استعادت الإمارات ما يعادل أكثر من 600 ألف دولار من مدفوعات الشركات التي خلقت وظائف وهمية لمساعدتها على الامتثال لقانون التوطين في البلاد، والذي يتطلب من شركات القطاع الخاص التي تضم 50 موظفًا ماهرًا على الأقل توظيف 2% من مواطني الدولة الخليجية، بحلول نهاية هذا العام.

ويسعى قانون التوطين، الذي تم تنفيذه في يونيو/حزيران 2022، إلى صقل مهارات الإماراتيين وزيادة قدرتهم التنافسية في القطاع الخاص، وفق تقرير لموقع "المونيتور"، وترجمه "الخليج الجديد".

والأربعاء، أعلنت وزارة الموارد البشرية والتوطين الإماراتية، عن استرداد دعم مالي بقيمة أكثر من 2 مليونين و320 ألف درهم (630 ألف دولار) من 107 مواطنين منتفعين من برنامج "نافس"، وذلك بعد أن ثبت قبولهم بـ"وظائف وهمية" في القطاع الخاص.

وأكدت الوزارة في بيان صحفي "فاعلية منظومة الرقابة الرقمية والمتابعة الميدانية في كشف حالات التوطين الصوري في القطاع الخاص وذلك عبر متابعة مدى التزام الشركات بسداد رواتب المواطنين وفقا للمتفق عليه في العقود من خلال نظام حماية الأجور والربط الرقمي بين الوزارة وصناديق المعاشات في الدولة وكذلك الرقابة والمتابعة من خلال نظام التفتيش الذكي والزيارات الميدانية للشركات التي توظف المواطنين".

وشددت الوزارة على "عدم التهاون في اتخاذ الاجراءات القانونية بحق أي حالة توطين صوري وذلك انطلاقا من تحقيق أهداف ومبادرات وسياسات التوطين الرامية للارتقاء بمنظومة التنمية البشرية الإماراتية وبناء رأس مال بشري إماراتي منتج ومستدام في القطاع الخاص لتحقيق أهداف المشاركة الاقتصادية الفاعلة للمواطنين في سوق العمل، وتحقيق رؤية الوزارة في توفير سوق عمل تنافسي داعم للكوادر الإماراتية وجاذب للكفاءات العالمية".

اقرأ أيضاً

تحديات هائلة أمام سياسات التوطين في الإمارات.. والدليل إعلان مطعم

وأكدت أن المزايا التي يوفرها برنامج "نافس" للمواطنين، والتسهيلات التي تمنحها الوزارة للشركات الملتزمة بالتوطين، تأتي في إطار تحقيق الأهداف الوطنية التي تعزز من مشاركة المواطنين في المسيرة التنموية للدولة مشددة على "التزام وكفاءة المواطنين العاملين في القطاع الخاص والذين يسطرون قصص نجاح كل في موقعه الوظيفي".

وكانت وزارة الموارد البشرية والتوطين، قد أعلنت في يوليو/تموز الماضي، عن ضبط 436 شركة قامت بتعيين مواطنين بشكل "وهمي"، منذ النصف الثاني من عام 2022، واتخاذ جزاءات وغرامات مالية واجراءات ادارية بحقها.

وفي يوليو/تموز 2023، بدأت الإمارات في إصدار غرامات عن النصف الأول من العام لشركات القطاع الخاص في عدم امتثالها لأهداف التوطين لعام 2022، إلا أنها لم تكشف عن حجم هذه الغرامات أو العقوبات المفروضة على الأطراف المتورطة في إصدار أو قبول "عمل وهمي"، بالمخالفة لقانون التوطين بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (95) لسنة 2022، الصادر عن مجلس تنافسية المواهب الإماراتي.

وبدءًا من منتصف عام 2022، تم تحديد حصة توظيف إماراتيين بنسبة 1% قبل أن ترتفع إلى 2% هذا العام، في مسعى للوصول إلى إلى معدل توظيف إماراتي يصل إلى 10% في القطاع الخاص، بحلول عام 2026، وفقًا لبوابة الحكومة الحكومية.

وتشير التقديرات إلى أن كل شركة مفوضة تفشل في تحقيق أهداف التوطين الخاصة بها ستُعاقب بحوالي 11436 دولارًا، على مدى السنوات الخمس المقبلة، حسبما أفادت وكالة أنباء الإمارات في أبريل/نيسان.

اقرأ أيضاً

الإمارات تصدر نظامين لتعزيز التوطين والتأمين المالي للعاطلين عن العمل

ولم تكن سياسات التوطين لعام 2022 هي الأولى من بين هذه القوانين.

فقد كتبت شركة المحاماة "كلايد آند كو" التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها في مدونة في سبتمبر/أيلول: "لطالما كانت حصص التوطين مطلبًا في قطاع البنوك والتأمين (4% على أساس سنوي للبنوك و5% في قطاع التأمين)".

وأضافت أنه في يناير/كانون الثاني 2017، واجه أرباب العمل الذين يزيد عددهم عن 50 موظفًا تطبيقًا أكثر صرامة للحصص.

كما ذكرت الشركة العالمية أن تلبية المتطلبات القانونية يمثل تحديًا للعديد من الشركات الخاصة، حيث لن يتم أخذ الإماراتيين العاملين بالفعل في وظائف العمالة الماهرة قبل يونيو/حزيران 2022، في الاعتبار عند تحديد الحصة.

وأضافت أن جذب المواهب الإماراتية والاحتفاظ بها في سوق العمل المحلي لا يزال صعبًا.

ويشغل العمال الأجانب الغالبية العظمى من وظائف القطاع الخاص في الإمارات، بنسبة 90%، وفقًا لمنظمة العمل الدولية.

اقرأ أيضاً

التوطين آخر همهم.. سخط واسع من تعيين إسرائيلية بصحيفة إماراتية

كما لوحظ، فإن الإماراتيين، الذين يمثلون حوالي 10% من سكان الإمارات البالغ عددهم حوالي 10 ملايين نسمة، يشغلون في الغالب وظائف في القطاع العام.

ومع التوطين، تحاول الإمارات بقوة تعزيز مشاركة أكبر للمواطنين في القطاع الخاص وزيادة القدرة التنافسية العامة للإماراتيين في سوق العمل.

وأفادت وكالة أنباء الإمارات "وام" (رسمية)، في أوائل يوليو/تموز، بأنه نتيجة لبرنامج "نفيس" للتوظيف، وقانون التوطين لعام 2022، يعمل حوالي 79 ألف مواطن إماراتي حاليًا في القطاع الخاص، وتوظفهم حوالي 17 ألف شركة.

من خلال "نافس"، تخطط الإمارات لإنفاق ما يصل إلى 6.3 مليارات دولار (24 مليار درهم إماراتي) لتوظيف 75 ألف إماراتي في القطاع الخاص بين عامي 2021 و2025.

ولا ينطبق قانون التوطين الصادر في يونيو/حزيران 2022، على الشركات الخاصة التي تم تأسيسها في مناطق التجارة الحرة، والتي تخضع لأنظمة مختلفة وتميل إلى تحقيق مزايا فريدة، مثل السماح بملكية أجنبية بنسبة 100% وإعفاء من ضريبة الشركات وضريبة الدخل بنسبة 100%، حسب موقع وزارة الاقتصاد.

ولا يمكن تلبية متطلبات القوى العاملة للتوطين إلا من خلال توظيف مواطني الإمارات في وظائف "كعمالة ماهرة"، والذين يعرفون بأنهم محترفون حاصلون على شهادة تعادل درجة جامعية جامعية، ويحصلون على راتب شهري قدره 4 آلاف درهم (1090 دولارا).

اقرأ أيضاً

الإمارات تبدأ تطبيق قرارات التوطين الشهر المقبل

المصدر | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: التوطين الإمارات فی القطاع الخاص اقرأ أیضا من خلال

إقرأ أيضاً:

«السمدوني»: إشراك القطاع الخاص في تطوير منظومة النقل النهري يُعزّز النمو بعد سنوات من الإهمال

قال الدكتور عمرو السمدوني، سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات بغرفة القاهرة التجارية، إن منظومة النقل النهري عانت خلال السنوات الماضية من الإهمال، مما دفع الحكومة المصرية، عبر وزارة النقل، إلى وضع خطة للتوسع في مشروعات هذا القطاع المهم، مع الاعتماد على دور القطاع الخاص في هذا الشأن.

وأشار السمدوني إلى أن خطوة إشراك القطاع الخاص في المنظومة تساعد في الارتقاء بالخدمات وتوسيع دائرة الاستفادة من نهر النيل ليكون مسارًا رئيسيًا في عملية نقل البضائع من الموانئ إلى المحافظات.

أعدّت وزارة النقل خطة شاملة لتطوير القطاع النهري، واتخذت عددًا من الإجراءات والآليات التي تكفل تحقيق انطلاقة قوية لتعظيم نقل الركاب والبضائع عبر نهر النيل.

ويأتي ذلك في إطار توجيهات القيادة السياسية بالتطوير الشامل لكافة قطاعات النقل في مصر، بما في ذلك قطاع النقل النهري، وفي ضوء ما تتمتع به جمهورية مصر العربية من مرور أكبر شريان مائي في أفريقيا، وهو نهر النيل، حيث يبلغ طول نهر النيل وفروعه داخل الجمهورية حوالي 3126 كيلومترًا تقريبًا.

أكد الدكتور السمدوني في تصريحات صحفية له اليوم أن إشراك القطاع الخاص لا بد أن يجري وفقًا لخطة الدولة، بحيث تتكامل هذه الاستثمارات مع بعضها، بما يسهم بشكل كبير في تعزيز النمو الاقتصادي.

وشدّد على ضرورة وضع تصور كامل لتذليل كافة العقبات أمام المستثمرين حتى لا يتعرضوا لأزمات تتسبب في إفشال خطة التطوير.

وطالب سكرتير عام شعبة النقل الدولي الجهات المختصة ببذل المزيد من الجهود لدفع أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص نحو ضخ المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الواعد، والذي سيكون في القريب أحد مرتكزات الشبكة اللوجستية لمصر.

وأشار السمدوني إلى أن النقل النهري يسهم بشكل مباشر في إعادة توزيع حملات نقل البضائع والأفراد بين السكة الحديد والنقل النهري، مما يساهم في الحفاظ على العمر الافتراضي لهذه المحاور والطرق وتحقيق مبادئ النقل المتكامل متعدد الوسائط والوسائل.

وأكد أن الهيئة العامة للنقل النهري تُعد ركيزة أساسية في دعم وتطوير منظومة النقل في مصر، حيث تقوم بدور محوري في تنظيم حركة الملاحة النهرية، وتحسين البنية التحتية للمجرى الملاحي، وتعزيز كفاءة وسلامة النقل عبر نهر النيل.

طباعة شارك النقل واللوجستيات الموانئ البحرية منظومة النقل

مقالات مشابهة

  • 3209 فرص عمل في 59 شركة خاصة تنتظر شباب 14 محافظة
  • «العيضة» يتفقد مستشفى الأطفال ببنغازي
  • «السمدوني»: إشراك القطاع الخاص في تطوير منظومة النقل النهري يُعزّز النمو بعد سنوات من الإهمال
  • هشام العيسوي: برنامج رد الأعباء الجديد خطوة فارقة لتحقيق حلم الـ145 مليار دولار صادرات
  • نمو القطاع الخاص غير النفطي في السعودية خلال مايو الماضي
  • الذهب يستقر بفعل بيانات وظائف أمريكية بددت أثر مخاوف تجارية
  • آخر خبر.. هذا ما كُشف عن وضع النشاط التجاري في لبنان
  • وزير الصناعة: نعتمد على القطاع الخاص في تطوير الصناعة!
  • العلاق: خطة البنك المركزي معالجة التحديات بعمليات الإقراض في القطاع الخاص
  • التوظيف الإلزامي: حلّ أم تحدٍ جديد للقطاع الخاص؟