من دبي.. جوجل تطلق أكبر مبادراتها للذكاء الاصطناعي في المنطقة
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
أعلنت جوجل Google، اليوم الخميس، عن المبادرة الأكبر لها في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تهدف من خلالها إلى توفير المهارات الأساسية في المجال، وتمويل الأبحاث ذات الصلة، وطرح منتجات مستندة إلى الذكاء الاصطناعي.
جاء الإعلان عن المبادرة خلال فعالية AI Connect، التي أقيمت في متحف الاتحاد بدبي، بحضور عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في دولة الإمارات، ومئات الممثّلين الحكوميين والمطوّرين وروّاد الأعمال.وقالت جوجل إن الإعلان عن "مبادرة فرص الذكاء الاصطناعي" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يأتي تماشيًا مع التزامها تجاه المنطقة، مشيرة إلى أنها درّبت 3 ملايين شخص على المهارات الرقمية الأساسية منذ عام 2018، فيما تهدف المبادرة الجديدة إلى تمكين 500 ألف شخص في أول سنتين بالمهارات الضرورية لاستخدام الذكاء الاصطناعي والنجاح في العصر الرقمي.
وستركّز "مبادرة فرص الذكاء الاصطناعي" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على بناء المهارات ودعم الأبحاث وتوفير المنتجات ذات الصلة، ودعم البنية التحتيّة اللازمة للتطور التكنولوجي.
وأعلنت جوجل خلال الفعالية أيضاً أن ذراعها الخيرية تعتزم تقديم 15 مليون دولار أمريكي بين العام الجاري ونهاية 2027، لضمان استفادة الجميع من إمكانات الذكاء الاصطناعي.
ووفق بيان صحفي لحوجل: تشير الأبحاث الأخيرة إلى ضرورة تسريع زيادة الوعي بالتكنولوجيات الرقمية والذكاء الاصطناعي لمساعدة المزيد من الأفراد على المنافسة في بيئات العمل والاقتصادات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ووفقًا لتقرير Economist Impact، يُقدَّر وصول التأثير الاقتصادي للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 320 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2030.
وأكدت روث بورات، الرئيسة والمديرة التنفيذية للاستثمار والشؤون المالية في ألفابت وجوجل في كلمة خلال الفعالية، أن استثمارات جوجل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ساهمت في مساعدة الأفراد والشركات في اكتساب المهارات، والتمكن من الاستفادة من الفرص الرقمية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الذكاء الاصطناعي الإمارات الذكاء الاصطناعي الشرق الأوسط وشمال أفریقیا الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة
#سواليف
#الشرق_الأوسط بين #المطرقة و #السندان: حين تُمسك #واشنطن و #تل_أبيب بخيوط اللعبة
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
تعيش منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا، حيث تتقاطع فيها خطوط النار مع التحالفات الدولية، وتتشابك الأجندات الإقليمية مع صراعات النفوذ. لكن رغم تعدد الفاعلين الظاهريين، يظل المشهد محكومًا بثنائية واضحة: الولايات المتحدة ترسم الخطوط الكبرى، وإسرائيل تنفذها على الأرض. أما بقية الأطراف، من العواصم العربية إلى العواصم الأوروبية، فدورها لا يتعدى التفاعل الهامشي مع نتائج سياسات لا يملكون التأثير الحقيقي فيها.
مقالات ذات صلةفي قلب هذا الواقع المأزوم، تتصدر غزة المشهد مجددًا كرمز للمعاناة المستمرة. القصف الإسرائيلي المتواصل يحصد أرواح الأبرياء، ويدمر المنازل والبنى التحتية، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة. المستشفيات انهارت، والمساعدات لا تدخل إلا بشق الأنفس، والمجتمع الدولي يراقب بصمت. وحتى الوساطات الإقليمية، مثل جهود مصر وقطر، رغم جديتها، تبدو عاجزة أمام تعنت إسرائيلي مدعوم سياسيًا وعسكريًا من واشنطن.
الولايات المتحدة، التي تُفترض بها مسؤولية كقوة كبرى، لا تقوم بدور الوسيط النزيه. بل تواصل تقديم مقترحات “سلام” تفصّلها وفق المصلحة الإسرائيلية، متجاهلة الحقوق الفلسطينية الأساسية، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار. لا عجب إذًا أن ترفض الفصائل الفلسطينية هذه المبادرات، التي تهدف إلى تهدئة مرحلية دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع.
ولا تختلف الصورة كثيرًا في لبنان، حيث الجنوب ما يزال ساحة مستباحة للغارات الإسرائيلية المتكررة. الدولة اللبنانية تعاني من ضعف مؤسسي وغياب إرادة موحدة، فيما سلاح حزب الله يظل محط جدل داخلي وإقليمي. ومع استمرار إسرائيل في تجاوز الخطوط الحمراء دون مساءلة، تتحول الأراضي اللبنانية إلى منطقة توتر دائمة، في ظل عجز دولي واضح عن فرض أي قواعد اشتباك عادلة.
أما الملف الإيراني، فهو بدوره يعكس ذات المعادلة المختلّة. طهران رفضت مؤخرًا مقترحًا نوويًا أمريكيًا وصفته بـ”غير القابل للتطبيق”، معتبرة أنه يكرس منطق الضغوط لا التفاهم. ومع تعثر المفاوضات وغياب الثقة، تتسع الهوة بين واشنطن وطهران، ويزداد التوتر على أكثر من جبهة، بما ينذر بانفجار إقليمي قد يتجاوز حدوده الجغرافية.
في ظل هذا المشهد، تبدو الساحة العربية في أسوأ حالاتها من حيث التنسيق والتأثير. لا جامعة عربية فاعلة، ولا تكتل إقليمي قادر على تشكيل موقف موحد. البعض غارق في أزماته الداخلية، والبعض الآخر يدير ظهره للقضية الفلسطينية في مقابل مكاسب تطبيعية آنية. هذه الانقسامات منحت إسرائيل فرصة ذهبية لتوسيع مشروعها الاستيطاني وفرض وقائع جديدة، دون أن تواجه ضغطًا حقيقيًا من أي طرف عربي.
اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يقود الحكومة اليوم، لم يعد يخفي نواياه. هناك إيمان عميق داخل المؤسسة الحاكمة في تل أبيب بأن استخدام القوة وحده كفيل بتحقيق “الأمن”، وأن المجتمع الدولي لن يتجاوز بيانات القلق المعتادة. وهذا ما تؤكده ردود الفعل الباهتة على المجازر في غزة، التي لم تُقابل حتى الآن بأي تحرك فعلي من مجلس الأمن أو المؤسسات الحقوقية.
الأخطر من كل ذلك هو تطبيع التوحش. حين تُمارس القوة بلا محاسبة، ويُكافأ المعتدي بدلاً من رَدعِه، تتحول المجازر إلى مشهد يومي، وتتحول المبادئ إلى شعارات خاوية. وفي هذا السياق، لم تعد العدالة جزءًا من المعادلة السياسية، بل مجرد تفصيل لا يغيّر شيئًا في حسابات الربح والخسارة الجيوسياسية.
إن الأزمة في الشرق الأوسط ليست أزمة عابرة، ولا يمكن حلّها عبر تسويات شكلية. طالما أن مفاتيح الحل لا تزال محتكرة من قبل من يرفض أصلًا الاعتراف بجوهر المأساة، فإن كل حديث عن السلام يظل أقرب إلى الوهم. المطلوب ليس إدارة الأزمة، بل كسر المعادلة التي جعلت من الاحتلال واقعًا طبيعيًا، ومن الضحية متهمًا.
لقد آن الأوان لإعادة النظر في أدوات الضغط، وتفعيل الأدوار العربية والدولية، لا بالصوت فقط، بل بالفعل. فسلام بلا عدالة ليس سلامًا، بل استراحة مؤقتة تسبق انفجارًا أكبر.