خبير: نمو الإقتصاد المغربي يتجاوز التوقعات بفضل مشاريع المونديال
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
زنقة 20 | الرباط
يرى الخبير الاقتصادي إدريس الفينة، رئيس المركز المستقل للتحليلات الاستراتيجية، أن النمو الاقتصادي المغربي تجاوز التوقعات في 2024 رغم الضغوط.
الخبير المغربي و في قراءة له ، ذكر أن الإقتصاد المغربي تمكن و في سياق عالمي مضطرب وتحديات داخلية متشابكة، من تحقيق معدل نمو بلغ 3,8% سنة 2024، متجاوزاً التوقعات ومُسجلاً ارتفاعاً طفيفاً مقارنة بسنة 2023 التي سجلت 3,7%.
هذه النتيجة الإيجابية وفق الفينة ، جاءت نتيجة أداء قوي للقطاعات غير الفلاحية، لكنها تخفي في طياتها مفارقات عميقة بين محركات النمو ومصادر ضعفه.
الفلاحة تتراجع… والصناعة تستعيد أنفاسها
و تشير الأرقام الأخيرة حول الحسابات الوطنية المؤقتة إلى تراجع مقلق للقطاع الفلاحي، الذي انكمش بنسبة -4,8%، مقارنة بارتفاع طفيف بنسبة 1,5% في السنة السابقة.
هذا التراجع بحسب الخبير المغربي ، أعاد طرح أسئلة قديمة حول هشاشة الاقتصاد المغربي أمام التغيرات المناخية، خاصة في ظل غياب إصلاحات هيكلية مستدامة في القطاع.
في المقابل، شكل القطاع الثانوي نقطة ضوء في المشهد الاقتصادي، محققاً نمواً بنسبة 4,2%، بفضل انتعاش ملحوظ في قطاعات مثل الصناعة الاستخراجية (+13%)، والصناعات التحويلية (+3,3%)، والبناء والأشغال العمومية (+5%).
و اعتبر الفينة ، أن المشاريع الضخمة المبرمجة للتحضير لاستضافة كأس إفريقيا 2025 ومونديال 2030 بدأت تعطي ثمارها.
الخدمات تواصل الزخم رغم التباطؤ
و رغم تسجيله تباطؤاً طفيفاً، استمر القطاع الخدماتي في دعم النمو الاقتصادي بمعدل نمو بلغ 4,6%، مقابل 5% سنة 2023.
وبرزت في هذا السياق قطاعات مثل النقل والتخزين (+7,4%) والخدمات المالية (+7,3%) والصحة والتعليم (+6,6%) كأبرز المساهمين في الدينامية العامة.
في المقابل، سجل قطاع الإيواء والمطاعم تباطؤاً كبيراً، منتقلاً من +23,5% سنة 2023 إلى +9,6% فقط سنة 2024، ما يُظهر حدود الانتعاش السياحي ويدعو لإعادة التفكير في استراتيجية تسويق المملكة كوجهة سياحية.
الطلب الداخلي المحرك الأول للنمو… لكن بأي كلفة؟
الطلب الداخلي بقي المحرك الأساسي للنمو، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة +5,8%، بفضل زيادة الإنفاق الاستهلاكي للأسر والمؤسسات غير الربحية بنسبة +3,4%، وقفزة في الاستثمار الإجمالي بنسبة +10,9%. هذه الدينامية القوية ساهمت في تحفيز النمو بنسبة +6,3 نقطة.
لكن هذا الزخم لم يخلُ من مخاطر، إذ أدى إلى اتساع الحاجة إلى التمويل، حيث ارتفع العجز إلى 1,2% من الناتج الداخلي الخام، مقارنة بـ1% سنة 2023، وهو مؤشر مقلق في ظل توترات الأسواق العالمية وارتفاع كلفة الاقتراض.
التضخم مستمر والعجز التجاري يتفاقم
مؤشر الأسعار ارتفع بنسبة +4,1% سنة 2024، وهو ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية، خاصة على القدرة الشرائية للفئات الوسطى والهشة.
ويُعزى ذلك وفق الفينة، إلى ارتفاع أسعار الواردات، التي زادت بنسبة +11,6%، في حين لم ترتفع الصادرات سوى بنسبة +8%، ما أدى إلى مساهمة سلبية للتجارة الخارجية بلغت -2,5 نقطة في النمو الوطني.
ولاحظ الخبير المغربي، أن نسبة الصادرات إلى الناتج الداخلي تراجعت إلى 42%، مقابل 56% للواردات، مما يعكس استمرار الاختلال في الميزان التجاري.
ماذا عن مناعة الاقتصاد المغربي
رغم ارتفاع الادخار الوطني إلى 28,9% من الناتج الداخلي الخام، إلا أن هذا التحسن لم يكن كافياً لمجاراة التوسع في الاستثمار.
في هذا السياق، دعا الفينة الى تسريع إصلاحات هيكلية تتعلق بالإنتاجية، والتحول الصناعي، وتحفيز الصادرات ذات القيمة المضافة العالية.
الاقتصاد المغربي في مفترق طرق
ما بين انتعاش داخلي نسبي وضغوط خارجية متزايدة، يقف الاقتصاد المغربي عند مفترق طرق استراتيجي. فالحفاظ على وتيرة النمو يتطلب إعادة تموقع الصناعات الوطنية، تحسين مناخ الأعمال، وتعزيز العدالة الاجتماعية لتأمين انتقال اقتصادي مستدام يقول الخبير المغربي.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الاقتصاد المغربی الخبیر المغربی سنة 2023
إقرأ أيضاً:
بفضل آبل.. الهند تتصدر قائمة مصنعي الهواتف المحمولة متفوقة على الصين
استطاعت الهند التغلب على الصين في صناعة الهواتف المحمولة وتصديرها للولايات المتحدة بعد توسع عمليات "آبل" داخل البلاد، وذلك وفق تقرير نشرته "بلومبيرغ".
ويشير التقرير إلى أن الهند أصبحت مسؤولة عن 44% من واردات الهواتف إلى الولايات المتحدة تليها فيتنام بنسبة 30% من إجمالي الهواتف الواردة إلى أميركا ثم الصين في المرتبة الثالثة بنسبة 25% من الواردات.
ويتزامن هذا التغير مع تحول "آبل" لتصنيع غالبية هواتفها المحمولة في الهند بدلا من الصين، لذلك انخفضت الواردات الصينية من 60% في العام الماضي إلى النسبة الحالية.
كما اتجهت "آبل" إلى تعزيز مخزونها المحلي من الهواتف المحمولة حتى لو لم يتم بيعها خوفا من التقلبات الجيوسياسية في المنطقة والتعريفات الجمركية التي قد تفرض على الهواتف المصنوعة خارج البلاد وفق ما جاء في التقرير.
وضاعفت الشركة أيضا من إنتاجها للهواتف المحمولة في الهند أكثر من 3 مرات لتتمكن من بناء المخزون الاحتياطي الملائم من هواتفها رغم نمو سوق الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة بنسبة 1% فقط، حسب التقرير.
وتأتي الخطوة لنقل تصنيع هواتف "آبل" إلى الهند بدلا من الصين استجابة للتوترات الجيوسياسية المتزايدة التي كان زيادة التعريفات الجمركية للواردات الصينية أبرزها، فضلا عن التحديات المتزامنة لتصنيع الهواتف في الصين، حسب التقرير.
ويذكر التقرير أن الشركة بدأت توزع عمليات تصنيع "آيفون" بين عدة بلاد من بينها الهند وفيتنام، رغم أن عمليات التصنيع في فيتنام لم تصل إلى الحجم الذي يوازي الهند، لذلك لم تشهد شحناتها ارتفاعا ملحوظا.
وتتزامن هذه الخطوات مع تضيق حكومة ترامب الخناق على الشركات الأميركية التي تصنع منتجاتها في الصين، إذ يسعى ترامب لنقل كل عمليات التصنيع إلى داخل الولايات المتحدة كما جاء في التقرير، وهو الأمر الذي جعل "آبل" تعد بإنفاق 500 مليار دولار لتحقيق هذا الأمر خلال الأربع سنوات القادمة.
إعلانويشير تقرير منفصل نشرته وكالة "دويتشه فيله" إلى أن "آبل" تسعى لتصنيع أكثر من 60 مليون هاتف "آيفون" في المصانع الهندية بحلول عام 2026 عبر 3 منشآت منفصلة لتصنيع الأجهزة من بينها مصنع "فوكسكون" (Foxconn) الذي يعد الأكبر وشركة "بيغاترون" (Pegatron) ومجموعة "تاتا" (Tata).