أورورا ظاهرة الأضواء الشمالية.. كيف حولت الشمس سماء لندن إلى لوحة فنية؟
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
في عرضٍ سماوي مدهش تحولت سماء المملكة المتحدة إلى لوحةٍ فنيةٍ ساحرة، مع غروب شمس الخميس، إذ تجلّت ظاهرة الأورورا المدهشة بألوانها الزاهية مقدمةً عرضًا فريدًا أثار دهشة السكان من لندن إلى كينت وحتى لانكستر، دفعت العائلات لاسترخاء في حدائقهم أو شرفاتهم والاستمتاع بمشهدٍ دراماتيكي يعكس جمال الشفق القطبي، الذي عادةً ما يتطلب السفر إلى أقصى الشمال.
وفي الساعات الماضية تمكن سكان المملكة المتحدة من رؤية أورورا ظاهرة الأضواء الشمالية، مزينة السماء باللون الأحمر، وكان البروفيسور جيم وايلد، 49 عامًا، واحدًا ممن شاهدوا الأضواء الشمالية من حديقته الخلفية، وقال الأكاديمي، الذي يبحث في الشفق القطبي والطقس الفضائي في جامعة لانكستر لـ«الجارديان »: «تركز أبحاثي على فيزياء الاتصالات بين الشمس والأرض، وعلى مر السنين، قمت بزيارة الدائرة القطبية الشمالية عدة مرات لإجراء قياسات للشفق القطبي، ولكن من الرائع حقًا رؤية الأضواء الشمالية من حديقتك الخلفية مع عائلتك بأكملها في واحدة من المرات النادرة».
هيئة الأرصاد الجوية البريطانية، قالت إنّ السماء كانت صافية نسبيا في معظم أنحاء المملكة المتحدة، ما أتاح فرصة جيدة لرؤية ما يحدث في السماء بشكل واضح، كما أنّ المزيد من أحداث الطقس الفضائي مثل العواصف الشمسية حدثت بكثرة في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الأضواء الشمالية، لأنّ الشمس كانت تقترب من ذروة دورتها الشمسية، والشفق القطبي، الذي يُرى عادةً فوق خطوط العرض القطبية العالية لكنه قد ينتشر جنوبًا، تأثر بشكل أساسي بالعواصف الجيومغناطيس.
توفر البقع الشمسية إمكانية إطلاق دفعات كبيرة من الطاقة موجهة نحو الأرض تسمى الانبعاثات الكتلية الإكليلية، والتي يمكن أن تؤدي إلى رؤية الشفق القطبي، وتحدث عروض الشفق القطبي عندما تصطدم الجسيمات المشحونة بالغازات الموجودة في الغلاف الجوي للأرض حول الأقطاب المغناطيسية، وعند اصطدامها، ينبعث الضوء بأطوال موجية مختلفة، ما يؤدي إلى ظهور عروض ملونة في السماء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشفق القطبي الأضواء الشمالية الشفق الأضواء الشمالیة الشفق القطبی
إقرأ أيضاً:
السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا: ما الذي تغير؟
لم تُفرِد استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الصادرة منذ أيام لأفريقيا سوى أكثر بقليل من نصف صفحة جاءت في آخر التقرير(ص29)، مما يُشير إلى أنها آخر الأولويات: الأولى كانت أمريكا اللاتينية والكاريبي (أو ما سمته الوثيقة بالنصف الغربي من الكرة الأرضية)، والثانية الصين والمحيط الهادي، والثالثة أوروبا وروسيا، والرابعة الشرق الأوسط… مع ذلك فإن التبدل الكبير الذي حدث في طبيعة هذه الاستراتيجية يُحتِّم على الدول الإفريقية كثيرا من الانتباه لتعديل سياساتها المختلفة وأن تكون أكثر استعدادا للقادم من التطورات.
ولعل أهم تبدل في طبيعة النظر إلى أفريقيا من خلال هذه الوثيقة ما يلي:
أولا: هناك تغير في المنظور الأمريكي للقارة، إذ لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية ترى حاجة لأن تَنشر بها قيم الليبرالية والديمقراطية وحقوق الانسان وكل ما تعلق بالحكم الراشد ولا كونها في حاجة إلى مساعدات، بل أصبحت تراها مجالا لتحقيق المنفعة بغض النظر عن طبيعة الحكم فيها. جاء في نص الوثيقة ما يلي: “لطالما ركّزت السياسة الأمريكية في أفريقيا، ولفترة طويلة جدًا، على تقديم المساعدات، ثم لاحقًا على نشر الأيديولوجيا الليبرالية.
وبدلًا من ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أن تسعى إلى الشراكة مع دول مختارة من أجل التخفيف من حدّة النزاعات، وتعزيز علاقات تجارية ذات منفعة متبادلة، والانتقال من نموذج قائم على المساعدات الخارجية إلى نموذج قائم على الاستثمار والنمو، يكون قادرًا على تسخير الموارد الطبيعية الوفيرة في أفريقيا وإمكاناتها الاقتصادية الكامنة“.
تم تحديد المنفعة في مجالات مُحدَّدة هي الطاقة والمعادن النادرة
ثانيا: تم تحديد المنفعة في مجالات مُحدَّدة هي الطاقة والمعادن النادرة، حيث ذكرت الوثيقة:
“يعد قطاع الطاقة وتطوير المعادن الحرجة مجالًا فوريًا للاستثمار الأمريكي في أفريقيا، لما يوفره من آفاق لعائد جيد على الاستثمار”، وحددت أكثر مجال للطاقة في “تطوير تقنيات الطاقة النووية، وغاز البترول المسال، والغاز الطبيعي المسال… {الذي} يمكن أن يحقق أرباحًا للشركات الأمريكية ويساعدنا في المنافسة على المعادن الحرجة وغيرها من الموارد” كما جاء بالنص.
ثالثا: لم تعد الولايات المتحدة تريد أن تتعاون مع أفريقيا كمؤسسات مثل الاتحاد الإفريقي أو المؤسسات الجهوية، بل كدول منتقاة سمَّتها الوثيقة “الشراكة مع دول مختارة”، وهذا يعني أنها لن تتعامل مع جميع الدول ولن تضع في الاعتبار المسائل المتعلقة بطبيعة الأنظمة السياسية أو شؤنها الداخلية.
رابعا: لم تعد الولايات المتحدة تريد الانتظار طويلا لتحقيق أهدافها.. فهي تتجنب كما جاء في الوثيقة “أي وجود أو التزامات… طويلة الأمد“، وهذا يعني أنها ستتصرف بحزم مع منافسيها وتريد نتائج فورية.
خامسا: ستسعى الولايات المتحدة إلى حل النزاعات القائمة وتذكر (جمهورية الكونغو الديمقراطية – رواندا، السودان) كما ستعمل علي تجنب ظهور نزاعات جديدة، وتذكر (إثيوبيا –إريتريا – الصومال) بمعنى أنها تريد سلاما يتماشى مع إمكانية تحقيق مصالحها الاقتصادية، وفي هذا الجانب بقدر ما تحذر من “الإرهاب الإسلاموي” كما تسميه لا تريد أن تجعل من محاربته سياسة بالنسبة لها كما كان في السابق.
هذه الخصائص في استراتيجية الأمن القومي الأمريكية تجاه أفريقيا تجعل القارة أمام مراجعات أساسية لا بد منها لسياساتها البَيْنية وكذلك مع شركائها الخارجيين، وبقدر ما يبدو فيها من ضغوطات فإنها تحمل في ذات الوقت فرصا لدول القارة لتوازن سياستها الخارجية ما بين الولايات المتحدة وغيرها من القوى الدولية الأخرى، الصين روسيا الإتحاد الأوروبي… وهو أمر لم يكن مطروحا من قبل بهذه الصيغة وبهذا الوضوح.
الشروق الجزائرية