مركزي عدن ينجح في تثبيت إصلاحاته بتمويل أول دفعة لاستيراد السلع
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
نجحت اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات خلال الأيام الماضية في استقبال واستيعاب أول دفعة من اعتمادات الاستيراد للتجار الموردين بقيمة تقارب 50 مليون دولار، وفق سعر الصرف الجديد المثبت عند 428 ريالًا للدولار السعودي. وتمثل هذه الخطوة بداية فعلية لجهود الحكومة والبنك المركزي في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي تهدف إلى تثبيت سعر الصرف وتحسين أسعار السلع بشكل حقيقي ومستدام.
ويشير مراقبون اقتصاديون إلى أن استقرار سعر الصرف السابع على التوالي يعكس نجاح إجراءات الرقابة والضبط التي اتخذتها السلطات المالية، ويؤكد قدرة الدولة على توفير احتياجات السوق من العملات الأجنبية بأسعار عادلة، ما يساهم في تقليل الضغوط التضخمية وتحسين القوة الشرائية للمواطنين. كما أن هذه الخطوة تُعد دليلاً واضحًا على جدية الحكومة في تعزيز مواردها المالية وتنويع مصادر دخلها القومي، الأمر الذي يفتح المجال أمام مزيد من تحسن قيمة العملة الوطنية وأسعار السلع.
آلية منظمة
وتأتي هذه الخطوة وفق آلية تنفيذية أعلن عنها محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد غالب المعبقي، مؤكداً أنها تعمل وفق ضوابط واضحة تضمن الاستقرار المالي وتحد من المضاربة بالعملة، التي كانت من أبرز أسباب التدهور الحاد في سعر الريال اليمني خلال العامين الماضيين.
وأوضح المعبقي في تصريحات رسمية، أن بدء استقبال الطلبات جاء بعد استكمال اللجنة كل الترتيبات والإجراءات المتعلقة بعملها، بما في ذلك تحديد السلع التي سيُحصر استيرادها عبر البنوك، لتكون العملية أكثر شفافية وانضباطاً.
وأكد محافظ البنك المركزي أن الالتزام بالضوابط التنظيمية يعد شرطاً أساسياً لضمان نجاح الآلية وتحقيق أهدافها، وعلى رأسها ضبط عمليات الاستيراد وتسهيل تمويلها، بما يضمن انسياب السلع إلى الأسواق المحلية وتوفير احتياجات المستهلكين دون إحداث ضغوط على سعر الصرف.
كما أشار المعبقي إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار مواجهة المخاطر والآثار السلبية على القطاع المالي والمصرفي والتجاري، خصوصاً بعد تصنيف جماعة الحوثيين «منظمة إرهابية أجنبية»، الأمر الذي فرض تحديات جديدة أمام حركة الأموال والتحويلات الخارجية.
وأوضح محافظ البنك المركزي اليمني أن الآلية الجديدة تمنع استخدام السوق السوداء لشراء العملة الصعبة، وهو ما من شأنه تقليص المضاربات العشوائية التي أدت في فترات سابقة إلى فقدان الريال اليمني أكثر من نصف قيمته خلال فترة وجيزة.
مواجهة المضاربة
في المقابل، تواجه المضاربات غير القانونية على سعر الصرف تحديات كبيرة، إذ ارتفع مستوى المخاطرة بشكل ملحوظ لأي صراف يحاول تجاوز الحدود المسموح بها لتأرجح سعر الصرف بين 425 و428 ريالًا للدولار السعودي. وقد شددت الجهات المختصة من إجراءات المراقبة عبر لجان النزول الميدانية وفرق الرصد والتعقب الأمني، إضافة إلى تكثيف الرقابة المصرفية، مما يجعل أي مخالفة عرضة لعقوبات رادعة، تشمل إلغاء التراخيص وحتى إغلاق المنشآت نهائيًا.
ويأتي ذلك في سياق تصنيف عمليات المضاربة وتهريب الأموال وتبييضها ضمن جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وفق تقييمات الخزانة الأمريكية ولجنة العقوبات الأمريكية وغيرها من الهيئات الدولية. وهو ما يعني أن المتورطين في مثل هذه الممارسات، وخصوصًا في مرحلة نجاح تغطية أول دفعات استيراد السلع بسعر الصرف الجديد، معرضون لملاحقات قانونية وأمنية صارمة، تشمل عقوبات أمريكية ودولية.
وأكدت الجهات المعنية، ومنها جهاز مكافحة الإرهاب المكلف من النيابة العامة، التزامها بالقيام بمهام الإغلاق والضبط والتحريز لأي جهات مصرفية أو تجارية تخالف القوانين والتعليمات الخاصة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وتشمل هذه الإجراءات كذلك متابعة من يرتبطون بعمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات أو أي أنشطة أمنية غير قانونية تمس أمن واستقرار الدولة.
تعزيز ثقة التجار والمستثمرين
وأشاد عدد من الخبراء والمحللين الاقتصاديين بدور اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات، معتبرين إياها خطوة مهمة في ضبط السوق وتعزيز الاستقرار المالي في اليمن.
ويؤكد المحلل المالي في المكلا سعيد العماري إلى أن دور اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات أصبح محوريَا وهامَا، فهي خطوة رئيسية لضبط السوق وتعزيز الاستقرار المالي في اليمن، كما أن انتظام عملية قبول الطلبات بصورة سلسة سيسهم في كبح المضاربات وتحسين آليات توفير العملة الصعبة للتجار، مما ينعكس إيجابًا على استقرار سعر الصرف وتقليل التضخم.”
وأضاف أن “اللجنة وضعت ضوابط واضحة وشفافة لاستيراد السلع، وهو ما سيساعد على توجيه الموارد المالية بشكل فعال، ويحد من استخدام السوق السوداء التي لطالما أثرت سلبًا على قيمة العملة وأسعار السلع.”وقال العماري أن “نجاح اللجنة في استقبال أول دفعة تمويلية بقيمة 50 مليون دولار يعكس جدية الحكومة والبنك المركزي في تطبيق الإصلاحات، ويعزز من ثقة المستثمرين والتجار، ويدعم مسار الاستقرار النقدي وتحسين القدرة الشرائية للمواطن.”
وأشار إلى أن استمرار عمل اللجنة وتوسيع نطاق عملها في تنظيم الواردات سيُسهم بشكل مباشر في ضبط السوق وتقليل الفجوة بين العرض والطلب، وهو ما سيكون له أثر إيجابي على الأسعار ومستوى المعيشة.
خطة حاسمة
الصحفي الاقتصادي ماجد الداعري وافق الرأي بالقول: إن نجاح استقبال أول دفعة من اعتمادات الاستيراد، يمثل خطوة حاسمة لتثبيت الإصلاحات الاقتصادية وضمان استقرار العملة المحلية. لافتًا إلى إن هذه الخطوة تعني إمكانية تحسن قيمة العملة الوطنية والأسعار معها، فكلما تحسنت موارد الدولة ودخلها القومي وتدفقت العملات الأجنبية بشكل أكبر.
وفي المقابل، أشار إلى أهمية الرقابة المشددة من لجان النزول الميدانية وفرق الرصد الأمني لشركات الصرافة. موضحًا أن أي مخالفة ستعرض المخالفين لعقوبات صارمة تتضمن إلغاء تراخيص مزاولة المهنة وحتى إغلاق المنشآت، بالإضافة إلى فرض عقوبات دولية مرتبطة بجرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب، حيث أصبحت المضاربة بالعملة وتهريب الأموال من أبرز التهم التي تتابعها الخزانة الأمريكية ولجنة العقوبات الدولية.
وأكد الداعري أن المتورطين، خاصة في مرحلة نجاح تغطية أول دفعات الاستيراد بسعر الصرف الجديد، سيواجهون ملاحقات أمنية وقانونية حاسمة من جهات مكافحة الإرهاب والنيابة العامة، وفق توجيهات البنك المركزي.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: البنک المرکزی هذه الخطوة سعر الصرف أول دفعة وهو ما إلى أن
إقرأ أيضاً:
افتتاح عيادة صحية في مطار عدن الدولي بتمويل من مركز الملك سلمان
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / خاص:
برعاية كريمة من معالي وزير النقل د. عبدالسلام حميد، ومعالي وزير الصحة العامة والسكان، أ.د/ قاسم محمد بحيبح، تم اليوم افتتاح عيادة صحية في مطار عدن الدولي، وتهدف العيادة إلى تقديم الخدمات الطبية والوقائية لجمهور المسافرين، وذلك بتمويل سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
ويأتي افتتاح هذه العيادة ضمن الإطار الأوسع لجهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مواجهة فاشية الكوليرا والحد منها، وتهدف الخطوة بشكل أساسي إلى تعزيز دور الرقابة الصحية عبر الحدود في قطاع الطيران المدني، للوقاية من الأوبئة والأمراض العابرة للحدود، خاصة مع الزيادة الملحوظة في حركة النقل والسفر عبر الأجواء اليمنية.
وقد شهد حفل الافتتاح إلقاء عدة كلمات بدأت بتصريح المهندس طارق عبده، وكيل وزارة النقل لقطاع الطيران، الذي أعرب عن جزيل الشكر والعرفان باسمه ونيابة عن وزير النقل للأشقاء في المملكة العربية السعودية على دعمهم السخي عبر ذراعهم الإنساني، مركز الملك سلمان.
وشدد الوكيل على أهمية التنسيق مع القطاع الصحي بالمطارات الدولية لتعزيز حركة الملاحة الجوية وحماية البلاد من مخاطر الأوبئة، مشيراً إلى أن جائحة كورونا مثّلت دروساً مستفادة حول ضرورة تعزيز البنية التحتية الصحية في المنافذ الحدودية.
وبدوره، أوضح د. صالح الدبياني، مدير مركز الملك سلمان في عدن، أهمية هذا المشروع في تعزيز الخدمات الصحية والوقائية في المنافذ الحدودية، بما يعزز الأمن الصحي بين البلدين، وتطرق إلى أهداف المشروع ونطاقه داعياً الجميع إلى الاستفادة منه لتحقيق أغراض الصحة العامة في الاستجابة للحد من وباء الكوليرا.
من جانبه، أكد د. سالم الشبحي، وكيل وزارة الصحة، أن حماية الأمن الصحي الوطني والدولي من الأمراض عابرة الحدود تعتبر أولوية لدى قيادة وزارة الصحة، مشيداً بالنجاحات التي حققتها الإدارة العامة لصحة الحدود في إعادة تفعيل صحة الموانئ والمطارات والمعابر كخط دفاع أول لمواجهة أي تهديدات بيولوجية.
وفي تصريح مقتضب، أوضح أ. هيثم جابر، مدير عام مطار عدن الدولي، أن وجود عيادة صحية تمثل نقلة نوعية في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية والوقائية لجمهور المسافرين.
وأشار إلى أن هذا العمل يأتي ضمن توجهات قيادة وزارة النقل وهيئة الطيران المدني لرفع كفاءة المطارات وتعزيز الخدمات، مؤكداً أن وجود فريق طبي كافٍ ومدرب يحقق التزام البلاد باتفاقية اللوائح الصحية الدولية واتفاقية الطيران المدني (ICAO).
وفي ذات السياق، ألقيت عدد من التصريحات التي قدمها كل من: الكابتن ناصر محمود (رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية)، د. عبدالرحمن خرده (رئيس مؤسسة طيبة)، و د. جمال الماس (مدير عام صحة الموانئ والحجر الصحي).
وأكدت الكلمات على أهمية الشراكة والتعاون بين القطاعات الصحية وقطاع الطيران المدني، وضرورة بناء القدرات الأساسية والبنية التحتية في المنافذ الحدودية للجمهورية اليمنية، والعمل على تعزيز الأمن الصحي الوطني والدولي بما يضمن سفراً آمناً وصحياً للمسافرين ويمنع انتقال الأوبئة والأمراض العابرة للحدود.
#علاقات_وإعلام_المطار