#سواليف

يبدو أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، #بلينكن، كغيرها من الزيارات السابقة، عبّرت عن رغبات أمريكية، لكنها لم تُنجز شيئًا، فإسرائيل تعدّ العدة لضربة قوية في #إيران، وتواصل التهديد والوعيد بها، وآخرها جاء على لسان وزير أمنها غالانت، الذي قال مخاطبًا جنوده: “إن العالم سيعرف #قوة_إسرائيل بعد ضربها إيران”.

بيد أن رئيس حكومة الاحتلال، #نتنياهو، قال، في تهديده الأخير لإيران، ردًا على استهداف منزله في قيساريا، ضمن أحاديث تنشر اليوم في وسائل إعلام فرنسية: “ستكون هناك ضربة”.

وضمن محاولة التحشيد ضد إيران، وتوفير تبرير للضربة، قال نتنياهو لـ “سي نيوز” (قناة فرنسية): “هذا أمر بشع، كأن يقوم مخرّبون بمهاجمة غرفة نوم الرئيس الفرنسي وزوجته داخل بيته”. منوهًا أن إيران قصفت إسرائيل مرتين بـ 300 صاروخ بعيد المدى، في هجمة هي الأكبر في التاريخ.

مقالات ذات صلة الرأي تماطل في إيصال كتاب فصل الزعبي لذويه 2024/10/24 الباحث: يبدو أنهم في طهران فرضوا على “حزب الله” إصدار بيان يُبرّئ إيران من مسؤولية إطلاق مسيّرة قيساريا

واشنطن والضربة محتملة في إيران

يشار إلى أن بيانًا صدر عن ديوان نتنياهو، إثر اجتماعه الثلاثاء ببلينكن، الذي يقوم بزيارة لمنطقة الشرق الأوسط، قال إن الاجتماع تمحور حول مسألة التهديد الإيراني، وضرورة رصّ الصفوف بين الولايات المتحدة وإسرائيل لمكافحة هذا التهديد.

وشكر نتنياهو بلينكن على دور واشنطن في محاربة “محور الشر” و”الإرهاب الإيراني”.

من ناحيته، شدّد الوزير الأمريكي على ضرورة استغلال تصفية زعيم حركة “حماس”، يحيى السنوار، من أجل الإفراج عن المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وإنهاء الحرب هناك. وأوضح بلينكن ضرورة اتخاذ خطوات إضافية من أجل زيادة تدفّق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وعلى صعيد المواجهة المفتوحة مع “حزب الله”، أكد بلينكن أنه جدّد الدعوة إلى حل دبلوماسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي أوقف حرب لبنان الثانية في عام 2006 بين الطرفين.

وفيما لم يتطرق بلينكن مباشرة وعلانية للشأن الإيراني، توالت تصريحات أمريكية رسمية تقول إنها تؤيد ضربة في إيران لا تستهدف منشآت نووية ونفطية، وسبق ذلك أن أعلن بايدن أنه يعلم بموعد الضربة. بيد أن حسابات نتنياهو الآن بالذات مختلفة عن حسابات بايدن، ويبدو أنه يتجه لتوجيه ضربة كانت تفضل واشنطن ألا تحدث الآن خوفًا من انعكاساتها “الإيجابية” على احتمالات فوز ترامب في انتخابات الرئاسة، لا سيّما أن المنافسة شديدة جدًا.
مساعي إيران لخفض النار

في المقابل؛ يرى داني سيتيرونوفيتش، باحث في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، مختص في الشؤون الإيرانية، أن إيران تُخرج مدافعها الثقيلة لإجبار إسرائيل على النزول عن الشجرة.

في مقال في صحيفة “معاريف”، يزعم داني سيتيرونوفيتش أنه، منذ الهجوم الصاروخي الإيراني، تدير إيران إستراتيجية منسّقة، هدفها منع الرد الإسرائيلي ضدها، أو تقليصه على الأقل، من جهة، من خلال إظهار رغبة إيران في وقف إطلاق النار، ومن جهة ثانية، من خلال التهديدات المتعاقبة الموجهة إلى إسرائيل، إذا تجرأت وهاجمت مواقع إستراتيجية في إيران.

ويتابع: “بالإضافة إلى ذلك، يحاول مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى القول إن الرد الإسرائيلي غير مهم، للحؤول دون نشوء وضع تضطر فيه طهران إلى الرد بصورة تلقائية على الهجوم الإسرائيلي، ومن المحتمل أنها تلمّح إلى استعدادها لاحتواء الرد، إذا كان محدودًا.”
رد قوي هذه المرة

وطبقًا لداني سيتيرونوفيتش، فإنه، منذ الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل في 1 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، يمكن الافتراض أن القيادة الإيرانية تدرك أنه هذه المرة، من الصعب الحؤول دون رد إسرائيلي قاسٍ ضد دولتها، وبعكس الهجوم الصاروخي في 14 نيسان/أبريل، من الواضح للإيرانيين أن إسرائيل تنوي الرد بقوة على الهجوم الأخير.

ويرى الباحث الإسرائيلي أنه على الرغم من هجومها على إسرائيل، فإنه من المهم الإشارة إلى أن المصلحة الإيرانية لم تتغير بصورة جوهرية؛ فطهران تسعى لمنع نشوب حرب إقليمية، وتتخوف كثيرًا من انزلاق الأحداث في الشرق الأوسط إلى داخل أراضيها، ولا سيّما مع ازدياد وتعاظم الوجود العسكري الأمريكي.
العصا والجزرة

وحسب داني سيتيرونوفيتش، فإنه من أجل هذا الغرض، وللحؤول دون التدهور إلى حرب إقليمية، تعمل إيران وفقًا لإستراتيجية منتظمة، هدفها منع الهجوم الإسرائيلي ضد مواقعها الإستراتيجية؛ ولهذا السبب فهي تهدد باستخدام “العصا”، أي بردّ فوري على أي هجوم إسرائيلي على أراضيها، وتشدّد طهران على أنه لن يكون هناك قيود على الأهداف التي سيجري اختيارها إذا هاجمت إسرائيل منشآتها النفطية والنووية.

من جهة ثانية، هناك “الجزرة” التي تتجلى في حملة دبلوماسية قوية يقودها وزير الخارجية الإيراني، بهدف إنشاء جبهة موحدة بين إيران والدول العربية، للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

ويرى داني سيتيرونوفيتش أيضًا أنه لهذا الغرض، يقوم عراقجي بزيارات كثيرة لعواصم دول المنطقة، بينها دول يوجد توتر بينها وبين إيران (مصر والبحرين)، من أجل خلق هذه الجبهة الموحدة التي من شأنها أيضًا تحسين المكانة السياسية لإيران، وزيادة الضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ويضيف الباحث الإسرائيلي: “في الموازاة، وعلى المستوى العملاني، تتحضر إيران لهجوم محتمل. واستنادًا إلى عدد من التقارير، أخلت عددًا من مصافيها النفطية، ورفعت درجة التأهب في المواقع الإستراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، توظف إيران موارد من أجل تعزيز محور المقاومة، وقبل كل شيء، تعزيز قوة “حزب الله” لمنع التأثير السلبي لضعف الحزب في نفوذه السياسي في لبنان، أو في مواجهاته ضد إسرائيل، وهذا الأمر يخلق توترًا غير مسبوق مع الحكومة اللبنانية التي تسعى للتخلص من النفوذ الإيراني، وخصوصًا في ما يتعلق بمسألة وقف إطلاق النار في لبنان، بمعزل عما يحدث في القطاع – الخطوة التي تتعارض مع المصلحة الإيرانية”.

باحث إسرائيلي: المشكلة المركزية هي أنه من الصعب ألا يؤدي هجوم إسرائيلي كبير على إيران إلى ردّ إيراني، وذلك من أجل المحافظة على صدقية ردعها

مسيّرة قيساريا

ويرى الباحث الإسرائيلي أن الرد الإيراني على هجوم المسيّرة على منزل نتنياهو يعبّر جيدًا عن السياسة الإيرانية: “لقد خافوا في طهران أن يعطي هذا الهجوم ضوءًا أخضر لمهاجمة منشآت إيرانية رسمية، ويبدو أنهم فرضوا على “حزب الله” إصدار بيان يُبرّئ إيران من مسؤولية إطلاق المسيّرة”.

في المقابل؛ ومن أجل منع نشوء وضع يفرض الرد على كل هجوم إسرائيلي، وكتلميح إلى رغبة إيران في احتواء ردّ محدود على أراضيها (استنادًا إلى رسائل من أطراف في المنظومة الدولية تحاول منع التصعيد)، تحاول القيادة الإيرانية التقليل من أهمية الرد الإسرائيلي.

في الخلاصة، يدعي الباحث الإسرائيلي الخبير بالشؤون الإيرانية أن تحركات إيران الأخيرة تُظهر أنها لا تزال تتخوف كثيرًا من التدهور إلى معركة واسعة النطاق، وتحاول المزج بين التهديدات وبين التحركات السياسية لمنع الرد الإسرائيلي، أو تقليصه.

ويتابع: “المشكلة المركزية هي أنه، في ضوء التهديدات المستمرة للقيادة الإيرانية، من الصعب ألا يؤدي هجوم إسرائيلي كبير على إيران إلى ردّ إيراني، وذلك من أجل المحافظة على صدقية ردعها.

ومع ذلك، تدل محاولة القيادة الإيرانية التقليل من أهمية الرد الإسرائيلي على أنه إذا كان مدروسًا ومحدودًا، فمن المحتمل ألا يكون الرد الإيراني عليه كبيرًا وواسع النطاق”.

في التزامن، وفي توقيت لافت، عاد “حزب الله” ونشر صورًا لصاروخ عملاق داخل نفق من طراز الصواريخ الإستراتيجية الدقيقة. فهل يرتبط ذلك بمحاولات ردع إسرائيل عن ضربة واسعة في إيران، وعن مواصلة تصعيد الضربات في لبنان، أم سيستخدمها قريبًا؟

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف بلينكن إيران قوة إسرائيل نتنياهو الباحث الإسرائیلی الرد الإسرائیلی هجوم إسرائیلی إطلاق النار فی إیران حزب الله من أجل

إقرأ أيضاً:

إيران تردّ على لبنان.. إسرائيل توقف ضربة بعد وساطة أمريكية!

أعلن الجيش الإسرائيلي السبت عن تعليق غارة كان يعتزم تنفيذها على ما اعتبره بنية تحتية لحزب الله في قرية يانوح جنوب لبنان، وذلك بعد طلب الجيش اللبناني تفتيش المنزل المستهدف.

وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن التجميد جاء لإفساح المجال للجيش اللبناني للوصول إلى الموقع ومعالجة ما وصفه بخرق الاتفاق، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل مراقبة الهدف ولن يسمح لحزب الله بإعادة التموضع أو التسلح.

وأكد مصدر أمني لبناني أن الجيش اللبناني تمكن من دخول المنزل المستهدف وتفتيشه بالتنسيق مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وقوة اليونيفيل، بعد أن أخلى السكان المنزل خشية تعرضه لغارة.

وقالت المتحدثة باسم اليونيفيل كانديس آرديل إن القوة الأممية رافقت الجيش اللبناني دعماً لعملية التفتيش، مشيرة إلى أن أي عمل من هذا النوع من قبل إسرائيل يعد انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

وأبلغت إسرائيل لبنان عبر وسطاء أمريكيين بأن التعاون بين حزب الله والجيش اللبناني غير مقبول، بعد تلقيها معلومات عن تنسيق محتمل بين الطرفين، فيما تتواصل تل أبيب في نقل تحذيرات مشددة إلى بيروت عبر واشنطن بشأن نشاطات حزب الله.

ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي توم باراك إلى إسرائيل الاثنين للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محاولة لمنع التصعيد مع لبنان والتوصل لتفاهمات مع سوريا، في وقت تتلقى فيه الدولة اللبنانية ضغوطاً من الكونغرس الأمريكي لتشديد مراقبة شروط وقف إطلاق النار.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل منذ نوفمبر 2024، تواصل تل أبيب تنفيذ عمليات تستهدف البنية التحتية لحزب الله، معتبرة أن الجماعة تعيد التسلح، فيما تعمل الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا على مراقبة الوضع لمنع أي تصعيد عسكري في جنوب لبنان.

إيران تؤكد استمرارية علاقاتها مع لبنان وترد على تصريحات يوسف رجّي

ردّت وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد، على تصريحات وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي الأخيرة، التي اتهم فيها إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وعلى التقارير الإعلامية حول عرقلة بيروت لاعتماد السفير الإيراني الجديد لديها.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن العلاقات الدبلوماسية بين طهران وبيروت راسخة وتاريخية ومستمرة حتى الآن، مشيراً إلى أن إيران ما تزال تمتلك سفيراً معتمداً في لبنان، بينما بدأ السفير اللبناني الجديد مهامه في طهران مؤخراً.

وأوضح بقائي أن الإجراءات الرسمية لتعيين السفير الإيراني الجديد في بيروت انطلقت منذ فترة، وتم تقديم الطلبات اللازمة وفق المسارات المعتادة، معبراً عن أمله في أن تكتمل العملية بسلاسة ويبدأ السفير الجديد عمله قريباً.

وشدد المتحدث الإيراني على أن بلاده تتجنب عمدًا أي مواقف أو تصريحات قد تشتت لبنان عن أولوياته الأساسية في الحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، أو تبعد الدولة والمجتمع اللبناني عن مواجهة الجرائم المستمرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني.

وأشار إلى أن إيران تحثّ أصدقاءها في لبنان على تعزيز الحوار والتفاهم بين كل مكونات المجتمع اللبناني لمواجهة التهديد الحقيقي الوحيد لسيادة لبنان وكرامته، والمتمثل في السياسات التوسعية والهيمنية للكيان الصهيوني.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعلن أنه سيزور بيروت قريباً، مشيراً إلى سعي طهران لفتح فصل جديد في العلاقات الثنائية مع لبنان، وأعرب عن استغرابه من موقف وزير الخارجية اللبناني الذي لم يرحّب بتجاوب إيران مع الدعوة الموجهة إليه، مؤكداً أن الدول التي تجمعها علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة لا تحتاج إلى مكان محايد لعقد لقاءات وزرائها.

من جانبه، أكّد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي أن الحوار مع إيران يبقى ممكناً، لكنه جدد اقتراح عقد لقاء في دولة ثالثة محايدة يتم الاتفاق عليها مسبقاً، مؤكداً استعداد لبنان لفتح صفحة جديدة من العلاقات البنّاءة مع إيران، شرط أن تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

مقالات مشابهة

  • إيران تردّ على لبنان.. إسرائيل توقف ضربة بعد وساطة أمريكية!
  • بروميثيوس.. كيف قاد خطأ علمي إلى قطع أقدم شجرة عرفها العالم؟
  • طهران: إجراءات تعيين السفير الإيراني الجديد في لبنان جارية ونأمل أن تسير بشكل طبيعي
  • واشنطن تعترض شحنة عسكرية صينية لتسليح صواريخ إيران
  • موقع إسرائيلي: السيسي يرفض لقاء نتنياهو وتفاقم الخلافات مع تل أبيب
  • الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بالتعاون مع الأونروا..وتل أبيب ترد بحدة
  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • مستشار ماكرون يحذر إسرائيل.. لبنان يحدد شروطاً لزيارة وزير الخارجية الإيراني!
  • بزشكيان: عازمون على تنفيذ الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا
  • إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب