أشاد  المهندس محمد الأمين، نائب رئيس حزب الاتحاد للتنظيم والعلاقات الخارجية، بالملتقى السابع عشر لمنظمات المجتمع المدني 2024، والذي عُقد تحت عنوان "دور المجتمع المدني في تعزيز حقوق الانسان" وذلك بمناسبة مرور عشرين عامًا على تأسيس المجلس القومي لحقوق الإنسان وذلك بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي.

وقال "الأمين"، في تصريحات صحفية، اليوم، إن المجتمع المدني له دور كبير في تعزيز حقوق الإنسان، من خلال مسارات العمل العام المختلفة التي تسلكها المنظمات التابعة له، بما يفتح الباب لتوسيع المشاركة في هذا الجانب الحقوقي الهام، بما يعكس مستوى الانفتاح في الدولة.

وأشار إلى أن المجتمع المدني  هو مرآة لحالة حقوق الإنسان في كل بلد، وتشابكه مع كافة القضايا الحقوقية أمر يعزز من دوره على مستويات مختلفة، بما فيها مسألة التوعية بملف حقوق الإنسان ورفع مستوى الإدراك المجتمعي لقيمة هذا الحق الدستوري.

وأشار إلى أن دور المجتمع المدني في تعزيز حقوق الإنسان، يتشابك مع طبيعة علاقته بالجهات الحكومية، والتي يجب ان تكون تكاملية بما يخدم هذا الملف، وهو الأمر الذي ترجمته الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتي وضعت قواعد عامة من المفترض أن تتوافق معها توجهات ومسارات عمل الطرفين بما يخدم الملف الحقوقي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي حقوق الإنسان الجهات الحكومية المجتمع المدني العلاقات الخارجية المجتمع المدنی حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

المنفعة العامة.. يدٌ دافئة في ليل الحاجة

 

 

 

عباس المسكري

المنفعة العامة ليست أرقامًا في دفاتر؛ بل هي كفوف ممتدة من قلوب الموظفين، تضع لقمة في يد الجائع، وتضيء شمعة في بيتٍ أطفأته البطالة، في عالمنا اليوم؛ حيث تتزايد التحديات الاقتصادية وتتقلب الأسواق، تبقى المنفعة العامة بمثابة الضوء الذي لا ينطفئ، علامة على تلاحم المجتمع وتكاتفه في مواجهة المحن، وهي ليست مجرد دعم مادي؛ بل رسالة إنسانية تقول إننا لا نترك أحدًا خلفنا، مهما اشتدت الظروف.

هي المظلة التي احتمى تحتها المسرَّح من العمل حين باغتته عاصفة الفقد، وهي اليد التي أمسكت بيده قائلة: "لن تمشي وحدك" حين تفقد الوظيفة، لا تفقد معها الحياة والكرامة؛ فالمنفعة تأتي لتكون دعامة النفس، وعزوة العائلة، وحبل النجاة الذي يشد به الإنسان ليعيد ترتيب أوراقه ويبدأ من جديد.

لكن، كيف تُطوى هذه المظلة فجأة؟ كيف يُترك أبٌ يحمل هموم البيت وأعباء الحياة، وهو يكافح يوميًا ليؤمن لأسرته لقمة العيش وأمان المعيشة؟ ولا يمكننا أن نغفل أن العام الدراسي على الأبواب، وأنتم تعلمون مستلزمات العودة للمدارس وتكاليفها التي تزيد العبء على كاهل الفرد، وأطفاله بعيونهم البريئة ينتظرون التجهيزات التي تمنحهم فرصة لبداية جديدة. وفي هذا المشهد الواقعي، لا يمكن فصل الإنسان عن واقعه، فكل يوم تمر فيه هذه الأسر بلا دعم، يزيد الخوف ويكبر القلق؛ فالاحتياجات لا تقتصر على الطعام والملبس؛ بل تمتد إلى التعليم والرعاية الصحية، وكل ما يشكل أساسًا لحياة كريمة ومستقبل أفضل لأبنائنا.

إن استمرارية دعم المنفعة العامة ليست مجرد مسألة إنسانية وحسب؛ بل هي استثمار في تماسك المجتمع وأمنه الاجتماعي؛ فعندما يشعر كل فرد أنه جزء من نسيج متماسك لا يتركه وحيدًا في محنته، ينمو لديه شعور بالانتماء والمسؤولية تجاه مجتمعه، وهذا التضامن يقلل من مخاطر التفكك الاجتماعي، ويحد من الظواهر السلبية التي تنجم عن الفقر والبطالة، مثل الجريمة والاضطرابات، لذا الحفاظ على هذه المنفعة هو حماية للجميع، لأنها تدافع عن كرامة الإنسان وتبني جسور الأمل للمستقبل.

الدعم المقدم عبر المنفعة العامة يتجاوز مجرد توفير المال؛ فهو يُعيد للإنسان كرامته التي قد تتلاشى تحت وطأة الفقد والحاجة، وحين يشعر الإنسان بأنه مدعوم، تتجدد ثقته بنفسه وبقدراته، وينطلق لاستعادة دوره في المجتمع، لذلك ليس هذا الدعم هبة فحسب، بل هو وقود يعيد إشعال الحلم والطموح في النفوس.

المنفعة العامة ليست عبئًا على المجتمع؛ بل هي تعبير حيّ عن قيمنا الإنسانية والاجتماعية التي تربينا عليها، وإنها مسؤولية مشتركة يتحملها كل موظف، لتكون شبكة أمان لكل فرد يمر بظرف عصيب، وفي ظل التحديات الاقتصادية الحالية، أصبح استمرار هذا الدعم ضرورة وطنية لا غنى عنها للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والتنمية المُستدامة.

إنَّ هذه المنفعة وُجدت لتكون جسرًا فوق نهر الشدة، حتى يعبر كل من وقع فيه إلى بر الأمان، وقطعها في منتصف الطريق، يعني أن نتركه وسط التيار، يتشبث بالأمل وحده.

كلنا رجاء وأمل أن يقول سيد عُمان، الأب الحنون، كلمته… فكلمته التي تروي أبناءه العطشى، الذين يترقبون خيوط شمسه، لتدفئ قلوبهم وتملأ بيوتهم بالسكينة، وتعيد للمنفعة روحها قبل أن يطرق العام الدراسي أبوابهم وهم بين قلق الحاجة وانتظار الفرج.

لنكن يدًا واحدة، ونحيي روح التكافل التي هي شريان مجتمعنا، فإعادة المنفعة ليست خيارًا؛ بل واجب إنساني نتحمل مسؤوليته جميعًا، نبني به غدًا أفضل لأبنائنا وأسرنا، في وجه التحديات، ليكون التضامن والتآزر هما سلاحنا الحقيقي، فلا نترك أحدًا يواجه الحياة وحده.

مقالات مشابهة

  • بعد انقطاع الكهرباء والتكييف في المطار... بيان من الطيران المدني
  • خلال الـ24 ساعة الماضية… كم بلغ عدد مهمّات الدفاع المدني؟
  • المنفعة العامة.. يدٌ دافئة في ليل الحاجة
  • اجتماع سوري أردني أمريكي في العاصمة الأردنية عمان يبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين الأطراف الثلاثة بما يخدم استقرار الجمهورية العربية السورية وسيادتها وأمنها الإقليمي.
  • "حقوق الإنسان".. أدوار جليلة ونتائج محمودة
  • مدبولي : حريصون على منح المجلس القومي لحقوق الإنسان ضمانات تعزيز استقلاليته
  • أبو العلا: استهداف الصحفيين في غزة جريمة ممنهجة وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان
  • "العمانية لحقوق الإنسان" تتلقى أكثر من 1000 بلاغ في 2024
  • نائب وزير الخارجية يبحث مع الممثل الجديد للمفوضية السامية تعزيز حماية حقوق الإنسان
  • عربية النواب: البيان العربي الإسلامي بشأن غزة يعزز التحرك المصري الداعم للقضية