شهدت فعاليات المؤتمر الدولي لدعم لبنان في العاصمة الفرنسية باريس، الخميس، الإعلان عن مساعدات دولية للبلد الذي انجر إلى حرب بين إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران، فيما كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، عن رؤيته المتعلقة بدعم جيش بلاده، التي تمهد لتطبيق القرار الأممي 1701 على الأرض، لإنهاء القتال.

 

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده ستدعم لبنان بمئة مليون يورو، ودعا إلى ضرورة وقف الحرب الدائرة في أسرع وقت ممكن.

وقال في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الذي يهدف لجمع حوالي نصف مليار يورو لدعم النازحين بفعل الصراع بين إسرائيل وحزب الله: "يجب أن تتوقف الحرب في أسرع وقت ممكن"، موضحا أن الهدف هو "دعم سيادة لبنان" وبالتالي "إظهار أن الأسوأ ليس حتميا، وإفساح المجال أمام اللبنانيين لاستعادة التحكم بمصيرهم".

كما أعرب عن أسفه من أن "إسرائيل تواصل عملياتها العسكرية في لبنان في الجنوب في بيروت وفي مناطق أخرى وأن عدد ضحايا المدنيين يزداد".

وقال إن "هناك ضرورة لأن يوقف حزب الله هجومه على إسرائيل مهما كانت الذرائع. ونحن ندين هذه الهجمات، كما ندين استهداف  منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي أو الضربات العشوائية".

وبدوره، دعا ميقاتي في كلمته، المجتمع الدولي إلى التحرك من أجل وقف لإطلاق النار. وقال إن لبنان يدعو "المجتمع الدولي إلى التكاتف ودعم الجهود التي من شأنها إنهاء الاعتداءات المستمرة، وفرض وقف فوري لإطلاق النار".

وأوضح أن "حكومة لبنان لا تزال تدعم مبادرة أميركا وفرنسا لوقف إطلاق النار 21 يوما"، مشددا على أن قرار الأمم المتحدة رقم 1701 بصيغته الحالية يبقى "حجر الزاوية للاستقرار والأمن في جنوب لبنان".

بينهم ضابط.. الجيش اللبناني يعلن مقتل جنود في غارة إسرائيلية أعلن الجيش اللبناني في بيان، الخميس، أن ثلاثة من جنوده، بينهم ضابط، قد قضوا في غارة إسرائيلية أثناء قيامهم بإجلاء جرحى في خراج قرية ياطر-بنت جبيل في جنوب لبنان.

وأشار ميقاتي إلى أن الجيش اللبناني "بدأ عمليات التجنيد، لكنه يحتاج إلى دعم مالي وتدريب دولي"، كاشفًا أنه "يمكن أن ينشر 8 آلاف جندي إضافي في الجنوب، في إطار وقف إطلاق النار".

فيما تعهدت ألمانيا بتقديم 96 مليون يورو (103 ملايين دولار) لمساعدة لبنان خلال المؤتمر، وقالت وزارة الخارجية في بيان "في مؤتمر دعم لبنان اليوم، تعهدت ألمانيا تقديم 96 مليون يورو كأموال إضافية للمساعدة في التعامل مع الأزمة في لبنان".

وأشارت الوزارة الى أن الأموال ستتدفق  إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بما في ذلك الصليب الأحمر الألماني والصندوق الإنساني اللبناني "للوصول إلى النازحين داخليا وضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي في لبنان".

كما قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن التكتل سوف سيقدم دعما للجيش اللبناني بقيمة 20 مليون يورو عام 2024 و40 مليونا في 2025 ودعما إنسانيا بقيمة 80 مليونا.

ونقلت وكالة رويترز  عن دبلوماسيين، أنهم لا يتوقعون تحقيق تقدم يذكر في المؤتمر.

وتربط فرنسا علاقات تاريخية مع لبنان، وتعمل مع الولايات المتحدة في محاولة للتوصل لوقف إطلاق النار. لكن نفوذها أصبح محدودا منذ شنت إسرائيل هجوما واسع النطاق على جماعة حزب الله في سبتمبر، وما أعقبه من نزوح الآلاف ومقتل أكثر من ألفي شخص، وفق الوكالة.

وعملت باريس للإعداد للمؤتمر على عجل، في مسعى لإظهار أنها لا تزال تتمتع بنفوذ في دولة كانت تحتلها في الماضي، لكن رغم مشاركة 70 وفدا و15 منظمة دولية في المؤتمر، فإن عدد الوزراء المشاركين من الدول ذات الثقل، قليل.

ويجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، جولة في الشرق الأوسط، في محاولة للدفع نحو وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الأميركية التي ستجري الشهر المقبل.

ضمن جولة إقليمية.. بلينكن في الدوحة لاستئناف جهود وقف التصعيد بالمنطقة وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى العاصمة القطرية الدوحة، الخميس، في إطار جولته بالشرق الأوسط من أجل جهود وقف الحرب في غزة ومنع المزيد من التصعيد في المنطقة.

ويتغيب وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن المؤتمر، الذي يبدو أن بلاده مترددة في الانخراط في الشأن اللبناني في هذه المرحلة. وترسل الرياض وكيل وزارة لحضور الاجتماع، وفق رويترز.

وحسب وثيقة إطارية أرسلت إلى الوفود، فإن المؤتمر يهدف إلى التأكيد على ضرورة وقف الأعمال القتالية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر عام 2006، الذي يدعو إلى أن يكون جنوب لبنان خاليا من أي قوات أو أسلحة غير تلك التابعة للدولة اللبنانية.

كما يسعى المؤتمر أيضا إلى تكثيف الدعم للقوات المسلحة اللبنانية، التي تعتبر الضامن للاستقرار الداخلي، والتي لها كذلك دور محوري في تنفيذ القرار 1701.

وقال مصدر دبلوماسي إيطالي، لرويترز: "الهدف النهائي هو تجنيد وتدريب وتسليح 6 آلاف وحدة جديدة في القوات المسلحة اللبنانية"، مضيفا أن روما "سترتب قريبا مؤتمرا خاصا بها يركز على تلك النقطة".

وتمتلك إيطاليا نحو ألف جندي يشاركون في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).

"اليونيفيل" للحرة: الدمار في جنوب لبنان صادم ومروع أكد أندريا تينتي، المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل"، في تصريحات خاصة لقناة "الحرة"، السبت، أن الدمار الذي أصاب العديد من البلدات والقرى في جنوب لبنان "صادم ومروع".

وقال بيان صادر عن تحالف يضم 150 منظمة غير حكومية قبل اجتماع باريس: "الحكومات يجب أن تبذل كل ما بوسعها لإنهاء هذه الكارثة المتفاقمة ودورة الإفلات من العقاب.. الإخفاق في التحرك الآن هو خيار.. خيار لن يؤدي إلى وقف ومنع الفظائع في المستقبل".

ويقول الجيش الإسرائيلي إن غاراته على لبنان "تستهدف مواقع لحزب الله"، مؤكدا أنه يسعى للقضاء على الجماعة المدعومة من إيران، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، وإعادة عشرات آلاف النازحين الذين تركوا مناطقهم شمالي إسرائيل بسبب الاشتباكات مع حزب الله.

وفي حديث لقناة الحرة، اعتبر قائد الفوج المجوقل السابق في الجيش اللبناني، جورج نادر، أن "الورقة الإسرائيلية التي حملها (المبعوث الأميركي عاموس) هوكستين لمقترحات التعديل على القرار الأممي 1701 تقضي بالسماح بتدخل عسكري إسرائيلي للتأكد من خلو الجنوب من سلاح حزب الله، والتدخل الجوي الدائم للمراقبة والإنذار المبكر"، مشددا على أن "هذه شروط لن يقبلها أحد".

وحسب مصادر للحرة، فإن ورقة مقترحة من هوكستين، طلبت تعديل نص مقدمة القرار لجعله قرارا "يهدف إلى إحلال السلام على الحدود بين لبنان وإسرائيل ومنع أي وجود مسلح في المناطق اللبنانية القريبة من هذه الحدود، كما طلبت توسيع النطاق الجغرافي لسلطة القرار الدولي، إلى شمال نهر الليطاني بمسافة عدة كيلومترات على أن تزيد عدد القوات الدولية العاملة ضمن قوات حفظ السلام.

وأشارت مصادر لبنانية إلى أن هوكستين لم يخرج برد لبناني واضح يقبل الشروط الإسرائيلية، ونُقل عن رئيس الحكومة قوله لهوكستين إن ما يعرضه "لن يقبله أحد في لبنان".

ويرى نادر أن الحل يكمن في تطبيق القرار الأممي 1701 الذي ينص على منطقة عازلة من نهر الليطاني إلى شبه الحدود الجنوبية.

ووفق ما كشفه مصدر لـ"لحرة"، فإن عدد عناصر الجيش اللبناني المنتشرين حالياً في جنوب لبنان هو 4500 جندي تقريبا. وتسعى هذه القوات بالتنسيق والتعاون مع القوات الدولية اليونيفيل لتطبيق القرار الدولي 1701.

لكن إنفاذ القرار الذي يُفترض أن يستبدل الوجود العسكري لحزب الله جنوبي الليطاني بالجيش اللبناني واليونيفيل، يستدعي وفق تقديرات الحكومة اللبنانية تجنيد ضعف العدد المنتشر حاليا في الجنوب تقرييا أي ما بين سبعة آلاف و11 ألفا.

وأفادت مصادر "الحرة" بأن الجيش وضع أخيرا خططا لتعزيز انتشاره جنوبا، تتضمن نشر 10 آلاف جندي، مما يستوجب تجنيدَ نحو 6 آلاف عنصر إضافي بتكلفة تصلُ إلى مليار دولار وتشملُ التجهيزاتِ اللوجستية والأسلحة.

بري يكشف تفاصيل رسالته إلى هوكستين: لبنان متمسك بالقرار 1701 وصف رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، اجتماعه مع الموفد الأميركي الخاص عاموس هوكستين بأنه كان " أكثر من جدّي ووصلنا الى نتيجة إيجابية"، معلنا تمسّك لبنان بالقرار 1701 كما هو، من دون أي تغيير. "1701 بلاس"

يجري الحديث في لبنان عن مسودة مشروع قرار أميركي- فرنسي جديد سُمي بالقرار "1701 بلاس"، يتضمن في بنوده الـ 14 "حلا ديبلوماسيا للصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله".

وإذ أعلنت الحكومة اللبنانية بتطبيق كامل للقرار 1701 كجزء من الإلتزمات الدولية، تختلف القوى السياسية اللبنانية في آراءها حول تطبيق القرار، بين من تطالب بتعزيز وجود قوات اليونيفيل في جنوب البلاد، مثل أحزاب "القوات اللبنانية" و"الكتائب" وعدد من النواب المستقلين، في حين تعارض أطراف أخرى، مثل كتلة حزب الله النيابية وحلفاءها في البرلمان، "أي تقليص لسيادة لبنان" أو ما تصفه "بالقدرات العسكرية للمقاومة".

هذا التباين في وجهات النظر والذي زاد من تعقيد المشهد بين القوى السياسية اللبنانية، يرى مراقبون أن البعض يستخدمه كأداة سياسية لدعم مواقفهم، أو ورقة ضغط ضد خصومهم.

الولايات المتحدة كان موقفها واضح بشأن تنفيذ القرار 1701، وتجلى ذلك من خلال تصريحات هوكستين، الذي تداولت الأنباء أنه يؤيد فكرة تعديل للقرار تحت مسمى "1701 بلاس" بحيث ينجح هذه المرة ليس فقط لوضع حد للحرب الدائرة حاليا، بل منع نشوب أي صراع في المستقبل بين إسرائيل وحزب الله.

الأستاذة في القانون الدولي من بيروت، جوديت التيني، قالت في حديث سابق لقناة "الحرة"، إن "التعديلات المزعومة ستأخذ الكثير من الوقت وبالتالي ستفوت الفرصة على اللبنانيين تطبيق القرار الموجود أصلا" والذي قالت إن "لا مشكلة فيه".

وأشارت إلى أن لبنان وإسرائيل لم ينفذا قرار 1701 منذ اعتماده عام 2006، سوى بند واحد وهو وقف إطلاق النار، والمهم أن يبدأ الطرفان بمرحلة تنفيذ بقية البنود، وطالبت بالإسراع بتطبيق القرار لإنهاء الصراع ومنع وقوع المزيد من الضحايا من القتلى والجرحى، مشيرة إلى أنه "بحسب القانون الدولي، فأن قرارات مجلس الأمن الدولي لا تسقط بمرور الزمن أو بعدم التطبيق والمهم في الأمر تطبيق تلك القرارات".

وأوضحت الأستاذة في القانون الدولي أن أمام لبنان اليوم فرصة لتطبيق القرار 1701 بجميع بنوده "كما هو"، مشيرة إلى أن عدم تطبيقه لحد الآن سببه "القرار السياسي" والظروف التي مرت بها لبنان منذ 2006 والتي منعت تطبيق هذا القرار

القرار الحالي، حسب التيني، "كامل ومنصف" لكلا الطرفين، مشيرة إلى أن المنطقة ليست بحاجة إلى إجراء تعديلات عليه، وأن "لاحد يعرف لحد الان طبيعة ومضمون هذه التعديلات وما يطرح في الصحافة ووسائل الاعلام هو مجرد كلام عام وأفكار ومقترحات".

الحكم بفشل أو نجاح أي قرار مرهون بتنفيذه أولا وثم تقييمه لاحقا وإجراء التعديلات المطلوبة لسد الثغرات، وفق التيني، التي تقول إن "هذا الأمر لم يحدث في القرار 1701 الذي يعتبر بحسب ميثاق الأمم المتحدة قرار ملزم، وبالتالي فإن الطرفين بحاجة أولا إلى تطبيق القرار وعدم تفويت الفرصة وبعد ذلك لكل حادث حديث".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار الجیش اللبنانی الأمم المتحدة فی جنوب لبنان تطبیق القرار بین إسرائیل ملیون یورو قرار الأمم القرار 1701 فی لبنان حزب الله قرار 1701 إلى أن

إقرأ أيضاً:

خصوم حزب الله في دائرة الضوء.. مواقف القوات اللبنانية نموذجًا!


في ظلّ التصعيد المتواصل على الجبهة الجنوبية، ورفع إسرائيل وتيرة تهديداتها بحرب واسعة ضدّ لبنان في المرحلة المقبلة رغم فتح باب، أو ربما "نافذة" للتفاوض من خلال لجنة "الميكانيزم" التي  صف تمثيل أوسع، مع الحضور المدني داخلها، تتّجه الأنظار في الداخل إلى مواقف القوى السياسية المعارضة للحزب، بوصفها جزءًا أساسيًا من النقاش الدائر حول موقع الدولة، وحدود القرار السيادي، وكيفية مقاربة التطورات العسكرية والسياسية الخطيرة.
 
ضمن هذا السياق، برزت في الفترة الأخيرة مواقف متقدّمة لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ولا سيما تلك التي وجّهها إلى رئاستي الجمهورية والحكومة، داعيًا إيّاهما إلى “عدم تضييع الوقت” واتخاذ قرارات واضحة حيال ما يجري، عبر تنفيذ قرارات مجلس الوزراء القاضية بسحب السلاح. ويتقاطع هذا الموقف مع تعليقاته على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث دعا إلى مقاربة سياسية مباشرة لنتائجها.
 
وإذا كان هذا الخطاب يجد من ينتقد، باعتبار أنّ جعجع بات يتغاضى عن كل ما ترتكبه إسرائيل من مجازر، ليلقي باللائمة على "حزب الله" ومن خلفه إيران في كل ما جرى ويجري، فإنّه يفتح في الوقت نفسه باب نقاش أوسع حول "وظيفة" مثل هذه التصريحات في هذه المرحلة، فهل تعبّر هذه المواقف عن مقاربة سيادية تهدف إلى تحصين الدولة ومؤسساتها، أم أنّها تندرج في سياق السجال السياسي الداخلي المستمر حول دور حزب الله وموقعه في المعادلة اللبنانية؟
 
وجهة نظر "القوات اللبنانية"
 
تنطلق “القوات اللبنانية” في مقاربتها من مبدأ ثابت تعلنه منذ سنوات، يقوم على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية وضرورة إخضاع القرارين الأمني والعسكري لمؤسساتها الدستورية فقط. وفي هذا الإطار، ترى أن التطورات الجارية على الحدود الجنوبية أعادت طرح هذا الملف بصورة أكثر إلحاحًا، نظرًا لما يترتّب على أيّ مواجهة عسكرية من انعكاسات مباشرة على الداخل اللبناني سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.
 
وتعتبر "القوات" أن مسؤولية السلطات الرسمية تكمن في الخروج من دائرة إدارة الأزمة بالحدّ الأدنى، والانتقال إلى مقاربة سياسية واضحة تُعيد الاعتبار إلى دور الدولة ومؤسساتها. وعلى هذا الأساس، تضع مواقفها في خانة الضغط السياسي المشروع من أجل تصحيح الخلل البنيوي في الدولة، وليس "التنظير" مثلاً على رئيسي الجمهورية والحكومة وغيرهما، معتبرة أن أيّ تأجيل لهذا النقاش إنما يعني ترسيخ الواقع القائم، لا الخروج منه.
 
وفي ما يتّصل بالضربات الإسرائيلية، تؤكد "القوات" في خطابها العلني، وبحسب ما يؤكد المحسوبون عليها، أن أيّ اعتداء على الأرض اللبنانية مُدان ويُشكّل انتهاكًا للسيادة، لكنها في الوقت نفسه ترى أن معالجة هذه الاعتداءات لا يمكن أن تنفصل عن أصل المشكلة المتمثّل بوجود قرار عسكري خارج الإطار الرسمي. لذلك، تدعو إلى استثمار هذه اللحظة لإطلاق مسار سياسي يضع حدًّا لهذا الواقع، بدل الاكتفاء بإدارة ارتداداته.
 
مواقف "القوات" في مرمى الانتقادات
 
في المقابل، ترى قوى سياسية أخرى أن خطاب خصوم "حزب الله"،  ومن ضمنهم "القوات اللبنانية"، يتّسم بحدّة عالية، ويأتي في توقيت بالغ الحساسية، ما يستوجب قدرًا أكبر من التريّث في الخطاب السياسي، حرصًا على عدم تعميق الانقسام الداخلي في لحظة مواجهة خارجية مفتوحة، وهناك من يشير إلى مشكلة خطاب خصوم "حزب الله" أنّ بعضهم لا يتردّد في القفز فوق المراحل، وإعلان التحالف مع إسرائيل، ليس اقتناعًا بنهجها، ولكن نكاية بـ"حزب الله".
 
ويشير منتقدو “القوات” إلى أن التركيز على الصراع الداخلي بالتوازي مع الضربات الإسرائيلية قد يُضعف موقع الدولة اللبنانية في الدفاع عن نفسها أمام المجتمع الدولي، ويُظهرها منقسمة على ذاتها في لحظة تحتاج فيها إلى حدّ أدنى من التماسك السياسي. كما يلفت هؤلاء إلى أن السيادة، وإن كانت هدفًا جامعًا من حيث المبدأ، فإن مقاربتها لا يمكن أن تتمّ من زاوية سياسية واحدة، ولا عبر خطاب يُعلي من منسوب المواجهة الداخلية.
 
وفقًا لهؤلاء، فإنّ السيادة لا يمكن أن تتحقق عمليًا إلا عبر مسار وطني تدريجي يعالج تعقيدات الواقع اللبناني بكل تشابكاته الإقليمية والداخلية، وهو ما يسري على خطاب "القوات" المتسخفّ بهاجس الحرب الأهلية. ويرى أصحاب هذا الرأي أن تحميل التطورات الجارية بُعدًا داخليًا صرفًا قد يتجاهل طبيعة الصراع الأوسع في المنطقة، ويُغفل حجم الضغوط الخارجية المفروضة على لبنان بمختلف مكوّناته، وليس على طرف واحد دون سواه.
 
بين مقاربة “القوات اللبنانية” التي تطرح أولوية القرار السيادي وحصرية السلاح، وبين مقاربة منتقديها الذين يدعون إلى التخفيف من حدّة الاشتباك السياسي الداخلي في هذه اللحظة المفصلية، يقف لبنان مرة إضافية أمام معادلة شديدة التعقيد: كيف يمكن تحصين السيادة من دون تعميق الانقسام؟ وكيف يمكن إدارة الخلاف حول الخيارات الاستراتيجية للدولة من دون أن يتحوّل إلى عامل إضافي من عوامل الضعف في مواجهة الأخطار الخارجية؟ المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة Lebanon 24 معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة 09/12/2025 12:01:34 09/12/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 أخطاء خصوم "حزب الله" تعزز موقعه شيعياً Lebanon 24 أخطاء خصوم "حزب الله" تعزز موقعه شيعياً 09/12/2025 12:01:34 09/12/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 موقع "المونيتور": الجماعة الإسلامية اللبنانية في دائرة الضوء مع تحرك واشنطن لتصنيف فروع للإخوان كمنظمات إرهابية أجنبية Lebanon 24 موقع "المونيتور": الجماعة الإسلامية اللبنانية في دائرة الضوء مع تحرك واشنطن لتصنيف فروع للإخوان كمنظمات إرهابية أجنبية 09/12/2025 12:01:34 09/12/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 "القوات اللبنانية" ترد على "تهمة الوشاية": مواقفنا واضحة Lebanon 24 "القوات اللبنانية" ترد على "تهمة الوشاية": مواقفنا واضحة 09/12/2025 12:01:34 09/12/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 مجلس الوزراء الإسرائيلية الإسرائيلي اللبنانية حزب الله الجمهوري إسرائيل جمهورية تابع قد يعجبك أيضاً جريمة مروعة في بيروت.. إبن بلدة البابلية قتل طليقته ثم نفسه! Lebanon 24 جريمة مروعة في بيروت.. إبن بلدة البابلية قتل طليقته ثم نفسه! 04:40 | 2025-12-09 09/12/2025 04:40:03 Lebanon 24 Lebanon 24 المستجدات الأخيرة وسبل دعم الجيش بين هيكل ولودريان في اليرزة Lebanon 24 المستجدات الأخيرة وسبل دعم الجيش بين هيكل ولودريان في اليرزة 04:35 | 2025-12-09 09/12/2025 04:35:09 Lebanon 24 Lebanon 24 الضمان يكشف نتائج 2025: مئات المليارات المحصّلة وتشديد الإجراءات ضد المؤسسات المخالفة Lebanon 24 الضمان يكشف نتائج 2025: مئات المليارات المحصّلة وتشديد الإجراءات ضد المؤسسات المخالفة 04:23 | 2025-12-09 09/12/2025 04:23:52 Lebanon 24 Lebanon 24 مقابل شاطئ عمشيت... العثور على جثة تعود لشاب أربعيني في البحر Lebanon 24 مقابل شاطئ عمشيت... العثور على جثة تعود لشاب أربعيني في البحر 04:20 | 2025-12-09 09/12/2025 04:20:13 Lebanon 24 Lebanon 24 حمادة: الحكومة لم تقدّم فلسًا واحدًا لمن فقد منزله من جراء العدوان الإسرائيلي Lebanon 24 حمادة: الحكومة لم تقدّم فلسًا واحدًا لمن فقد منزله من جراء العدوان الإسرائيلي 04:16 | 2025-12-09 09/12/2025 04:16:42 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة منخفض "دوار" يضرب لبنان: كانون الأول يعد بالخيرات.. استعدوا لسلسلة من المنخفضات Lebanon 24 منخفض "دوار" يضرب لبنان: كانون الأول يعد بالخيرات.. استعدوا لسلسلة من المنخفضات 02:30 | 2025-12-09 09/12/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ممثل لبنانيّ شهير مصاب بالسرطان منذ سنتين: "عم جرّب اكسب وقت حدّ أولادي" Lebanon 24 ممثل لبنانيّ شهير مصاب بالسرطان منذ سنتين: "عم جرّب اكسب وقت حدّ أولادي" 05:51 | 2025-12-08 08/12/2025 05:51:56 Lebanon 24 Lebanon 24 إطلاق نار من أسلحة ثقيلة وتحرّك دبابات... هذا ما يحدث في الجنوب الآن Lebanon 24 إطلاق نار من أسلحة ثقيلة وتحرّك دبابات... هذا ما يحدث في الجنوب الآن 10:50 | 2025-12-08 08/12/2025 10:50:31 Lebanon 24 Lebanon 24 هل يتم نقل لبنان من ضفة الى اخرى؟ Lebanon 24 هل يتم نقل لبنان من ضفة الى اخرى؟ 11:00 | 2025-12-08 08/12/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "لا يزال خطيراً".. موقع أميركي يُحذّر إسرائيل من مناورتها الخطيرة ضد "حزب الله" Lebanon 24 "لا يزال خطيراً".. موقع أميركي يُحذّر إسرائيل من مناورتها الخطيرة ضد "حزب الله" 10:30 | 2025-12-08 08/12/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب حسين خليفة - Houssein Khalifa أيضاً في لبنان 04:40 | 2025-12-09 جريمة مروعة في بيروت.. إبن بلدة البابلية قتل طليقته ثم نفسه! 04:35 | 2025-12-09 المستجدات الأخيرة وسبل دعم الجيش بين هيكل ولودريان في اليرزة 04:23 | 2025-12-09 الضمان يكشف نتائج 2025: مئات المليارات المحصّلة وتشديد الإجراءات ضد المؤسسات المخالفة 04:20 | 2025-12-09 مقابل شاطئ عمشيت... العثور على جثة تعود لشاب أربعيني في البحر 04:16 | 2025-12-09 حمادة: الحكومة لم تقدّم فلسًا واحدًا لمن فقد منزله من جراء العدوان الإسرائيلي 04:00 | 2025-12-09 مفاوضات تحت الضغط… لبنان على خطّ الاختبار الاميركي فيديو محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 09/12/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) 04:00 | 2025-12-06 09/12/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء 09:14 | 2025-12-01 09/12/2025 12:01:34 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • حكومة الإطار”الجهادية” تحذف أسم حزب الله اللبناني والحوثيين من قوائم الإرهاب
  • خصوم حزب الله في دائرة الضوء.. مواقف القوات اللبنانية نموذجًا!
  • أوروبا تدرس دعم الأمن اللبناني لتفريغ الجيش لنزع السلاح
  • الاتحاد الأوروبي يبحث خيارات لتعزيز قوى الأمن الداخلي وتخفيف العبء على الجيش اللبناني
  • السفير الأمريكي في لبنان: اتصالات قائمة لزيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن
  • رويترز: الاتحاد الأوروبي سيساعد الجيش اللبناني على نزع سلاح حزب الله
  • اللواء شقير استقبل رئيس الجامعة اللبنانية.. وبحث في سبُل التعاون
  • اجتماع فرنسي - أميركي- سعودي في باريس بمشاركة قائد الجيش وعون الى سلطنة عمان
  • اليونيفيل تؤكد انتهاك إسرائيل وقف النار في لبنان بشكل صارخ
  • اليونيفيل: مهمتنا دعم الجيش اللبناني لتهيئة الظروف ليسيطر على جنوب لبنان