مياه الأنهار تجف.. والمياه العذبة تقل بشكل غريب ومثير للجدل، الصور المُسربة والملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية عن وضع الأنهار تثير القلق، وتنذر بمخاوف تتعلق بنقص المياه العذبة حول العالم.

حالة الأنهار والمياه العذبة العالمية

تشير الدراسة إلى أن نقص هطول الأمطار في عامي 2023 و2024 على الأنهار والمياه الجوفية في أمريكا الجنوبية أدى إلى قلب الحياة اليومية في العديد من البلاد رأسًا على عقب.

وتعكس مستويات الأنهار المنخفضة القياسية في حوض الأمازون خلال شهر أكتوبر 2024 جفافًا شديدًا متأثرًا بظاهرة النينيو وغيرها من الظروف المناخية.

موجة جفاف شديدة تضرب رومانيا وتتلف المحاصيل الزراعية.. فيديو بسبب ظاهرة النينو المناخية.. توصيات عاجلة لمزارعي القمح خلال الموسم المقبل بعد تحذير الأرصاد.. ما هي ظاهرة النينو وماذا ستفعل في مصر؟ جفاف نهر الخابور بسوريا ينذر بكارثة بيئية

ووفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تسبب الجفاف في اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق، وتعطيل الطاقة الكهرومائية والنقل، وتعقيد البحث العلمي، وفي اكتوبر الجاري وصلت مستويات منسوب المياه في الأنهار في حوض الأمازون إلى مستويات منخفضة قياسية بسبب الجفاف الشديد الذي أثر على مناطق شاسعة من أمريكا الجنوبية.

تأثير الجفاف على الحياة اليومية

وقد أدى هذا الجفاف إلى زيادة حرائق الغابات، وجفاف المحاصيل، وتسبب في مشاكل في شبكات النقل، وتعطل توليد الطاقة الكهرومائية في أجزاء من البرازيل وكولومبيا والإكوادور وبيرو وفنزويلا.

تظهر مجموعة الصور الملتقطة بواسطة أقمار لاندسات بوضوح انكماش نهر سوليمويس قرب مدينة تابا تينجا، الواقعة في الجزء الغربي من ولاية الأمازون البرازيلية، قرب الحدود مع بيرو وكولومبيا.
تُبرز إحدى الصور، تراجع مستوى النهر بشكل ملحوظ. بينما تظهر صورة أخرى من نفس التاريخ في عام 2021 النهر عندما كانت المياه فيه قريبة من معدلاتها الطبيعية.

في 4 أكتوبر 2024، كشفت بيانات مقياس النهر الصادرة عن هيئة الجيولوجيا البرازيلية أن نهر سوليمويس انخفض إلى 254 سم تحت علامة الصفر، وهو مستوى قياسي منخفض.

بالإضافة إلى ذلك، سجّلت الأنهار في ذلك اليوم مستويات تاريخية منخفضة في مناطق عديدة مثل بورتو فيلو وجيراو وفونتي بوا وغيرها.

ظاهرة النينيو والتغيرات المناخية

كما أفادت بيانات مراقبة مستويات المياه التي جمعتها أجهزة قياس الارتفاع عبر الأقمار الصناعية بانخفاض غير عادي في مستويات المياه في العديد من البحيرات والخزانات في البرازيل، مثل بحيرة تيفي وبحيرة ماميا وبحيرة ماموري وبحيرة أرياو وبحيرة فارو وبحيرة إيريبيكو.

يرتبط الجفاف جزئيًا بالتأثير المستمر لظاهرة النينيو ، وهو نمط مناخي كان موجودًا في النصف الأخير من عام 2023 والنصف الأول من عام 2024.

وعادةً ما تعمل هذه الظاهرة على تغيير أنماط هطول الأمطار بطريقة تقلل من هطول الأمطار في الأمازون، وخاصة خلال أشهر موسم الجفاف في يوليو وأغسطس وسبتمبر.

وأشار المركز الوطني البرازيلي لرصد الكوارث الطبيعية والإنذار المبكر بها إلى أن منطقة الدفء غير المعتاد في شمال الأطلسي أثرت أيضًا على أنماط هطول الأمطار وساهمت في الجفاف.

تأثيرات الجفاف على البيئات الطبيعية

منذ أوائل عام 2024، حذرت توقعات الخبراء من أن حوض الأمازون سيواجه ظروف حرائق قاسية خلال موسم الجفاف. والواقع أن أعمدة الدخان الضخمة غطت جنوب الأمازون بين شهري يوليو وأكتوبر، وخاصة في منطقة بانتانال التي تمتد عبر أجزاء من جنوب البرازيل.

وقد ساعد نقص هطول الأمطار وانخفاض رطوبة التربة واستنزاف المياه الجوفية في تضخيم الحرائق وتسبب في انتشارها بشكل أسرع وأبعد.  

وتُظهر الخريطة تخزين المياه الجوفية الضحلة لأسبوع 7 أكتوبر 2024، كما تم قياسه بواسطة  أقمار صناعية لمتابعة تجربة استعادة الجاذبية والمناخ  (GRACE-FO).

كانت تأثيرات الجفاف بعيدة المدى. وتشير التقارير الإخبارية إلى أن الجفاف قد أجهد إمدادات الطاقة في البرازيل والإكوادور حيث تولد محطات الطاقة الكهرومائية قدرًا أقل من الكهرباء. ويؤثر الجفاف أيضًا على البحث العلمي. وهناك مخاوف من انتشار مرض الملاريا بالتزامن مع انخفاض مستويات المياه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جفاف المياه النينو ظاهرة النينو التغير المناخي الاقمار الصناعية المیاه العذبة هطول الأمطار جفاف ا

إقرأ أيضاً:

صور أقمار صناعية توثق انحسارا يضرب أكبر سدود إيران وسط تفاقم الجفاف

تشهد إيران في الأعوام الأخيرة واحدا من أكثر مواسم الجفاف حدة، لكن التطورات التي رصدتها الأقمار الصناعية حول سد الكرخة تعكس انتقال الأزمة من ظاهرة مناخية معتادة إلى تهديد بنيوي واسع يمس المخزون المائي وإمدادات الكهرباء معا.

كشفت المقارنات الزمنية لصور الأقمار الصناعية بين عامي 2024 و2025 تغيرا كبيرا في شكل الخزان، مع انحسار مساحات واسعة من المياه وتمدّد اليابسة إلى مستويات غير مسبوقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تجاوزت إسرائيل الخط الأزرق؟ صور أقمار صناعية توثق تغييرات ميدانية على الحدود اللبنانيةlist 2 of 26 طائرات تعبر أجواء فنزويلا رغم التحذير الأميركي.. ماذا تكشف بيانات الملاحة؟end of list

هذا التراجع الواضح أعاد ملف الجفاف إلى الواجهة داخل إيران، بعدما اضطرت السلطات إلى إيقاف التوليد الكهربائي وفتح البوابات السفلية للسد لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات المائية.

وتظهر نتائج التحليل البصري الذي أجرته وكالة "سند" للتحقق الإخباري لشبكة الجزيرة، استنادا إلى صور ملتقطة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ومقارنتها بصور التاريخ ذاته عام 2025، تناقصا حادا في منسوب المياه ببحيرة السد، فقد بدت مساحات واسعة من اليابسة مكشوفة، في مؤشر بصري واضح على انخفاض لافت في مستوى التخزين.

صور ملتقطة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 لبحيرة سد الكرخة (بلانت)صور ملتقطة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 لبحيرة سد الكرخة (بلانت)

 

كما أظهرت صور القمر الصناعي "سنتنيل" تراجعا ملحوظا في الغطاء النباتي عند المقارنة بين صور 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وصور 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.

صور القمر الصناعي "سنتنيل" للغطاء النباتي 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2024

 

صور القمر الصناعي "سنتنيل" تراجعا ملحوظا في الغطاء النباتي 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

هذا الانخفاض أدى إلى خروج محطة الكهرباء التابعة للسد من الخدمة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إيرانية عن مدير السد، أمير محمودي، الذي أوضح أن المحطة لم تعد قادرة على العمل عند المنسوب الحالي.

وبيّن محمودي أن بحيرة السد تحتفظ بما يقارب مليار متر مكعب من المياه فقط، وأن منسوب الخزان انخفض إلى 180 مترا، أي أقل بنحو 40 مترا من مستوى التشغيل الطبيعي، مما اضطر السلطات إلى فتح البوابات السفلية لضمان استمرار تدفق المياه إلى المناطق الواقعة أسفل النهر.

إعلان

ويعد سد الكرخة من أكبر السدود الترابية في العالم، ويؤدي دورا محوريا في ري نحو 340 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في محافظة خوزستان، وفق البيانات الرسمية.

كما توفر محطة الكهرباء المرتبطة به قدرة إنتاجية تصل إلى 400 ميغاواط عبر 3 وحدات توليد، تنتج سنويًا نحو 934 مليون كيلوواط/ساعة، مما يجعل توقفها عن العمل مؤثرًا بشكل مباشر على احتياجات المنطقة من الطاقة.

وتتزامن هذه التطورات مع أزمة مائية أشمل تشهدها البلاد، ففي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من أنه في حال عدم هطول الأمطار بحلول شهر ديسمبر/كانون الأول، فإن الحكومة يجب أن تبدأ بترشيد المياه في طهران.

وقال بزشكيان في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي "حتى لو طبقنا نظام الحصص ولم تهطل الأمطار، فلن يكون لدينا ماء على الإطلاق. سيتعين على المواطنين إخلاء طهران".

وقوبلت تصريحات الرئيس الإيراني حول إخلاء العاصمة، بانتقادات في الصحف الإيرانية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. نظرا لصعوبة أو استحالة تنفيذ ذلك. واعتبرت مجرد تعبير"حاد" عن عمق الأزمة، ودعوة إلى ترشيد الاستهلاك وتجنب الهدر.

وتشير تقارير وسائل الإعلام المحلية إلى تفاقم وطأة أزمة المياه في طهران وعموم البلاد، والتي تضاف إلى الواقع الاقتصادي الصعب. ففي مختلف أنحاء إيران، من الشقق الواقعة في أبراج العاصمة إلى المدن والبلدات الصغيرة، بدأت أزمة المياه تستفحل.

مقالات مشابهة

  • خبراء: التغير المناخي يتسبب في ارتفاع حرارة المحيطات مما يزيد من شدة العواصف
  • وزير إيراني: سنشتري المياه من أي دولة لمواجهة الجفاف
  • فضل تحت المياه 10 دقائق.. والدة يوسف ضحية حمام السباحة تكشف تفاصيل صادمة عن الواقعة
  • الدرع المغناطيسية: كيف تخطط الصين لإقفال أقمار ستارلينك الصناعية؟
  • جنوب سيناء تعزز منظومات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية بالتعاون مع الوطنية لخدمات الاتصالات
  • لم يُولّد كهرباء .. الأقمار الصناعية تكشف عجز السد الإثيوبي | فيديوجراف
  • ماذا يحدث لجسمك عند التعرّض للعطش الشديد؟ .. نتائج صادمة
  • تفاقم الجفاف في إيران.. مخزون سدود طهران ينخفض بنسبة 55%
  • صور أقمار صناعية توثق انحسارا يضرب أكبر سدود إيران وسط تفاقم الجفاف
  • الأقمار الصناعية ترصد تكاثر السحب على بعض المناطق وأمطار متفرقة بعد ساعات| صور