عاملات منزليات تركن لقدرهن وأوصدت عليهن الأبواب.. كيف فجرت الحرب في لبنان أبشع أنواع العنصرية؟
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
يُقال إن الأزمات تفجّر أسوأ الخصال النفسية في البشر، لكنها لا تخلق واقعًا جديدًا. فقد تجلت العنصرية تجاه العاملات الأجنبيات خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان بأوضح صورها على أكثر من صعيد، حيث عمد بعض أرباب العمل إلى حبس عاملات المنازل داخل البيوت، ويخرجون متجاهلين الخطر المحدق بأولئك المحتجزات.
يعمل في لبنان أكثر من 17 ألف عامل مهاجر، تشكل النساء من إثيوبيا وسريلانكا والسودان وبنغلاديش والفلبين النسبة الأكبر بينهم، وذلك بحسب منظمة الهجرة الدولية.
وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قصص عديدة لعاملات منزليات مهاجرات يتحدثن عن مواقف عنصرية تعرضن لها من قبل أرباب عملهن أو من مراكز حكومية رفضت استقبالهن كنازحات في الحرب.
وروت بعض العاملات الأجنبيات أن أرباب عملهن تركوهن وفروا من القصف دون إعطائهن جوازات السفر الخاصة بهن أو مستحقاتهن المالية، فيما شُردت عاملات أخريات في الشوارع بعد تعرض محل إقامتهن للقصف.
في هذا السياق، تشير منظمة الهجرة الدولية إلى وجود 150 عاملة مهاجرة على الأقل من الجنسية السيراليونية بلا مأوى حاليا، حيث تركهن أصحاب العمل ولم يرغبوا في اصطحابهن، أو في دفع تكاليف سفرهن من أجل إعادتهن إلى أوطانهن، أو حتى إعطائهن جوازات السفر الخاصة بهن أو إتمام معاملاتهم لدى قوى الأمن اللبناني. من جهة أخرى، تشير المنظمة إلى أنها تمكنت من إيواء حوالي 4 آلاف مهاجر، لكنها عاجزة عن التكفل بعودة جميع المهاجرين في لبنان نظرًا لقلة الموارد.
Relatedلماذا يعد بقاء قوات اليونيفيل في لبنان أمراً مهماً لأوروبا؟ ورقة بحثية: واشنطن موّلت 70% من تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان حرب غزة: مجازر في بيت لاهيا ومقتل 4 ضباط إسرائيليين بجنوب لبنان وعملية دهس قرب قاعدة عسكرية بتل أبيب،تواصلت يورونيوز مع "حركة مناهضة العنصرية في لبنان"، وهي منظمة غير حكومية، وإحدى شريكات "هيئة الأمم المتحدة للمرأة"، تُعنى بتوثيق الأحداث العنصرية التي يتعرض لها المهاجرون في المجتمع اللبناني. وفي مقابلة مع رئيسة برنامج المناصرة سلمى صقر، قالت صقر لـ"يورونيوز"" إن الحركة تتعامل حاليًا مع آلاف النساء المهاجرات المشردات في الشوارع وهن بحالة نفسية ومادية سيئة لأنهن ضحايا للحرب الإسرائيلية أولًا والعنصرية ثانيًا.
إذا كانت الدولة ترفض إستقبالهن في المراكز، وأصحاب العمل تركوهن، والعودة إلى بلادهن معقدة، والشوارع غير آمنة، فأين يذهبن؟ سلمى صقر رئيسة برنامج المناصرة في حركة مناهضة العنصرية في لبنانوقد أثبتت التجربة، بحسب سلمى صقر، أن لبنان يتعامل بشكل عنصري مع العاملات المهاجرات خلال الأزمات، فقد سبق أن تُركت مئات منهن في الشوارع أثناء حرب تموز 2006، وتكرر الأمر ذاته خلال جائحة "كوفيد -19"، وانفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، وحاليًا يواجهن المصير نفسه.
تغريدة لحركة مناهضة العنصرية في لبنان حول الاضطهاد الذي تتعرض له المهاجراتوتشير سلمى صقر إلى أن الدولة اللبنانية تستثني في كل مرة الإحاطة بمشاكل العاملات المهاجرات خلال الحروب، فالدولة والمجتمع "يتعاملون مع العاملات المنزليات المهاجرات كأنهن إكسسوار وليسوا بشرًا" على حد تعبيرها.
وتلفت الحركة إلى أنها تعاملت مع حالات كثيرة من المهاجرات رُفض استقبالهن في مراكز الإيواء اللبنانية الرسمية التي فُتحت للنازحين بسبب لون بشرتهن الداكن. فالدولة اللبنانية، بحسب سلمى صقر، تواجه تحديات جسيمة نتيجة عدم القدرة على استيعاب حركة النزوح الكثيفة، وقلة الموارد، وهشاشة خطة الطوارئ في الحرب، مما جعل للبنانيين الأولوية في اللجوء إلى المراكز "لكن ذلك ليس مبررًا للتعامل معهن بشكل عنصري" كما تقول وتسأل صقر:" إذا كانت الدولة ترفض إستقبالهن في المراكز، وأصحاب العمل تركوهن، والعودة إلى بلادهن معقدة، والشوارع غير آمنة، فأين يذهبن؟".
حركة مناهضة العنصرية في لبنان تدعو منظمة الهجرة إلى فتح مراكز إيواء للمهاجرات اللواتي تقطعت بهن السبر خلال الحربوتوضح الحركة أن التهميش الذي تتعرض له هذه الفئات هو "نتيجة لسنوات من العنصرية المتجذرة في نظام الكفالة اللبناني بشكل أساسي، وغياب الحد الأدنى للأجور، فضلًا عن غياب المساءلة والمحاسبة القانونية تجاه الظلم والإساءات".
وتلفت صقر إلى أن عودة المهاجرات إلى بلادهن صعبة وتتطلب عملية معقدة بالقول"الجميع يدعو إلى إرجعاعهن إلى أوطانهن وكأنه أمر سهيل وبديهي". لكنها توضح أن العملية معقدة، لأن بلادهن تعيش حروبًا مماثلة مثل السودان وبنغلاديش وأثيوبيا، فضلًا عن أن إرجاعهن يتطلب معاملات رسمية طويلة من الأمن العام اللبناني، و"البعض ينسى أن هناك عاملات عشن في لبنان ثلاثين سنة أو أكثر، وهن يعتبرنه وطنًا لهن".
وتختم صقر بالقول إن الحركة تحاول جهدها للتواصل مع مختلف المنظمات الدولية لإيجاد مأوى لهؤلاء العاملات المشردات، بدل تركهن في الشارع، على أمل أن تنظر الدولة اللبنانية في شأنهن، وأن تتعاطى مع هذا الملف بجدية وإنسانية، وتنظر في التعويض بعد انتهاء الحرب.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الوظائف في أوروبا تواجه تحديات: أبرز القطاعات المعرضة للتغيير التكنولوجي إنتاج محتوى متميز من العروض المسرحية إلى الفيديو نعيم قاسم: حزب الله تعافى بعد الضربة المؤلمة وسنستمرّ في مواجهة إسرائيل إسرائيل حروب نزوح مهاجرون لبنانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا كامالا هاريس تكنولوجيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا كامالا هاريس تكنولوجيا إسرائيل حروب نزوح مهاجرون لبنان الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا كامالا هاريس وقاية من الأمراض الذكاء الاصطناعي كوريا الشمالية نووي تهديد قطاع غزة فلاديمير بوتين وظائف تكنولوجيا یعرض الآن Next سلمى صقر إلى أن
إقرأ أيضاً:
توقف لمدة عامين.. “الدايات” ينجح في إجراء أول عملية ولادة قيصرية بعد الحرب
متابعات ـ تاق برس- نجح مستشفى الولادة بمدينة أم درمان (الدايات) في إجراء أول عملية قيصرية داخل الجناح الخاص بالمستشفى، بعد توقف استمر لأكثر من عامين بسبب تداعيات الحرب.
وتتمثل هذه الخطوة إنجازاً مهماً في مسار إعادة تأهيل وتفعيل المستشفى، وتعكس التزام الطاقم الطبي والإداري بتوفير خدمات صحية متكاملة وعالية الجودة للمرضى.
وأوضحت إدارة المستشفى أن استئناف العمل بالجناح الخاص يُعد مؤشراً إيجابياً على تحسن بيئة العمل الطبي بالمستشفى، ويمهد لعودة المزيد من الخدمات المتخصصة خلال الفترة المقبلة.
وقالت إن هذا الإنجاز يعزز الثقة في النظام الصحي المحلي ويظهر الإصرار على التغلب على التحديات واستعادة الحياة الطبيعية تدريجيًا.
أمدرمانمستشفى الداياتولادة قيصرية