ثروات تجنيها شبكات تهريب البشر.. مهاجرون يروون
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
على الرغم من التحذيرات المتكررة والإجراءات الصارمة التي تفرضها السلطات الأمنية في الدول الأوروبية والشرق أوسطية للحدّ من تدفّق المهاجرين غير الشرعيين والعبور بشتى الطرق باتجاه أوروبا، إلا أن شبكات تهريب البشر تتكيّف باستمرار مع تلك الإجراءات وتتغلب عليها لكسب المزيد من المال مقابل إيصال المهاجرين إلى الدول الأوروبية.
فكم يبلغ حجم تلك الأموال التي تجنيها هذه الشبكات المنظمة؟
مادة اعلانيةحتى الوقت الحالي، لا توجد أرقام دقيقة للمبالغ المالية التي تحصل عليها شبكات تهريب البشر نظراً لكثرة عددها.
فهي تعمل بين حدود دولٍ متفرّقة، إلا أن عدداً من المهاجرين الذين تواصلت معهم "العربية.نت" أكّدوا أن شبكة التهريب الواحدة قد تحصل في اليوم الواحد على مبلغ نصف مليون دولارٍ أميركي إذا كان لديها 100 مهاجر يرغبون في العبور من الأراضي التركية مثلا نحو بلغاريا أو اليونان.
5 آلاف دولار على الأقلوقال مهاجر عراقي إن "متزعّم شبكة التهريب يطلب على الأقل مبلغ 5 آلاف دولار للعبور من تركيا إلى بلغاريا، لكن هذا المبلغ يزيد إذا كانت الوجهة ألمانيا انطلاقاً من الأراضي التركية مروراً ببلغاريا وصربيا ودولٍ أخرى".
كما أضاف موضحا أن "القافلة الواحدة تضمّ 15 شخصاً ويمكن للشبكة تسيير 10 قوافل يومياً وبطرقٍ مختلفة".
إلى ذلك، قال في حديث مسجّل لـ"العربية.نت" إن "شبكات التهريب على صلة بمكاتب وشركات حوالات مالية، على اعتبار أن اللاجئين لا يثقون بالمهرّبين، ولذلك يطلبون منهم تسليم المبلغ المتفق عليه لتلك المكاتب، بحيث لا يمكنها تسليم المبلغ للمهرّبين إلا في حال قام اللاجئ بتصوير فيديو يؤكد أنه وصل إلى أوروبا وفي هذه الحالة يتمّ تسليمهم المال، لكن في بعض الحالات تتواطؤ المكاتب مع المهرّبين".
ولم يتمكن هذا المهاجر من الوصول إلى ألمانيا رغم أنه تمكن من عبور الحدود بين تركيا وبلغاريا، لكنه تاه في الغابات إلى أن عثرت عليه الشرطة الحدودية البلغارية وقامت بترحيله إلى تركيا مجدداً، حيث لم يقم المكتب الذي أودع لديه المال بإعادة المبلغ بالكامل.
وقال في هذا الصدد إن "شبكة التهريب استولت على جزء من المبلغ الذي كان 8500 دولار، ودفعت قسماً منه بعد مماطلة استمرت لأسابيع وهو ما حصل مع كثير من المهاجرين الذين كانوا معي وتاهوا في الطريق".
كما أضاف قائلا إن "القافلة التي أقلته كانت تضمّ 15 شخصاً ودفع كلّ شواحد 5 آلاف دولار على الأقل لمن كان يرغب في الوصول فقط إلى بلغاريا، في حين هناك من دفع 8500 دولار للوصول إلى ألمانيا، وبالتالي بلغ المبلغ الذي وصل للشبكة وسطياً في يومٍ واحد ما بين 75 ألف و 100 ألف دولار".
كذلك أوضح أن "شبكات التهريب هي التي تحدّد أسماء المكاتب التي تودع لديها الأموال من دون أن تقدّم إيصالات أو أدلة تؤكد دفع المهاجر للمال"، مشدداً على أن "حقوق اللاجئ غير مضمونة والمكاتب تضمن فقط أموال شبكات.
ومع أن هذا اللاجئ فشل في الوصول إلى ألمانيا، لكن رفيق دربه الآخر وصل بعد رحلة محفوفة بالمخاطر داخل الأراضي البلغارية.
وقال في هذا السياق إن "رحلتنا بعد عبور الحدود البلغارية امتدت سيراً على الأقدام مدّة 5 أيام ومن ثم انتقلنا بالسيارة إلى العاصمة صوفيا ومن هناك إلى صربيا في رحلة امتدت ليومٍ واحدٍ سيراً على الأقدام ومن ثم بواسطة سيارة وهو أمر تكرر أيضاً بين الحدود الصربية المجرية قبل الوصول إلى ألمانيا".
مهاجرون تحت لهيب الشمس بين تونس وليبياوبحسب شهادة هذا اللاجئ لـ"العربية.نت"، فقد كلّفه الوصول إلى ألمانيا 8500 دولار دفعها لشبكات التهريب، ليضاف إلى هذا المبلغ مصاريفه الشخصية التي بلغت نحو ألفي دولار أميركي خلال رحلة وصوله التي دامت قرابة شهرٍ ونصف.
تتكيف مع العقباتإلى ذلك، شدّد معظم اللاجئين الذين تواصلت معهم "العربية.نت" على أن "شبكات التهريب تتكيّف دوماً مع العقبات التي تضعها الحكومات على الحدود، بحيث يستمر تهريب البشر في كلّ حين دون توقف".
ويوم أمس الأحد، أعلنت ألمانيا أنها تمكّنت من إلقاء القبض على حوالي 1000 مهرّب مرتبطين بشبكات تهريب البشر بين الشرق الأوسط وأوروبا ومن بينهم 89 مواطناً تركياً و148 آخرين يحملون الجنسية السورية، علاوة على جنسياتٍ أخرى أوكرانية وألمانية وأفغانية.
حسابات المهربينإلا أن السلطات الألمانية لم تقدّم أرقاماً نهائية عن الأرصدة البنكية لأولئك المهرّبين، لكنها كشفت أنها ضبطت خلال العام الماضي مبلغ 940 ألف يورو في حسابات بنكية مختلفة تعود لعدد من المهربين.
وفي الخامس من شهر يوليو/تمّوز الماضي، شنّت السلطات الألمانية حملة مداهمات وتفتيش كبيرة في عدد من ولايات البلاد لمكافحة عصابات تهريب البشر، حيث شارك 900 شرطي من الشرطة الاتحادية ومقر شرطة أوسنابروك في 36 عملية تفتيش لمنازل، واعتقلت 18 شخصاً في سكسونيا السفلى وبريمن وشمال الراين وستفاليا وبادن فورتمبيرغ.
ويُتهم الأشخاص الذين تم القبض عليهم بتشكيل عصابة لتهريب البشر والتهريب التجاري للأجانب، وفق ما أفاد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI في تقريرٍ مطوّل.
كذلك في الرابع من يونيو/حزيران الماضي، ألقت السلطات الألمانية القبض على 5 زعماء مفترضين لما يعرف بشبكات التهريب الدولية، التي تقوم باستغلال لاجئين وإدخالهم بطرق غير شرعية إلى أوروبا، إذ قامت تلك الشبكات بتهريب نحو 10 آلاف شخص أغلبهم سوريون وأفغان وباكستانيون، ووصل منهم قرابة ألفي شخص إلى ألمانيا بعد أن دفع كل واحد منهم مبلغ 10 آلاف يورو، وهو ما يعني أن شبكات التهريب جمعت مبلغ 20 مليون يورو من هذه الدفعة فقط من اللاجئين.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News العربية_نتالمصدر: العربية
كلمات دلالية: العربية نت
إقرأ أيضاً:
كابيتال بنك يحصد جائزتي “أفضل تطبيق بنكي للهاتف المحمول في الأردن” و”أفضل خدمات إدارة ثروات في الأردن” لعام 2025
صراحة نيوز ـ حصد كابيتال بنك جائزتين مرموقتين من مجلة الأعمال الدولية International Business Magazine لعام 2025 وهما: “أفضل تطبيق بنكي للهاتف المحمول في الأردن” و”أفضل خدمات إدارة ثروات في الأردن”.
وحصل البنك على جائزة “أفضل تطبيق للخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول في الأردن” للسنة الثانية على التولي تقديراً لالتزامه الراسخ بتعزيز قنواته المصرفية الرقمية وتقديم أفضل تجربة للمستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، حصل البنك على جائزة “أفضل خدمات إدارة الثروات في الأردن 2025″، تقديراً لخدماته المميزة التي يقدمها لعملاء الخدمات المصرفية الخاصة، وحرصه على تزويدهم بأفضل التجارب والخدمات المصرفية التي تلبي تطلعاتهم.
ويؤكد حصول كابيتال بنك على جائزة أفضل تطبيق للخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول للعام الثاني على التوالي على التزامه الراسخ بتطوير وتعزيز قنواته المصرفية الرقمية، حيث يعكس هذا الإنجاز جهود البنك المستمرة في تقديم حلول مصرفية مبتكرة وسهلة الاستخدام تلبي الاحتياجات المتزايدة لعملائه في العالم الرقمي.
فيما تعد جائزة “أفضل خدمات إدارة ثروات في الأردن” تقديراً لأداء كابيتال بنك المتميز في تقديم حلول إدارة الثروات المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الأفراد من ذوي الملاءة المالية العالية، بفضل خدماته الاستشارية الموثوقة، والتخطيط المالي الاستراتيجي، وإمكانية الوصول إلى منتجات الاستثمار العالمية. ويضمن نموذج البنك الذي يركز على خدمة العملاء، والمدعوم بمديري محافظ خبراء وأبحاث متعمقة، استراتيجيات مخصصة لتنمية الثروات بما يتماشى مع الأهداف المالية للعملاء.
وتعتبر مجلة الأعمال الدولية منصة إعلامية رائدة في عالم المال والأعمال، حيث يصل عدد مشتركيها إلى أكثر من 50 ألف مشارك، ويشمل ذلك المستثمرين والمدراء التنفيذيين وصناع القرار والمسؤولين الحكوميين. وتهدف المجلة إلى تقديم آخر الأخبار من عالم المال وتعزيز الحلول المبتكرة في القطاع المالي، كما تحتفي بالإنجازات الاستثنائية التي تتحقق في مجالات الخدمات المصرفية، والمالية، والاستثمارات، والتكنولوجيا