أرجأ الحزب الحاكم في تركيا، الثلاثاء، حتى عام 2025، نقاشا برلمانيا بشأن ضريبة مقترحة على البطاقات الائتمانية تعتبرها حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان ضرورية لتمويل قطاع الأسلحة وحماية البلاد في ظل النزاع في المنطقة، بينما اعتبرتها المعارضة بمثابة "اختلاق تهديد خارجي" للتغطية على "الأزمة الاقتصادية".

ودعا أتراك، تحت وطأة ارتفاع التضخم، مصارفهم إلى خفض الحد الأقصى الائتماني المخصص لهم بعدما عرض حزب العدالة والتنمية الحاكم مشروع القانون بشأن الضريبة على البرلمان، الجمعة.

وفي ظل الانتقادات، أعلن الحزب إرجاء النقاش الى العام المقبل. وقال رئيس الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية عبدالله غولر "صدرت بعض الاعتراضات من مواطنينا، سندرس كل ذلك بالتفصيل".

أضاف "لقد أرجأنا نقاشاتنا وسنعيد الدراسة، عقب الموازنة، ما إذا كانت بعض النقاط تحتاج لتعديل أو حذف".

وكان التشريع مطروحا على وقع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة وحزب الله في لبنان، والضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، وهي أحداث فاقمت المخاوف العالمية من إمكانية اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط.

وقال وزير المال التركي، محمد شيمشك لشبكة "إن تي في" الخاصة "لا خيار أمام بلادنا غير زيادة قوة الردع لديها. هناك حرب في منطقتنا حاليا. نحن في منطقة مضطربة".

ونصّ مشروع القانون على أنه سيتعيّن على الأشخاص الذين يبلغ الحد الأقصى لبطاقاتهم الائتمانية 100 ألف ليرة (ثلاثة آلاف دولار) على الأقل، دفع ضريبة سنوية قدرها 750 ليرة (22 دولارا) اعتبارا من يناير لدعم قطاع الدفاع.

وأشار شيمشك إلى أن "هدف مشروع القانون واضح"، مضيفا "إذا عززنا قوة الردع لدينا، فستزداد قدرتنا على الوقاية من النيران المشتعلة في المنطقة". لكنه أضاف أن مشروع القانون بات أمام البرلمان ويمكن للحزب الحاكم أن "يعيد تقييمه".

ولدى اقتراحه الضريبة الجمعة، أفاد غولر بأن تركيا ستكون الهدف التالي لإسرائيل، وهي وجهة نظر لطالما رددها إردوغان، بحسب تقرير وكالة فرانس برس.

وقال غولر "في وقت نجد أنفسنا عالقين في ظل كل هذه التطورات الساخنة جغرافيا، يتعيّن علينا جعل قطاع الدفاع لدينا أقوى من أي وقت مضى".

قطاع الأسلحة

وحذّر إردوغان الذي انتقد العملية العسكرية الإسرائيلية في كل من غزة ولبنان من أن الهجمات الإسرائيلية يمكن أن تستهدف تركيا قريبا، ما دفع المعارضة للمطالة بجلسة طارئة في البرلمان للحصول على تفاصيل من الحكومة.

وشدد إردوغان خلال مؤتمر استضافه حزبه العدالة والتنمية، الثلاثاء، على التهديد الذي تمثله إسرائيل.

وقال "إذا كان هناك من لا يرون الخطر المحدق ببلادنا.. فإننا نرى الخطر ونتّخذ كافة أنواع الإجراءات".

وبينما ازدهر قطاع الدفاع التركي في السنوات الأخيرة، إلا أن شيمشك أشار إلى أنه يحتاج إلى دفعة إضافية.

وذكر وزير المال التركي بأن القطاع يخطط للاستثمار في ألف مشروع بما في ذلك منظومة للدفاع الجوي قادرة على حماية تركيا من الهجمات الصاروخية.

وأضاف أن "ذلك يتطلب موارد".

ولفت إلى أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، خصصت 90 مليار ليرة من ميزانيتها لتمويل قطاع الدفاع العام الماضي. وأضاف "رفعنا المبلغ هذا العام إلى 165 مليار ليرة. وقد نحتاج إلى مضاعفة هذا المبلغ".

وقّعت شركات الدفاع التركية عام 2023 عقودا يبلغ مجموع قيمتها 10.2 مليارات دولار، بحسب رئيس "وكالة الصناعات الدفاعية" التركية خلوق  غورغون.

وأوضح بأن شركات تصدير الأسلحة العشر الأكبر في تركيا ساهمت بنحو ثمانين في المئة من إجمالي عائدات التصدير.

ووصلت مبيعات مسيّرات "بايكار" التركية التي استخدمت في ناغورني قره باغ أو أوكرانيا، إلى 1.8 مليار دولار.

"التغطية على الأزمة الاقتصادية"

والأسبوع الماضي، عقد البرلمان جلسة مغلقة للطلب من الحكومة تفسير السبب الذي يدفعها لاعتبار أن إسرائيل تمثّل تهديدا محتملا، لكن المعارضة أشارت إلى أنها لم تقتنع بالرد الرسمي.

وقال الناطق باسم حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي، دنيز يوجيل، الاثنين، إن الحكومة تستغل المشاعر الوطنية للتغطية على "أزمة اقتصادية".

ارتفع معدل التضخم خلال العامين الماضيين إذ بلغ معدلا سنويا نسبته 85.5 في المئة في أكتوبر 2022 و75.45 في المئة في مايو 2023.

وأظهرت بيانات رسمية بأنه تراجع إلى 49.4 في المئة في سبتمبر.

وقال يوجيل الاثنين إن حزب العدالة والتنمية "يحاول اختلاق تهديد خارجي وأجندة حرب زائفين عبر خطاب أن إسرائيل قد تهاجمنا".

وأضاف "نعرف ونرى بأنهم يحاولون التغطية على الأزمة الاقتصادية التي تسببوا بها".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات التضخم تركيا تركيا التضخم في تركيا التضخم تركيا اقتصاد مشروع القانون قطاع الدفاع فی المئة إلى أن

إقرأ أيضاً:

لبنان يندد بتصريحات ولايتي بشأن سلاح حزب الله

دانت وزارة الخارجية اللبنانية اليوم السبت تصريحات مسؤول إيراني رفيع عارض فيها نزع سلاح حزب الله وقال إن مصير ذلك "سيكون الفشل".

وشجبت الخارجية في بيان "التدخل الإيراني السافر وغير المقبول" في الشؤون الداخلية للبنان، من قبل علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني.

وقالت الخارجية اللبنانية إن "تصريحات ولايتي "تُشكل تدخلا سافرا وغير مقبول في الشؤون الداخلية اللبنانية"، مؤكدة أنها "لن تسمح لأي طرف خارجي، صديقا كان أم عدوا، بأن يتحدث باسم شعبها أو أن يدّعي حق الوصاية على قراراتها السيادية".

"مصيره الفشل"

وفي وقت سابق، قال ولايتي إن إيران تعارض قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله، معتبرا أن مصيره سيكون "الفشل"، وفق ما نقلت عنه وكالة تسنيم للأنباء.

وقال علي أكبر ولايتي، وهو أحد أبرز مستشاري آية الله علي خامنئي، في مقابلة مع تسنيم إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض بالتأكيد نزع سلاح حزب الله، لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك".

ورأى ولايتي، وهو وزير خارجية سابق لإيران، أنها "ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها مثل هذه الأفكار في لبنان، لكنها كما فشلت سابقا ستفشل هذه المرة أيضا، والمقاومة ستصمد في مواجهة هذه المؤامرات".

وأضاف المسؤول الإيراني أنه "حين كانت المقاومة تملك إمكانيات وقدرات أقل، أفشلت هذه المخططات، واليوم، مع ما تتمتع به من دعم شعبي أكبر وإمكانات أوفر، فإنها لن تسمح لهذه المشاريع بأن تتحقق".

وعلى غير ما صرح به ولايتي، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء الماضي أن طهران تدعم أي قرار يتخذه حزب الله بشأن سلاحه، وقال في مقابلة تلفزية "نحن ندعمه عن بعد، لكننا لا نتدخل في قراراته".

بنية قوية

وشدد ولايتي اليوم السبت على أن بنية حزب الله لا تزال "قوية جدا"، رغم الضربات التي تلقاها خلال المواجهة مع إسرائيل وأبرزها اغتيال أمينه العام السابق حسن نصر الله.

إعلان

وقال ولايتي لتسنيم عن طرح تجريد الحزب من سلاحه حاليا "يعتقد الصهاينة أن حزب الله قد ضعف، بعد أن اغتالوا بمساعدة الولايات المتحدة قادة كبارا مثل الشهيد السيد حسن نصرالله، في حين أن بنيته الأساسية ما تزال قوية جدا"، مشددا على أنه "اليوم أكثر صلابة من سنوات" تأسيسه في ثمانينيات القرن الماضي.

وسأل "هل تملك الحكومة اللبنانية أي شعور بالمسؤولية إزاء حماية البلاد والشعب حتى تطرح مثل هذه المشاريع؟ وإذا وضع حزب الله سلاحه، فمن سيدافع عن أرواح اللبنانيين وأموالهم وأعراضهم؟".

والخميس الماضي، أعلنت الحكومة اللبنانية عن موافقتها على أهداف ورقة أميركية تتضمن جدولا زمنيا لنزع سلاح حزب الله، وتهدف إلى تمديد وتثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أنهى الحرب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين إسرائيل وحزب الله.

مقالات مشابهة

  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يصف حكومة نتنياهو بالمجنونة
  • تركيا تجلي المئات مع استمرار مكافحة حرائق غابات
  • 3 دول أوروبية ترفض خطة إسرائيل احتلال غزة وتحذّرها من العواقب
  • بسبب حرب غزة.. صندوق الثروة النرويجي يبيع حصصه في 11 شركة إسرائيلية
  • ضغوط متزايدة على إسرائيل لوقف الهجوم المرتقب على قطاع غزة
  • زيلينسكي يشكر أوروبا على دعمه بشأن قمة ترامب وبوتين
  • تسع دول تعلن رفضها قرار إسرائيل شن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة
  • مجلس الأمن يؤجل جلسته الطارئة بشأن غزة 24 ساعة استجابة لطلب إسرائيل
  • لبنان يندد بتصريحات ولايتي بشأن سلاح حزب الله
  • تركيا: خطط إسرائيل لاحتلال قطاع غزة تهدد الاستقرار الإقليمي |تفاصيل