حكم أداء السنة الراتبة قبل صلاة الجنازة.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال أحد المتابعين، والذي جاء مضمونه كالتالي: هل تأخير الصلاة على الجنازة بعد الجمعة أو الجماعات الخمسة إلى ما بعد الفراغ من السنة البعدية أولى؟.
قالت دار الإفتاء إنه لا يوجد مانع من انتظار فراغ المصلين من أداء السنة البعدية، بل ذلك أولى؛ لأن الجمع أولى من الترجيح، وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه المروي في "الصحيحين" وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ؛ فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ»؛ فالمراد منه هيئة المشي بالجنازة؛ بقرينة قوله: «فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ»؛ قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر المالكي في "التمهيد": [تأول قوم في هذا الحديث تعجيل الدفن لا المشي، وليس كما ظنوا، وفي قوله: «شر تضعونه عن رقابكم» ما يرُدُّ قولهم] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "شرح مسلم": [وهذا الذي ذكرناه من استحباب الإسراع بالمشي بها وأنه مراد الحديث هو الصواب الذي عليه جماهير العلماء] اهـ.
ونقل القاضي عن بعضهم أن المراد الإسراع بتجهيزها إذا استحق موتها، وهذا قول باطل مردود بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ.
وأضافت الإفتاء أن الإسراع في تجهيز الجنازة قد ورد به الشرع في أحاديث أخرى، ولكن هذا لا ينافي صلاة الراتبة البعدية للصلوات المكتوبة قبل الصلاة على الجنازة؛ ومثل هذا الوقت اليسير لأداء النافلة مغتفر في الإسراع، وقد روى ابن أبي شيبة في "مصنَّفه" عن الحسن في القوم يضعون الجنازة، فيجيء الرجل ينتظرونه؛ قال: لا بأس. فإذا كان ذلك جائزًا عندهم فلأن يجوز تقديم السنة البعدية من باب أولى.
أكدت الإفتاء أنه لا مانع شرعًا من أداء السنة البعدية للصلوات المكتوبة قبل صلاة الجنازة، ولا يُعَدُّ هذا منافيًا للإسراع في التجهيز المندوب إليه شرعًا، والخلاف في ذلك قريب؛ لأن الكلام في الأولوية لا في الجواز؛ فكلا الأمرين جائز شرعًا، وترك الأَولى ليس حرامًا، ولا يجوز أن تكون أمثال هذه المسائل مثار تنازع بين المسلمين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الافتاء المصرية الإفتاء السنة الراتبة أداء صلاة الجنازة صلاة الجنازة
إقرأ أيضاً:
الزلزال في القرآن والسنة.. ماذا قال النبي عن الحكمة من وقوعها؟
الزلزال في القرآن والسنة .. يتساءل البعض عن ما الحكمة من وراء الكوارث الطبيعية والزلازل حيث تتردد الأسئلة في أذهان الناس: لماذا تحدث الزلازل؟ وهل لها دلالة على غضب الله؟ ولكن جاء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لم يغفلا هذا الحدث العظيم، بل ذكرا الزلازل في سياقات عدة، منها ما يصف هول يوم القيامة، ومنها ما يربط الظواهر الكونية بسنن إلهية تهدف إلى التذكير والعظة.
صلاة الزلزال والهزات الأرضية.. دار الإفتاء توضح كيف تؤديها وحكمها
هل الزلزال جند من جنود الله؟.. 10 أسرار لا يعرفها كثيرون
هل الزلزال غضب من الله؟ استعن بهذا الدعاء و9 وصايا نبوية عند حدوث الهزات الأرضية
دعاء الزلزال.. 10 كلمات تنجيك من غضب الله والهلاك بعذابه
جاءت سورة كاملة في القرآن الكريم باسم الزلزلة لتخبرنا آياتها عن مشهد القيامة حين تضطرب الأرض اضطرابا شديدا، وترتجف الأرض الثابتة ارتجافا، وتزلزل زلزالا، وتنفض ما في جوفها نفضا، وتخرج ما يثقلها.
كما ذُكر الزلزال في القرآن الكريم في قول الله تعالى "يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم"، وجاء الخطاب في الآية الكريمة موجهًا للناس أجمعين بأن يتقوا ربهم، كما ورد التحذير من زلزلة الساعة بأنها شيء عظيم وهي من أهوال يوم القيامة.
ماذا قال النبي عن الحكمة من وقوعها؟وفي السياق، بيّن مجمع البحوث الإسلامية، الحكمة الإلهية من حدوث الزلازل، مشيرا إلى الحديث النبوي الذي ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ الله لاَ تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ".
ووضّح مجمع البحوث أن الزلازل وغيرها من الظواهر الطبيعية إنما من آيات الله التي يرسلها ليخوف بها عباده، كما أوصى النبي جموع المسلمين بذكر الله والصلاة والدعاء في هذه الأوقات.
كيفية أداء صلاة الزلازل والهزات الأرضيةقالت دار الإفتاء المصرية، يُستحبُّ عند حدوث زلزالٍ أو شعور الإنسان به أن يَتَضَرَّع إلى الله بالدعاء الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خصوص الريح: "اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ" أو نحو ذلك من الأدعية.
وأوضحت دار الإفتاء في فتور لها منشورة على موقعها، كيفية أداء صلاة الزلزال، مشيرة إلى أنه على المؤمن أن يَفْزَعَ لصلاة ركعتين عند حدوث الزلزال؛ لئلَّا يكون غافلًا عن الله الذي يُفرّج الكروب، وبفضله ورحمته تهون الخطوب.
وأشارت الإفتاء إلى أن فقهاء المذاهب اتفقوا على استحباب الالتجاء إلى الله تعالى عند وقوع الزلزال بالصلاة؛ فقد نصُّوا على أن الفزع إلى الصلاة من وسائل التضرع لله رب العالمين عند حدوث مثل هذه الظاهرة، ومنهم من يرى أنها صلاةٌ مطلقة؛ أي: أن يصلي الإنسان ركعتين أو أكثر كصلاة الحاجة، ومنهم من يرى أنها مثل صلاة الكسوف والخسوف.
ما هو الدعاء الذي يقال عند الزلازل والهزات الأرضية؟وكان الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، قال إن أول ما حصل لـ آدم عليه السلام في الأرض كان "التعليم"، ومن هنا نتعلم أن الحياة بكل تفاصيلها مدرسة نتعلم فيها باستمرار.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والعواصف ليست غضباً أعمى، بل هي خطاب إلهي يوقظ القلوب، فهي آيات تخاطب وجدان الإنسان وتدفعه للعودة إلى الله سبحانه وتعالى.
وأشار إلى أن سنة الله في الكون تدعو إلى اليقظة لا إلى الفزع، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عند الخسوف: "فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره"، فهذه دعوة للتوجه إلى الله بالذكر والدعاء والاستغفار كوسيلة للتأمل والتصالح مع حدوث الظواهر.
دعاء الزلازل والهزات الأرضيةومن أفضل ما يقوله المؤمن من دعاء الزلازل والهزات الأرضية هي الأدعية التالية :
اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك.اللهم ادفع عنا البلاء والبراكين والزلازل والمحن وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن.اللهم إني أستودعك جميع المسلمين والمسلمات في بلاد المسلمين، واجعل ما أصابهم خيرا ونعمة عليهم، اللهم احفظهم وأنت خير الحافظين.