تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة (الشعب) الصينية في عددها الصادر اليوم /الاثنين/، أن مجموعة "البريكس"، التي يُنظر إليها على أنها صوت رائد للأسواق الناشئة والدول النامية، أصبحت جزءًا لا غنى عنه من المشهد الجيوسياسي الحالي، وتوفر أداة قوية لبناء نظام عالمي أكثر عدالة وإنصافًا ومتعدد الأقطاب.


وأوضحت الصحيفة في مقال تحليلي أن قمة البريكس في نسختها السادسة عشرة، تعقد غدا الثلاثاء في مدينة قازان الروسية وهي أول تجمع من نوعه بعد توسع الكتلة، والذي جذب انتباهًا عالميًا واسع النطاق كما باتت مجموعة البريكس أكثر جاذبية للجنوب العالمي.


وأضافت أنه في البداية، كانت مجموعة البريكس اختصارًا للأسواق الناشئة الرئيسية ذات الإمكانات الاقتصادية الكبيرة، وبدأت بالبرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وتطورت الآن إلى آلية تعاون دولية مؤثرة مع عضوية موسعة.
وباستثناء الدول التي انضمت رسميًا إلى عائلة البريكس في الأول من يناير الماضي، تقدمت أكثر من 30 دولة مثل تايلاند وماليزيا وتركيا وأذربيجان رسميًا بطلب العضوية أو أعربت عن اهتمامها بها حيث أثبتت الجاذبية العالمية المتزايدة لمجموعة البريكس خطأ الشكوك الغربية.
واستعرضت الصحيفة العوامل التي جعلت مجموعة البريكس أكثر جاذبية للجنوب العالمي، وما هو التأثير الذي ستخلفه هذه المنظمة سريعة النمو على العالم وسط تباطؤ اقتصادي وتحولات جيوسياسية.
وقالت الصحيفة إن بنك التنمية الجديد، الذي افتتح في عام 2015، والذي أنشأته مجموعة البريكس، يهدف إلى تعبئة الموارد لمشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في مجموعة البريكس وغيرها من اقتصادات الأسواق الناشئة والدول النامية.
وأدركت دول مجموعة البريكس أنه من المهم جدًا للدول الناشئة والنامية أن يكون لديها آليات وأدوات مناسبة، وبالتالي تم إنشاء بنك التنمية الجديد وترتيب الاحتياطي الطارئ، وفقًا لما ذكرته ديلما روسيف، رئيسة بنك التنمية الجديد، لوكالة أنباء شينخوا.
ويقع مقر البنك في شنغهاي، وقد وافق البنك على قروض بقيمة 35 مليار دولار أمريكي لنحو 100 مشروع حيث تشمل المشاريع الرئيسية مشروع النقل الحضري الثالث في مومباي في الهند، ومشروع طاقة الرياح سيرا دا بالميرا في البرازيل، ومشروع لوجستيات سلسلة التبريد الحضرية والريفية في جيانغشي في الصين.
وباعتباره أول بنك تنمية متعدد الأطراف تم تأسيسه بالكامل من قبل الاقتصادات الناشئة والدول النامية، قدم بنك التنمية الدعم المالي المطلوب بشدة للبنية الأساسية والطاقة النظيفة وحماية البيئة وتطوير البنية الأساسية الرقمية بين دول البريكس، مما يجعله رائدًا للتعاون بين دول البريكس.
ونقلت عن ناليدي باندور، وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا قوله "لقد أسفرت شراكتنا مع البريكس عن فوائد ملموسة لبلدنا في مجموعة واسعة من القطاعات"، مسلطًا الضوء على زيادة التجارة مع دول البريكس والتمويل من بنك التنمية لمعالجة التحديات المحلية.
وقد قال ناليدي باندور في مايو من العام الماضي إن "إجمالي التجارة مع دول البريكس ارتفع من 487 مليار راند (حوالي 27.67 مليار دولار) في عام 2017 إلى 702 مليار راند (حوالي 39.89 مليار دولار) في عام 2021، لقد تلقينا تمويلًا يزيد على 5 مليارات دولار من بنك التنمية الجديد لمشاريع البنية التحتية الرئيسية في الطاقة المتجددة والمياه وغيرها من القطاعات".
وبما أن دول البريكس تتمتع بهياكل صناعية تكميلية قوية وموارد هائلة، فإن الآلية توفر أيضًا منصة مهمة لها لاستكشاف مسارات النمو الاقتصادي المبتكر، وتعزيز تنسيق السياسات الاقتصادية الكلية، ومواءمة استراتيجيات التنمية.
وفي محاولة لتعزيز الانفتاح والابتكار في تعاون البريكس، تم إنشاء مركز ابتكار شراكة البريكس للثورة الصناعية الجديدة في شيامن، مقاطعة فوجيان الصينية، ومنذ عام 2023، عقد المركز أكثر من 10 دورات تدريبية، وجذب أكثر من 100 مشارك من أكثر من 70 دولة.
وبعد التوسع، أصبح إجمالي الناتج المحلي لدول مجموعة البريكس الآن حوالي 30% من الإجمالي العالمي، ويمثل سكانها ما يقرب من نصف إجمالي العالم، وتشكل تجارتها خمس التجارة العالمية، ومع حجمها الاقتصادي المتزايد ودبلوماسيتها النشطة بشكل متزايد، تعمل دول مجموعة البريكس على زيادة نفوذها بشكل مطرد في عملية صنع القرار الدولي.
وكشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي أن حصة مجموعة الدول السبع من إجمالي الناتج المحلي العالمي، كما يقاس بتعادل القوة الشرائية، انخفضت منذ عام 2000 من 43 إلى 30 في المئة، في حين زادت حصة دول البريكس الخمس الأصلية من أكثر من 21 في المائة إلى ما يقرب من 35 في المائة.
وتسعى العديد من دول الجنوب العالمي إلى إيجاد بديل للنظام العالمي الحالي، الذي تهيمن عليه مجموعة من التحالفات بقيادة الولايات المتحدة وتشوبه قضايا جيوسياسية انقسامية، وتتطلع هذه الدول إلى دول البريكس للتحدث عن حقوقها التنموية التي تم تجاهلها.
وقال أحمد العلي، الباحث السياسي والاستراتيجي في مركز الخليج للأبحاث في دبي: "تلعب آلية تعاون البريكس دورًا بارزًا في تعزيز تمثيل وتأثير الدول النامية في الشؤون الدولية وتعزيز تحسين الحوكمة العالمية، وهو أيضًا أحد أولويات دولة الإمارات العربية المتحدة".
وخلال اجتماع سابق، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج بنك التنمية الجديد إلى المساعدة في جعل النظام المالي الدولي أكثر عدالة وإنصافا لزيادة تمثيل وصوت الأسواق الناشئة والبلدان النامية بشكل فعال.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البريكس المشهد الجيوسياسي بنک التنمیة الجدید مجموعة البریکس الدول النامیة دول البریکس البریکس ا أکثر من

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يساعد في رعاية أكثر فعالية في الطوارئ

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد فرق أقسام الطوارئ على توقع المرضى الذين سيحتاجون إلى دخول المستشفى بشكل أفضل، قبل ساعات من الموعد الحالي لوصولهم، وفقًا لدراسة في مستشفيات عدة أجراها نظام صحي في نيويورك.
من خلال إخطار الأطباء مسبقًا، قد يُحسّن هذا النهج رعاية المرضى وتجربتهم، ويُقلل من الاكتظاظ و"الإقامة" (عندما يُدخل المريض ولكنه يبقى في قسم الطوارئ لعدم توفر سرير)، ويُمكّن المستشفيات من توجيه الموارد إلى حيث تشتد الحاجة إليها.
من بين أكبر التقييمات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في حالات الطوارئ حتى الآن، الدراسة التي نُشرت في العدد الإلكتروني الصادر في 9 يوليو من مجلة Mayo Clinic Proceedings: Digital Health.
في هذه الدراسة، تعاون الباحثون مع أكثر من 500 ممرض وممرضة في أقسام الطوارئ عبر نظام الرعاية الصحية المكون من سبعة مستشفيات. وقاموا معًا بتقييم نموذج تعلّم آلي مُدرّب على بيانات من أكثر من مليون زيارة سابقة للمرضى. على مدى شهرين، قاموا بمقارنة التوقعات، التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع تقييمات الفرز الخاصة بالممرضين لمعرفة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تحديد حالات القبول المحتملة في المستشفى في وقت أقرب بعد وصول المريض.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة جوناثان نوفر، ممرض مسجل ونائب رئيس التمريض وخدمات الطوارئ "أصبح اكتظاظ أقسام الطوارئ أزمة وطنية، تؤثر على كل شيء بدءًا من نتائج المرضى ووصولًا إلى الأداء المالي. تستخدم قطاعات مثل شركات الطيران والفنادق الحجوزات للتنبؤ بالطلب والتخطيط. في قسم الطوارئ، لا توجد حجوزات. هل يمكنك تخيل شركات طيران وفنادق بدون حجوزات، تعتمد فقط على التوقعات والتخطيط بناءً على الاتجاهات التاريخية؟ مرحبًا بكم في عالم الرعاية الصحية".
يضيف نوفر "كان هدفنا هو معرفة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي، جنبًا إلى جنب مع مدخلات ممرضاتنا، يمكن أن يُساعد في تسريع تخطيط القبول، وهو نوع من الحجز. لقد طورنا أداة للتنبؤ باحتياجات القبول قبل تقديم الطلب، مما يوفر رؤىً من شأنها أن تُحسّن بشكل جذري كيفية إدارة المستشفيات لتدفق المرضى، مما يؤدي إلى نتائج أفضل".
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يكشف خطر الإصابة بالسكري قبل الأعراض
أظهرت الدراسة، التي شملت ما يقرب من 50 ألف زيارة مريض في مستشفيات ماونت سيناي الحضرية والضواحي، أن نموذج الذكاء الاصطناعي يعمل بكفاءة في بيئات المستشفيات المتنوعة هذه. ومن المثير للدهشة أن الباحثين وجدوا أن الجمع بين التنبؤات البشرية والآلية لم يعزز الدقة بشكل كبير، مما يشير إلى أن نظام الذكاء الاصطناعي وحده كان مؤشرًا قويًا.
يقول الدكتور إيال كلانج، المؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة ورئيس قسم الذكاء الاصطناعي التوليدي "أردنا تصميم نموذج لا يقتصر على الأداء الجيد نظريًا فحسب، بل يدعم أيضًا عملية اتخاذ القرارات في الخطوط الأمامية للرعاية الصحية".
وتابع "من خلال تدريب الخوارزمية على أكثر من مليون زيارة مريض، سعينا إلى رصد أنماط ذات معنى يمكن أن تساعد في توقع حالات الدخول إلى المستشفى في وقت أبكر من الطرق التقليدية. تكمن قوة هذا النهج في قدرته على تحويل البيانات المعقدة إلى رؤى آنية وقابلة للتنفيذ للفرق السريرية، مما يتيح لها التركيز بشكل أقل على الخدمات اللوجستية وأكثر على تقديم الرعاية الشخصية والرحيمة التي لا يستطيع تقديمها إلا البشر".
ورغم أن الدراسة اقتصرت على نظام صحي واحد على مدى شهرين، يأمل الفريق أن تكون النتائج بمثابة نقطة انطلاق للاختبارات السريرية المباشرة في المستقبل. وتتضمن المرحلة التالية تطبيق نموذج الذكاء الاصطناعي في سير العمل في الوقت الفعلي وقياس النتائج، مثل تحسين تدفق المرضى، والكفاءة التشغيلية.
يقول روبي فريمان، المؤلف الرئيسي المشارك "لقد شجعتنا رؤية قدرة الذكاء الاصطناعي على الاعتماد على نفسه في وضع تنبؤات معقدة. ولكن، وعلى نفس القدر من الأهمية، تُسلط هذه الدراسة الضوء على الدور الحيوي لممرضينا، حيث شارك أكثر من 500 ممرض وممرضة بشكل مباشر، مما يُظهر كيف يمكن للخبرة البشرية والتعلم الآلي أن يعملا جنبًا إلى جنب لإعادة تصور تقديم الرعاية".
هذه الأداة لا تهدف إلى استبدال الأطباء؛ بل إلى دعمهم. من خلال التنبؤ بحالات الدخول مبكرًا، يمكن منح فرق الرعاية الوقت الذي تحتاجه للتخطيط والتنسيق، وفي نهاية المطاف تقديم رعاية أفضل. من المُلهم أن نرى الذكاء الاصطناعي يبرز ليس كفكرة مستقبلية، بل كحل عملي وواقعي يُشكله الأشخاص الذين يقدمون الرعاية يوميًا.
عنوان الورقة البحثية هو "مقارنة التعلم الآلي وتنبؤات الممرضين لحالات دخول المستشفيات في نظام رعاية طوارئ متعدد المواقع".
مصطفى أوفى (أبوظبي)

أخبار ذات صلة قطاع الذكاء الاصطناعي في أبوظبي يسجل نمواً سنوياً بنسبة 61% "أبوظبي للدفاع المدني" تعزز منظومتها بالذكاء الاصطناعي عبر شراكة استراتيجية مع مجلس "أبحاث التكنولوجيا"

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يفتتح المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء.. ويؤكد: الخوارزميات تحوَّلت إلى أداة قتل في غزة
  • تصريح سعادة أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي ش.م.ع “إمباور”، بمناسبة اليوم العالمي للشباب 2025
  • الذكاء الاصطناعي يساعد في رعاية أكثر فعالية في الطوارئ
  • تعرف على مزايا آي أو إس 26 الخفية
  • فيلم SUPERMAN يحقق أكثر من 570 مليون دولار عالميًا
  • دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي يدعو الشركات الناشئة للمشاركة في برنامجه العالمي للمسرعات
  • أرباح تشغيل مجموعة هيونداي موتور تحتل المرتبة الثانية عالميًا في النصف الأول من 2025
  • مسؤولة بـ«الحكومة الرقمية»: السعودية الرابعة عالميًا في الخدمات الإلكترونية بين دول مجموعة العشرين
  • تويوتا تتصدر مبيعات السيارات عالميًا في النصف الأول من عام 2025 والمركزية تويوتا تكرّس هذا النجاح في السوق الأردني
  • الأوقاف في اليوم العالمي لمحبي الكتب: أداة لبناء الوعي ومواجهة التطرف