توقف النفط في مضيق هرمز… كابوس مرعب ينتظر العالم
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
أدى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط إلى إعادة أحد ممرات الطاقة الأكثر حيوية في العالم، مضيق هُرمز، إلى واجهة الاهتمام العالمي مرة أخرى. تعرف هذه المنطقة بأنها نقطة استراتيجية نظرا لدورها في نقل النفط الخام حول العالم.
أعادت التطورات الأخيرة في المنطقة المخاوف إزاء أمن مضيق هرمز.
فأي اضطراب في تدفق النفط في هذا المضيق، نظرا لدوره الحيوي في نقل 21 مليون برميل من النفط يوميا إلى الأسواق العالمية، سيؤثر بشدة على الأسعار.
ويتوقع بعض المحللين أنه في حالة حدوث اضطرابات، قد تصل أسعار النفط إلى 350 دولارًا للبرميل، وأي مشاكل في مضيق هرمز يمكن أن يكون لها آثار خطيرة على سوق الغاز الطبيعي السائل.
ووفقا للإحصائيات التي نشرتها منظمة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، فإنه في عام 2022، مر عبر هذا المضيق حوالي 21 مليون برميل من النفط الخام يوميا، وهو ما يعادل 21% من تجارة النفط العالمية. ففي حال توقف أو تعطل تدفق النفط عبر هذا المضيق لأي سبب من الأسباب، فإن العواقب يمكن أن تظهر بسرعة في أسعار النفط العالمية.
السيناريو الأسوأأدى التوتر بين إسرائيل وإيران إلى جعل خطر تعطيل هذا المضيق أكثر واقعية، وعقب تصاعد الصراعات، يشعر العديد من المحللين بالقلق من تعرض البنية التحتية والمنشآت النفطية الإيرانية لهجوم إسرائيلي.
وبحسب آلان جولدر، محلل الطاقة في شركة وود ماكنزي، إذا تم إغلاق مضيق هرمز، فقد يصل سعر النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل. وأشار جولدر إلى أن الأسواق العالمية لم تعكس بعد السيناريو الأسوأ المحتمل في الأسعار، وركزت اهتمامها فقط على الاحتمالات. وحذر من أنه إذا قررت إيران تعطيل حركة النفط عبر مضيق هرمز، فإن هذا الإجراء يمكن أن يرفع سعر النفط إلى 150 دولارًا للبرميل.
اللاعب الرئيسي في السوقوتلعب إيران، إحدى أكبر منتجي النفط في العالم، دورًا رئيسيًا في إمدادات الطاقة العالمية. وأي هجوم على البنية التحتية النفطية الإيرانية يمكن أن يؤثر بشكل خطير على الإمدادات العالمية.
ووفقا للتقديرات، فإن حوالي 3% من إمدادات النفط العالمية تأتي من إيران، وحتى إذا تم فرض عقوبات أكثر صرامة على هذا البلد، فإن هذا التخفيض في العرض يمكن أن يكون له تأثير كبير على الأسعار.
ووفقاً لسول كافانيك، أحد كبار المحللين في شركة MST Financial، فإن أي انقطاع في إنتاج النفط الإيراني يمكن أن يدفع سعر النفط بسرعة إلى 100 دولار أو أكثر. بالإضافة إلى ذلك، فإن التطورات المتعلقة بمضيق هرمز، بسبب أهميته في تدفق النفط من منطقة الخليج، يمكن أن يكون لها تأثيرات متعددة على الأسواق العالمية.
وحذر كافانيك من أنه إذا اضطربت حركة ناقلات النفط في هذا المضيق، فقد نشهد صدمة أكبر بثلاث مرات من أزمة النفط في السبعينيات، والتي يمكن أن ترفع سعر النفط إلى أكثر من 150 دولارا. بدأت أزمة النفط في السبعينيات بسبب الحظر النفطي الذي فرضته الدول الأعضاء في أوبك على الدول الداعمة لإسرائيل في حرب يوم الغفران. وقد أدى هذا الحصار إلى ارتفاع أسعار النفط أربع مرات خلال فترة قصيرة من الزمن.
ووفقا لتقارير منشورة، يعتقد بعض المحللين أنه إذا تعطل تدفق النفط في مضيق هرمز لفترة طويلة من الزمن، فإن سعر النفط قد يصل مؤقتا إلى 350 دولارا للبرميل، علما أنه من المتوقع أن ينخفض هذا السعر إلى أقل من 200 دولار بمجرد بدء إعادة فتح المضيق مجددا.
سوق الغازبالإضافة إلى النفط، يلعب مضيق هرمز أيضًا دورًا مهمًا في تصدير الغاز الطبيعي المسال. وتنقل قطر، التي تعد أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، أكثر من 20% من التجارة العالمية لهذا المنتج إلى الأسواق العالمية عبر مضيق هرمز. وأي انقطاع في تدفق الغاز الطبيعي المسال من هذه المنطقة، خاصة في فصل الشتاء عندما يزداد الطلب على الغاز، يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على أسواق الغاز.
ووفقاً لوارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في بنك ING، فإن أي اضطراب في مضيق هرمز يمكن أن يؤدي إلى صدمات شديدة في أسواق الطاقة العالمية. وشدد باترسون على أن انقطاع تدفق النفط والغاز من منطقة الخليج يمكن أن يرفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة ويسبب أزمة في الأسواق العالمية. وبالنظر إلى الوضع الحالي في الشرق الأوسط والأهمية الاستراتيجية لمضيق هرمز، فإن أي اضطراب في هذه المنطقة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على أسواق الطاقة العالمية، وبينما يراقب المحللون التطورات عن كثب، لا تزال هناك مخاوف بشأن صراع أوسع نطاقًا وتأثيره على إمدادات النفط والغاز من منطقة الخليج.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الأسواق العالمیة یمکن أن یکون فی مضیق هرمز تدفق النفط هذا المضیق النفط إلى سعر النفط النفط فی
إقرأ أيضاً:
جزيرة هرمز الإيرانية.. طبيعة سريالية تجذب السياح
تعد جزيرة هرمز الواقعة جنوبي إيران من أبرز الوجهات السياحية في البلاد، حيث تتميز هذه الجزيرة بمناظرها الخلابة والطبيعية، وشواطئها الرملية البيضاء، والكهوف التاريخية، وجبال الملح، والرمال الحمراء زاهية اللون (الشاطئ الأحمر)، مما يجعل الأمواج تكتسب لونا أكثر كثافة واحمرارا.
وفي مشهد فريد من نوعه، يعطي الشاطئ مظهرا من عالم آخر، فالتدفق الكبير للمياه ووصولها إلى شواطئ جزيرة هرمز يحوّل مياه ورمال البحر القريبة من اليابسة إلى ألوان مميزة، وقد كان هذا المنظر أحد أسباب جذب الجزيرة للسياح.
تمنح هذه العملية الرمال لونها الأحمر الرائع، مما يخلق مشهدا بصريا يمتزج بشكل بديع مع مياه الخليج الزرقاء.
وتلعب الظروف المناخية لجزيرة هرمز أيضا دورا مهما في تشكيل الشاطئ الأحمر، حيث تشهد المنطقة ظروفا قاحلة بسبب قلة هطول الأمطار، مع غطاء نباتي محدود.
علاوة على ذلك، يتغير لون الشاطئ المكثف على مدار، اليوم حيث يساهم التفاعل بين ضوء الشمس والرمال الغنية بالحديد والمياه المالحة أيضا في تكثيف درجات اللون الأحمر.
هذه المناظر الطبيعية السريالية تتغير باستمرار، مما يجذب المصورين والجيولوجيين والسياح على حد سواء، فحيوية التلوين يعززها التفاعل بين بلورات الملح وجزيئات أكسيد الحديد.
اللون الأحمرسر المياه الحمراء هو ظاهرة طبيعية نادرة تحدث نتيجة التركيز العالي لأكسيد الحديد في تربة الجزيرة، فعند هطول الأمطار تتفاعل المياه مع هذه المادة، وتُصبغ بهذا اللون الداكن.
هذه الظاهرة الفريدة تشبه التلوين المذهل لنهر تينتو في إسبانيا، حيث تنتج التركيزات العالية من الحديد والمعادن الأخرى المختلفة لونا أحمر مكثفا مماثلا في الماء.
كل زاوية في هذه الجزيرة لها قصة تنتظر الاكتشاف، وقد تسببت الأمطار الغزيرة التي تشهدها جزيرة هرمز في تكوين مشهد فريد، يوحي باندلاع معركة دموية داخل المياه، وعلى رمال الشاطئ الأحمر الدموي الساحر، وقد خلَّفت المياه المتدفقة ما يطلق عليه البعض وصف "شلال نادر من الدماء".
ولكن هذا اللون الأحمر أصبح منظرا خلابا ورائعا، ويجعل من الرحلة إلى الجزيرة فرصة رائعة للتعرف على الثقافة والطبيعة الفريدة في هذه المنطقة، حيث تتيح الشواطئ الرملية والمياه الصافية في جزيرة هرمز القيام بعدد من الأنشطة المتنوعة.
إعلان أنشطة وترفيهعند بدء جولتك داخل الجزيرة، تتوفر مجموعة متنوعة من الأنشطة تتضمن الغوص، والسباحة والرحلات بالقوارب والمشي في الطبيعة، وزيارة المعالم التاريخية مثل قلعة البرتغاليين والتعرف على القرى التقليدية، مما يجعل الرحلة إلى هذه الجزيرة الفريدة من نوعها تجربة لا تُنسى.
جزيرة هرمز لها عمق تاريخي وتوجد بها أسواق حافلة، مثل مرسى الهند والسند، ومنها تحمل سلع الهند إلى العراق وفارس وخراسان. كما أن أسواقها المحلية عامرة، حيث تشتهر بالحرف اليدوية والفنون والتوابل، مما يعد فرصة للسائح لتخليد ذكريات الرحلة، بمقتنيات ثمينة، وشراء هدايا تذكارية تقدم للأهل والأصدقاء، حيث تتوفر خيارات متنوعة مثل منتجات التراب الأحمر والتوابل والمنتجات الحرفية مثل المجوهرات المكونة من الصدف.
ألوان مفيدةاللون الأحمر الزاهي الذي يكسى شاطئ الجزيرة، يستفاد منه في عدة مجالات، حيث تُستخدم هذه المادة بشكل عام كأصباغ طبيعية، ويدخل أيضا في صنع الحلويات وتلوين الطعام، كما يتم الاعتماد عليها في تحضير الخبز المحلي.
وتلعب المادة دورا مهما في المطبخ الإيراني، وخاصة في تحضير طبق تقليدي يسمى "سوراغ"، وهو عبارة عن حساء سمك وأرز لذيذ يجسد نكهات المنطقة، مما يبرز بشكل أكبر الموارد الغنية والتراث الثقافي للجزيرة.
الوصول والإقامةيمكن السفر إلى الجزيرة عن طريق الطائرة أو السفينة. من مدينتي بندر عباس أو قشم الإيرانيتين، وفي ما يتعلق بالإقامة فإنه توجد مجموعة متنوعة من الأماكن، منها الفندق الفاخر والنُزل الصديق للبيئة.
ويعتبر منتصف نوفمبر/تشرين الثاني إلى أوائل أبريل/نيسان، أفضل الأوقات لزيارة جزيرة هرمز، حيث اعتدال المناخ ولاسيما أنه يوفر المناخ المعتدل والجميل الظروف المثالية لزيارة أماكن الجذب الطبيعية والتاريخية في هرمز مثل جبل قوس قزح ووادي التماثيل وشاطئ الفضة.
تعد قائمة الطعام من إحدى الاهتمامات التي يسعى السائح إلى التعرف عليها، لأنها تمثل ثقافة الشعوب التي يريد تذوقها، والمناطق التي يزورها، حيث تضم أفضل المطاعم وأماكن الطعام لمساعدتك على الاستمتاع بأقصى حد من المأكولات المحلية لجزيرة هرمز.
ففي هرمز أنت على موعد مع مائدة عامرة، بنكهات لا مثيل لها في هذه الجزيرة، وتعرف في هذا الجانب بـ "جنة عشاق الأطباق البحرية"، حيث هناك تنوع من الأسماك مثل الروبيان والحبار إلى الأطعمة التقليدية مثل سوراغ وهو الأشهر، وأيضا هالوا هرمزي (حلوى تحضر من التمر والطحين والزبدة)، وخبز تمشي (خبز رقيق عبارة عن وجبة سريعة مع العسل والتمر).