حركة التبادل التجاري بين نيجيريا والنيجر تشهد اوقاتا صعبة
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
على الرغم من مشاعر التعاطف العرقي بين قبائل الهوسا التي تعيش في شمال نيجيريا وجنوب النيجر وحالة التشابك الاجتماعي والثقافي وما خلقته تلك المشاعر من تعاطف " غير مرحب " بالتدخل العسكري لدحر الانقلابيين فى النيجر، تظهر اعتبارات أخرى ذات طابع اقتصادي وتجاري من الصعب تجاهلها عند احتساب معادلة الرفض او التأييد الشعبي في مناطق الشمال النيجيري لأي عمل عسكري يقرره قادة دول تجمع ايكواس ضد النيجر.
و يقول الخبراء انه نظرا لضخامة مقومات الاقتصاد النيجيري، وكذلك لتشابك الروابط الحدودية والعرقية والقبلية بين شمال نيجيريا وجمهورية النيجر مقارنة بسائر الدول الاعضاء فى ايكواس، ستصبح تبعة تنفيذ الجانب الاعظم من العقوبات الاقتصادية المفروضة اقليميا على النيجر ملقاه على عاتق نيجيريا، وفى المقام ذاته ستكون تبعات تلك العقوبات واثارها العكسية اكثر ضررا فى وقعها على نيجيريا بصورة تفوق وقع ضررها على النيجر.
يقدر حجم التبادل التجارى عبر الحدود بين شمال نيجيريا وجنوب النيجر بنحو 226 مليونا و340 ألف دولار أمريكى وهو حجم كبير يجعل من الصعب المغامرة بالتضحية " الى الابد " به اذا كانت ألة الحرب هي الخيار الأخير الذي لا مفر منه لإزاحة الانقلابيين فى النيجر.
إلا ان الخبراء والمراقبين يرون ان العقوبات الاقتصادية التى بدأت مع الساعات الأولى من شهر أغسطس الجاري بموجب قرارات قمة قادة دول ايكواس الأولى فى الثلاثين من يوليو الماضى، قد هددت بالفعل المصالح التجارية المشتركة لمناطق الحدود بين شمال نيجيريا وجنوب النيجر وخلقت اوقاتا صعبة بالنسبة لها، حتى وقبل ان تبدأ ألة الحرب عملها كما هو مرتقب.
و كانت نيجيريا قد نفذت مبادرة بمعاقبة الانقلابيين فى النيجر بقطع امدادات الكهرباء لها واغلاق الحدود معها اغلاقا كاملا تنفيذا لمقررات قمة الايكواس، كما شرع بنك نيجيريا المركزى فى تجميد الارصدة المالية ذات الصلة بمنفذى انقلاب النيجر واقاربهم وكافة المؤسسات الداعمة لهم، الا ان اصواتا من نيامي خرجت لتؤكد ان العقوبات النيجيرية لم يذق مرارتها سوى شعب النيجر وليس من قاموا بالاطاحة برئيس البلاد محمد بازوم.
و اعترف بشير أديينى المراقب العام للهيئة الجمارك الاتحادية فى نيجيريا ان العقوبات التجارية واغلاق الحدود بين نيجيريا والنيجر يضيع على الخزانة العامة النيجيرية ايرادات ضخمة نتيجة توقف تحصيل رسوم المرور والجمارك للتجارة والافراد العابرين للحدود بين نيجيريا والنيجر.
و ارسل المراقب العام لهيئة الجمارك النيجيرية كتابا الى مجلس النواب الوطنى يبلغهم فيه " مقدما " بالتداعيات المترتبة على اغلاق الحدود بين شمال نيجيريا وجمهورية النيجر واصفا الامر بأنه " وكأن نيجيريا تعاقب نفسها بسبب هذا الاغلاق بقدانها لما تتمتع به من مزايا فى التجارة مع النيجر ".
وقال المسئول النيجيرى فى كتابه انه من اصل 226 مليونا و340 الف دولار امريكى تمثل قيمة التجارة العابرة بين نيجيريا والنيجر سنويا تصدر نيجيريا بما فيمته 91ر192 مليون دولار الى النيجر وتستورد منها بما قيمته 43ر33 مليون دولار امريكى وهو ما يؤكد ان ميزان التجارة يتميل دائما لصالح نيجيريا.
و كانت نيجيريا قد سبق لها ان اغلقت حدودها مع النيجر بصورة جزئية فى العام 2019 فكان نتاج ذلك ان تراجعت قيمة التجارة العابرة بين البلدين بنسبة 76ر78 % بحلول العام 2020 من 98ر85 مليون دولار امريكى الى 27ر18 مليون دولار امريكى.
و تصدر نيجيريا الى اسواق النيجر كل شىء تقريبا بدءا من الحليب الطازج والمجفف والادوية والطيور والبيض والعسل الطبيعى والمنتجات الحيوانية المصنعة والخضروات والزيوت الغذائية، فضلا عن المواد الخام والملابس والاقمشة النيجيرية الصنع.
و تعتبر الشركات النيجيرية ان اسواق النيجر هى مجال حيوى لمنتجاتها وبعضها من يعتبر ان اسواق النيجر هى امتداد لاسواق نيجيريا المحلية نظرا لتشابه عادات الاستهلاك واذواق المستهلكين فى كلا البلدين لا سيما سكان مناطق شمال نيجيريا وجنوب النيجر اللذان يشكلان معا تكتلا بشريا متجانسا فى الثقافة والديانة والمناسبات الاجتماعية ومن ثم يشكل هذا النسيج المتجانس عرقيا سوقا جيدا للمنتجين والمصدريين النيجيريين.
و تمتلك نيجيريا البالغ عدد سكانها 220 مليونا اقوى اقتصاد فى افريقيا جنوب الصحراء، واليها تتجه نسبة لا تقل عن 70% من الاستثمارات الامريكية فى غرب افريقيا، ويصل راسمال اكبر عشر شركات نيجيرية كبرى متعاملة مع اسواق جمهورية النيجر الى 6ر37 مليار دولار امريكى يشكل ما نسبته 14 % من حجم الناتج المحلى الكلى لنيجيريا.
ولا يستبعد المراقبون ان يكون للعقوبات الاقتصادية المفروضة على النيجر اثرها السلبى على اداء البورصة النيجيرية خلال النصف الثانى من العام القادم – وفقا لمسار التعامل مع الازمة فى النيجر – وتجدر الاشارة فى هذا الصدد الى ان البورصة النيجيرية " بورصة لاجوس للاسهم " كانت قد حققت فى النصف الاول من العام الجارى نموا فى تعاملاتها تجاوة 5ر5% وهو المعدل الذى كان متوقعا له ان يواصل الصعود بنسبة 25 % بنهاية العام الجارى مقارنة بالعام 2022 لولا التطورات التى شهدتها النيجر بعد التمرد الانقلابي الذى وقع فى السادس والعشرين من يوليو الماضى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نيجيريا النيجر التدخل العسكري الانقلابيين الاقتصاد ملیون دولار الحدود بین فى النیجر
إقرأ أيضاً:
تعاون اقتصادي لافت بين مسقط وطهران.. توقيع اتفاقيات ومساعي لزيادة التبادل التجاري
تسعى إيران إلى زيادة حجم التبادل التجاري مع سلطنة عمان، واستغلال الفرص المتاحة والتي تجعل من البلد الخليجي شريكا اقتصاديا رئيسيا لطهران.
وتصدرت العلاقات الاقتصادية، أجندة زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي زار سلطنة عُمان والتي بدأها الثلاثاء، واختتمها اليوم الأربعاء، حيث احتلت العلاقات الاقتصادية حيزا مهما في تصريحات بزشكيان والسلطان هيثم بن طارق خلال لقائهما.
ووقع مسؤولون إيرانيون وعُمانيون بحضور بزشكيان وبن طارق على 18 وثيقة تعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والسياسة والدفاع والصحة والتقنيات والمعادن وغيرها.
ودعا الرئيس الإيراني إلى رفع حجم التبادل التجاري مع سلطنة عمان إلى 30 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، مشدداً على أهمية ربط المسارات الاقتصادية والموانئ في البلدين.
بزشكيان قال خلال لقائه عدداً من أصحاب وصاحبات الأعمال العُمانيين ونظرائهم الإيرانيين في إطار زيارته الرسميّة للسلطنة، إن بلاده مستعدة للتعاون مع الجانب العُماني في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية.
كما دعا إلى تسهيل التحويلات المالية بين البلدين، وتبادل الآراء والخبرات لتنمية العلاقات الاقتصادية والدخول في مشاريع استثمارية مشتركة في مختلف المجالات.
وأكد الرئيس أن ن الدول الاستعمارية "تسعى إلى إثارة الفرقة والخلاف، وجر المسلمين الى الحروب وسفك الدماء، وذلك بهدف نهب ثروات ورؤوس أموال الدول الإسلامية". وأضاف: "إنهم يأخذون نفطنا ومناجمنا ومنشآتنا وأدمغتنا، ويعطون دولنا الإسلامية الصواريخ والقنابل والطائرات لتقاتل بعضها بعضا(..) علينا أن نكون يقظين وواعين ولا ننخدع بمثل هذه السياسات، ونساعد في إرساء السلام والأمن في المنطقة".
بدوره، وأوضح وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العماني قيس بن محمد اليوسف، أنّ السلطنة ماضية في جهود تعزيز استثماراتها وتنويع القطاعات الاقتصادية، معرباً عن أمله في أن يتعرف الوفد التجاري على الفرص الاستثمارية في مختلف المجالات خاصة بمجال الطاقة المتجددة والصناعة والسياحة والتعدين وقطاع اللوجيستيات والأمن الغذائي، إلى جانب قطاع الصناعات الطبية والغذائية وبتقنية المعلومات والتطوير العقاري.
في هذا السياق، أشار الوزير العماني إلى أن التبادل التجاري بين البلدين نما بنسب كبيرة، خاصة خلال العام الماضي عندما نما بنسبة تفوق 50 في المائة.
وقد شهدت الاستثمارات الإيرانية نموّاً كبيراً، حيث ارتفع عدد الشركات الإيرانية في سلطنة عُمان بنسبة 70 بالمائة في مختلف القطاعات، ومنها تم افتتاح مصنع شركة صناعة الأدوية الحيوية والبحث والتطوير الإيرانية في سلطنة عُمان، كما تم إنشاء مصنع لتصنيع وإنتاج المنتجات البتروكيماوية، بالإضافة إلى مشروعات أخرى لإنتاج الملح الصناعي والأسمدة وصناعة الحافلات.
وذكرت منظمة الجمارك الإيرانية، أن الميزان التجاري الإيراني مع عمان حقق فائضا قدره 764 مليون دولار عام 2024، بينما كان هذا الرقم 570 مليون دولار في 2023، مضيفا أن السلطنة تستقبل نحو 2.68% من إجمالي صادرات إيران.