لاشك أن ما يطرح السؤال عن ما هو مكر الله سبحانه وتعالى ؟، هو ما ورد بقوله تعالى : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) الآية 99 من سورة الأعراف، ويعد السؤال عن ما هو مكر الله سبحانه وتعالى ؟  من الأمور المحيرة، وكذلك كيفية الأمان من مكر الله تعالى تهم الكثيرون .

هل يجمع الله بين الزوجين في الجنة؟.. 10 حقائق لا يعرفها كثيرون 50 دعاء بعد الصلاة يقضي الله حاجتك وديونك ويوسع رزقك ما هو مكر الله 

قالت دار الإفتاء المصرية، إن لا يجوز شرعًا أن يوصف الله سبحانه وتعالى بالمكر ولا بالكيد ابتداءً ولا انتهاءً.

وأوضحت " الإفتاء" في إجابتها عن سؤال : ( ما هو مكر الله  سبحانه وتعالى وكيف نأمنه ؟ عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه  سبحانه منزه عن مثل تلك الصفات.

وأشارت إلى أن ما ورد من آيات القرآن الكريم في هذا السياق إنما المقصود منه أنَّ الجزاء من جنس العمل، وأنَّ الماكرين والطغاة مهما بلغوا في مكرهم وكيدهم فهو لا يساوي شيئًا أمام عظمة الله وقدرته وقهره وانتقامه وتدبيره في هلاكهم، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك.

 ويعرّف المكر في اللّغة بأنّه التحايل في سبيل إيقاع الشرّ بالطرف الآخر، وتعالى الله أن يتّصف بمثل هذه الصفة، وبناءً عليه فإنّ مكر الله -سبحانه وتعالى- يُراد به جزاء مكر الماكرين، فسمّى الجزاء بذات تسمية الفعل، فجزاء المكر بالمكر.

كما قال -تعالى- عن جزاء السيّئة بالسيّئة في قوله: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا)، وقيل: يُصرف التعريف إلى تدبير الله بحكمته وعلمه، ثمّ صار المعنى مخصّصاً بأنّه تدبير الله إيقاع الشر بهم، وهم يستحقّونه.

الأمن من مكر الله وخطورته

يعدّ الأمن من مكر الله كبيرة من الكبائر التي يرتكبها الإنسان، كونه يمسّ توحيد الربوبيّة الذي ينبغي أن يكون تامّاً عند المسلم، فإن اختلّ فقد مسّ صحة الإيمان عند العبد، كما يضرّ بمرتبة الخوف منه -سبحانه وتعالى- والتي تعدّ من ضرورات الإيمان بالله.  قال -تعالى-: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)، وعن ابن عباس -رضيَ الله عنهما- أنّه سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الكبائر، فقال: (الشِّرْكُ باللَّهِ واليأسُ من رَوحِ اللَّهِ والأمنُ من مَكرِ اللَّهِ)، ويُقسم الأمن من مكر الله إلى قسمين هما:

الأمن المطلق الكلّي من مكر الله، وزوال الخوف من الله من قلب العبد بشكل كامل ونهائي، ويعد هذا من الكفر الذي يخرج صاحبه من الملّة.الأمن النسبي من مكر الله، بحيث يزول الخوف من الله من قلب العبد بنسبة تجعله يقدم على معصية الله، والقيام بما نهاه عنه، وأصل الخوف من الله هنا موجود لكنّه متزعزع بين استحضار وزوال.أسباب الأمن من مكر الله

ورد أن  الأسباب التي تؤدي إلى الأمن من مكر الله، منها:

رغبة العبد في الانغماس في ملذات الدنيا والانجرار وراء شهوات نفسه، والقيام بالمحرّمات، وإعراضه عن الله -تعالى- ووقوعه في الغفلة عن مراقبة الله له، حتى يتلاشى خوفه من الله شيئاً فشيئاً.الغرور الذي يملأ قلب العبد والتكبّر والجهل فيرى العبد أنّ له مكانة عند الله تقيه من عذابه، فيركن على نفسه بأنّها ستحميه من استحقاق العذاب، والتي تحول بينه وبين توفيق الله ورضاه والنجاة من عذابه.كيف يحذر المؤمن من مكر الله

ورد أنّ معرفة الله -تعالى- حقّ المعرفة بأسمائه، وصفاته، وسننه الكونيّة هي التي تحمي من الوقوع في مكر الله، إضافةً إلى إقامة حكم الله وشرعه، والمسارعة إلى طاعته، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ*أُولَـئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ). حيث إنّ هؤلاء يقيمون الصلاة، ويؤدون الزكاة، ويصومون رمضان، ويقومون بكل ما أمر الله به، لكنّهم من شدّة حرصهم على الطاعة يخافون أن لا يقبل الله طاعتهم، بخلاف من أمن مكر الله فإنّه يقوم بالمعاصي ويأمن من عقاب الله له.
 


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مكر الله سبحانه وتعالى الخوف من من الله

إقرأ أيضاً:

خطبة الجمعة اليوم .. ياسر الغاياتي يؤكد: هذا سبب تنوع العبادات من الله للمسلمين .. والعشر من ذي الحجة أحد مواسم الطاعات فاغتنموها.. فيديو

خطبة الجمعة اليوم
الشيخ ياسر الغاياتي يؤكد: 
العشر من ذي الحجة أحد مواسم الطاعات فاغتنموها
هذا سبب تنوع العبادات من الله للمسلمين
عشر ذي الحجة إشارة للشباب اليائس أن يبدأوا من جديد


قال الشيخ ياسر الغاياتي، من علماء وزارة الأوقاف، إن فضل الله على عباده واسع، وبركات الله على عباده دائمة لا تنقطع أبدا.

بث مباشر.. خطبة الجمعة من الحرمين الشريفينمكتوبة كاملة.. موضوع خطبة الجمعة بمساجد الأوقاف اليوم

وأضاف ياسر الغاياتي، في خطبة الجمعة من مسجد الشهيد علي إبراهيم، بمحافظة القليوبية، أن الله تعالى من واسع كرمه وجوده، جعل لعباده مواسم للطاعات، هذه المواسم تتشكل فيها ألوان الطاعات وألوان القربات.

وأشار إلى أن من مواسم الطاعات، هذه الأيام التي نحياها جميعا، ألا وهي العشر الأوائل من ذي الحجة، التي أقسم الله بها في القرآن، فقال (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ).

وتابع: وصح عن النبي أنه قال في تفسير هذه الآيات، هي العشر الأوائل من ذي الحجة، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر، يوم عيد الأضحى المبارك.

وأكد خطيب الأوقاف، أن الله تعالى إذا أقسم بشئ فإن هذا يدلنا على عظمة ومكانة المقسوم به، فإن الله تعالى هو العظيم ولا يقسم إلا بعظيم، فقسم الله بهذه الأيام وتلكم الليالي إنما ينبهنا على عظم مكانتها وجلالة قدرها، وينبهنا أيضا على ضرورة استثمار جميع أوقاتها في الطاعات والقربات.

واستشهد بحديث النبي الذي يقول فيه (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من عشر ذي الحجة، فقالو يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال ولا الجهاد، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ).

وقال الشيخ ياسر الغاياتي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الله تعالى جعل هناك تنوعا في العبادات وهو يعلم سبحانه وجود الملل من العبد وأنه لا يصبر على كثرة العبادة في نوع معين كالصلاة فقط أو الصيام فقط.

وأضاف الغاياتي، في خطبة الجمعة من مسجد الشهيد علي إبراهيم، بمحافظة القليوبية، أن الله تعالى نوع في الطاعات والعبادات، ليدخل كل إلى رحمة الله من المدخل الذي يتناسب مع ما أعطاه الله تعالى، ولذلك نجد الأعمال الصالحة في هذه الأيام متنوعة، ففيها الصلاة الواجبة وفيها الصيام المستحب وفيها الصدقة المندوب إليها، وفيها يوم عرفة وفيها يوم النحر، فكثر خير ربنا وفاض علينا في هذه الأيام.

وأشار إلى أن من الأعمال الصالحة في هذه الأيام ويستحب فعلها هو كثرة الذكر لله تعالى، فقال تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) وقال تعالى (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) وقال العلماء إن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة.

وأوضح أن من الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة، صيام هذه الأيام أو صيام بعضها وإن لم تستطع فصيام يوم عرفة فإنه يكفر سنة ماضية وسنة قادمة.

وتابع: وأقول لمن لم يستطع حج بيت الله الحرام "إن فضل الله واسع، فكرم الله يسع الجميع، وسيدنا النبي يريد أن يوسع لنا فضل الله، فيقول النبي (من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم).

وقال الشيخ ياسر الغاياتي، من علماء وزارة الأوقاف، إنه إذا كانت العشر الأوائل من ذي الحجة هي نقطة بداية للمسلم ليتقرب إلى المولى بالطاعات والقربات، فإن فيها إشارة لكل يائس أو محبط بأن يبدأوا من جديد وينسوا ما مضى.

وأضاف الغاياتي، في خطبة الجمعة من مسجد الشهيد علي إبراهيم، بمحافظة القليوبية، أن عشر ذي الحجة كشهر رمضان هي إشارة لكل من يريد أن يحقق أملا أو يحقق هدفا، تستطيع أن تبدأ من جديد عفا الله عما سلف.

وأشار إلى أننا نبين لشبابنا أن روحك أمانة فلا تفرط في روحك ونفسك ولا تيأس فإنما عند الله هو خير وأبقى والجزاء على قدر العمل.

وتابع: على الشباب ألا ييأسوا من رحمة الله، فباب رحمة الله واسع وكرمه واسع، مستشهدا بحديث النبي (من قتل نفسه بحديدة عذب بها في نار جهنم).

طباعة شارك خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة الشيخ ياسر الغاياتي العشر من ذي الحجة عشر ذي الحجة مواسم الطاعات

مقالات مشابهة

  • الأشهر الحرم.. تعرف على خصائصها وفضلها وما يجب تجنبه فيها
  • البشير والنذير في القرآن الكريم
  • تسيير قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء إلى شمال سيناء
  • «اختار السليمة».. الإفتاء تحذر: الأضحية المعيبة لا تُجزئ عن المضحي
  • مفتى الجمهورية يشهد حفل تكريم حفظة القرآن الكريم بقرية أم الزين بالشرقية
  • خطيب الجامع الأزهر: لبيك اللهم لبيك نداء يتجاوز حدود المكان والزمان
  • خطيب المسجد الحرام: يبقى الدين في الناس ما بقيت فيهم شعائره
  • خطبة الجمعة اليوم .. ياسر الغاياتي يؤكد: هذا سبب تنوع العبادات من الله للمسلمين .. والعشر من ذي الحجة أحد مواسم الطاعات فاغتنموها.. فيديو
  • خطيب الأوقاف: هذا سبب تنوع العبادات من الله للمسلمين.. فيديو
  • حكم ترك مخلفات نحر الأضاحي في الشوارع.. الإفتاء: من السيئات