لجريدة عمان:
2025-07-29@16:57:21 GMT

سلطنة عُمان.. كنوز جيولوجية نادرة لم تُكتشف

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

- د. محمد الكندي: صخور الأفيولايت والكهوف توفر فرصًا فريدة لدراسة قاع المحيط القديم

- تحسين البنية الأساسية في المواقع الجيولوجية يسهم في جذب المزيد من الزوار

- السياحة الجيولوجية تسهم في دعم البنية الأساسية وإيجاد فرص عمل

تُعد سلطنة عُمان من الوجهات السياحية الفريدة التي تحتضن تنوعًا جغرافيًا ساحرًا، حيث تمتزج الجبال الشاهقة بالصحراء الواسعة والسواحل الذهبية.

ولكن وراء هذا الجمال الطبيعي تكمن كنوز جيولوجية مذهلة تُنتظر أن تُكتشف.

وتعزز السياحة الجيولوجية في عمان من هذا الإرث الطبيعي الفريد، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمغامرة لاحتوائها على معالم فريدة مثل جبال الحجر، التي تضم تشكيلات صخرية قديمة ونادرة، وأودية محاطة بشلالات طبيعية تخطف الأنفاس، بالإضافة إلى الصحاري الواسعة التي تخفي تحت رمالها أسرارًا تاريخية وجيولوجية، ومن خلال تعزيز السياحة الجيولوجية، يمكن للزوار اكتشاف هذا الإرث الثمين والتفاعل مع الطبيعة بطريقة جديدة ومثيرة.

التنوع الطبيعي والتاريخي

وأوضح الدكتور محمد بن هلال الكندي، الرئيس التنفيذي لمركز الاستشارات الجيولوجية والجيوفيزيائية، أن هذا النوع من السياحة يركز بشكل أساسي على استكشاف المواقع الجيولوجية المتميزة والاستمتاع بالتكوينات الطبيعية الفريدة، ويقول: "سلطنة عمان تُعد بمثابة متحف جيولوجي مفتوح؛ بفضل تاريخها الجيولوجي الذي يمتد لأكثر من 800 مليون سنة"، ويتضمن هذا النوع من السياحة التعرف على تكوين الأرض، والصخور، والمعادن، بالإضافة إلى دراسة التاريخ الجيولوجي للمناطق المختلفة.

ويتابع الدكتور الكندي حول التنوع الجيولوجي الاستثنائي في عمان، بقوله: إنه يشمل تشكيلات نادرة مثل صخور الأفيولايت، والتي تُعد من أكبر وأشهر الطبقات المنكشفة على المستوى العالم، وإنها توفر فرصة فريدة لدراسة قاع المحيط القديم، وهي واحدة من أهم المواقع الجيولوجية على الأرض.

كما تحدّث عن الكهوف الضخمة والجبال الشاهقة التي تتمتع بها سلطنة عمان، قائلًا: "نحن نمتلك كهوفًا مذهلة مثل مجلس الجن، الذي يُعد من بين أكبر الكهوف في العالم، وكذلك جبال شاهقة ووديان مدهشة توفر فرصًا للتجول والاستكشاف الفريد.

وعن الخصائص الجيولوجية التي تجعل عمان وجهة مميزة للسياحة الجيولوجية، يقول: "تتميز عُمان بتنوعٍ جغرافي فريد يجذب السياح والباحثين على حد سواء، مشيرًا إلى أبرز الخصائص الجيولوجية وهي "صخور الأفيولايت" الموجودة في شمال عُمان، وفي جزيرة مصيرة ورأس مدركة، وهي الأكبر عالميًا وتقدم فرصة لدراسة قاع المحيط القديم، إضافة إلى ذلك، جبال الحجر التي تَكشف عن ملايين السنين من التاريخ الجيولوجي وتحتوي على تكوينات صخرية فريدة".

الاقتصاد المحلي

وفيما يتعلق بتأثير السياحة الجيولوجية على الاقتصاد المحلي، أشار الدكتور محمد الكندي إلى أن هذه السياحة تُسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد بعدة طرق، منها إيجاد فرص عمل من خلال تطوير المواقع الجيولوجية واستقبال السياح، مما يتطلب موظفين في مجالات متنوعة مثل الإرشاد السياحي، والضيافة، والنقل، وهذا بدوره يوفر فرص عمل للمجتمعات المحلية".

وتابع: "علاوة على ذلك، فإن المشروعات المتعلقة بالسياحة الجيولوجية تؤدي إلى تطوير البنية الأساسية، مثل تحسين الطرق وبناء الفنادق والمرافق السياحية، مما يعود بالنفع على السكان المحليين، وزيادة تدفق السياح الذي يعزز الطلب على المنتجات الحرفية المحلية، والطعام التقليدي، والخدمات، مما يدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة".

وفيما يتعلق بأبرز المواقع الجيولوجية التي يجب على السياح زيارتها، ذكر: "هناك العديد من المواقع الجيولوجية التي تستحق الزيارة، على سبيل المثال، صخور الأفيولايت في سمائل التي تعد فرصة نادرة لدراسة قاع المحيط القديم، حيث تحوي مواقع عالمية فريدة مثل الحمم الوسادية والحواجز النارية وخط الموهو ومناجم النحاس، مضيفًا أن الجبل الأخضر يوفر مناظر خلابة وأحافير بحرية تاريخية، وهو يحتوي على مجموعة من الحدائق الأحفورية الرائعة مثل حدائق المرجان البحري والقواقع وأحافير الأسماك وغيرها، بالإضافة إلى سلسلة جبال ظفار التي تشتمل على مواقع أحفورية رائعة وكهوف وطبقات صخرية نارية ورسوبية التي تعود لمئات ملايين السنين، وكذلك رمال وهيبة التي تعد من المواقع المثيرة لدراسة التكوينات الرملية.

كما أن كهوف عُمان، مثل كهف مجلس الجن، وكهف الهوتة، وكهف طيق، وطوي أعتير تعد من بين أكبر الكهوف عالميًا، إضافة إلى جبال الحجر كجبل شمس، وسلسلة جبال مسندم التي تُضفي مزيدًا من التنوع الجيولوجي، بينما تقدم الوديان مثل وادي شاب ووادي بني خالد جمالًا طبيعيًا وتاريخًا جيولوجيًا مميزًا".

التحديات

ولا يخفي الدكتور محمد الكندي التحديات التي تواجه السياحة الجيولوجية في عمان بالقول: "تواجه السياحة الجيولوجية عدة تحديات، منها نقص الوعي بأهمية المواقع الجيولوجية وضعف البنية الأساسية في بعض المناطق النائية، لذا يجب تنفيذ حملات توعوية وتحسين الطرق والمرافق والحفاظ على البيئة وهو يمثل أيضًا تحديًا مهمًا يتطلب وضع أنظمة حماية بيئية صارمة".

كما أشار إلى قلة الترويج الدولي ونقص الخبراء المتخصصين في الجيولوجيا، قائلًا: "يمكن تجاوز هذه المعوقات من خلال تعزيز الحملات الترويجية وتدريب مرشدين متخصصين، وتوفير وسائل نقل اقتصادية تسهم في جعل هذه المواقع أكثر جاذبية للسياح".

وفيما يتعلق بزيادة الوعي بأهمية السياحة الجيولوجية بين السكان المحليين والسياح، يقترح الكندي عدة إستراتيجيات بقوله: "يمكن تنفيذ برامج تعليمية، وتنظيم حلقات عمل وندوات للمدارس والمجتمعات حول الجيولوجيا، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتطوير مواد ترويجية من خلال تنظيم حملات توعوية تسلط الضوء على فوائد السياحة الجيولوجية، بالإضافة إلى تنظيم مهرجانات ثقافية وفعاليات تشمل جولات ميدانية وأنشطة تفاعلية يمكن أن تعزز من الوعي، والأهم من ذلك مشاركة قصص النجاح من خلال عرض تجارب دول أخرى في تعزيز السياحة الجيولوجية ".

الدور الأكاديمي

وعن دور الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، يرى الدكتور محمد أنها تقوم بدور مهم في تطوير السياحة الجيولوجية من خلال إجراء أبحاث علمية حول التكوينات الجيولوجية ونشر النتائج لزيادة الوعي، بالإضافة إلى تطوير المناهج من خلال إدراج الجيولوجيا والسياحة الجيولوجية في المناهج الدراسية وتقديم برامج تدريبية للطلبة يعد خطوة أساسية".

ويضيف: "من المهم التعاون مع الهيئات الحكومية لتقديم استشارات، والمشاركة في مشروعات التنمية السياحية والتعاون مع شركات السياحة وتنظيم حملات توعية تستهدف السياح والمقيمين، وتوفير فرص البحث العملي عن طريق إجراء مشروعات ميدانية للطلبة في المواقع الجيولوجية.

التوجهات المستقبلية

وذكر الدكتور الكندي أن السياحة الجيولوجية بسلطنة عمان لديها إمكانيات كبيرة للنمو والتطوير، من خلال زيادة الوعي بأهميتها بين السكان والسياح وتحسين البنية الأساسية في هذه المواقع الجيولوجية مما يسهم في جذب المزيد من الزوار، مؤكدًا أن بناء شراكات مع الجامعات، والهيئات الحكومية، وشركات السياحة سيعزز من البرامج السياحية ويطور مشروعات جديدة مع التركيز على السياحة المستدامة التي تحافظ على البيئة وتعزز من التراث الثقافي والطبيعي.

وعن التعاون بين مركز الاستشارات الجيولوجية ووزارة التراث والسياحة، يقول: "هناك تنسيق مستمر لتطوير والتعريف بالسياحة الجيولوجية في سلطنة عُمان، يشمل تبادل المعرفة من خلال مشاركة الأبحاث والدراسات لتعزيز الترويج للمواقع الجيولوجية، وتطوير برامج سياحية عن طريق تصميم برامج تستهدف السياح المهتمين بالجيولوجيا، وتنظيم ورش عمل تدريبية للمرشدين السياح حول السياحة الجيولوجية".

ويضيف: "كما أننا نشارك في مؤتمرات دولية للترويج لعُمان بصفتها وجهة سياحية جيولوجية وللتواصل مع محترفين في هذا المجال من خلال التعاون والشراكة مع مؤسسات أكاديمية لتبادل المعرفة والخبرات في مجال الجيولوجيا والسياحة، بالإضافة إلى المشاركة في مشروعات دولية مشتركة تهدف إلى تطوير السياحة الجيولوجية، مثل إنشاء مسارات سياحية جديدة أو دراسات جدوى، مشيرا إلى أن تبادل الخبرات والاستفادة من دول أخرى يمكن أن يسهم بشكل كبير في تطوير السياحة الجيولوجية وزيادة جاذبيتها على المستوى العالمي مؤكدًا على أهمية الحصول على دعم مالي وتقني من منظمات دولية لتعزيز البنية الأساسية لهذه المشروعات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البنیة الأساسیة الدکتور محمد بالإضافة إلى من خلال سلطنة ع التی ت

إقرأ أيضاً:

توسعة الربط الجوي.. رؤية طموحة تعزز مكانة سلطنة عمان كمركز عبور عالمي

كتب-حمدان الشرقي

تسعى سلطنة عمان ممثلة بشركة مطارات عمان إلى توسعة الربط الجوي وشبكة الوجهات الدولية، واستعرض مختصون في قطاع الطيران والسفر والسياحة وفي استطلاع أجرته "عمان" أبعاد هذا التوسع على النمو الاقتصادي، وتحفيز القطاعات غير النفطية، وزيادة التدفقات السياحية، وتعزيز دور السلطنة كمركز عبور جوي عالمي، مشيرين إلى أن التوسع في الربط الجوي بإضافة خطوط طيران جديدة من مختلف الوجهات العالمية يسهم بشكل مباشر في تنشيط حركة السفر والسياحة، ويفتح آفاقا واسعة أمام قطاعات النقل والخدمات والضيافة، مؤكدين على أن الاستثمار في هذا المجال يُعد رافدًا مهمًّا في مسيرة التحول الاقتصادي الذي تنشده السلطنة في السنوات القادمة.

في البداية، قال المهندس حمود بن مصبح العلوي، نائب الرئيس التنفيذي للطيران العُماني: إن إضافة خطوط دولية جديدة تعد عنصرا حيويا ضمن استراتيجية الشركة التشغيلية والتجارية، مشيرا إلى أن إعادة هيكلة أسطول الطيران العماني تخضع لتقييم دقيق لمدى جدوى كل مسار دولي جديد، مع مراعاة مدى توافقه مع الأهداف الإستراتيجية طويلة المدى، وذلك لضمان استدامة الربحية.

وحول التنسيق بين الناقل الوطني وشركة مطارات عمان أفاد بأن هناك تنسيقا مباشرا ومكثفا مع شركة "مطارات عُمان" قائم على تكامل الإستراتيجيات، لا سيما خلال المواسم السياحية مثل موسم الخريف، وذلك لتوفير تجربة سفر متكاملة وسلسة للمسافرين، حيث يشمل التعاون جداول الرحلات، والتخطيط التشغيلي، ومناولة الأمتعة، وخدمات الضيوف، بما يضمن ترابطًا فعالًا بين الرحلات الدولية والداخلية.

وأشار إلى أن المنافسة المتزايدة مع شركات الطيران منخفضة التكلفة تمثل تحديًا على كل شركات الطيران، لكنها تخدم فئة مختلفة من المسافرين، وأكد أن الطيران العُماني -باعتباره شركة متكاملة الخدمات- يركز على تقديم تجربة سفر راقية تتميز بجودة عالية وتجسد الضيافة العُمانية الأصيلة، الأمر الذي يعزز موقع الشركة التنافسي في السوق.

وأوضح العلوي أن المحافظة على الحصة السوقية تشكل تحديا دائما لأي شركة طيران في ظل التوسع المتسارع للربط الجوي في المنطقة، وبالنسبة للطيران العماني لا يقتصر التحدي فقط على الحفاظ على الحصة السوقية، بل يشمل السعي للنمو بطريقة ذكية ومستدامة من الناحية المالية والاستراتيجية، وهو ما تعمل عليه الشركة ضمن برنامج تحول شامل يشمل تركيز الجهود على المسارات ذات الطلب المرتفع والمستدام، وبناء شراكات استراتيجية مثل الانضمام الأخير إلى تحالف "oneworld"، بالإضافة إلى تطوير المنتجات وتحسين تجربة الضيوف باستمرار، مع التمسك بالمرونة كعنصر أساسي في مواجهة تقلبات السوق.

إضافة نوعية

من جانبه أوضح الدكتور خالد بن عبدالوهاب البلوشي، مختص في قطاعي السياحة والطيران: إن التوسع في الربط الجوي الدولي يمثل إضافة نوعية مباشرة للناتج المحلي الإجمالي، لما يحمل من تأثير إيجابي على المستويين التشغيلي والخدمي، وبيّن أن زيادة عدد الرحلات الجوية الدولية لا يقتصر تأثيرها على تنشيط الحركة السياحية، بل يمتد ليشمل خدمات المطار، كالتموين، والخدمات الأرضية، والشحن الجوي، والأسواق الحرة، وغيرها من الأنشطة الداعمة.

وأشار إلى أن هذا التوسع يسهم في خلق فرص عمل جديدة، ويمنح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة منصات أوسع للاستفادة من التدفق السياحي والتجاري، مؤكدًا أن الربط الجوي يعزز الحراك الاقتصادي العام داخل السلطنة.

تكامل الأدوار

وأكد الدكتور البلوشي بأن المخاوف من أن تؤدي الزيادة في عدد شركات الطيران الأجنبية إلى الإضرار بشركات الطيران المحلية غير مبررة، مشددًا على أهمية تكامل الأدوار بدلا من التنافس، وأشار إلى أن انضمام الطيران العماني إلى تحالف "one world" يتيح له الربط مع شبكات عالمية، ويفتح آفاقا لتوسيع حضوره الدولي، مما يعزز مكانة السلطنة كمركز عبور جوي مهم في المنطقة.

وبيّن الدكتور أن القطاعات غير الجوية، وفي مقدمتها السياحة والضيافة والخدمات اللوجستية، هي المستفيد الأكبر من هذه التوسعات، فمع زيادة عدد الرحلات والوجهات سيرتفع عدد السياح مما ينعكس على إشغال الفنادق، وزيادة الطلب على المطاعم، وسيارات الأجرة، والمتاحف، والأنشطة الترفيهية.

وحول مؤهلات سلطنة عمان للتوسع بالنقل الجوي أفاد بأن سلطنة عمان تمتلك جميع المؤهلات لتكون نقطة محورية ونموذج للنقل الجوي والبحري والبري خصوصا في صلالة وصحار، حيث تتكامل المنافذ البرية وموانئ الشحن والنقل الجوي، مما يفتح آفاق التبادل التجاري والنقل العابر "الترانزيت"، ويخلق فرصًا لوجستية متقدمة.

خدمات التوقف السياحي

وأشار إلى أن تعزيز الربط الجوي يتيح استكشاف مدن عمانية داخلية مثل نزوى، وصحار، وظفار، والمواقع الشاطئية، مما يعزز من تنويع المنتج السياحي الوطني، كما أن الترويج لما يعرف بخدمة التوقف السياحي (Stopover Packages) سيسهم بدوره في توفير فرص لاستقطاب سياح البقاء القصير، عبر تقديم عروض تشمل تأشيرات مخفضة، وإقامة فندقية بأسعار ترويجية، وهذا النوع من البرامج يحتاج إلى تنسيق مشترك بين شركات الطيران، والفنادق، والجهات الحكومية المختصة، لتحقيق أكبر عائد ممكن من الربط الجوي.

نقطة عبور استراتيجية

وقال الدكتور خالد البلوشي إن موقع سلطنة عمان الجغرافي يمنحها منذ آلاف السنين دورا تجاريا محوريا، مشيرا إلى علاقاتها التاريخية مع حضارات مصر القديمة، وشرق أفريقيا، والهند، والصين، عبر تصدير اللبان والتجارة البحرية، وإن إشراف عمان على مضيق هرمز، واتصالها المباشر ببحر العرب، يجعل منها نقطة عبور استراتيجية على طرق التجارة البحرية والجوية العالمية.

وأضاف أن الموانئ الحديثة مثل صلالة والدقم وصحار، ومطار مسقط الدولي، ومطار صلالة، تمتلك جميعها بنية أساسية عالية المستوى، وتخدم شبكات لوجستية متكاملة، مما يجعل من السلطنة مركزًا محوريًّا لإعادة التصدير والشحن والصيانة البحرية من خلال الحوض الجاف بالدقم.

الاستقرار السياسي

وأشار إلى أن الاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به سلطنة عمان، يشكل عامل جذب مهما لشركات الطيران الأجنبية والمستثمرين في قطاعي السياحة واللوجستيات، ودائما شركات الطيران تبحث عن بيئة آمنة وموثوقة لرحلاتها واستثماراتها وهذا ما تملكه السلطنة.

وأضاف: إن وجود جهاز شرطة وجمارك متمرس، وتسهيلات تأشيرية مرنة، وشركات وطنية لوجستية مثل "أسياد"، يدعم بيئة النقل والشحن الجوي ويزيد من جاذبية السلطنة كمركز عبور إقليمي ودولي.

وأشار إلى أن هناك حراكا واضحا من قبل مطارات عمان، بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، لجذب شركات طيران دولية جديدة. وبيّن أن هذا التوجه يهدف لتحقيق التكامل في منظومة تعود بالنفع على الجميع، سواء من حيث زيادة التدفق السياحي أو تعزيز الخدمات الجوية المقدمة.

كما لفت إلى أن الاستثمار في البنية الأساسية الجوية في مطارات كخصب، وصحار، والحديث عن مطار الجبل الأخضر ورأس الحد، يصب في إطار دعم استراتيجية السلطنة للتحول إلى مركز إقليمي للنقل والسياحة.

البنية والربط الشامل

وأوضح أن التوسع في خدمات الطيران المروحي، وربطها مع الطيران النفاث سيثري تجربة السائح، ويتيح له خيارات متعددة للتنقل داخل السلطنة، وإنشاء محطات ومراكز شحن متطورة بالقرب من مطار مسقط، ومخازن في موانئ صلالة وصحار تتيح مرونة في استقبال وتخزين ونقل البضائع.

وأضاف أن أداء الموانئ العمانية يحظى بتقدير دولي من حيث السرعة والدقة والسلامة، ما يعزز مكانة السلطنة كميناء آمن وفعال في المنطقة.

انفتاح عالمي

ويرى عماد بن فايز الغافري، خبير السفر الاقتصادي: إن التوسع في شبكات الربط الجوي لسلطنة عمان يمثل نقلة نوعية في مسيرة السلطنة نحو الانفتاح العالمي سياحيا واقتصاديا، وهو ما سينعكس على تعزيز مكانة السلطنة كوجهة جاذبة ومتجددة.، مشيرا إلى أن الربط الجوي لا يُقاس فقط بعدد الوجهات بل بنوعية الرحلات، وخدمات الطيران، وقدرة عمان على استيعاب التدفق المتوقع من المسافرين سواء كانوا سياحًا أو مستثمرين أو عابرين.

وأضاف الغافري: إن من أبرز الآثار المباشرة لتوسيع شبكة الوجهات الجوية هو دعم القطاع السياحي، الذي يُعد من أهم روافد التنويع الاقتصادي في رؤية عمان 2040، فالربط الجوي الفعال سيتيح وصول السياح من أسواق مختلفة مثل: أوروبا، وآسيا، وشرق أفريقيا، ويزيد من مدة الإقامة المتوقعة كما سيسهم بدوره في زيادة معدلات الإنفاق للسياح القادمين وخاصة في الفنادق والمطاعم والأنشطة الترفيهية والثقافية، الأمر الذي ينعكس على ارتفاع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي.

ويرى أن الوجهات الجوية الجديدة تفتح نوافذ اقتصادية غير تقليدية، مثل تعزيز قطاع المعارض والمؤتمرات (MICE tourism)، واجتذاب فئات نوعية من السياح مثل المغامرين ومحبي الطبيعة والسياحة البيئية، ما يتناسب مع طبيعة عمان المتنوعة جغرافيا وثقافيا.

ثقافة السفر

وأشار الغافري إلى أن حضور شركات الطيران الاقتصادي في مشهد الربط الجوي يخلق تحولا حقيقيا في ثقافة السفر داخليا وخارجيا، حيث إن الأسعار التنافسية التي تقدمها هذه الشركات تتيح للمواطنين والمقيمين السفر بتكلفة أقل، مما يحفز الطلب ويُشجّع الأفراد على خوض تجارب سياحية جديدة.

وقال إن هذه الخطوط تُعد عامل جذب للسياح من الفئات المتوسطة والباحثين عن رحلات قصيرة وميسورة، وهي فئات ذات تأثير مباشر في إنعاش الاقتصاد المحلي. ويرى أن من الضروري وجود تنسيق أكبر بين الشركات الوطنية والمطارات وشركات السياحة لتوفير حزم سفر متكاملة بأسعار مشجعة تشمل الطيران، والإقامة، والتنقل، والأنشطة السياحية.

امتياز جغرافي

وبيَّن الغافري أن سلطنة عمان تمتلك موقعا جغرافيا مثاليا يؤهلها لأن تكون مركزا مهما للعبور الجوي بين الشرق والغرب، خاصة مع ما تتمتع به من استقرار سياسي ومناخ استثماري جاذب. هذا الموقع يمكن أن يخدم رحلات الربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويجعل من مطارات السلطنة نقطة توقف مفضلة للعديد من شركات الطيران الأجنبية، ما يعني زيادة الإيرادات من خدمات المطارات والضيافة وقطاع الشحن الجوي.

وأضاف أن هذا الامتياز الجغرافي يجب أن يُستثمر ليس فقط في نقل المسافرين، بل في الترويج الذكي للسلطنة كوجهة "تستحق التوقف والاكتشاف"، من خلال عروض عبور (Transit) تشمل جولات قصيرة في المدن، وتجارب تراثية وثقافية.

البنية السياحية

وفي ختام حديثه، لفت الغافري إلى أهمية الاستعداد المستقبلي وتهيئة البنية الأساسية علاوة على ضرورة التسويق الفعال للمواقع السياحية بسلطنة عمان قائلا: إن التوسع في الربط الجوي يحتاج إلى استعداد ميداني متكامل، يشمل تطوير البنية السياحية في مختلف الولايات، وتسهيل الوصول إلى المواقع الطبيعية والثقافية، ورفع جودة الخدمات المقدمة في الفنادق والمرافق الترفيهية، ومن الضروري وجود استراتيجيات تسويقية خارجية تستهدف تعريف الأسواق العالمية بجماليات السلطنة، وما تقدمه من تجارب سياحية فريدة، بدءًا من صلالة في الجنوب، إلى الجبل الأخضر، ووصولًا إلى رمال الشرقية، كما ويجب علينا أن نولي أهمية بتوظيف المحتوى الرقمي والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لنقل صورة عمان إلى الخارج بطريقة عصرية وجاذبة.

مقالات مشابهة

  • دراسة لجامعة نزوى: 4% من أراضي سلطنة عمان صالحة لزراعة القمح حتى عام 2080
  • سلطنة عمان تؤكد التزامها الراسخ بحقوق الإنسان وصون كرامته
  • وساطة قبلية تفرج عن القيادي الحوثي محمد الزايدي ونقله إلى سلطنة عمان
  • "التراث والسياحة" تفتتح ركن النيازك بفندق ماندارين أورينتال
  • خريطة توضح المواقع الثلاث التي تشملها الهدنة التكتيكية في غزة
  • توسعة الربط الجوي.. رؤية طموحة تعزز مكانة سلطنة عمان كمركز عبور عالمي
  • نجاح عملية إكثار وتوطين النمور العربية في سلطنة عمان
  • فندق وشقق موڤنبيك غلا مسقط: أرشد محمود يُكرّم كأحد أكثر المدراء العامين تأثيرًا في سلطنة عُمان
  • جماعة هاكرز التي نفت هجوم سيبراني على سيرفرات الاتصالات بصنعاء تكشف عن المواقع التي استهدفتها
  • سلطنة عمان شريك فعال في المنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية