شهد الاقتصاد المصري خلال السنوات الماضية العديد من التحولات الكبرى في قطاعات متنوعة كانت أعلى نموًا، رصدها الخبير الاقتصادي، كريم العمدة، إذ ساهمت في تعزيز الفرص الاستثمارية لتلك القطاعات، ودليلا على مستقبلها الواعد.

مصر تحتاج مليون وحدة سكنية سنويا

وأكد في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن قطاع البناء والتشييد أحد أبرز القطاعات التي تصدرت معدلات النمو خلال آخر 10 سنوات، بسبب ارتفاع نسب المواليد، حتى بات المواطنين بحاجة إلى زيادة أعداد الوحدات السكنية بشكل سنوي لا يقل عن مليون وحدة سكنية.

وأوضح أن ذلك الأمر يتبعه الادخار والاستثمار في القطاع العقاري، ما يوفر الآلاف الفرص للعاملين بهذا المجال من مطورين عقاريين ومقاولين تشييد وغيرها، كما يعتبر العقار أحد أبرز القطاعات استهدافا من قبل المستثمرين، نظرا لارتفاع سعره بشكل دائم، كما عززت المشروعات القومية التي تقوم بها الدولة دعما أساسيا لهذا القطاع.

أسرع القطاعات نموا في مصر

وأضاف أن قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة زاد الاهتمام به نظرا لكونه أحد أسرع القطاعات نموا في مصر، لافتا إلى أن مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ساهمت في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما فتح الباب أمام العديد من الاستثمارات الضخمة في هذا المجال، «مصر تملك إمكانات ضخمة بمجال الطاقة المتجددة، ونحتاج للمزيد من الاستثمارات لجعلها مركزًا إقليميًا للطاقة».

وأشار إلى أن قطاع التكنولوجيا أحد اهم القطاعات الواعدة في مصر ومنها صناعة التكنولوجيا، خاصة وأن الشركات الناشئة بمجال البرمجة والتطبيقات تشهد نموًا ملحوظًا، كما تدعم الحكومة المصرية الابتكار عبر تسهيل الوصول للتمويلات مع تقديم الحوافز للمستثمرين، حيث أن الجيل الجديد من رواد الأعمال يمكنه قيادة مصر للتحولات الرقمية.

أهمية خاصة لقطاع الزراعة 

وعن قطاع الزراعة، أشار إلى أن الحكومة توليه اهتماما خاصا، لكنه بحاجة إلى اهتمام أكبر خلال الفترة المقبلة عبر توفير فرص العمل وتعزيز الأمن الغذائي، وتحديث تقنيات الزراعة الحديثة، كما أن الابتكارات الزراعية يمكنها زيادة الإنتاجية، لأن الاستثمار في الزراعة المستدامة يمكنه تحقيق العديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة.

وأشار إلى أن تلك القطاعات شهدت نموا كبيرا في المشهد الاقتصادي المصري، خاصة مع زيادة فرص كبرى للنمو والاستثمار عبر استغلال تلك الإمكانات، ما يمكن الدولة لتعزيز مكانتها الاقتصادية، وتحقيق التنمية المستدامة في المستقبل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وحدات سكنية استثمار القطاع العقاري الطاقة الجديدة طاقة الرياح الطاقة الشمسية الزراعة إلى أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

إعصار يضرب الإسكندرية فجرًا..  وخبير مناخي يحذر من تكرار الظاهرة بسبب تغيّر المناخ

 

ضرب محافظة الإسكندرية في الساعات الأولى من صباح اليوم، السبت الموافق 31 مايو، منخفض جوي مفاجئ مصحوب بعاصفة رياحية شديدة وأمطار غزيرة محملة بالثلوج، ما حول شوارع المدينة إلى لوحات بيضاء مغطاة بالجليد. وتسببت الرياح العاتية، التي وصفها البعض بأنها أشبه بإعصار، في سقوط العديد من اللوحات الإعلانية وأعمدة الإنارة، مما أسفر عن خسائر مادية كبيرة وتهشم عدد من السيارات في مناطق متفرقة بالمحافظة.

 

وفي محاولة لفهم هذه الظاهرة المفاجئة وتداعياتها، أجرت“ الفجر” حوارًا مع الدكتور هشام العسكري، خبير نظم علوم الأرض والاستشعار عن بُعد بجامعة "تشاب" الأمريكية، ونائب الرئيس التنفيذي السابق لوكالة الفضاء المصرية.

جانب من تداعيات الأعصار في شوارع الإسكندرية البحر المتوسط يسجل ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال 30 عامًا

وأكد "العسكري" أن ما شهدته الإسكندرية لا يُعد مجرد حالة طقس عابرة يمكن التنبؤ بها، بل هو نتاج مباشر للتغيرات المناخية التي تضرب العالم،  فهو اعصارًا جامحًا لا يمكن التنبؤ المباشر به، مشيرًا إلى أن البحر المتوسط شهد خلال الثلاثين عامًا الماضية ارتفاعًا في درجات حرارة المياه، تتراوح بين 2.5 إلى 3 درجات مئوية، وهو ما ساهم في تفاقم هذه الظاهرة الطبيعية.

تداعيات  الأعصار.. الثليج المتساقط بأحدى الشرفات

وأضاف أن مثل هذه الظواهر المناخية العنيفة سبق أن ضربت مناطق مثل مدينة درنة في ليبيا، قبل أن تصل اليوم إلى الإسكندرية، مشددًا على أهمية دراسة البيانات المناخية الممتدة لعقود - تتجاوز المائة عام - حتى نتمكن من التنبؤ بحدوث مثل هذه الظواهر مسبقًا والتعامل معها بفاعلية.

وأوضح "العسكري" أن الطقس ظاهرة يومية متغيرة يمكن التنبؤ بها خلال 24 ساعة فقط، بينما التغيرات المناخية عملية فيزيائية طويلة المدى تتطلب تحليلًا عميقًا لبيانات تمتد لعقود.

الدكتور هشام العسكري خبير نظم علوم  الأرض والاستشعار عن بعد تحذير من تكرار الظاهرة.. والدعوة لتعزيز أنظمة التنبؤ المبكر

وفيما يخص سُبل الاستعداد لمثل هذه الحالات، شدد "العسكري" على ضرورة تطوير أنظمة الإنذار المبكر والتنبؤ بحجم وكمية الأمطار المتوقعة وسرعة الرياح المصاحبة لها، ما يسمح باتخاذ الإجراءات الاستباقية المناسبة وتقليل الأضرار المحتملة.

جانب من أعصار الإسكندرية 

كما أشار إلى أن حالة الطقس المحلي قد تؤثر في مسار الظواهر الطبيعية الكبرى، مثل الأعاصير التي تضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدة، والتي قد يتغير اتجاهها حسب الظروف الجوية في وقت حدوثها.

لا آثار جانبية أكثر حدة متوقعة في الأيام المقبلة

وفي ختام حديثه لـ الفجر، طمأن الخبير الدولي المواطنين، مؤكدًا أنه لا يتوقع تداعيات أشد قسوة خلال الأيام المقبلة، وأن ما جرى اليوم يُعد من الحالات النادرة، لكن التغيرات المناخية تفرض علينا الاستعداد لحدوث مثل هذه الظواهر مستقبلًا بشكل أكثر تكرارًا.

تداعيات أعصار الإسكندرية 

مقالات مشابهة

  • مواطنو درعا متفائلون بانتعاش مختلف القطاعات بعد توقيع اتفاقيات مع شركات دولية في قطاع الطاقة
  • مؤسسة النفط: أكثر من 1.3 مليون برميل إنتاج الخام خلال 24 ساعة
  • عبر منفذ واحد.. صادرات إيران إلى العراق تشهد نمواً قياسياً بـ236 %
  • وزير الإعلام يبحث خلال اتصال هاتفي مع نظيره السعودي التعاون في قطاعات الإعلام المختلفة
  • المغرب والمملكة المتحدة يعلنان عن عهد جديد من الشراكة في قطاعات الطاقة والدفاع والأمن
  • إيران تسجل نموًا اقتصاديًا في العام المنصرم مع ارتفاع الناتج المحلي بنسبة 3%
  • إعصار يضرب الإسكندرية فجرًا..  وخبير مناخي يحذر من تكرار الظاهرة بسبب تغيّر المناخ
  • خبير اقتصادي: نمو القطاعات الحيوية يدفع بسوق العمل نحو التعافي
  • صناعيون من حمص: اتفاقيات الطاقة خطوة في تعزيز بيئة الاستثمار وتحقيق التنمية المستدامة
  • تركيا تتصدر قائمة أغلى دول العالم في أسعار آيفون