جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-01@16:49:54 GMT

وكلاء المساجد

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

وكلاء المساجد

 

جابر بن حسين العماني

[email protected]

 

المساجد أماكنُ العبادة المُقدسة التي أمرنا الله تعالى برعايتها والحفاظ عليها، وهي بيوت الله التي يجتمع فيها المؤمنون لأداء الفرائض الدينية الخمس، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: (يَا أَبَا ذَرٍّ؛ إِنَّ اَللَّهَ يُعْطِيكَ مَا دُمْتَ جَالِسًا فِي اَلْمَسْجِدِ بِكُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّسُ فِيهِ دَرَجَةً فِي اَلْجَنَّةِ، وَتُصَلِّي عَلَيْكَ اَلْمَلاَئِكَةُ، وَيُكْتَبُ لَكَ بِكُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّست فِيهِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَتُمْحَى عَنْكَ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ)، فمن الواجب على الجميع احترام المساجد وإجلالها، لما لها من قدسية عظيمة في الإسلام.

واليوم عند إلقاء نظرة فاحصة على المساجد المنتشرة في بلادنا الغالية، نجدها صروحًا شامخة، ومعالم بارزة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ومع ذلك فإنِّه لا يزال بعضها يعاني من نقص كبير في الاهتمام والصيانة المناسبة، وكم من مسجد يدخله المصلون وهو في حالة يرثى لها، مما يُؤثر على راحتهم وخشوعهم أثناء أداء العبادات لله تعالى.

وهو في حد ذاته وضع يتطلب من الجميع العمل الجاد على إيجاد الحلول العملية والمناسبة التي تضمن معالجة مشاكل المساجد المُهملة، وذلك لا يكون إلّا بتضافر الجهود الفاعلة بين أبناء المجتمع الواحد والجهات الحكومية، من خلال وضع الخطط المتكاملة والشاملة للصيانة الدورية للمساجد، وتوفير كل ما تحتاج إليه من خدمات مختلفة، إضافة إلى توعية الناس بأهمية المساجد ونظافتها، وصيانتها، وعدم إهمالها، وهذا ما يُلاحظه البعض عند توقفهم لأداء الصلاة عند بعض تلك المساجد؛ حيث يتفاجأ الكثيرون بحالة دورات المياه المُتسخة وروائحها الكريهة، ناهيك عن دورات المياه النسائية التي لا ترى فيها إلا العجب العجاب، ومن تلك العجائب كثرة وجود حفاضات الأطفال والمناديل الممزقة والأحذية المقطعة والمنتهية صلاحيتها، كما تفتقر بعض تلك المساجد إلى أدوات النظافة الأساسية مثل الصابون والمكانس والمستلزمات الصحية والمتنوعة، إضافة إلى تراكم الغبار والأتربة على سجاد المسجد والأجهزة الكهربائية مما يتسبب في أعطالها.

وبناءً على ذلك، يحق لكل زائر لتلك المساجد المهملة أن يستفسر عن الجهة المسؤولة والمختصة عن صيانتها ونظافتها والاعتناء بها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ كَنَسَ اَلْمَسْجِدَ يَوْمَ اَلْخَمِيسِ وَلَيْلَةَ اَلْجُمُعَةِ فَأَخْرَجَ مِنْهُ مِنَ اَلتُّرَابِ مَا يُذَرُّ فِي اَلْعَيْنِ غَفَرَ اَللَّهُ لَهُ).

لقد قامت الجهات المعنية مشكورة بتعيين ما يُعرف بالوكلاء على المساجد، وهم الأفراد الذين يتم تكليفهم رسميًا للإشراف على شؤون المساجد وتنظيم إدارتها وضمان نظافتها وصيانتها وتنسيق برامجها الدينية، وهم من يتحملون المسؤولية الكاملة على تلك المساجد.

والمتأمل اليوم في أحوال بعض مساجدنا في الداخل الاجتماعي يجد هناك إهمالًا كبيرًا في أداء بعض وكلاء المساجد لوظائفهم تجاه تلك المساجد التي يتولون مسؤوليتها، ومن الأمور الغريبة هو أن بعض الوكلاء يقيمون في محافظات وولايات بعيدة عن المساجد التي يتولون إدارتها، وقد تصل المسافة بين محل إقامتهم وبين المساجد التي يتولون مسؤوليتها إلى أكثر من 150 كيلومترًا، فيصعب عليهم إدارة تلك المساجد بالشكل الفاعل وذلك لبعدها عن محل إقامتهم.

ويثير تعيين بعض الوكلاء على تلك المساجد تساؤلات حول سبب سماح الجهات المعنية بذلك، خاصة وأن إقامتهم بعيدة جدا عن المساجد التي ينبغي عليهم إدارتها، وتحتاج المساجد التي عُينوا لإدارتها إلى وكلاء مُقيمين بالقرب منها ليتمكنوا من خدمتها ومتابعة شؤونها على أكمل وجه ممكن.

ومن الملاحظ في بعض المساجد أيضا قلة الاهتمام بإدارة شؤونها من قبل الوكلاء المعنيين، الذين لا يعيرون أهمية واضحة لبيوت الله تعالى وتلبية احتياجاتها، مما يؤدي ذلك إلى نفور بعض أبناء المجتمع إلى مساجد أخرى.

وعليه.. فإننا ندعو الجهات المسؤولة إلى تكثيف الرقابة على المساجد ووكلائها، وإجراء تغييرات كل فترة، وأن يكون الاختيار من بين أبناء المنطقة التي بها المسجد.

وأخيرًا.. إن المجتمع الواعي اليوم بحاجة ماسة إلى تعيين وكلاء المساجد من الأخيار من أبناء المجتمع، وذلك لإدارة شؤون المساجد بالصورة الصحيحة والسليمة، بحيث يعرفون بالتقوى لله تعالى أولًا، والتواضع والخدمة الخالصة لوجهه الكريم ثانيًا، وليس للتكبر أو التحكم أو السيطرة، فتلك هي بيوت الله سبحانه وتعالى وليست حكرًا لأحد دون أحد، لذا يجب مراعاتها والاهتمام بها وتقديمها للمجتمع على أحسن ما يكون.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأرصاد": موجة حارة ورياح نشطة على المنطقة الشرقية وأمطار غزيرة على جازان

نبَّه المركز الوطني للأرصاد اليوم، من موجة حارة على المنطقة الشرقية، تتراوح درجتها بين (47-48) درجة مئوية، في محافظة حفر الباطن، فيما تتراوح درجة الحرارة بين (49-50) درجة مئوية في مدينة الدمام، والظهران ومحافظات: الخفجي، النعيرية، قرية العليا، الجبيل، رأس تنورة، القطيف، الخبر، بقيق، الأحساء والهجر والمراكز التابعة لها.

وأوضح المركز الوطني للأرصاد، أن بداية الإنذار من الساعة الحادية عشرة صباحًا وتستمر -بمشيئة الله تعالى- حتى الساعة الخامسة عصرًا.

فيما نبَّه المركز من رياحٍ نشطةٍ على المنطقة الشرقية، مما تسبب في تدنٍ لمدى الرؤية الأفقية (3-5) كلم، وإثارة الأتربة في محافظة حفر الباطن.


وأفاد أن بداية الإنذار من الساعة التاسعة صباحًا ويستمر -بمشيئة الله تعالى- حتى السادسة مساءً.

كما نّبه المركز الوطني للأرصاد اليوم، من هطول أمطار غزيرة إلى متوسطة على منطقة جازان، يصاحبها رياح نشطة وشبه انعدام في مدى الرؤية، وتساقط البرد وجريان السيول، وصواعق رعدية، على محافظات الفطيحة، وصبيا، وأبو عريش، وأحد المسارحة، والطوال، وصبيا، وصامطة، وضمد، والحرث، والداير، والريث، والعارضة، والعيدابي، وفيفا، وهروب.

وبيّن المركز أن الحالة تستمر -بمشيئة الله تعالى- حتى الساعة الـ 8 مساءً.

أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • خطبتا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام
  • كفارة من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية .. عليك 4 أمور واجبة
  • تأملات قرآنية
  • التيجان السبع.. لتفريج الكرب وراحة البال
  • "الأرصاد": رياح وأتربة بعدة مناطق.. وأمطار حتى الثلاثاء
  • إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية
  • آية واحدة تحميك وأسرتك ومنزلك من أي مكروه وسوء.. وأوصى بها سيدنا النبي
  • الأرصاد": موجة حارة ورياح نشطة على المنطقة الشرقية وأمطار غزيرة على جازان
  • ما هي سورة الاستجابة؟.. تصعد بدعواتك إلى السماء بسرعة البرق
  • ما حكم من ينشر فضائح الناس على السوشيال ميديا.. الإفتاء تجيب