جزيرة قمامة.. هل تعصف بورتوريكو بحظوظ ترامب؟
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
صعّد الديمقراطيون انتقاداتهم للمرشح الجمهوري دونالد ترامب بعد يوم من تجمع انتخابي كبير للرئيس السابق شهد وصف بورتوريكو بأنها "جزيرة قمامة" عائمة في المحيط، وهو تعليق لقي إدانة واسعة وسلط الضوء على القوة الانتخابية المتزايدة لذوي الأصول اللاتينية في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة.
وتعليقا على التعليق الساخر للممثل الكوميدي توني هينتشليف، وصفت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تجمع ترامب يوم الأحد في قاعة "ماديسون سكوير غاردن" الشهيرة في نيويورك بأنه "أكثر وضوحا من المعتاد"، وقالت إنه "يشعل فتيل الكراهية".
ولم يبدِ هينتشليف أي ندم على ما قاله، وكتب على منصات التواصل الاجتماعي أن منتقديه "ليس لديهم حس الفكاهة"، وهو التعليق الذي أعاد نشره ابن ترامب ومستشاره دونالد ترامب جونيور، في حين نأت حملة ترامب بنفسها عن ذلك، مؤكدة أن التعليق الساخر "لا يعكس آراء الرئيس ترامب".
ووسط تصاعد حملة الاستهجان، قال إدي موران، عمدة مدينة ريدينغ في بنسلفانيا، في مؤتمر صحفي مع مسؤولين بورتوريكيين آخرين، إن "القمامة التي تحدث عنها تلوث انتخاباتنا وتؤكد مدى قلة اهتمام دونالد ترامب باللاتينيين تحديدا، وبمجتمعنا البورتوريكي".
As a Puerto Rican, I'm tempted to call Tony Hinchcliffe racist garbage, but doing so would be an insult to garbage.
When casting their ballots at the voting booth, Latinos should never forget the racism that Donald Trump seems all too willing to platform.pic.twitter.com/Wlrulb5ygq
— Ritchie Torres (@RitchieTorresNY) October 28, 2024
تداعيات محتملةوقبل نحو أسبوع من يوم الاقتراع، تؤكد تداعيات هذا الجدل أهمية الأصوات الـ19 لولاية بنسلفانيا والجهود الكبيرة لجذب أعداد متزايدة من الناخبين من أصل لاتيني، معظمهم من بورتوريكو ممن استقروا في مدن غرب وشمال فيلادلفيا.
وفي السياق نفسه، قال فيرناندو تورموس أبونتي -الأستاذ المساعد في علم الاجتماع بجامعة بيتسبرغ، والمتخصص في السياسة البورتوريكية والتنظيم الانتخابي- إن توقيت التعليقات قد يسبب مشاكل لحملة ترامب.
وقال أبونتي "عندما تلتقي التعليقات التي صدرت بالأمس مع المظالم الأخرى التي يتعرض لها البورتوريكيون، فإنك لا تنخرط حقا في إستراتيجية سياسية سليمة"، في إشارة إلى سياسات ترامب والجمهوريين.
وخلال تجمع انتخابي في واساو بولاية ويسكونسن شمالا، سُئل المرشح لمنصب نائب الرئيس، السيناتور جيه دي فانس، عن الإهانة، فرد بالقول: "ربما كانت مزحة عنصرية غبية، وربما لم تكن كذلك، لن أعلق على تفاصيل المزحة، لكني أعتقد أن علينا أن نتوقف عن التعرض للإهانة بكل شيء صغير".
من جهتها، أصدرت حملة هاريس إعلانا سيتم بثه عبر الإنترنت في الولايات المتأرجحة يستهدف الناخبين البورتوريكيين ويسلط الضوء على التصريحات المهينة.
وإضافة لتعليقه الذي استهدف البورتوريكيين، أطلق هينتشليف مزحات مهينة أخرى عن السود واللاتينيين الآخرين والفلسطينيين واليهود في عرضه قبل ظهور ترامب في الماديسون سكوير الأحد الماضي.
وردا على ذلك، ألقى دوغ إمهوف زوج هاريس، الذي ينتمي للطائفة اليهودية، ملاحظات عن معاداة السامية في أميركا، مضيفا، في بيتسبرغ أن "هناك حريقا في هذا البلد، ونحن إما نسكب الماء عليه أو نسكب البنزين عليه".
ومع ذلك، كانت مزحة هينتشليف عن بورتوريكو -تلك الجزيرة التابعة للولايات المتحدة في البحر الكاريبي- هي التي لفتت الانتباه الأكبر، نسبيا بسبب جغرافية الانتخابات.
ولا يمكن للمقيمين في بورتوريكو التصويت في الانتخابات الرئاسية، لكن أولئك المقيمين داخل الولايات المتحدة نفسها، بما يشمل حوالي 450 ألف بورتوريكي في بنسلفانيا، يمكنهم ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
قلق إسرائيلي من حملة لطرد المسؤولين الأمريكيين المعروفين بتأييدهم إسرائيل
كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عن "قلق إسرائيلي من تغييرات في الإدارة الأمريكية حيث تغيرت خلال الأيام الأخيرة، مواقف عدد من المسؤولين، الذين يُعتبرون "مؤيدين جدًا لإسرائيل"، بشكل غير متوقع في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي.
وأضافت الصحيفة، أن ذلك جاء بسبب خلافات في الرأي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن هجوم محتمل على إيران، وكذلك بشأن استمرار الحرب في قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة، أن اثنين من المعزولين هما ميراف سيرين ، وهي مواطنة أمريكية إسرائيلية عُيّنت مؤخرًا رئيسةً لمكتب إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي؛ وإريك تريجر، رئيس مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. عُيّن كلاهما من قِبل مستشار الأمن القومي السابق مايك والز، الذي يُعتبر أيضًا "مُحبًا كبيرًا لإسرائيل"، والذي أُقيل مؤخرًا من منصبه من قِبل الرئيس ترامب . الشخص الذي حلّ محلّ سيرين وترايجر هو وزير الخارجية ماركو روبيو.
اظهار ألبوم ليست
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تترك مورغان أورتاغوس ، نائبة المبعوث ستيف ويتكوف والمسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة، منصبها قريبًا - وليس بمبادرة منها بحسب الصحيفة.
وتقول الصحيفة، أن أورتاغوس، التي اعتنقت اليهودية وترتدي بفخر قلادة نجمة داود حول عنقها، تعد واحدة من أكثر المؤيدين المتحمسين لإسرائيل في الإدارة، وقد قامت بعمل ممتاز في التفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وفي إقناع الحكومة في بيروت باتخاذ موقف صارم ضد حزب الله والحاجة إلى نزع سلاح مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلاد.
وقد تسببت خطوة أورتاغوس الوشيكة في إثارة الذعر بين المشاركين في إدارة ترامب في القدس، حيث إنها بلا شك تتعاطف مع إسرائيل وتعتبر قريبة جدًا منها.
وتناولت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، التابعة لحزب الله، صباح اليوم مسألة إنهاء أورتاغوس دورها كمبعوثة أمريكية إلى لبنان. ووفقًا لمصادر لبنانية مطلعة على السفارة الأمريكية في بيروت، فقد طلبت أورتاغوس منذ مدة ترقيةً إلى منصب أكبر في المنطقة، وأملت في تولي ملف سوريا على حساب توماس باراك، ولا تزال تنتظر ردا على طلبها.
وبحسب التقرير، فقد "أكملت مهمتها في ملء الفراغ" خلال الفترة الانتقالية القصيرة، وسيتم نقل المهمة إلى مسؤولين كبار سيتم تعيينهم قريبًا.
كما أفادت الصحيفة اللبنانية بوجود تقديرات بأن بديلها في لبنان سيكون جويل رايبورن، أو أن الملف سيُنقل إلى توماس باراك، كجزء من مهمته في سوريا.
كما رُشِّح اسم رجل الأعمال اللبناني المولد مسعد بولس ، والد مايكل بولس، المتزوج من تيفاني ترامب، ليحل محلها.
في ذات السياق، أكدت مصادر أمريكية لقناة MTV اللبنانية، إقالة أورتاغوس من منصبها.
وأوضحت المصادر أن "الأسباب لا تتعلق بالشأن اللبناني، بل هي مهنية بحتة، وتتعلق بعلاقاتها مع زملائها في وزارة الخارجية". كما أفادت التقارير بإلغاء زيارتها إلى بيروت، وتعيين جويل رايبورن قريبًا مساعدًا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ليكون مسؤولًا عن لبنان.
وأضافت المصادر نفسها أنه لن تتم ترقية أو تكليف أورتاغوس بمهام خارجية، سواء في الشرق الأوسط أو غيره. بل ستُكلَّف بمهام داخلية، وتحديدًا ضمن وزارة الخارجية الأمريكية، ولن يكون لها أي تواصل مع ويتكوف.
وتقول "يديعوت أحرنوت"، أن مصادر إسرائيلية مُطّلعة على العلاقات مع الولايات المتحدة تقدر أن نقل الثلاثة جاء في إطار أجندة الرئيس ترامب "أمريكا أولاً"، وليس بالضرورة ضد إسرائيل تحديدا، بل ضد نفوذ أي دولة.
وبحسب المصادر، لم يُفصل الاثنان بسبب مواقفهما المؤيدة لإسرائيل، بل في إطار توجه ترامب لإضعاف مجلس الأمن القومي وتركيز إدارة السياسة الخارجية الأمريكية في يديه. ولهذا السبب لم يُعيّن ترامب بديلًا لفالز، وبقي المنصب في يد روبيو.
وتساءلت الصحيفة في تقريرها، لماذا كان ماركو روبيو، الذي لا شك في تعاطفه مع إسرائيل، هو من حرك الاثنين؟ لم يُغير روبيو مواقفه، فهو مؤيدٌ بشدة لإسرائيل، لكنه غير ملتزمٍ بأجندتها، مثل والز مثلاً - ولعله، قبل كل شيء، براغماتيٌّ ويفهم "مجرى الأمور". على أي حال، من يقود هذه الخطوة هما ابن ترامب، دونالد جونيور، ونائب الرئيس جيه دي فانس.
كما لا تستبعد مصادر مطلعة إمكانية إقالة المزيد من "الموالين لإسرائيل". على أي حال، في إدارة ترامب، كل شيء يحدث "لحظةً بلحظة"، لذا لا يمكن استبعاد ذلك.
وأشارت إلى أن قرار إقالة هؤلاء المسؤولين الكبار لم يأت من فراغ، بل هو جزء من التباعد بين إسرائيل وإدارة ترامب، إذ يبدو أن الأمريكيين اختاروا هذه السياسة بناءً على اعتباراتهم الخاصة.
كما كشفت الصحيفة، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صرح في مناقشات مغلقة مع صديقه المقرب، الوزير رون ديرمر، بأنه لم يُصِب في توقعه للاتجاه الذي تسلكه الولايات المتحدة فيما يتعلق بإسرائيل والشرق الأوسط.
وصرح مسؤولون حكوميون كبار بأن نتنياهو لم يُخفِ خيبة أمله من ديرمر.
وأضافوا: "لم يُدرك ديرمر الحادثة، وقد عملوا عليه بشكل عام. كان واثقًا من أن الولايات المتحدة لن تقف ضدنا". "لم يتوقع ديرمر التغيير في موقف الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. وحتى الآن، يعتقد ديرمر أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل، ولن تقف ضدنا، وأنه سيكون هناك تنسيق. لكن الحقيقة هي أن ديرمر قد ضل طريقه".
وبحسب كبار المسؤولين في الحكومة، فإن نتنياهو قلق جدا من التغيرات التي تشهدها الولايات المتحدة، ومن التأثير الذي يمارسه تيار "الوايت ووك" (الصحوة البيضاء) الانعزالي على ترامب، وخاصة من قبل أشخاص مثل المذيع المحافظ تاكر كارلسون.
وقال المسؤولون: "هؤلاء أشخاص خطيرون يؤثرون على الرئيس ترامب". "إنهم يزرعون الشك تجاه إسرائيل، ويهمسون في أذنه بأن إسرائيل تريد جرّ الولايات المتحدة إلى الحرب. هذه هي أمريكا الجديدة، وهذا يُقلق نتنياهو جدا".
كما نفى مكتب رئيس الوزراء تصريحات نتنياهو لديرمر، واصفًا إياها بـ"أخبار كاذبة"، لكن مصادر مطلعة على التفاصيل تقول: "رون ديرمر يعمل كرجل حرب عصابات، وزير بفريق صغير جدًا يُدير إحدى أكثر القضايا حساسيةً وأهميةً في البلاد. لا يُشرك أحدًا، واليوم لا شك في أن هناك خللًا ما في العلاقة بين نتنياهو وترامب. هناك خلل ما".