السودان يشارك في فعالية مهمة بالقاهرة
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
القاهرة – سيف البروف – نبض السودان
شاركت جمهورية السودان متمثلة في رائدات ورواد الأعمال والمهتمين بالحرف اليدوية من الجالية السودانية بمصر، في “معرض التراث والحرف اليدوية” الذي نظمته السفارة اليمنية بالقاهرة ومحافظة الجيزة في فندق بيراميدز بالدقي، خلال الفترة من ١٢ إلى ١٤ أغسطس الجاري.
وقد حضر حفل الافتتاح اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، وسفير الجمهورية اليمنية الدكتور محمد علي مارم، والدكتورة مرفت صابرين مساعدة وزيرة التضامن الاجتماعي للحماية والأمان الاجتماعي، بالإضافة إلى عدد من سفراء وممثلي السفارات العربية والأجنبية.
ومن جانب السوداني، حضر افتتاح المعرض رئيس مجلس إدارة نادي رجال الأعمال السودانيين بمصر، الباش المهندس عبدالرازق غندور، والإعلامية عبير الأنصاري، والإعلامية شذى امين الكباشي منسقة الجناح السوداني في المعرض، والإعلامي والفنان التشكيلي الهادي جعفر، بالإضافة إلى عدد من شباب وشابات الجالية السودانية.
وشارك في المعرض ثماني دول وهي اليمن، مصر، السودان، المغرب، بيرو، فلسطين، الهند، والصين. كما شاركت عدة محافظات مصرية في المعرض، بما في ذلك أسوان، الوادي الجديدة، المنوفية، البحيرة، ومحافظة الفيوم.
تميز الجناح السوداني بتقديمه تراثًا وفلكلورًا وحرف يدوية فريدة، بالإضافة إلى عروض الجرتك السودانية، وقد لاقى الجناح اقبالآ وتفاعل كبير من الحضور، ويعتبر مشاركة السودان في المعرض فرصة لرائدات ورواد الأعمال السودانيين لعرض التراث الثقافي والحرف اليدوية الفريدة التي تمتلكها البلاد، كما تعزز هذه المشاركة التبادل الثقافي والاقتصادي بين الدول المشاركة وتعزز التعاون والتواصل الثقافي بين الشعوب.
وخلال مراسم الاحتفال، قدمت كل من مصر واليمن والهند عروض تراثية أبهرت الحضور وحظيت بتفاعل كبير وانسجام.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: السودان بالقاهرة فعالية في مهمة يشارك فی المعرض
إقرأ أيضاً:
النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
ابراهيم هباني
في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.
يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.
في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.
ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.
لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.
وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.
وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!
بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.
دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.
والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.
اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.
المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.
والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.
وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.
هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.
الوسومإبراهيم هباني