صحيفة البلاد:
2025-12-15@02:19:49 GMT

لغتنا الجديدة

تاريخ النشر: 15th, December 2025 GMT

لغتنا الجديدة

في خضم الثورة التكنولوجية المتسارعة، يشهد عالمنا تحولاً جذرياً في طرق التواصل والكتابة؛ حيث يبدو أن الذكاء الاصطناعي في طريقه لاستبدال الأساليب التقليدية للكتابة؛ لتحل محلها أنظمة تعتمد على الصوت والصورة والكلام المنطوق؛ ما يطرح تساؤلاً مصيرياً حول مصير اللغة العربية، وتحديداً الفجوة العميقة بين لغتها المكتوبة الفصيحة ولهجاتها المحكية أو المنطوقة المتعددة.

لطالما شكل هذا الازدواج اللغوي تحدياً كبيراً في الحياة الثقافية والتعليمية حول العالم العربي؛ فاللغة المكتوبة تظل لغة القرآن والأدب والصحافة الرسمية، بينما الحياة اليومية تدور بمائة لهجة محكية تختلف من قطر لآخر، بل ومن منطقة لأخرى داخل البلد الواحد. والسؤال الملح الآن: هل ستكون الثورة القادمة في تحويل الكلام المنطوق إلى نصوص مكتوبة عبر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي فرصة تاريخية لسد هذه الفجوة، أم أنها ستعمق الهوة؟ التوقعات حول هذا السؤال تنقسم إلى اتجاهين رئيسيين؛ يتوقع فريق أن تقنيات التعرف على الصوت وتحويله إلى نص مكتوب خاصة مع تطور النماذج اللغوية الكبيرة، التي قد تخلق شكلاً جديداً من الكتابة؛ فإذا تم تدريب هذه الأنظمة على اللهجات المحكية المحلية المختلفة، فقد تنتج لغة كتابية هجينة تقترب من العامية، ولكن بأسلوب مبسط ومقنن؛ ما قد يخلق جسراً بين العالمين. هذا الشكل الجديد قد يصبح أداة اتصال يومية، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي وفي الرسائل النصية. في المقابل، يرى فريق آخر أن هذه التقنية قد تؤدي إلى نتائج عكسية؛ فبدلاً من محاولة جعل الآلات تفهم اللهجات، قد يضطر المستخدمون إلى تعديل كلامهم ليكون أقرب إلى الفصحى؛ كي تتمكن الأنظمة من فهمهم بدقة. هذا قد يعزز بشكل غير مباشر مكانة العربية الفصحى كلغة تواصل مع الآلة، ويحفز المستخدمين على تعلمها واستخدامها بشكل عملي يومي. بين هذا التوقع وذاك تبرز حقيقة أن التكنولوجيا ليست محايدة؛ بل هي أداة تتشكل وفقاً لقرارات البشر الذين يصممونها. مستقبل العلاقة بين العربية الفصحى واللهجات المحكية المحلية في عصر الذكاء الاصطناعي سيعتمد بشكل كبير على التوجهات، التي تتبناها الشركات التقنية الكبرى، وجهود علماء اللغة العربية في توجيه هذه التطورات. إنها لحظة حاسمة تتطلب تدخلاً واعياً لضمان أن تكون هذه الثورة التقنية جسراً للتواصل والوحدة، وليس عاملاً مزيداً من التفتيت.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: زين أمين

إقرأ أيضاً:

«سدايا» شريك استراتيجي لهاكاثون أبشر طويق من خلال تحكيم الحلول التقنية المقدّمة

شاركت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» بصفتها شريكًا استراتيجيًا في أكبر هاكاثون في العالم «هاكثون أبشر طويق»، الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية بالشراكة مع أكاديمية طويق.

جاء ذلك ضمن فعاليات مؤتمر أبشر 2025، المقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، بمشاركة أكثر من 4 آلاف مواطن ومواطنة من مختلف أنحاء المملكة، خلال الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر، في مركز واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات.

ويكمن دور "سدايا" في تحكيم وتقييم الحلول التقنية المقدمة في الهاكاثون ودعم الابتكار المرتبط بالبيانات والذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار جهودها الوطنية بتمكين القدرات الوطنية، ودعم منظومة الابتكار التقني، وتعزيز توظيف الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية المتقدمة في تطوير الخدمات الحكومية.

#سدايا تشارك كمحكّم في #هاكاثون_أبشر_طويق، في إطار الشراكة الاستراتيجية، لفعاليات مؤتمر أبشر، دعمًا للابتكار التقني وتمكين الحلول القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي، وتعزيزًا لتطوير الخدمات الرقمية والأمنية. pic.twitter.com/72hjrV4PoU

— SDAIA (@SDAIA_SA) December 12, 2025 الذكاء الاصطناعيأخبار السعوديةابشر طويققد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • أكاديمية "سدايا" تُطلق معسكر محترفي الذكاء الاصطناعي لتأهيل خريجي التخصصات التقنية
  • «سدايا» تُطلق معسكر محترفي الذكاء الاصطناعي لتأهيل خريجي التخصصات التقنية بالرياض
  • تعاون علمي بين مدينة المضيبي الصحية وجامعة التقنية بإبراء
  • "جامعة التقنية" تُطلق حملة لتعزيز وعي الطلبة بأولويات رؤية "عُمان 2040"
  • «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية
  • توعية طلبة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمحاور وأولويات رؤية عُمان 2040
  • «سدايا» شريك استراتيجي لهاكاثون أبشر طويق من خلال تحكيم الحلول التقنية المقدّمة
  • كوبا تدين إجراءات واشنطن القسرية الجديدة ضد فنزويلا
  • مظلات المسجد النبوي.. تحفة هندسية تجمع الإبداع المعماري والدقة التقنية