روسيا تراهن على توسع كبير لتجمع بريكس في مواجهة الأحادية القطبية
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
موسكو- تنطلق في 22 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان أعمال قمة مجموعة دول تجمع بريكس والتي تستمر يومين.
وأرسلت روسيا دعوات لحضور القمة إلى 38 دولة، سواء أعضاء في التجمع أو من الدول الراغبة في التعاون معه، وفق قول سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، الذي أكد حضور ممثلي 32 دولة؛ من بينها 24 ستشارك على مستوى القادة، بما في ذلك أقرب جيران روسيا في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ورابطة الدول المستقلة.
ومن المتوقع -وفقًا للمسؤول الروسي- أن يحضر القمة رؤساء منظمات إقليمية وهيئات تنفيذية للمنظمات ذات الصلة، لافتًا إلى أنه لم يجتمع مثل هذا العدد من قادة العالم في روسيا في نفس الوقت.
واعتبارًا من الأول من يناير/كانون الثاني من العام الجاري، انتقلت مهام رئاسة مجموعة بريكس إلى روسيا بعد أن وافق الرئيس فلاديمير بوتين في نوفمبر/تشرين 2023، على مفهوم الرئاسة الروسية للمجموعة الذي يتضمن قائمة الأولويات ويحدد اتجاهات العمل للعام المقبل، والتي نصت بما في ذلك على إنشاء لجنة تنظيمية للتحضير وضمان رئاسة روسيا لبريكس، بقيادة يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي.
ويُنظر إلى روسيا على أنها الطرف الأكثر ديناميكية في المجموعة، إذ تعتبرها رمزًا للانتقال من الأحادية القطبية إلى عالم أكثر إنصافًا، وفق وصف الرئيس بوتين في مقالة له نُشرت عشية الانتخابات الرئاسية عام 2012.
ويمكن اختصار المقاربة الروسية لتشكيل منصة دولية تقوم على أساس جديد في العلاقات الدولية بأن آليات الإدارة العالمية التي تم إنشاؤها في أعقاب الحرب العالمية الثانية كالأمم المتحدة، ونظام بريتون وودز (الاسم الشائع لمؤتمر النقد الدولي الذي انعقد في عام 1944 في الولايات المتحدة الأميركية) وحتى "الغات" (منظمة التجارة العالمية) بدأت تفقد فعاليتها، وأن النموذج الاقتصادي العالمي، القائم على هيمنة رأس المال المالي وأصولية السوق، أصبح عتيقًا.
يضاف إلى ذلك وجود شعور متزايد تجاه "مناهضة الهيمنة" وليس فقط في العالم النامي، ورغم ذلك تدرك موسكو أن هذه العملية تواجه عوامل معقدة كثيرة، من التخلف التكنولوجي والاجتماعي لبلدان الشرق إلى التخريب المتعمد من جانب الغرب.
رهانات كبيرةتعد رئاسة (بريكس) ممارسة تناوبية حيث تقود كل دولة عضو المجموعة لمدة عام، وباعتبارها إحدى الدول المؤسسة الرئيسية للمجموعة، احتلت روسيا هذا المنصب عدة مرات، وكان عام 2015 من اللحظات المهمة في تاريخ رئاسة روسيا للتحالف عندما تم الاتفاق على تأسيس بنك تنمية جديد (بنك بريكس) ومجمع احتياطي للعملات الأجنبية.
وبريكس هي رابطة حكومية دولية لدول تصنف بأنها ذات إمكانات عالية للنمو الاقتصادي والتنمية، وتم تشكيلها في عام 2006 واسمها اختصار مكون من الحروف الأولى لأسماء الدول المؤسسة لها، وهي روسيا، البرازيل، الهند، الصين وجنوب أفريقيا، وهو المصطلح الذي اقترحه الاقتصادي جيم أونيل في عام 2001 للإشارة إلى الدول ذات الاقتصادات الأكثر ديناميكية.
وتأسست المجموعة كجزء من منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي بهدف أساسي وهو التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والسياسة والأمن، فضلا عن التنمية الإنسانية وغالبا ما تسمى من قبل الدول الأعضاء بالتحالف.
في مواجهة الأحاديةومن أبرز مهام دول المجموعة التغلب على الأزمات المالية والاقتصادية الناشئة وتحسين مستوى معيشة سكان البلدان المشاركة والانتقال من الاعتماد على المواد الخام إلى إنتاج التكنولوجيا الفائقة.
وتقول الأطراف المكونة إنها تسعى إلى بناء علاقات على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والمبادئ الأساسية التي تلتزم بها المنظمة هي الانفتاح والواقعية والتضامن في القرارات والحياد تجاه الأطراف الثالثة.
وتهدف المجموعة كذلك إلى خلق بيئة اقتصادية مستقرة ومواتية للأعضاء، فضلا عن تطوير التجارة وتحفيز الاستثمار المتبادل، كما تعمل على إقامة علاقات بين البنوك واستخدام العملة الوطنية في التسويات المتبادلة.
ومنذ عام 2024، تحاول الدول الأعضاء في المجموعة تقديم جبهة موحدة بشأن القضايا الدولية الرئيسية، وتسعى جاهدة لجعل المجتمع العالمي متعدد الأقطاب وتؤكد على العمل المشترك لتطوير الرعاية الصحية وتحسين مستوى التعليم والحماية الاجتماعية.
تمدد جيوسياسي تتشكل المجموعة حاليًا من كل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ومصر وإيران والإمارات والسعودية وإثيوبيا.وكانت الأرجنتين مرشحة للانضمام إلى المجموعة، لكن وصول خافيير مايلي إلى السلطة في الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية في عام 2023 أنهى هذه الرغبة.
ونظرا للنمو المستمر لتأثير البريكس على المسرح العالمي، أعرب عدد من الدول عن رغبته في الانضمام إلى الرابطة وهي تركيا، والجزائر وأذربيجان وبوليفيا وبنغلاديش وبيلاروسيا والبحرين وفيتنام وهندوراس وفنزويلا وزيمبابوي وإندونيسيا، وكذلك كوبا والكويت وكازاخستان والمغرب ونيكاراغوا ونيجيريا وباكستان وغينيا الاستوائية، وأيضا السنغال وسوريا وأوغندا وتشاد وسريلانكا وإريتريا وجنوب السودان.
تمثل بلدان المجموعة حوالي ثلث مساحة اليابسة في العالم ويعيش فيها أكثر من 45% من إجمالي سكان الكوكب وتضم حوالي 45% من احتياطياته النفطية. تنتج هذه الدول ما يراوح 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتحتفظ بأكثر من 17% من احتياطي الذهب العالمي في بنوكها.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی عام
إقرأ أيضاً:
دراسة: تغييرات جينية تمنح الدببة القطبية فرصة للتكيف مع تغير المناخ
تواجه الدببة القطبية خطر الانقراض التام بحلول نهاية هذا القرن، لكن العلماء رصدوا بصيص أمل عبر تغييرات جينية جوهرية تسعى لمساعدتها على التكيف مع أزمة المناخ.
ونقلت وكالة «يورونيوز» الإخبارية الأوروبية عن دراسة أجراها باحثون من جامعة شرق أنجليا -وهي إحدى الجامعات البحثية الحكومية في نورويتش في بريطانيا»، ونشرتها مجلة «سبرينجر نيتشر» البريطانية - الألمانية أن ارتفاع درجات حرارة القطب الشمالي الناتج عن النشاط البشري يتراوح بين ضعفين إلى أربعة أضعاف المعدل العالمي.
ويؤدي هذا إلى تقلص حاد في الجليد البحري الذي تعتمد عليه الدببة لصيد الفقمات، مما يسبب نقصًا حادًا في الغذاء وعزلة بيئية.
وتشير الدراسة إلى أن أكثر من ثلثي الدببة القطبية قد يختفي بحلول عام 2050، محذرة من خطر الانقراض التام بحلول نهاية القرن. ومع ذلك، اكتشف الباحثون أن الحمض النووي للدببة يلعب دورًا محوريًا في مساعدتها على التكيف مع تغير المناخ وأنماط الغذاء.
وحللت الدراسة عينات دم من 17 دبًا قطبيًا في شمال شرق وجنوب شرق جرينلاند، لمقارنة نشاط «الجينات القافزة» وعلاقتها بدرجات الحرارة والتغيرات في التعبير الجيني، وتجدر الإشارة إلى أن الجينات القافزة هي أجزاء صغيرة من الجينوم قادرة على التأثير في وظائف جينات أخرى.
وخلص الباحثون إلى أن ارتفاع درجات الحرارة تسبب على ما يبدو في «زيادة ملحوظة» في نشاط الجينات القافزة لدى الدببة في جنوب شرق جرينلاند، حيث أن المناخ أكثر دفئا بكثير من الشمال.
وأكد الباحثون أن هذه التغيرات في الحمض النووي، التي قد تؤثر على عملية التمثيل الغذائي للدب وكيفية تعامله مع الإجهاد الحراري، قد تشير إلى «آلية بقاء يائسة في مواجهة ذوبان الجليد البحري».
ولاحظت الدراسة تغيرات في مناطق التعبير الجيني للحمض النووي المرتبطة بالتمثيل الغذائي للدهون، وهو أمر بالغ الأهمية عند ندرة الغذاء.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا قد يعني أن الدببة القطبية في الجنوب الشرقي تتكيف ببطء مع الأنظمة الغذائية النباتية البسيطة الموجودة في المناطق الدافئة، مقارنة بالأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والمعتمدة على الفقمة التي تعتمد عليها الدببة القطبية في الشمال.
من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة الدكتورة أليس جودن: «إن النتائج تقدم مخططا جينيا يوضح كيف يمكن للدببة القطبية التكيف بسرعة مع تغير المناخ، وأنه ينبغي أن توجه جهود الحفاظ عليها في المستقبل».
وأضافت «أنه مع ذلك، يجب ألا نتساهل. صحيح أن هذا الأمر من شأنه أن يمنح بعض الأمل، غير انه لا يعني أن الدببة القطبية أقل عرضة لخطر الانقراض» مضيفة: «أننا ما زلنا بحاجة إلى بذل قصارى جهدنا للحد من انبعاثات الكربون العالمية وإبطاء وتيرة ارتفاع درجات الحرارة».
وخلصت الدراسة إلى أن الخطوة التالية ستكون دراسة مجموعات أخرى من الدببة القطبية لتحليل جينومها «قبل فوات الأوان».
اقرأ أيضاً«من الأرض إلى الفضاء».. تطوير مثقاب ليزري يخترق الجليد في الأقمار البعيدة
تلقيح السحب.. طريقة مبتكرة لمواجهة الجفاف وتحفيز الأمطار