أكد الإعلامي عمرو أديب أن عملية الإصلاح الاقتصادي غالبًا ما تكون صعبة وتتطلب توازنًا بين تحقيق الأهداف الاقتصادية وحماية المواطنين من الضغوط المتزايدة.

جاء ذلك خلال تصريحاته في برنامجه "الحكاية" الذي يُعرض على قناة MBC مصر، حيث ناقش تفاصيل زيارة مرتقبة لمدير عام صندوق النقد الدولي لمصر لمناقشة الإصلاحات الاقتصادية.

الدولة لا تريد زيادة الضغوط على المواطن

أشار عمرو أديب إلى أن الدولة المصرية تسعى جاهدة لتجنب زيادة الأعباء الاقتصادية على المواطنين، على الرغم من التحديات الكبيرة التي يفرضها برنامج الإصلاح.

وأضاف: "الأيام القادمة ستشهد مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن الرؤية الاقتصادية المصرية، ويجب أن نبحث عن حلول دون تحميل المواطن المزيد من الضغوط."

وأكد أديب على أهمية العلاقة الجيدة مع صندوق النقد الدولي، مشيرًا إلى أن الإصلاحات التي يفرضها الصندوق غالبًا ما تكون شديدة وقد تؤدي إلى ضغوط كبيرة على المجتمع.

لذلك، تحتاج الدولة إلى تحقيق توازن بين الإصلاحات المطلوبة من الصندوق وحماية المواطنين من التأثيرات السلبية لهذه الإصلاحات.

الإصلاحات الاقتصادية وضغوط المجتمع

أوضح عمرو أديب أن الدول النامية، بما في ذلك مصر، غالبًا ما تواجه تحديات مع الإصلاحات الاقتصادية الصارمة التي يفرضها الصندوق، حيث يجد المجتمع صعوبة في تحمل تلك الإصلاحات بشكل مرن. 

وقال: "هناك مفاوضات مستمرة لضمان أن الإصلاحات لا تزيد من الضغوط الاقتصادية على المجتمع الذي يعاني بالفعل."

وتطرق إلى تأثير الإصلاحات المباشرة على الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار البنزين والسولار كان له تأثير مباشر على زيادة أسعار السلع والخدمات.

مرونة سعر الصرف وتأثيرها على الاقتصاد

أبدى عمرو أديب قلقه بشأن مرونة سعر الصرف، مشيرًا إلى أنها من أبرز النقاط التي تشكل مصدر إزعاج في الإصلاحات الاقتصادية. 

وأوضح أن صندوق النقد الدولي يضغط من أجل تطبيق سياسة أكثر مرونة في سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار، وهو ما يثير القلق حول تأثير ذلك على الاقتصاد المحلي.

وفي هذا السياق، أكد أديب أن المسؤولين المصريين يتفاوضون مع الصندوق حول هذه النقطة، مشددًا على أن الدولة تسعى لتأجيل تحرير سعر البنزين الكامل إلى ما بعد عام 2025، للتخفيف من الأعباء الاقتصادية على المواطنين.

تحديات الإصلاحات الاقتصادية وتأثيرها على المواطن

اختتم عمرو أديب تصريحاته بالتأكيد على أن الدولة تدرك حجم الضغوط الاقتصادية على المواطن، وتسعى للتوصل إلى حلول تخفف من تأثير هذه الإصلاحات.

وأوضح أن الحكومة تحاول التفاوض مع الصندوق لتأجيل بعض الإصلاحات، خاصة تلك المتعلقة بتحرير سعر البنزين والدعم، مع الالتزام بتحقيق الأهداف طويلة الأمد التي تضمن استقرار الاقتصاد المصري.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عمرو أديب الاصلاح الاقتصادى صندوق النقد الدولي سعر الصرف دعم المواطن مرونة سعر الصرف الإصلاحات الاقتصادیة صندوق النقد الدولی الاقتصادیة على عمرو أدیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

انفجار صور.. الشرارة التي قد تشعل بركان لبنان.. .!!

حادث دموي يفتح أخطر ملف في البلاد.. وسؤال واحد يفرض نفسه: تفكيك السلاح أم الانزلاق إلى جحيم الحرب الأهلية؟

الانفجار الذي هزّ الجنوب

في بلد يختزن الأزمات كما تختزن الأرض حمم بركان خامد، جاء انفجار مخزن سلاح قرب مدينة صور في الجنوب اللبناني ليهزّ المشهد برمته. لم يكن الأمر مجرد حادث عرضي، بل جاء كجرس إنذار مدوٍّ في لحظة سياسية وأمنية شديدة الهشاشة. التقارير الأولية أشارت إلى أنّ المخزن يتبع لحزب الله، وأنّ الانفجار وقع أثناء محاولة تفكيك أو نقل محتوياته، ما أسفر عن سقوط ضحايا بينهم ستة من عناصر الجيش اللبناني، إلى جانب إصابات بين مدنيين.

-- معضلة السلاح خارج الدولة

هذا الحادث لا يمكن فصله عن السياق الأوسع للصراع الداخلي والخارجي الذي يعيشه لبنان، فالبلد الغارق في أزمات اقتصادية وانهيار مؤسسات الدولة، يواجه منذ سنوات معضلة سلاح الفصائل، وفي مقدمتها سلاح حزب الله، الذي يُعَدّ بالنسبة لخصومه سلاحًا خارج الشرعية، وبالنسبة لمؤيديه "ضمانة ردع" أمام إسرائيل. انفجار صور جاء في وقت تتزايد فيه الضغوط الإقليمية والدولية على الحزب، مع تصاعد العمليات الإسرائيلية في العمق اللبناني، وارتفاع نبرة المطالبة بتطبيق القرار 1701 بحذافيره، بما يشمل حصر السلاح بيد الدولة. خلفية تاريخية: الجنوب وسلاح الظل

منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990، ظل الجنوب اللبناني منطقة حساسة عسكريًا وأمنيًا، وبعد انسحاب إسرائيل عام 2000، تعزز نفوذ حزب الله في تلك المنطقة، ليس فقط كقوة مقاومة، بل كسلطة فعلية تمتلك شبكة مخازن وأنفاق ومنصات صاروخية موزعة بين القرى والبلدات. وقد شهدت السنوات الماضية عدة حوادث مشابهة لانفجار صور، أبرزها انفجار مخزن في بلدة خربة سلم عام 2009، وحوادث متفرقة في أعوام لاحقة، كانت غالبًا تُبرَّر بأنها عرضية أو بسبب خلل فني. هذه المخازن كانت دائمًا موضع جدل داخلي ودولي، إذ يرى خصوم الحزب أنها تُعرّض المدنيين لخطر دائم وتضع الجنوب في قلب المواجهة مع إسرائيل، فيما يعتبرها الحزب جزءًا من معادلة الردع التي منعت تل أبيب من شن حرب جديدة شاملة منذ 2006. ومع كل حادث، يتجدد السؤال الكبير: هل يمكن للبنان أن يحسم معضلة السلاح خارج الدولة من دون أن ينفجر داخليًا؟

-- سيناريوهات ما بعد الانفجار

المشهد الآن مفتوح على احتمالات خطيرة: تصعيد داخلي قد يُستغل فيه الحادث سياسيًا من قبل قوى لبنانية معارضة للحزب لفتح ملف سلاحه في الشارع والبرلمان، ما قد يجر البلاد إلى مواجهة سياسية وربما أمنية، أو تسخين جبهة الجنوب إذا تسارعت ردود فعل الحزب على الضربات الإسرائيلية الأخيرة، ما يزيد احتمالية انزلاق لبنان إلى حرب شاملة مع إسرائيل، خاصة إذا استمرت عمليات استهداف المخازن والبنية التحتية العسكرية، أو حرب أهلية مقنّعة في ظل الانقسام الطائفي والسياسي الحاد، حيث أي شرارة قد تشعل اشتباكات متنقلة بين مناطق محسوبة على أطراف متنازعة، في تكرار شبيه بمشاهد 1975 لكن بأدوات وأجندات جديدة.الدور الفرنسي والحسابات الدولية

منذ انفجار مرفأ بيروت عام 2020، تحاول فرنسا لعب دور الوسيط بين القوى اللبنانية المتصارعة، واضعة ملف السلاح على طاولة النقاش وإن بشكل غير مباشر، تجنبًا لنسف أي تفاهمات. باريس، المدعومة أوروبيًا، تطرح مبادرات لحصر السلاح بيد الدولة مقابل دعم اقتصادي وسياسي للبنان، لكن هذه الجهود تصطدم برفض قاطع من الحزب وحلفائه، وبواقع إقليمي يجعل أي تفكيك للسلاح جزءًا من معادلة أكبر تشمل إيران وسوريا. إلى جانب فرنسا، تتحرك الولايات المتحدة وبعض دول الخليج بضغط سياسي واقتصادي متدرج، بينما تتعامل إسرائيل مع الملف بأسلوب الضربات الموضعية لفرض أمر واقع أمني في الجنوب.

-- لبنان على فوهة البركان

لبنان اليوم يقف على فوهة بركان، حيث تتقاطع نيران الخارج مع حسابات الداخل، وتتحرك الملفات الملغّمة من السلاح إلى الاقتصاد بلا أي غطاء وطني جامع. انفجار صور ليس مجرد حادث، بل قد يكون بداية فصل أكثر سخونة في تاريخ بلد اعتاد أن يعيش بين حافة الحرب وهاوية الانهيار، ويبقى السؤال: هل تنجح الجهود الدولية في تفكيك السلاح وضبطه تحت سلطة الدولة، أم أن لبنان يسير بخطى سريعة نحو جحيم حرب أهلية جديدة؟ إنّ رائحة البارود التي ملأت سماء صور قد تكون مقدمة لعاصفة لا تبقي ولا تذر، وحين يشتعل البركان، لن يملك أحد ترف السيطرة على مساره أو حجم دمارِه.. .، !!

-- محمد سعد عبد اللطيف - كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية، ، !!

مقالات مشابهة

  • دولة حزب الله في لبنان التي انتهى زمنها
  • النرويج تراجع استثماراتها المرتبطة بإسرائيل وترفض تمويل الاحتلال وحرب غزة
  • سلطة منطقة العقبة الاقتصادية تبحث مع صندوق استثمار أموال الضمان مشاريع نوعية في قطاعات حيوية
  • جوزيف عون: الإصلاحات مستمرة وحصر السلاح لا رجعة عنه
  • برلماني: تطوير التعليم بوابة مصر للنهضة الاقتصادية والاجتماعية
  • لبنان بين شرعية الدولة ونزع سلاح المقاومة.. كتلة الوفاء: لا ننوي القيام بذلك ونرفض الضغوط الخارجية
  • بفستان أحمر.. لميس الحديدى رفقة عمرو أديب فى الساحل الشمالى
  • انفجار صور.. الشرارة التي قد تشعل بركان لبنان.. .!!
  • عمرو أديب يوجه رسالة مؤثرة لـ أنغام: «قومي يا صوت مصر»
  • طريقة احتساب مجموع الأيام التي يكون فيها مستفيد حساب المواطن خارج المملكة