أكد عضو المجلس الرئاسي اللواء فرج البحسني، أن محافظة حضرموت تمر بأخطر مراحلها، وأن القوة وعمليات التجييش الجارية حاليا ستجلب الخسارة والإنقسام، وأن الحل يكمن في الحوار وصدق النوايا.

 

وقال البحسني في مقال له على منصة إكس: "إن محافظتنا اليوم تمرّ بمرحلة هي الأخطر منذ عقود، مرحلة لا تقبل العبث، ولا تحتمل التصعيد، ولا تغفر لمن يضع مصالحه فوق مصلحة حضرموت وأهلها.

ولهذا أتحدث إليكم بوضوح لا لبس فيه، وبحزم يفرضه الظرف، وبمسؤولية لا يمكن التهاون فيها".

 

 

وأضاف: "حضرموت تُساق الآن نحو انقسامات لا تخدم إلا أعداءها، ويُراد لها أن تدخل في صراع داخلي يشتت صفها ويضرب أمنها واستقرارها. ولهذا أقول للجميع دون استثناء: اتقوا الله في حضرموت، وكفّوا عن كل ما يشعل الفتن، سواء كان تصعيدًا إعلاميًا أو خطابات مستفزة أو محاولات لجرّ الناس إلى معارك لا رابح فيها. من يظن أن زيادة التوتر ستخدم قضيته فهو واهم، بل هو يفتح الباب واسعًا أمام الفوضى، والفوضى إذا دخلت حضرموت فلن يسلم منها أحد".

 

وأكد البحسني، أن حقوق حضرموت لن تُنتزع بالتناحر ولن تتحقق لمن يتعامل معها كغنيمة أو ورقة ضغط، مشيرا إلى أن "الحقوق لا تأتي إلا عندما تتوحد الكلمة وتصدق النوايا ويترك الناس الأنانية والمصالح الضيقة".

 

وأوضح أن "حضرموت أكبر من الأسماء، وأكبر من المناصب، وأكبر من كل من يظن أنه قادر على أخذها رهينة لصراعاته. ومن يحاول جرّ حضرموت إلى معارك جانبية، أو يحوّلها لساحة نفوذ وتنافس، فإنه يضع نفسه في مواجهة إرادة أهلها، وهذه معركة خاسرة سلفًا".

 

ودعا البحسني، العلماء، والمقادمة، والمناصب، ووجهاء القبائل، والمسؤولين، وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية في حضرموت، إلى تحمّل المسؤولية فورًا، مضيفا: "الساكت في هذه الظروف ليس محايدًا… الساكت شريك في صناعة الأزمة، وشاهد على فتنة تتوسع كل يوم. حضرموت تحتاج صوت العقل، لا صمت المتفرجين، وتحتاج موقف الرجال، لا بيانات باردة لا تُقدّم ولا تؤخّر".

 

وتابع: "الحوار هو الطريق الوحيد الذي يحفظ حضرموت. أما لغة التجييش، واستعراض القوة، والتحشيد الإعلامي، فهذه لن تورث إلا مزيدًا من الانقسام والخسارة. حضرموت يجب أن تبقى بعيدة عن صراع المحاور والولاءات الضيقة، فهذه المحافظة ليست ساحة لتجارب أحد، ولن تكون ورقة بيد أي طرف يريد توظيفها حسب أهوائه".

 

وأشار إلى أن التزامه بـ "قضية حضرموت التزامٌ ثابت لا يتزعزع، وهي في مقدمة أولوياتنا، ولن نتراجع عنها، وما لم يتحقق اليوم سنستمر في المطالبة به غدًا وبعد غد، فلا يضيع حق وراءه رجال يطالبون به بكل ثبات وإصرار. ولكن تحقيق هذه المطالب يحتاج إلى صف واحد، لا صفوفًا متناحرة، وإلى كلمة موحدة، لا شتاتًا يضعف كل جهد".

 

وذكّر عضو المجلس الرئاسي، الجميع بالمتغيرات الإقليمية، وما تمر به البلاد، من صراع حاد بسبب الانقلاب الحوثي وتداعياته، مؤكدا أن ذلك يفرض "الوعي والحذر"، مشددا على ضرورة تحصين حضرموت مما يراد لها.

 

وأشار إلى أهمية الأمن والإستقرار في حضرموت، وأن تبتعد عن أي منزلق قد يدفعها نحو المجهول، مضيفا: "من يغامر بأمن حضرموت أو يستغل الأوضاع لخلق مواجهة داخلية، فهو يتحمل تبعات ما يفعل أمام الله وأمام الناس وأمام التاريخ".

 

ومساء أمس، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، قرارا بتعيين سالم الخنبشي، محافظا لمحافظة حضرموت شرق اليمن، خلفا للمحافظ مبخوت بن ماضي، على وقع تصعيد ونذر مواجهات عسكرية تشهدها المحافظة الغنية بالنفط.

 

ويأتي القرار، في الوقت الذي تعيش فيه محافظة حضرموت، على صفيح ساخن، جراء التصعيد الأخير، بعد تهديدات أطلقها أبو علي الحضرمي قائد قوات الدعم الأمني المدعومة إماراتيا، ضد رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش الذي يقود حراكا واسعا للمطالبة بتمكين أبناء حضرموت من إدارة المحافظة والإستفادة من ثرواتها.

 

ومطلع الأسبوع الجاري، ظهر القيادي في مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا أبو علي الحضرمي، في لقاء قبلي مع قبائل "ثعين"، محاطاً بحراسة مشددة، وأطلق خطاباً هو الأقوى منذ وصوله إلى ساحل حضرموت، هاجم فيه وتوعد الشيخ عمرو بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، والقوات التابعة له.

 

وأكد الحضرمي في حديثه أن قوات الدعم التي يقودها تمثل "جيش الجنوب العربي"، وهاجم بن حبريش واتهمه بتشكيل عصابات لقطع الطريق وتهريب المخدرات وقال: أن يجلس أحد ويبني قوة تقطع الطرق وتهرب المخدرات في الساحل والهضبة والوادي، هذا ما لن نرضى به كقوات مسلحة لشعب الجنوب العربي، والنخبة الحضرمية جزء من القوات المسلحة للجنوب العربي".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: حضرموت المكلا الانتقالي البحسني اليمن

إقرأ أيضاً:

هجوم حضرمي على رئاسي وحكومة عدن بشأن الانتقالي

الجديد برس| خاص| اتهم ناشطون حضرميون المجلس الرئاسي وحكومة عدن المواليين للتحالف بالتقاعس عن حماية حضرموت، رغم تصاعد التهديدات التي تواجهها المحافظة جراء التحركات الإماراتية عبر قوات الانتقالي الساعية للزحف باتجاهها. وقال الناشط أنور الجريري إن السلطات “الشرعية” تتعمد تجاهل نداءات أبناء حضرموت، مكتفية بـ”صمت مريب” كلما واجهت المحافظة تهديدات مباشرة، دون اتخاذ مواقف واضحة أو إجراءات تطمئن المواطنين وتحفظ أمنهم وكرامتهم. وأكد الجريري أن الحكومة تعامل حضرموت كـ”خزان مالي” يجري استنزافه دون ضمانات لحقوق أبنائه أو مشاركة عادلة في السلطة والثروة، وهو ما اعتبره سببًا في اتساع حالة الغضب الشعبي وارتفاع احتمالات انفجار الأوضاع. وأضاف أن أبناء حضرموت يرفضون أن يتحولوا إلى مجرد أداة تمويل لسلطة لا تكترث بمصيرهم، مشددًا على أن المحافظة ليست هامشًا جغرافيًا يمكن استغلاله عند الحاجة، بل كيان له قراره وإرادته. وحذر الجريري من أن استمرار تجاهل المجلس الرئاسي لما يجري سيحمّله المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد قادم، قائلاً: “إما دولة تحمي الجميع، أو صمت يدفع ثمنه الجميع لاحقًا”.

مقالات مشابهة

  • هجوم حضرمي على رئاسي وحكومة عدن بشأن الانتقالي
  • حضرموت اليمنية.. نذر حرب بين القبائل وقوات تدعمها أبو ظبي
  • تغيير أدوات المرتزقة في حضرموت
  • بن حبريش يصعد عسكريًا بإعلان المقاومة الشعبية في حضرموت
  • في مؤشر على هجوم عسكري للانتقالي.. مغادرة مفاجئة لمحافظ حضرموت إلى الإمارات
  • البحسني: حضرموت تُساق نحو انقسامات داخلية تخدم خصومها
  • حضرموت اليمنية فوق برميل بارود.. والسلطات تحذر
  • مقتل مواطن وإصابة آخر بهجوم مسلح جديد في حضرموت
  • مؤتمر حضرموت الجامع يدين خطاب أبو علي الحضرمي ويعتبره تهديدا للسلم الاجتماعي ووحدة الصف