى المقاومة هي القلعة الحصينة والضمانة الكبرى لسحق وإنهاء هذا الكيان الغاصب، وإسدال الستار على حقبة الاستباحة وإعلان نهاية العبث الصهيوني في المنطقة إلى الأبد.