اعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت الرسالة التي تهدد بفرض حظر أميركي على الأسلحة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، إذا لم يتسن تسليم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "غير عادية تماما".

ورأت الصحيفة -في تقرير لها- أن الرسالة "المسّربة" قد تورط إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، التي طلب مدعيها العام كريم خان إصدارها أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه  يوآف غالانت .

وألمحت يديعوت أحرونوت أن الرسالة الأميركية والأجواء الدولية ضد إسرائيل التي تصاعدت في الأيام الأخيرة، خاصة على خلفية الحرب في لبنان والتقارير عن قطع الإمدادات عن شمال قطاع غزة، قد تسرع قرار المحكمة بإصدار الأوامر، وأن الرسالة الأميركية ستعزز قرار المحكمة.

بايدن (يسار الوسط) خلال اجتماع  سابق مع نتنياهو في تل أبيب (أسوشيتد برس) من سرّب الرسالة؟

ترجح الصحيفة أن من سرّبها من إسرائيل نفسها، لإحراج الأميركيين -ربما- وتقديمهم على أنهم يهددون إسرائيل بحظر الأسلحة، لكنه "لم يأخذ في الاعتبار أنه كان يطلق النار على قدم إسرائيل فعلا ويؤكد ادعاءات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية"، وفق تقرير الصحيفة.

وتوضح الصحيفة أن في الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، مطالبة إسرائيل باتخاذ خطوات ملموسة خلال 30 يوما.

كما تتضمن الرسالة ، إلى جانب النقل الدائم للمساعدات الإنسانية، مطالبة الإدارة الأميركية إسرائيل بالسماح أيضا بزيارات الصليب الأحمر للمعتقلين الفلسطينيين وتجميد التشريع ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وتقول يديعوت أحرونوت أن الوزيرين بلينكن وأوستن  يتهمان -في الواقع- إسرائيل بـ"المنع التعسفي" لدخول الشاحنات إلى شمال قطاع غزة. وفي المحكمة، يتعين على المدعي العام أن يثبت أن هذه "سياسة منظمة"، وأن أولئك الذين يُطلب إصدار أمر ضدهم تصرفوا وفقًا لهذه السياسة – لإثبات جريمة الإبادة ضد الإنسانية.

وترى أن تسريب الرسالة يساعد في " إثبات هذ الادعاء، الذي يعتبر من الصعب للغاية إثباته"، حيث أنه من النادر وجود وثائق تشهد على وجود خطة إجرامية.

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (الوكالة الفرنسية) أدلة إثبات

وفي شهر مارس/ آذار الماضي، وفقًا للرسالة، تعهدت إسرائيل بالسماح بسلسلة من الشروط التي سمحت باستمرار نقل المساعدات العسكرية إلى تل أبيب خلال حربها الجارية على غزة.

وجاء في الرسالة الأميركية -التي جرى تسليمها إلى وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر- "منذ الوعود التي تم التعهد بها، انخفض حجم المساعدات المقدمة بأكثر من 50%" وأن "كمية المساعدات التي دخلت غزة في شهر سبتمبر كانت الأدنى خلال العام الماضي بأكمله"، وفق الصحيفة.

وتضيف الصحيفة "قد تكون هذه الرسالة بمثابة أدلة إثبات قوية لاستخدام المدعي العام بأن إسرائيل منعت بشكل تعسفي تسليم المساعدات الإنسانية – على الأقل حتى مارس 2024، وإلا  لما كانت هناك حاجة لرسائل التأكيد الأميركية

ويلفت تقرير الصحيفة أن كما أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضد إسرائيل تقوي القاضي الفرنسي، وهو أحد القضاة الثلاثة في التشكيلة التمهيدية للمحاكمة.

وتشير الصحيفة إلى أن "الأميركيين ليسوا معزولين عما يحدث في لاهاي، وتسريب الرسالة قد يقوي القضاة الذين من المفترض أن يتخذوا قرارا بشأن طلب المدعي العام إصدار مذكرات اعتقال عاجلة ضد نتنياهو وغالانت على خلفية ادعاءاته في ظل استمرار جرائم التجويع.

وتنقل  يديعوت أحرنوت عن المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد قولها مساء اليوم الأربعاء -خلال مناقشة في مجلس الأمن الدولي- "لقد أوضحنا لإسرائيل أنها بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة".

وأضافت غرينفيلد أنه "للمرة الأولى منذ أسابيع، أعيد فتح معبر بيت حانون (إيرز)، والتزمت إسرائيل بالسماح للشاحنات بالدخول إلى شمال غزة، لكن ذلك ليس كافيا. هناك حاجة إلى المزيد والمزيد".

وأكدت المسؤولة الأميركية أن واشنطن "تصر على ضرورة السماح بدخول المواد الغذائية فوراً، وضرورة وصول المساعدات الإنسانية لمختلف أنحاء غزة والسماح بتلقيح شلل الأطفال وتقديم المساعدات الإنسانية، قائلة إن سياسة التجويع في شمال غزة ستكون فظيعة وغير مقبولة، ولها عواقب بموجب القانونين الدولي والأميركي"، وفق الصحيفة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات المساعدات الإنسانیة یدیعوت أحرونوت المدعی العام

إقرأ أيضاً:

منظمة غير حكومية جديدة تعتزم توزيع المساعدات الإنسانية في غزة

أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة غير حكومية مدعومة من الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، عزمها بدء توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل بحلول نهاية مايو الجاري.

وتحظر إسرائيل دخول أية مساعدات إنسانية إلى الأراضي الفلسطينية منذ الثاني من مارس الماضي، على الرغم من أهميتها الحيوية لنحو 2.4 مليون من سكان غزة. 

وحذرت العديد من المنظمات، بما في ذلك أطباء العالم وأطباء بلا حدود وأوكسفام، من مخاطر "المجاعة الجماعية" إذا استمر  الجيش الإسرائيلي في حظر دخول المساعدات.

ولا يُعرف الكثير عن مؤسسة غزة الإنسانية، ومقرها الرئيسي جنيف، لكن الولايات المتحدة أيدت مبادرتها الأسبوع الماضي، دون الكشف عما إذا كانت تساهم فيها بشكل مباشر، بحسب صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية في موقعها على الإنترنت.

ويأتي الإعلان عن إطلاق عمليات المساعدة بحلول نهاية الشهر الجاري في أعقاب مناقشات مع مسؤولين إسرائيليين بهدف السماح بتوزيع المساعدات في غزة بموجب الآليات القائمة، وفقًا لبيان المؤسسة.

وتؤكد المؤسسة أيضًا أن إسرائيل وافقت بناءً على طلبها على زيادة عدد نقاط التوزيع لخدمة سكان غزة بالكامل، وإيجاد حلول لتوزيع المساعدات على المدنيين غير القادرين على الوصول إلى نقطة التوزيع. 

وتعتزم المنظمة غير الحكومية توزيع ما يقرب من 300 مليون وجبة خلال فترة أولية مدتها 90 يومًا.

وتصر المؤسسة على أن الاستجابة الإنسانية الفعالة يجب أن تشمل جميع السكان المدنيين في غزة، مشيرةً إلى أنها طلبت من إسرائيل تحديد وتأمين عدد كاف من المواقع في شمال قطاع غزة لاستيعاب عملياتها الإنسانية، وفقًا لرسالة وجهها المدير التنفيذي، جيك وود، إلى السلطات الإسرائيلية.

وأضاف وود أن عدم القدرة على الوصول بشكل كاف إلى المناطق الشمالية يهدد بحرمان جزء كبير من السكان من المساعدات الحيوية وبالتالي انتهاك التزام المؤسسة بتوفير المساعدات بشكل عادل للجميع.

طباعة شارك مؤسسة غزة الإنسانية إسرائيل قطاع غزة المساعدات الإنسانية

مقالات مشابهة

  • رسالة ترامب الغامضة تصل بغداد عبر أمير قطر… ما السر؟
  • يديعوت أحرونوت تكشف مراحل عملية عربات غدعون في غزة
  • قادة أوربيون في بيان مشترك: لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية التي تحدث أمام أعيننا في غزة
  • نجوم من هوليوود ينضمون إلى رسالة تدين الصمت حيال الإبادة الجماعية في غزة
  • إسرائيل أمام مفترق طرق - يديعوت: لا تقدم حقيقي في المفاوضات إلا أنها مستمرة
  • الأمانة العامة للسينودس توجه رسالة إلى البابا لاون الرابع عشر
  • منظمة غير حكومية جديدة تعتزم توزيع المساعدات الإنسانية في غزة
  • إسرائيل توافق.."مؤسسة غزة الإنسانية" تبدأ توزيع المساعدات قبل نهاية مايو
  • دون منح إسرائيل معلومات.. "غزة الإنسانية" ستبدأ عملها
  • قناة عبرية: الأمريكيون يمارسون ضغوطا هائلة على إسرائيل وحماس لإنجاز صفقة