نميرة نجم: الغرب في مواجهة العالم يتجاهل القانون الدولي بفلسطين
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
قالت السفيرة د.نميرة نجم خبير القانون الدولي و مديرة المرصد الأفريقي للهجرة إن مع كل الإصلاحات في نظام العقوبات في الأمم المتحدة، لا تزال الدول قانونيًا تناقش ما إذا كانت العقوبات شكلاً من أشكال التدابير السلمية أو غير السلمية، وتظل التأثيرات شديدة على السكان المدنيين في الدول الخاضعة للعقوبات، لذا فهل تلتزم العقوبات بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان؟ومن أجل ذلك ، لا نزال في حاجة إلى تحليل ما إذا كانت العقوبات قد حققت أهدافها أم أنها انتهت إلى استخدامها كعقاب جماعي جاء ذلك في كلمة السفيرة تحت عنوان "العقوبات والتدابير الاقتصادية واستخدام الإكراه الاقتصادي " أثناء جلسةً حوار تحت عنوان "العقوبات: هل هي حقا "الغرب ضد بقية العالم"؟ بمؤتمر لندن للقانون الدولي 2024 المنعقد في عاصمة المملكة المتحدة البريطانية.
وفي بداية كلمتها قالت السفيرة لقد وعدت المنظمين لهذا الحدث اني سأبذل قصارى جهدي للتركيز على القانون ، على الرغم من مدى صعوبة ذلك ، فهذه قضية سياسية للغاية ونحن في أوقات الاضطرابات العالمية، فلقد أتيت لأتحدث عن القانون الدولي الذي تم تجاهله تمامًا في سياق فلسطين والشرق الأوسط الأوسط ، ومثل هذه المعايير المزدوجة تضع نقاش الغرب مقابل بقية العالم في قلب المناقشات الدولية.
وأضافت السفيرة لقد بدأت العقوبات شاملة على الدولة التي تنتهك الميثاق أو غيرها من الالتزامات الخطيرة للقانون الدولي ، وشملت العقوبات الاقتصادية، والتجميد المالي للأصول، وحظر الأسلحة، فضلاً عن قوائم الأفراد المستهدفين ، والهدف الرئيسي من العقوبات هو تشجيع الحكومات على إعادة الامتثال للقانون الدولي ،لتغيير سلوكها ، ولم تؤثر هذه العقوبات الشاملة على الحكومات التي كانت المحفزات وراء انتهاكات القانون الدولي، ولكن السكان المدنيين في هذه الدول عانوا بشدة من العقوبات الاقتصادية ، وهنا بدأت عملية إصلاح نظام العقوبات الدولي ، وبعد جهود مضنية من جانب عدد قليل من الدول غير الدائمة العضوية، وافق مجلس الأمن على مراجعة هذا النظام من أجل تعزيز فعاليته وشفافيته ونزاهته ، وبعد سنوات من المناقشة، انتقلنا إلى العقوبات المستهدفة موجهة إلى المسؤولين (أفراداً أو كيانات) عن انتهاكات القانون الدولي، ومن بين التدابير المفروضة عليهم:تجميد الأصول ، حظر السفر ، حظر الأسلحة ، و القيود على السلع .
وأكدت السفيرة على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة فيما يتعلق بالعقوبات التي تستهدف الأفراد، وخاصة في سياق مكافحة الإرهاب على سبيل المثال، فقد تأثرت العديد من الحقوق الأساسية سلباً، وأثبت الوقت أن العديد من الأشخاص الذين تم إدراجهم في القوائم ربما كانوا مستهدفين سياسياً من قبل أنظمة معينة بدلاً من كونهم مرتكبي جرائم إرهابية إلى الحد الذي لم يتمكن فيه البعض من الوصول إلى أموالهم لتلقي العلاجات الطبية ، ولهذا السبب، أنشأت اللجنة المنشأة عملاً بالقرار 1267 آلية أمين المظالم، التي عززت إلى حد ما الحق في الإجراءات القانونية الواجبة ، وخاصة لأنه للمرة الأولى، أتيحت الفرصة للأفراد المدرجين في القائمة لسرد جانبهم من القصة. وهذا تقدم كبير بالفعل.
وأوضحت السفيرة أنه مع ذلك تظل نقاط الضعف قائمة بسبب الافتقار إلى الضمانات الإجرائية والقيود غير المتناسبة على الحقوق الأساسية ، وتساءلت كيف يمكننا أن نتظاهر بأن هدف بعض العقوبات هو حماية المدنيين من انتهاكات حقوق الإنسان، في حين أن العقوبات نفسها تنتهك حقوق الإنسان؟ قائلة إنه أمر متناقض للغاية بالنسبة لي!
وأشارت نجم ، فإن العقوبات لا تكون متناسبة ومتوافقة مع حقوق الإنسان إلا إذا كان هناك عدد من المعايير الرئيسية أولاً، في مرحلة الإدراج، يجب أن تكون المعلومات والأسباب وراء طلب الإدراج مفصلة وموثقة ،ثانياً، يجب أن يكون للنظام هيئة مخولة بإجراء مراجعات لقرارات الإدراج ، ومن الناحية المثالية، يجب أن تكون هذه الهيئة قادرة على إجراء المراجعات القضائية، أو على أقل تقدير، يجب توسيع آلية أمين المظالم لتشمل جميع أنظمة العقوبات ،ثالثاً، لا ينبغي فرض التدابير التقييدية بطريقة شاملة دون النظر في خصوصيات كل حالة ،رابعاً، يجب أن تكون هناك آلية لمنح سبل الانتصاف للقوائم الخاطئة أو التدابير التي تقيد الحقوق الأساسية بشكل غير متناسب.
وعلقت خبيرة القانون الدولي إن إطار العقوبات الحالي، للأسف، لا يفي بهذه المعايير. ولإعادة النقاش إلى الغرب مقابل بقية الدول، فإن العديد من الدول الغربية ترى أن العقوبات وسيلة سلمية لتجنب استخدام القوة وأن التطور في نظام عقوبات الأمم المتحدة يفي بالمعايير الأساسية للعدالة وحقوق الإنسان، ولكن بالنسبة لبقية الدول، فإن هذا ليس هو الحال، حيث تُعتبر العقوبات بداية للعداء ضد دولة، ولا يتم الوفاء بمعايير حقوق الإنسان والعدالة وهي أداة سياسية في أيدي الدول الخمس الدائمة العضوية لاستخدامها ضد الأنظمة التي تعتبرها أعداء وليس منتهكين للقانون الدولي ، لذلك، لا يزال هناك مكان للمناقشات حول هذه القضية.
وأشارت السفيرة للتأثيرات القانونية لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير الصادر في سبتمبر 2024 والذي دعا جميع الدول إلى، "تنفيذ العقوبات، بما في ذلك حظر السفر وتجميد الأصول، ضد الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين المتورطين في الحفاظ على الوجود الإسرائيلي غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك فيما يتعلق بعنف المستوطنين"؛ [الفقرة 5(ج) من القرار] و أفادت السفيرة ان القرار يستحق التحليل نظرًا للوضع الحالي في فلسطين، حيث ينشأ مرة أخرى مفهوم الغرب ضد بقية العالم.
و أوضحت السفيرة أن العقوبات المتعددة الأطراف في الاتحاد الأفريقي، تُفرض على الدول بسبب التغيير غير الدستوري للحكومات ، وتستهدف تغيير سلوك الحكومة غير الدستورية للعودة إلى الدستور وسيادة القانون.
بينما يتبنى الاتحاد الأفريقي عادة تعليق المشاركة في أنشطة الاتحاد الأفريقي، فإن العقوبات الأخرى هي ما يسميه إعلان لومي "عقوبات محدودة ومستهدفة".
ومنذ البداية، تم تصميم عقوبات الاتحاد الأفريقي كعقوبات مستهدفة ،وهي موجهة ضد الزعماء السياسيين أو المسؤولين الحكوميين أو الجهات الفاعلة غير الحكومية المسؤولة عن الانتهاكات مثل التغيير غير الدستوري للحكومة.
وعلقت نجم إن العقوبات وتعليق العضوية من الاتحاد الأفريقي والكتل الإقليمية ليست بنفس الفعالية التي كانت عليها في السابق، كما يرى بعض الباحثين، وذلك بسبب الافتقار إلى الاتساق في قرارات حالات فرض العقوبات على دول الاتحاد الأفريقي ، وربما كان هذا التناقض ليضعف التأثير الرادع للعقوبات ويعزز التحدي بين قادة دول الاتحاد الأفريقي في بعض الدول ، ولا يسعني هنا أن أغفل ذكر نظرية المؤامرة حيث يرى البعض أن التناقض يرجع إلى الضغوط الغربية أو الأجنبية على الاتحاد الأفريقي، وهو ما يعيدنا إلى فكرة الغرب ضد بقية العالم.
وأكدت نجم إن العقوبات المؤسسية هي الأقل إثارة للجدل، حيث تفرضها المؤسسات المتعددة الأطراف على الدول الأعضاء لعدم سداد مساهماتها السنوية المقررة في ميزانيات المؤسسات. وتشمل هذه العقوبات الحرمان من المشاركة في الاجتماعات أو من حق التصويت. وهنا لن نسمع الغرب ضد بقية العالم، إلا إذا كانت الدولة المتخلفة عن السداد خاضعة لعقوبات متعددة الأطراف أو أحادية الجانب، وستلجأ إليها لتبرير عجزها عن الوفاء بالتزاماتها المالية.
واوضحت السفيرةً ان العقوبات الأحادية الجانب، التي تفرضها دولة واحدة على دولة أخرى، وأحيانًا ضد كيان أو فرد. هذه العقوبات مدفوعة بسياسات ومصالح الدولة التي تفرضها. وهي تشمل عقوبات اقتصادية أو سياسية أو عسكرية وتهدف إلى إكراه أو معاقبة أو تغيير سلوك دولة مستهدفة.
وقالت السفيرة إن هذا هو الشكل الأكثر إثارة للجدل للعقوبات في ظل فكرة الغرب مقابل بقية العالم ، فإذا تتبعنا من هو مصدر العقوبات ومن هو المتلقي لها، فسنجد الإجابة ، فسواء بناءً على الانقسام الجيوسياسي أو الاقتصادي بين الدول المتقدمة (في الغرب بشكل أساسي) والدول النامية (في الجنوب العالمي بشكل أساسي)، فسنجد أن الأبطال الرئيسيين لفرض العقوبات الأحادية الجانب هم من الغرب ضد الآخرين أو بقية العالم.
وعقبت نجم فبعد تاريخ استعماري طويل، وجدت بعض الدول التي ناضلت من أجل الاستقلال نفسها تحت عقوبات أحادية الجانب لأي سبب كان، وهنا لا نناقش مبررات العقوبات، بل حقيقة أن بعض الدول في حقبة ما بعد الاستعمار تخضع لعقوبات من قبل المستعمرين القدامى
وتساءلت نجم في هذا السياق، كيف سينظر مواطنو هذا البلد إلى العقوبات هل سيصدقون يومًا أن مثل هذه العقوبات قد تكون مبررة أم سيتصورون أن العقوبات هي أداة سياسية تستخدم ضد حكومتهم لتقويض استقلالها؟ أين مفهوم الشرعية هنا، هل تم احترامه أم تجاهله؟
وعقبت نجم علاوة والعقوبات المفروضة على الشركات في الحروب التجارية، مرة أخرى من يفرضها وضد من؟ على الأقل على حد علمي، فإن قِلة قليلة من الدول الأخرى، إن وجدت، ستفرض عقوبات على شركات الغرب، وأولئك الذين يفعلون ذلك يتصرفون عادة انتقاما للتدابير التي اتخذتها الدولة الغربية حيث تم تسجيل الشركة ضدهم.
في القارة الأفريقية على سبيل المثال، تؤكد العقوبات الأحادية الأخيرة على بلدانها على التوترات الجيوسياسية بين القوى الغربية والحكومات الأفريقية ، واليوم، تزعم العديد من الدول الأفريقية أن هذه التدابير تخدم في المقام الأول المصالح الجيوسياسية للدول التي تفرض العقوبات بدلاً من تعزيز الديمقراطية أو حقوق الإنسان أو الأمن العالمي.
وفي النهاية كلمتها قالت نجم أنه لابد علي التأكيد على أهمية سيادة القانون والعدالة، وحتى الآن في كل أشكال العقوبات التي ذكرتها، نحتاج إلى مراجعة جدية لمدى فعاليتها في تحقيق الأهداف المرجوة منها؟ هل تؤدي حقًا إلى تغيير في الديناميكيات الداخلية للدولة الخاضعة للعقوبات أم أنها تؤدي إلى طريق مسدود ولا يدفع الثمن إلا السكان المحليون؟ علاوة على ذلك، إلى أي مدى يكون فرض العقوبات في حد ذاته عادلاً ويتبع قواعد القانون الدولي؟ هذا هو الغذاء للفكر الذي أريد أن أتركه لكم، لأن هذه المناقشة لن تنتهي هنا.
أدار جلسة الحوار المنعقدة في مؤتمر لندن للقانون الدكتورة فيديريكا بادو أستاذ مشارك وزميل ديريك بويت في القانون، كلية كوينز، جامعة كامبريدج وتحدث في الجلسة بيترا مهنيش المستشارة القانونية لمجلس الاتحاد الأوروبي، والبروفسيرة باتريشيا ويتر هيلجارت أستاذ القانون العام والقانون الدولي العام وحقوق الإنسان، بجامعة إرلانجن- نورمبرج ، و نيكولاس واديل نائب مدير إدارة العقوبات، بوزارة الخارجية والتنمية البريطانية .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السفيرة د نميرة نجم القانون الدولي مديرة المرصد الأفريقي للهجرة الإصلاحات العقوبات الاتحاد الأفریقی القانون الدولی للقانون الدولی حقوق الإنسان هذه العقوبات فرض العقوبات إن العقوبات العدید من من الدول یجب أن
إقرأ أيضاً:
الشيباني: سوريا والسعودية تدخلان مرحلة قوية من التعاون الاستثماري والاقتصادي.. ابن فرحان: سنبقى بمقدمة الدول الداعمة لسوريا
دمشق-سانا
أكد وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني أن سوريا والسعودية تدخلان مرحلة قوية من التعاون الاستثماري والاقتصادي المشترك، مشيراً إلى أن قوة الشراكة بين البلدين تكمن في المصالح المتبادلة، والاحترام المتبادل، والرؤية المشتركة لمنطقة مستقرة.
وقال الوزير الشيباني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في قصر تشرين بدمشق: ناقشنا العديد من الأمور، وكان هناك اجتماع مخصص في مجالي الاقتصاد والطاقة، ومجالات الاستثمار المشتركة، وأتوجه بشكر خاص إلى قيادة المملكة العربية السعودية ومؤسساتها الدبلوماسية، فقد كان الدعم الذي قدمته لسوريا منذ لحظة التحرير واضحاً وبناءً وعميق الأثر، وهذا الدعم لم يكن رمزياً بل ملموساً، وجاء في اللحظة التي كان فيها الشعب السوري بأمس الحاجة إليه.
وأضاف الوزير الشيباني: نحن ممتنون بشكل خاص للدور الذي قامت به السعودية، وخاصة في موضوع رفع العقوبات، وهذه الإجراءات لم تضعف الحكومات بل أضعفت العائلات والشعب السوري، ولم تستهدف الأنظمة بل استهدفت بقاءنا وتعافينا، وندرك تماماً أن رفع العقوبات ليس سوى بداية، فالعمل الحقيقي قد بدأ الآن، وبدأت حكومتنا فعلاً باتخاذ خطوات جادة لإعطاء الأولوية لتوفير الخدمات الأساسية في جميع المحافظات، والتركيز واضح وعاجل في مجال الطاقة والكهرباء والمياه والوقود والغذاء والدواء التي يستحقها كل مواطن سوري.
وتابع الوزير الشيباني: قبل يومين وقعنا اتفاقية كبرى في مجال الطاقة ستعيد النور إلى سوريا، هذا هو النوع من التقدم الذي نلتزم بتقديمه، لا بالكلمات بل بالأفعال، لكن إعادة إعمار سوريا لا تتعلق فقط بإصلاح ما تهدم بل ببناء ما هو أفضل، مشيراً إلى أن سوريا والمملكة تدخلان في مرحلة قوية من التعاون الاستثماري والاقتصادي المشترك، وهذه المبادرات الاستراتيجية تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية، وإنعاش الزراعة وإعادة تدوير عجلة الاقتصاد، وخلق فرص عمل حقيقية للسوريين، حيث يتم إيلاء أهمية قصوى للقطاعات الخدمية ولإحياء سوق العمل، وخاصة في مجال المصانع والورش والأراضي الزراعية والممرات التجارية حتى تعود الحياة إلى جميع أرجاء سوريا.
وأضاف الوزير الشيباني: إن هذا هو الخيار الذي تتخذه سوريا، سيادة اقتصادية من خلال التحالف الاستراتيجي، لا من خلال الاعتماد على المعونات والمساعدات، وإن قوة الشراكة مع المملكة العربية السعودية تكمن في المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، والرؤية المشتركة لمنطقة مستقرة تبنيها دول مستقرة، موضحاً أن سوريا تركز بشكل خاص على تمكين الأعمال المحلية، وتوسيع فرص العمل للشباب وضمان عودة الكفاءات والمهنيين السوريين إلى ميادينهم بفخر.
وأكد الوزير الشيباني، أن إعادة إعمار سوريا لن تفرض من خارج سوريا، بل ستبنى من الشعب السوري ولأجله، وسيكون للسعودية دور محوري في هذه المرحلة، فالأطر الاستثمارية التي تطورها سوريا تركز على المنفعة المتبادلة، والشفافية، واحترام سيادة سوريا، لافتاً إلى أن التحديات كبيرة، وسنوات الحرب خلفت ندوباً ليس في المدن فقط بل في القلوب أيضاً، ورغم ذلك فإن السوريين مصممون على الشفاء، وهذا يحتاج إلى عدالة واعتراف بالتضحيات.
وقال الوزير الشيباني: نحن اليوم في موسم الحج المبارك، الذي تتوجه فيه قلوب الأمة نحو مكة المكرمة في وحدة الدعاء، وهذا العام تشرفت حكومتنا بتسيير أداء الفريضة لمئات العائلات السورية، وخاصة عائلات الشهداء، والذين جرحوا أو شوهوا إلى الأبد بسبب نضالهم ضد نظام الأسد، فرحلتهم إلى بيت الله الحرام ليست فقط مكافأة على صبرهم، بل هي رمز لسوريا التي نسعى إلى بنائها، سوريا التي تكرم أبطالها وتحمي أضعفها، ولا تنسى من تألم، وترفض أن تترك أحداً خلفها، هذه هي روح هذه المرحلة الجديدة، هذه هي هوية سوريا الجديدة، وطن يعود إلى مكانه الطبيعي في المنطقة بتواضع وقوة ويد ممدودة نحو الشراكة.
بدوره قال وزير الخارجية السعودي: استعرضت مع فخامة الرئيس أحمد الشرع فرص تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يعكس الروابط الأخوية والتاريخية بين البلدين والشعبين، وعبّرت خلال هذه الزيارة عن تطلع المملكة لتعزيز الشراكة مع الأشقاء في سوريا، بما يسهم في ترسيخ الاستقرار ودعم فرص النهوض الاقتصادي لتكون سوريا في موقعها ومكانتها الطبيعية.
وأضاف الوزير فيصل بن فرحان: تثمن المملكة استجابة الرئيس الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا، كما تثمن الإعلان المماثل من المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والخطوات التي من شأنها أن تعزز ثقة الشعب السوري في مستقبله، وسيسهم رفع العقوبات بدوران عجلة الاقتصاد السوري المعطل منذ عقود، وسينعكس ذلك سريعاً على المزيد من التنمية والاستقرار والازدهار، وستقدم المملكة بمشاركة دولة قطر دعماً مالياً مشتركاً للعاملين في القطاع العام في سوريا.
وتابع وزير الخارجية السعودي: جرى بحث أوجه الدعم الاستثماري والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، واليوم يرافقنا في الزيارة وفد اقتصادي رفيع المستوى، لإجراء مباحثات لتعزيز أوجه التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وستتبع ذلك وفود اقتصادية في الأيام القادمة، تضم عدداً كبيراً من رجال الأعمال في المملكة، في مجالات الطاقة والزراعة والتجارة والبنية التحتية وتقنيات الاتصال والمعلومات.
وقال الوزير فيصل بن فرحان: ما قامت به المملكة بالتنسيق مع الأشقاء في سوريا من جهود لرفع العقوبات هو تمثيل لوقوف الأخ مع أخيه، وكما شاهدنا فرحة الشعب السوري برفع العقوبات، فهناك فرحة موازية لها من الشعب السعودي الذي يتمنى كل الخير لسوريا وشعبها، ويعكس ذلك حرص المملكة على وحدة سوريا واستقرارها وعودة دورها الفاعل في الإقليم، ونؤكد أن المملكة ستبقى في مقدمة الدول التي تقف إلى جانب سوريا في مسيرة إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، وهناك توجه ورغبة كبيرة من المستثمرين في المملكة للاستفادة من هذه الفرص، في التعامل مع الأشقاء السوريين، ما يعزز المصالح المشتركة للبلدين.
وأضاف وزير الخارجية السعودي: لدى سوريا الكثير من الفرص والقدرات، وهي قادرة على أن تقوم بنفسها وبسواعد أبنائها، والشعب السوري أثبت في دول المهجر وفي العالم قدرته على الإبداع والنجاح في مختلف المجالات، واليوم أمامه فرصة للنهوض بوطنه، ونحن معهم يداً بيد، بتوجيهات من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لتقديم كل أوجه الإسناد والدعم للشعب السوري، ونعمل بشكل وثيق ومستمر مع الحكومة السورية في مساعي وجهود تحقيق تطلعات الشعب السوري، وتعزيز وحدته الوطنية بما يجسد العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين.
تابعوا أخبار سانا على