الدعم السريع تكشف عن أسرى مصريين بطرفها وتفصح عن معلومات خطيرة تجاه مصر والتسليح والقتال مع الجيش السوداني
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
تاق برس – كشفت قوات الدعم السريع لأول مره عن ضبط قواتها “مصريين” الجنسية و صفتهم بالمرتزقة قالت إنهم يُقاتلون إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الحالية، وأكدت أنهم أسرى بطرفها حالياً.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان إن مصر ظلت تدعم الجيش السوداني بكل الإمكانيات العسكرية، وسهلت عبر حدودها دخول امدادات السلاح والذخائر والطائرات والطائرات المسيرة، وأضافت “لم تتوقف الحكومة المصرية أبداً عن تقديم الدعم العسكري للجيش من سلاح وذخائر وقنابل الطائرات والتدريب إلى جانب الدعم الفني والسياسي والدبلوماسي والإعلامي”.
وأوضحت الدعم السريع أن مصر قدمت خلال شهر أغسطس الماضي (8) طائرات k8 للجيش وصلت القاعدة الجوية في بورتسودان، بجانب أنها تشارك حاليا في القتال واخرها في معركة جبل موية وفقاً للبيان و قال :”كما ساهم الطيران المصري في قتل مئات المدنيين الأبرياء في دارفور والخرطوم والجزيرة وسنار ، مليط ، الكومة ، نيالا، الضعين. وكذلك وفرت مصر للجيش إمدادات بقنابل 250 كيلو أمريكية الصنع كانت سبباً في تدمير المنازل والأسواق والمنشآت المدنية”.
وأوضحت قوات الدعم السريع أنها كانت أكثر تحفظاً وصمتاً عن إبداء رأيها علانية إزاء كثير من المواقف المصرية المتصلة بالشأن السوداني منذ أوقات سابقة للحرب الحالية، حرصاً منا على خصوصية العلاقة التي تربط شعبي البلدين، وقال البيان “لكن مصر الرسمية لم تعدّل موقفها المنحاز إلى المؤسسات والأنظمة العسكرية عموماً”.
وأشارت إلى ما وصفته بالتناقض المصري باحتضان الجيش السوداني المختطف كلياً لجماعة “الإخوان المسلمين” في السودان، متمثلة في الحركة الإسلامية التي قالت إنها أشعلت الحرب الحالية في السودان وتناصرها كل جماعات التطرف للإبقاء على السودان حاضنة مهمة للإرهاب الدولي.
ونوهت قوات الدعم السريع إلى أن مصر لم تشارك في محادثات (الاتفاق الإطاري) الذي وقع برعاية من أمريكا وبريطانيا والإمارات والسعودية، إضافة إلى بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية المعنية بالتنمية (إيقاد )، لكنها أطلت على المشهد لاحقاً بدعم الانقلاب على الحكومة المدنية للفترة الانتقالية، وحفزت العراقيل المصرية للتحول الديمقراطي في السودان، (جيش الحركة الإسلامية ) إلى اشعال الحرب مراهناً على جهود مصر على المستوى الإقليمي لتمكينه من البقاء في سدة الحكم.
وقال البيان “حذرنا من قبل الجانب المصري أكثر من مرة بالكف عن الدعم والتدخل في الشؤون السودانية واتخاذ مبدأ الحياد تجاه الأزمة السياسية في السودان وأطرافها، كذلك تدخل بعض الأشقاء من أجل حض الجانب المصري لوقف التدخل حيث تجلى الموقف المصري الداعم للجيش السوداني عسكرياً في محطات معلومة وشواهد مادية تعاملنا معها بدبلوماسية منذ تفجر الحرب الحالية في أبريل 2023″، وأضاف “حيث كانت مصر شريكاً أساسياً للحركة الإسلامية و الجيش المختطف في إشعال الحرب، حيث جمعت طائراتها في مروي، وكانت ضمن الخطة العسكرية لاشعال الحرب”.
و تابع البيان “لم يكن خافياً أسر قواتنا ضباط وجنود مصريين في قاعدة مروي العسكرية، وسلمتهم لاحقاً للحكومة المصرية عبر الصليب الأحمر الدولي، كما شارك سلاح الجو المصري في القتال إلى جانب الجيش حيث شارك الطيران المصري في قصف معسكرات قوات الدعم السريع، ومنها مجزرة معسكر كرري حيث قُتل في بداية الحرب جراء القصف الغادر أكثر من 4 ألآف من الجنود العُزل الذين كانوا يتأهبون للمغادرة إلى السعودية للمشاركة فى عاصفة الحزم”.
و أعتبرت قوات الدعم السريع أن (القاهرة) تُمثل الملاذ الحصين لقادة الحركة الإسلامية ، وتحتضن في مفارقة نادرة جماعة (الإخوان) – فرع السودان، وتوفر الحماية للكوادر الأمنية للنظام السابق، و قال البيان “تنطلق من القاهرة، منصات الاعلام التضليلي الداعم للحرب في السودان من قنوات فضائية وصحف وغرف إعلامية ، وتفتح مصر حدودها لجميع أعضاء الحركة الاسلامية لإدارة نشاطهم المضاد للتغيير والدعم السريع والداعم للجيش والحركة الاسلامية من أراضيها”.
و حذرت قوات الدعم السريع الحكومة المصرية وأجهزتها من التمادي في التدخل السافر في الشؤون السودانية من خلال دعم الجيش المختطف من قبل الحركة الإسلامية (الأخوان المسلمين).
ودعت قوات الدعم السريع جميع الدول للإتزام بالحياد وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني واحترام خياراته في التغيير والسعي إلى شراكات مستديمة بعيداً عن الأجندات والمصالح العابرة وفق البيان.
اسرىالجيشالدعم السريعالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: اسرى الجيش الدعم السريع قوات الدعم السریع الحرکة الإسلامیة الجیش السودانی فی السودان
إقرأ أيضاً:
وزير الزراعة السوداني للجزيرة نت: خسائر الزراعة جراء الحرب 100 مليار دولار
الخرطوم– عصفت الحرب السودانية المشتعلة منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 بكل القطاعات والبنية التحتية السودانية، وكانت الزراعة الأكثر تضررا، وفق قول وزير الزراعة السوداني البروفيسور عصمت قرشي عبد الله.
ويواجه القطاع الزراعي السوداني في سعيه إلى التعافي مشكلات عديدة، منها التضخم والتدهور المعيشي وارتفاع الأسعار وهجرة ونزوح المزارعين وتدمير المعدات الزراعية ونهب بنوك السلالات وتدمير مراكز البحوث.
وكشف وزير الزراعة السوداني البروفيسور عصمت قرشي عبد الله -في حوار مع الجزيرة نت- عن إجراءات اتخذتها وزارته في سعيها للإصلاح وأجاب عن تساؤلات أخرى بشأن الأمن الغذائي السوداني وخسائر القطاع وغيرها من التساؤلات، وفي ما يلي نص الحوار:
كيف تصفون الوضع الراهن لقطاع الزراعة في السودان، في ظل الحروب والأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد؟عانت الزراعة في السودان بعد الحرب من دمار ممنهج وكبير. وبعد خروج المليشيات من المناطق المحررة، زرنا -نحن في الوزارة- مشاريع (الجزيرة، والرهد، المناقل، الفاو) لنقف على حجم الدمار لبنية الري لنكتشف 1470 كسرا في قنوات الري في مشروع الجزيرة فقط.
ويحتاج الكسر الواحد إلى 36 يوما للإصلاح، مثل كسر قنوات الشريف مختار في مشروع الجزيرة، ويضاف هذا إلى أكثر من ألف كسر في مشروع الرهد، وتعطيل الطلمبات عبر ضربها بالأسلحة، وتفريغ الزيوت منها وسرقة المعدات مما أثر على الزراعة، ولعل أكبر ضرر عانى منه مشروع الجزيرة هو حريق مخزن الخرط في الري، وهي خرط تعود إلى عام 1925، مما يؤكد أن التدمير كان ممنهجا.
شمل الضرر مخازن التقاوي، والمدخلات الزراعية والآليات الزراعية بالنهب والسرقة وتعطيلها وحرقها، والغرض الأساسي من التدمير هو تعطيل القطاع كليا وضمان عدم نهضتنا من جديد.
وما طمأنني هو قول مزارعي مشروع الجزيرة حين التقيتهم: "السيد الوزير، لا تحزن! نحن الآن نتعافى"، ومن ثم إذا تعافى مزارع الجزيرة بالتأكيد سيتعافى كل السودان.
إعلانونبشر بأن الإنتاج الآن في الموسم الصيفي يتجاوز حد احتياجاتنا؛ نحن الآن نمضي بخطى حثيثة نحو التعافي، واستعداداتنا للموسم الشتوي جارية على قدم وساق بدعم كامل من الطاقم الحكومي على رأسه السيد كامل إدريس رئيس الوزراء.
بعض الأرقام قدرت خسائر القطاع الزراعي برقم يتجاوز 100 مليار دولار، وهي أرقام أولية، ونحن ماضون في عمل إحصاءات دقيقة مصحوبة بدراسات متخصصة لتقديمها للجهات الداعمة.
كما أن الخسائر لم تقتصر على الجانب المادي فقط، بل شملت الجوانب النفسية، والاقتصادية بفقدان أجيال من المعارف الزراعية عند نزوح الأسر، فكثيرا ما أُجبر شباب الريف على ترك الزراعة للعمل في مناطق الحضر ومخيمات اللاجئين، مما أدى إلى استمرارية انهيار الحياة الريفية وجعل التعافي هشا وبطيئا.
ويجب إلى جانب إعادة الإعمار، إعادة بناء الثقة في المجتمعات الممزقة وحماية سبل عيشهم واستعادة كرامتهم، مما يتطلب جهدا مضاعفا من الوزارة في الفترة المقبلة.
ما خطط وزارة الزراعة لإعادة الأمن الغذائي السوداني على المدى القريب والبعيد؟قدمنا خطة الـ100 يوم الإسعافية لمجلس الوزراء التي شملت إعمار 47 مشروعا بتكلفة إجمالية بلغت 90 مليون دولار، و71 تريليون جنيه سوداني، اعتقادا منا بأن هذه المشاريع ستحدث تغييرا كبيرا في خطة قصيرة المدى.
كما أن ثمة خطة للوزارة طويلة المدى من 2026 إلى 2030 نأمل أن تساهم على إعادة تأهيل القطاع الزراعي.
كم بلغت نسبة الأراضي الخارجة عن دائرة الإنتاج الزراعي بسبب الحرب؟وفق دراسة أجريناها في الوزارة حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2025، فإن المساحة المبدئية الخارجة عن الإنتاج بسبب الحرب هي 21.683 مليون فدان، وهي أراض ضمن المشاريع المروية بالأمطار.
لم ننته من الحصر بعد، ففي القطاع المروي (من المياه الجارية) خرج 1261 فدانا عن الإنتاج، بما يعني نسبة 72% من جملة الأراضي المحددة التي تبلغ 1700 فدان، ونتوقع أن تتجاوز الأرقام أكثر من ذلك، إضافة إلى فقدان المحاصيل ونوعيتها.
ما مشاريع التعافي التي نفذتها الوزارة في الولايات الآمنة في أثناء انحسار الحرب وبعدها؟عملنا على التغلب على المعوقات، التي تعوق الزراعة إصلاح وصيانة قنوات الري، وتوفير مدخلات الزراعة وزيادة المساحات المزروعة، وتوفير التقاوي للمزارعين، ونتوقع أن يزيد الإنتاج بنسبة أعلى من السنوات الماضية، وأيضا عملنا على دعم القمح باعتباره أهم محصول الآن.
وبلغت جملة التقاوي المطلوبة لزراعة القمح 50 ألف طن استطعنا أن نوفر معظم الكمية، أما التقاوي المتوفرة للبذور والمحاصيل الأخرى، فتبلغ 35 ألف طن.
ونعمل على سد النقص بتكلفة إجمالية من تقاوي وأسمدة ومدخلات إنتاج نحو 612 ألف جنيه للفدان الواحد، وهذه الكلفة لا تشمل تجهيز الأرض وإزالة الحشائش والحصاد.
ولكن لدينا مشاكل في التمويل الزراعي، خاطبنا على إثرها وزارة المالية السودانية وبنك السودان المركزي، ونعمل على محاولة توفير محافظ لإنجاح الموسم الشتوي، لأن تكلفته كبيرة، إذ نتحدث عن خطة لإنتاج مليون فدان قمح بتكلفة إجمالية 612 مليون دولار لسد جزء كبير من فاتورة استيراده، وهو جزء قليل من احتياج السودان من القمح.
إعلانوالمساحة المبدئية لزراعة القمح في الولاية الشمالية وحدها 9 ملايين هكتار، وفق دراسة لمنظمة "إكساد".
ولعل هذا أحد المشاريع الجاهزة للاستثمار سواء مع القطاع الخاص أو الجهات الداعمة والمانحة أو مع الدول الشقيقة أو الصناديق الاستثمارية لعدد من الدول.
وما يميز شمال السودان أنه لا يعاني من مشاكل ري أو حيازات أراض، وهذه دعوة وفرصة كبيرة للمستثمرين للدخول في الاستثمار في مجال زراعة القمح شمالي السودان، كما نقدم حزما تشجيعية للاستثمار في محاصيل أخرى بمساحة 16 مليون فدان رائدة وواعدة في إنتاج كثير من المحاصيل الزراعية.
الصمغ العربي من أكبر المحاصيل في السودان، وفي ظل الحرب تراجعت إنتاجيته، وبرزت أسواق أفريقية تنافس السودان.. هل يشكل هذا خطرا على المحصول الأشهر في البلاد؟خروج ولايات كردفان ودارفور ووقوعها داخل إطار الحرب أدى إلى تراجع كبير في إنتاج السودان من الصمغ العربي، لكن ثمة مجموعة من الخطط بين وزارة الزراعة والهيئة القومية للغابات لمعالجة هذه المشكلة.
في أثناء زيارتكم لدولة قطر، هل عقدتم اتفاقيات وشراكات للتعاون في مجال الزراعة؟
ذهبنا إلى الدوحة لمناقشة عدد من المشاريع المقترحة للاستثمار عبر منصة مبادرة الأمن الغذائي التي نظمها معهد الدوحة للدراسات العليا بالتعاون مع رابطة المهندسين الزراعيين السودانيين بدولة قطر.
وهي فرصة لحشد وتوفير الموارد اللازمة لبناء شراكات إستراتيجية وذكية مع دولة قطر بغرض إعمار القطاع الزراعي وبناء قدرات المنتجين.
وتأتي زيارتنا لدولة قطر ضمن المسارات التي نسلكها لإعادة تأهيل القطاع الزراعي في السودان، لأن القطاع الزراعي متطلباته أكبر من المساعدات الإنسانية قصيرة الأجل.
نبحث عن التعافي المستدام عبر استثمارات طويلة الأجل في القطاع الزراعي والبنية التحتية الريفية.
ووفقا لدراسة البنك الدولي 2024، فإنه من دون استثمارات إستراتيجية ستواجه المجتمعات في السودان خطر البقاء حبيسة في دوامة التبعية والتخلف، وأعتقد أن مساهمة الاستثمار في بناء القدرات والتكيف تؤدي لفاعلية أكبر في استدامة جهود التعافي، وإعادة التأهيل.
أين وصلت جهود الوزارة لإعادة إعمار القطاع الزراعي؟الآن وصلنا إلى معالجة 80% من قنوات الري، وإنجاح موسم الصيف والعمل على إنجاح الموسم الشتوي بزراعة 22 مليون فدان، بما يحقق الاكتفاء الذاتي من محاصيل المواطن ومحاصيل الصادر، وبذلنا جهودا كبيرة لإعادة مناطق كبيرة لدائرة الإنتاج عبر عديد من البرامج، منها دعم صغار المزارعين، في جمعيات المزارعين بالتقاوي المحسنة، والأسمدة، والمبيدات وتمويل عمليات تحضير الأرض للوصول لحالة تعافي القطاع الزراعي والمزارعين أنفسهم.
ولأنهم تعرضوا لهزات كبيرة، فقدوا كل مدخراتهم، واستطعنا خلال الموسم الصيفي أن نعيد كثيرا من المزارعين لدائرة الإنتاج، ومن ثم نتوقع مزيدا من التعافي بعض النتائج الإيجابية بشكل واضح للجميع.
ومن النقاط المهمة أننا الآن نمتلك خريطة مستقبلية لإعادة إعمار القطاع الزراعي في السودان، إضافة إلى عدد من الترتيبات الخاصة بمكافحة الآفات.
تشمل التحديات التمويل، وتوطين مدخلات الإنتاج، وصناعة التقاوي في السودان، وتوطين صناعة الأسمدة، إضافة إلى دعم البحوث الزراعية لزيادة الإنتاجية، لأن زيادة إنتاج الفدان من الحلول الكبيرة المعول عليها.
تتمثل أكبر تحديات الوزارة في التحول الرقمي -الذي نعمل عليه الآن- إضافة إلى توطين زراعة المدخلات، وحل مشاكل التمويل وتوفر البيانات، فإن توفر المعلومة يساعدنا في اتخاذ القرار.