كثيرا ما تواجهك عبارة "من زمن الماضي الجميل" وهي كناية أن الماضي كان دائما أجمل حتى لو لم يكن كذلك.

وربما لا يكون ذلك مفاجئاً، بحسب تقرير لـ"بي بي سي"، لأن المشاكل أصبحت كبيرة ولا يمكن إنكارها، فمع الحروب المستمرة وتأثيرات تغير المناخ وارتفاع تكاليف المعيشة، أصبح الأمر يبدو وكأن العالم جاثٍ على ركبتيه.



لكن عالم الفيزياء الفلكية الأمريكي، والحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2011، شاول بيرلماتر، لا يرى ذلك، فهل يسبح عكس التيار؟ أم أنه يقول الحقيقة؟ أم أنها نظرة من زاوية مختلفة؟



يقول بيرلماتر، بحسب "بي بي سي"، إنه لا يعتقد "أن الناس يدركون حقيقة أنهم يعيشون في وقت قمنا فيه بتحسين العديد من جوانب الحياة".

قطعت البشرية بالتأكيد شوطاً كبيراً، ففي عام 1900، كان متوسط العمر المتوقع للطفل حديث الولادة 32 عاماً، وبحلول عام 2021، تضاعف هذا الرقم ليصل إلى 71 عاماً، وانخفض معدل وفيات الأطفال بشكل كبير، كما تقدّمت البشرية في الحد من الفقر، والوقاية من الأمراض المعدية ومحو الأمية، وأصبحت هناك الكثير من الإحصاءات التي توضح التقدم الذي أحرزه العالم.

لكن بيرلماتر، الذي أنشأ دورة تدريبية حول التفكير النقدي في جامعة بيركلي في الولايات المتحدة، يعترف أن التصوّر بأن "كل شيء مخيف وخطير إلى حد ما" هو السائد.

وصدق أو لا تصدق، فإن جزءاً من اللوم قد يقع على عاتق أسلافنا.

التحيز السلبي
لا يعني ذلك أن البشر لا يدركون قيمة الأشياء الجيدة التي تحدث خلال حياتهم، لكن يتعين عليهم التعامل مع حالة تُعرف باسم "التحيز السلبي"، وتعني أن التجارب السيئة تميل إلى أن يكون لها تأثير نفسي أكثر استدامة من التجارب الإيجابية.

ولكي نفهم السبب، يجب الرجوع بالزمن إلى حيث كان الإنسان يعيش في الكهوف، بالنسبة لأسلافنا في ذلك الزمن، قد يكون الاحتفاظ بالمعلومات السلبية مسألة حياة أو موت، ويمكن أن تؤدي أي حركة خاطئة إلى مواجهة خطيرة مع حيوان مفترس وقد يسبب اختيار الطعام الخاطئ إلى تسمم أو حتى وفاة.

من جهته يوضح بول روزين، أستاذ علم النفس في جامعة ولاية بنسلفانيا أن "أسلافنا واجهوا عالماً كان فيه تهديدات مختلفة وخطيرة"، ويضيف أن "الأمور أفضل بكثير الآن، ولكن ذلك الشيء البدائي (التحيز السلبي) لا يزال معنا".

في عام 2001، شارك روزين في تأليف ورقة بحثية مع البروفيسور إدوارد روزمان، خلصت إلى أن هناك "ميلاً لسيطرة (أو حتى طغيان) التأثيرات السلبية على التأثيرات الإيجابية".

ويقول إن "أحد أسباب أهمية الأحداث السلبية هو أنها نادرة نسبياً في حياتنا".

ويزعم روزين أن التقدم التكنولوجي، مثل التلفزيون والإنترنت، جعل الأمور أسوأ لأنها أتاحت لنا قدراً أكبر من الوصول إلى المعلومات، بما في ذلك الأخبار الجيدة والسيئة - ونحن نعرف بالفعل أيهما أسهل في تداوله.

ويشير إلى أن "معظم الأخبار سلبية"، ويوضح أنه "لن يذكر أحد أن 480 طائرة أقلعت بسلام اليوم في فيلادلفيا، لكن إن واجهت طائرة واحدة أي مشكلة، فسنسمع عنها، لأن هذا هو الحدث النادر، فإقلاع طائرة بسلام ليس خبراً".

في بعض الحالات، يمكن القول بأن الدماغ البشري يبالغ في رد فعله تجاه التهديدات المحتملة، ويعتقد روزين أن هذه الغرائز البدائية قد تتلاشى في الأجيال القادمة، لكنه يحذر أيضاً من أن الأحداث الأخيرة، مثل وباء كوفيد، قد تظل باقية في أذهان بعض الناس.

ويعتقد بيرلماتر أن البشر بحاجة إلى محاولة تغيير هذه التصورات السلبية، لأنه متفائل بأن الإنسان قادر على حل مشاكل العالم.


ويقول بيرلماتر إنه "حين لا يوجد أي شيء يمكننا القيام به على الإطلاق، فإن ذلك ليس وضعاً يائساً".

وعلى الرغم من أن الكثير منا يرى أسوأ ما في الأشياء، إلا أن بيرلماتر يعتقد أن المستقبل أكثر إشراقاً مما نتخيله.

ويقول إنه "ربما تكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي أعتقد فيها أنه من العدل أن نقول إننا نستطيع إطعام الجميع وكسوتهم وإيوائهم وتعليمهم".

ويعتقد بيرلماتر أن توفير احتياجات الجميع أمر ممكن جداً "إذا تمكن الناس من التحرك بما يكفي ليسيروا على ذات النهج ويعملوا معاً، فقد يكون هذا جيلاً رائعاً نعيش فيه".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الحروب العالم العالم حروب تفاؤل حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الاستقلال؛ كيف يكون مكتملاً بعد 79 عاماً..؟؟

صراحة نيوز ـ نضال المجالي

في الذكرى التاسعة والسبعين لإعلان استقلال الدولة الأردنية، وبعد ما تحمله المناسبة من رمزية عز وفخار في النفوس، تجعلنا جميعا نعزز راية الوطن ونعلو في أركانه شأنا، يجب أن يقال وبخاصة للأجيال الجديدة إنّ الأمّة تتذكّر ولا تنسى. فلا وجود لأمّة تنسى ولا وجود لأمّة لا تتذكّر. وبقدر ما كبر الاردن في عمره الاستقلالي سنوات وسنوات، بقدر ما يحتاج ان يكون يوم ذكرى استقلاله يوم تأمّل في معنى الاستقلال عن العالم، وفي معنى العلاقات مع المحيط حوله، ومع أحداث العالم كلّها التي تؤثّر فيه سلباً وإيجاباً، وفي معنى البناء الداخلي منعة من كل المخاطر والشرور.

نستطيع القول من دون أدنى شك وبعد مرور ما يزيد عن مئة عام من عمر الدولة تأسيسا، إنّ الاردن اليوم لا يزال يحمل مشروعاً يحتاج قراءة في اكثر من معلم من معالم وأركان التأسيس والاستقلال. الاحتفال فكرة جميلة وضرورة هامة تحتاج ان تتجسّد في قضايا هامة في الارتقاء بالدولة، كما نتمنّى وكما يدعو كل من رفع راية الاستقلال منذ اول أيامه وحتى ما نسمعه ونراه في كل خطاب وتوجيه ملكي هذه الايام، وسأسرد في مقالي بعضا منها لعل من يقرأ يكن يوما في مركز قرار، فيتذكر ان مهما امتدّت سنوات الاستقلال يجب ان يوافقها امتداد معاني ورمزية ومستقبل الاستقلال في اركان الدولة من مؤسسات وقوانين وانظمة وخطط ورؤى اصلاحية وليس فقد استذكار يوم محدد.

الاستقلال لا يكتمل إلا ببناء المشروع الوطني الواحد والمستدام للدولة، دون شوائب او تراخ في ان تكون الأردن دولة مانعة في مواجهة اي خطر او تهديد او اي عنصر يؤثر على البقاء حتى في أقصى الظروف، وسأبدأ بضرورة بناء جيل يعي الرمزية في ثوابت الوطن كالعَلمْ والأرض والقيادة، مقابل ما يحمله للأسف اغلب الجيل من رمزية في لاعب كرة قدم او ممثل او مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي، ثانيها بناء وصون واستدامة موارد الدولة لتكون محل ارتكاز اقتصاد المستقبل، بدل ان تملك شركات اجنبية امتيازها وتعيين ممثلين لها من ابناء الوطن حملوا هم الامتياز للأجنبي تكسبا، وثالثها الإصلاح الزراعي والمائي والغذائي كونها اركان العيش الاساس، فلا نسمع يوما عن صيف صعب لقلة المياه ونسمع عن قضايا لشخوص تسرق الماء منذ سنوات، او نسمع انقطاع مواد غذائيه اساسية مقابل سطوة «هوامير» الاستيراد والتصدير لزراعات نوعية او انتاج مواشي، ورابعها بناء منظومة تعليمية وصحية فاعلة نموذجية في شكل الخدمة لا شكل البناء كان عدد منها ما تم بدعم خارجي، وخامسها تدريب وتوظيف اردني في بلد يزيد عدد العمالة الاجنبية فيه عن مليون ونصف مليون عامل معلن رسميا من نحو ٢٥ جنسية مقابل تسجيل ثلث هذا الرقم فقط بطالة أردنية، وقائمتي تطول ولا تنتهي من اسس هامة ملزمون حكومة ومؤسسات وأفراد ان تحاكي الاستقلال للاردن الذي يعلم جميعنا ان «هوشة» في اي دولة محيطة به يعلنها رسميون عقبة ومعطل في مؤشرات النمو السياحي والاقتصادي!.

لم يعد اليوم جائزاً للاردن أن يبقى كما كان قبل تسعة وسبعين عاماً قبل الاستقلال، وكما كان قبل مئة عام من التأسيس، مقابل ما سيطرأ على العالم والمحيط حولنا من تطوّرات وتغيّرات لا يستطيع ابناء وطننا أن يواجهها بما واجه به نفسه والعالم منذ تسعة وسبعين عاماً. إنّ كلّ يوم يمرّ، سواء أكان الخامس والعشرين من ايار أم غيره، يحمل إلى الاردن أحداثاً عربية وإقليميّة وعالميّة متحرّكة تلزم لمواجهتها دولة متحرّكة في التصدّي لها، ومتحرّكة في التحكّم بها، ومتحرّكة في الإفادة منها، ومتحرّكة في منع ضررها. ولنعلم ان الدعم والمبادرات الخارجيّة لم تعد هي الملاذ رغم حاجتها واهميتها، فيما لم نؤمن ونعمل محلياً وطنياً لبناء النموذج الاردني المانع، وقد لمسنا مثال واحدا لا اكثر نحو صورة هامة لخطوة من خطوات المنعة على مستوى المنح مثلا كانت مطالبات وتحركات دولة الرئيس وإقناع شركات كبرى محددة في دورهم لمنعة محلية، وان أعجبت البعض فهي لا شيء مقابل ما يستحق الوطن من جميع شركات ومؤسسات الموطن وما استفادوا منه.

ويمكن القول بصراحة وقوة وبكامل الصدق وبصوت مرتفع، ان من حافظ على الصورة البهية للاستقلال من جانب نكرره دائما اننا بلد «الامن والأمان» هما المؤسسة العسكرية والأمنية، فقد حملوا الهم والعبء الداخلي والخارجي لبقاء الاستقلال والاردن مكانة لا يستهان بها في ضبط ميزان المنطقة، كما ورد على لسان كثير من القادة والرؤساء الأجانب بحق الأردن، وكما نعيشه يوميا على تراب الوطن، كما ونصدح ونقول بكامل الوعي والإيمان والقوة ان لا صوت وتمثيل للأردن اقوى في الملف الخارجي من صوت جلالة الملك، الذي نحمد الله انه هو من يحمل هذا الملف لا غيره، فبقينا نقطة اساس وارتكاز وحضور في اي محفل ولقاء وتفاوض وسياسة خارجية، فكان القائد والجيش من حملوا حتى اليوم الاستقلال فمتى يأتي دورنا نحن؟

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يلتقي السيناتور الأميركية روزين
  • باتريك وايت..لماذا رفض النجومية والشهرة؟
  • أكثر من 80% من الإصابات بسرطان الجلد في العالم يُعزى إلى الأشعة فوق البنفسجية
  • زاهي حواس: القطع الأثرية لـ توت عنخ آمون فى المتحف المصري الكبير ستبهر العالم
  • أكثر 10 لاعبين خوضا للمباريات في تاريخ كأس العالم
  • لن تغوص وحيدًا.. يحصد جائزة أفضل وثائقي في مهرجان الدشيرة بالمغرب
  • الاستقلال؛ كيف يكون مكتملاً بعد 79 عاماً..؟؟
  • زاهي حواس: العالم ينتظر يوم 3 يوليو لمشاهدة افتتاح المتحف المصري الكبير
  • مدينة مصر وInnovative Media Productions وSony Pictures Entertainment يطلقوا مشروع “شارك تانك بيزنس بارك” لإحداث نقلة نوعية في عالم ريادة الأعمال
  • ترمب: قد يكون لدينا أخبار سارة