وفد أزهري برئاسة "الضويني" يزور السعودية لتعزيز سُبُل التعاون العلمي
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
زار الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، يرافقه الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أحمد الشرقاوي، وكيل قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور علي شمس الدين، الباحث بالأمانة العامَّة لهيئة كبار العلماء- المملكةَ العربية السعودية؛ لحضور اجتماعات اللجنة التنسيقية للتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية في مجالات العمل الإسلامي.
ورحَّب الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمكتبه في محافظة (جدَّة)، بوكيل الأزهر والوفد المرافق له، مؤكِّدًا أنَّ التعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية هو مطلب وجودي، وأنَّ العَلاقات بين البلدين الشقيقين مبنيَّة على أُسُس متينة.
وأشار وزير الشئون الإسلامية إلى أنَّ هذا اللقاء جاء وَفق الاتفاق مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف؛ بهدف خدمة الإسلام والمسلمين، استنادًا إلى قول الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، موضِّحًا أنَّ اللقاء يأتي امتدادًا لسلسلة من المشاورات والتعاون في المجالات الإسلامية، وأنَّ التعاون بين الوزارة والأزهر الشريف في مجالات الدعوة ونَشْر العلم سيكون له أثرٌ إيجابيٌّ يعود بالنَّفع على البلدين الشقيقين.
من جانبه، نقل الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، تحيات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، إلى الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، مشيدًا بالدَّور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، والاهتمام بالحرمين الشريفين، وتوفير الخدمات للحُجَّاج والمعتمرين، إضافةً إلى نَشْر التسامح وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي.
وأكد وكيل الأزهر أنَّ زيارته والوفد المرافق لوزارة الشئون الإسلامية تستهدف تفعيل واستمرار التعاون القائم بين الأزهر الشريف والوزارة، وتنظيم الجهود المشتركة لمواجهة التَّحديات الفكريَّة والعقدية، مبيِّنًا أنَّ الأزهر والوزارة يمثِّلان مدرستين عريقتين في الدعوة إلى الله، وأن استثمار جهودهما في خدمة الإسلام سيُسهم في نَشْر رسالة الإسلام على مستوى العالم.
زيارة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف
وعلى هامش الزيارة، زار الدكتور محمد الضويني والوفد المرافق له، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، واطَّلع على أحدث الإصدارات والتقنيات المستخدمة في طباعة المصحف الشريف، والخدمات التي يقدِّمها المجمع في طباعة وإصدار المصاحف بمختلِف الأحجام، وترجمات كلمات القرآن الكريم إلى عشرات اللُّغات، مشيدًا بالعمل الدءوب والمتقن في تطوير منظومة عمل المجمع وما شهده خلال السنوات الماضية من نقلات نوعية في خدماته وما يقدمه لخدمة المسلمين بالعالم، وحرصه على توظيف التقنيات الحديثة التي تحقِّق انتشار أوسع للجهود التي تبذلها المملكة لخدمة كتاب الله تعالى.
في السياق ذاته، زار الدكتور محمد الضويني والوفد المرافق له، المسجد النبوي، وأدّوا الصلاة بالرَّوضة الشريفة، وتشرَّفوا بالسَّلام على رسول الله ﷺ وصاحبَيه -رضي الله عنهما-، وقدَّم فضيلته الشُّكر لحكومة المملكة العربية السعودية على الجهود الكبيرة التي تبذلها في العناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، اللذين شهدا أعلى مراتب الخدمة والتميُّز في نوعيَّة مشاريع التطوير والخدمات، بما يعكس حرص قيادة السعودية على توفير أكمل الخدمات وأجودها.
وتعليقًا على الزيارة، أكَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدَّورَ المحوري الذي تؤدِّيه مؤسَّسة الأزهر الشريف ووزارة الشئون الإسلامية والدَّعوة والإرشاد السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، مؤكِّدًا أن التعاون بين المؤسَّستين يمثِّل نموذجًا في التعاون الإسلامي في توضيح صورة الإسلام وتصحيح المفاهيم وتفعيل الاختصاص في الشأن الدعوي حفاظًا عليه من الدخلاء، ويُسهم في تعزيز التضامن والوحدة بين المسلمين في مواجهة التحديات التي تواجه العالَم الإسلامي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور الضويني السعودية الضويني وكيل الأزهر الأزهر الدکتور محمد الضوینی العربیة السعودیة الشئون الإسلامیة والوفد المرافق الأزهر الشریف خدمة الإسلام وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
الدكتور محمد ورداني: الشخصية السوية لا تقوم على مظاهر سطحية
اختتم مجمع البحوث الإسلامية فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلاميَّة الخامس عشر» الذي تنظمه الأمانة العليا للدعوة بالمجمع بالتعاون مع جامعة عين شمس، تحت شعار «الشباب بين مقاصد الدين ومحاولات التغريب»، وذلك برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف فضيلة وكيل الأزهر أ.د. محمد الضويني، وفضيلة الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أ.د. محمد الجندي؛ حيث عُقد اليوم اللقاء الختامي بكلية الآداب بجامعة عين شمس، تحت عنوان: «الشخصية السوية ومواجهة التغريب»، بحضور قيادات وأعضاء هيئة التدريس بالكلية والعاملين والطلاب.
أكدت أ.د. حنان كامل، عميد كلية الآداب، في كلمتها على الأهمية القصوى للتعاون المشترك بين الكلية والأزهر الشريف، مشيرة إلى أن هذا التعاون يمثل ضمانة حقيقية لبناء وعي سليم لدى الطلاب، لأن الأزهر بما يمتلكه من مرجعية دينية وتاريخية، لديه القدرة على تعزيز الهوية الوطنية والانتماء، وترسيخ الفهم الصحيح لجوهر الدين والقيم، كما أن هذه اللقاءات تسهم بشكل مباشر في صقل الجوانب المتعلقة بـالأخلاق والتربية والجانب الإيماني لدى الشباب، لذلك لدينا في كلية الآداب رغبة جادة في زيادة عدد لقاءات وندوات علماء الأزهر بالطلاب، لما سيكون له من أثر إيجابي في معالجة القضايا التي تشغل عقول الشباب، بما يسهم في تحصين العقول ضد الأفكار المتطرفة وبناء جيل واع ومسؤول.
وفي كلمته أوضح أ.د. محمد ورداني، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، أن الشخصية السوية هي تلك التي تتسم بالتوازن الداخلي والانسجام الخارجي، وهي لا تقتصر على المظاهر والسلوكيات السطحية، بل تعتمد في جوهرها على بنية نفسية وفكرية متينة، ومن أبرز مقوماتها الأساسية هو القدرة على التحليل والتمييز، وامتلاك بوصلة قيمية ثابتة مستمدة من مرجعية راسخة، تمكن الفرد من مقاومة تيارات التغيير السطحية، التي يتعرض له في الحياة، نتيجة التغيرات المتسارعة، مع ضرورة أن يتجاوز الإنسان النظر إلى الأمور الشكلية أو ما يسمى بـ "القشور"، بل يجب عليه أن يدقق في الأمور ويحاول فهم الأبعاد الحقيقية للقضايا، مما يساعده على بناء قناعات ذاتية صلبة بدلاً من مجرد التبعية المجتمعية أو الإعلامية، لكل ما هو شكلي فقط.
كما أكد الدكتور محمد ورداني أن تحقيق الشخصية السوية، تتطلب أن يبدأ المسار من الفرد ذاته، حيث يجب على الإنسان أن ينظر في نفسه بعمق وصدق ويجري لها مراجعة دورية ومحاسبة ذاتية مستمرة لتقييم سلوكه وأفكاره، وهو المنهج الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم، والهدف من هذه المراجعة هو ضبط المسار وتصحيح الانحرافات قبل استفحالها، وأن يمتلك الفرد شخصية نقدية؛ أي شخصية لا تقبل المعلومة أو السلوك على كما هي، بل تمحص في كل ما تتعرض له وتتعامل معه بأسلوب نقدي، من خلال إعمال العقل والمنطق والقيم، وهذا النقد الدائم والموضوعي هو الضمانة الحقيقية لبقاء الشخصية على استقامتها السوية بعيدًا عن التقليد الأعمى أو التأثر السلبي بالتغيرات المتسارعة في محيطه.
من جانبه حذر الدكتور حسام شاكر، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، من ظاهرة التغريب، لأنها ليست مجرد تأثر ثقافي عابر، بل هي مخطط ممنهج يشكل خطورة قصوى على المجتمع العربي والمسلم، ومن يقف خلف هذا التغريب لا يهدف فقط إلى تغيير الأنماط السلوكية، بل يسعى بالأساس إلى إعاقة أمتنا عن تحقيق الإنجازات والنهوض الحضاري، وذلك من خلال إحداث ضياع متعمد للهوية الأصيلة وتقويض المقومات الثقافية والدينية، التي تميز هويتنا الإسلامية والعربية، ولذا فإننا نأسف لظهور بعض مظاهر التغريب في أمتنا مثل: اندثار بعض ألفاظنا العربية الفصحى وتغلغل استخدام الألفاظ غير العربية، وكما أن الخطورة الأكبر تكمن في التباهي بهذا التمسك اللغوي المستورد، في حين أن هويتنا وتراثنا العربي الإسلامي مليء بكل مقومات القوة والابتكار والاكتفاء الذاتي الحضاري.
كما أكد الدكتور حسام شاكر أن التغريب يستهدف بشكل خاص الشباب الذي أصبح يواجه خطورة حقيقية تتمثل في التشتت الفكري والتبعية الثقافية، لثقافات لا تمثل ثقافتنا ولا تناسب أمتنا، وهذا الأمر ليس جديدًا، حيث كتب العديد من العلماء والمفكرين في هذا الشأن منذ عقود، داعين إلى ضرورة تحصين المجتمع من ضياع هويته، لكن التنبه الآن أصبح واجبًا قوميِا يتطلب تضافر جهود المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية، ليس فقط للتحذير، بل لتقديم البديل الحضاري المتمثل في الاعتزاز باللغة العربية، والتراث، والقيم الدينية الأصيلة، مع ضرورة بناء الجسور بين الشباب ومرجعيتهم الحضارية لضمان بقاء الأمة قادرة على الإنتاج والإسهام الحضاري الفاعل بعيدًا عن ذوبان الهوية في ثقافات الآخرين.
من جانبه، أشار أ.د. محمد إبراهيم، وكيل الكلية، إلى مفهوم "الشخصية السوية"، مؤكدًا أنها تحتاج بالضرورة إلى بوصلة توجهها نحو الطريق الصحيح، وهذه البوصلة، بدورها، تستلزم ضبطًا مستمرًا لضمان دقة توجيهها، وهذه اللقاءات التي تجمع الطلاب بعلماء الأزهر هي آلية مثلى لتحقيق هذا الضبط، خاصة وأنها تنبع من مرجعية دينية وتاريخية كبيرة وموثوقة مثل الأزهر الشريف، وهذا الدعم أصبح ضرورة في ظل ما يواجه الشباب من أزمات وتحديات فكرية وقيمية، حيث أصبح الكثير منهم ينجرف نحو البحث عن الترفيه السريع على حساب القيمة والمعنى الحقيقي للحياة، نتيجة التغيرات المتسارعة في عالمنا المعاصر.
من جانبه، أشار الأستاذ محمود حبيب، عضو المركز الإعلامي للأزهر، أن الشخصية السوية لا تعني الخلاء من العيوب، بل هي في جوهرها القدرة على الاتزان والتحلي بالحكمة عند مواجهة الأزمات، والبحث الفعال عن الحلول، مشددًا على أن تحقيق الصحوة للنفس والنهضة الذاتية، يبدأ بسؤال جوهري ومستمر هو: "من أنا؟"، معتبرًا أن هذا التساؤل العميق هو المفتاح لتحقيق التطور الذاتي المستمر.
يذكر أن «أسبوع الدعوة الإسلامية خامس عشر» والذي يحمل شعار «الشباب بين مقاصد الدين ومحاولات التغريب»، استمر خلال على مدار خمسة أيام بدأت من الأحد ٧ ديسمبر وحتى الخميس ١١ ديسمبر، بخطة دعوية شاملة في مختلف كليات جامعة عين شمس، بمجموعة من المحاول تشمل: «التغريب مظاهره ومخاطرة وسبل مواجهته»، و«محاولات تغريب المرأة وسبل ومواجهتها»، و«أزمة الشباب بين التطرف والانحلال»، «الحفاظ على الوطن في ظل موجات التعريب»، و«بناء الشخصية السوية ودوها في مواجهة التغريب».